رحم الله الشاعر كريم العراقي ، وكان آخر ما سطره القلم وجاشت به المشاعر وهو على سرير الموت:
ضاقت عليَّ كأنَّها تابوتُ
لكنَّما يأبى الرَّجَاءُ يموتُ
والصبرُ يعرفُ من أنا منذُ الصبا
وشمٌ له في أضلعي منحوتُ
فنشأتُ تحتَ الضيمِ غيرَ مُدللٍ
ما راعني الحرمانُ والطاغوتُ
وأنا الذي دفنَ اللئام منابعي
وطوى يدي بسحره هاروتُ
أرأيتَ حيًّا ميتًا متماسكًا
متفائلًا وله الأماني قوتُ
هذا أنا.. سرقت شبابي غربتي
وتنكرت لي أعينٌ وبيوتُ
يا مسعفي لو في الرجاءِ مذلةٌ
دعني عزيزًا في العرينِ أموتُ
أنا نخلةُ الفردوس جفَّ فراتها
وأنينها وأنينه مكبوتُ
علمٌ أنا والرِّيحُ باست رأسَهُ
مَنْ باركته الريحُ كيف يموتُ
أمشي جريحًا والعيونُ مضيئة
كبريقِها الألماسُ والياقوتُ
يا ناثرَ الأوهامِ فوقَ جراحِنا
وا خيبتاهُ إذا الأوانُ يفوتُ
فرجٌ عسيرٌ والولادةُ صعبةٌ
والصابرون على القضاءِ سكوتُ
والأرضُ حُبلى بالمخاضِ المُرْتَجَى
وبصيحةٍ يصحو لها الملكوتُ
ضاقت عليَّ كأنَّها تابوتُ
لكنَّما يأبى الرَّجَاءُ يموتُ
رحمه الله.