“الخال”.. ذلك القريب المفضل في الدراما والسينما العربية
سامر الشغري
لم تخفِ النظارات الشمسية التي وضعتها حزناً يغالب عينيها ظهر جلياً لي وأنا أعزيها بوفاة خالها، فتلوت عبارات مقتضبة سريعة لأني لست ماهراً في هكذا مواقف، وخرجت على عجل وأنا أفكر.
ربما إذا عزيتها بخالها بأسلوبي أستطيع التخفيف عن حزنها بطريقة أفضل، فنحن معشر الصحفيين في الكتابة أمهر منا من الحديث المباشر، ولطالما كان للخال عند الناس مكانة خاصة، فالعرب منذ القدم افتخرت بأخوالها، والأمثال الشعبية تطفح بذكره من (الخال والد) و(إذا طلع الولد لخاله يا زينة أفعاله)، ليحظى بمكانة لا تجاريها مكانة من أقرباء الدرجة الأولى.
هذه النظرة الإيجابية التقليدية للخال انتقلت من صفحات الكتب والأقوال المتوارثة إلى الخشبات والشاشات، عندما تعرف العرب على فنون التمثيل، وعلى مدى خمسة وثمانين عاماً، كرّس الخال بصورة مفرطة في الدراما والسينما، وبشكل أقل في المسرح، من بين كل الأقرباء، بأنه شخص محبّ ومساعد ويعتني بالبطل أو البطلة في غياب الأهل، في حين لا نجد هذا الاحتفاء بالعم مثلاً أو حتى بالجد.