القرش shark سمكة بحرية(وبعضها مفترسة تدخل الأنهار الساحلية تنتمي إلى رتيبة الأشلاقيات

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • القرش shark سمكة بحرية(وبعضها مفترسة تدخل الأنهار الساحلية تنتمي إلى رتيبة الأشلاقيات

    القرش (سمك ـ)

    القرش shark سمكة بحرية (وبعضها مفترسة تدخل الأنهار الساحلية، مثل القرش الثور bull shark). تنتمي إلى رتيبة الأشلاقيات[ر] Selachii رتبة أشلاقيات الشكل (أو قرشيات الشكل) Selachiiformes، صفيف صفيحيات الغلاصم Elasmobranchii، صف الأسماك الغضروفية Chondrichthyes. يعرف منها نحو 368نوعاً.
    شكلها
    الشكل (1) سمك القرش وتظهر الشقوق الغلصمية الخارجية
    الشكل (2) فم القرش مجهز بأسنان حادة
    الشكل (3) الأنواع المختلفة للزعنفة الذيلية للقرش
    أجسام القرش مغزلية الشكل وهيكلها غضروفي، يُعَزَّزُ أحياناً بترسبات من كربونات الكالسيوم. فكوكها متطورة، وأسنانها حادة تتجدد مع الزمن. تختلف حجومها اختلافاً كبيراً، إذ يصل طول أصغر أسماك القرش إلى عدة سنتمترات، ونحو عشرين غراماً وزناً (القروش القزمة). أما القروش الحوتية، وهي أضخم أنواع القروش وأضخم الأسماك جميعاً، فقد يصل طول الواحد منها إلى 13متراً تقريباً ووزنه إلى أكثر من 14طناً، أي أكثر من ضعفي وزن الفيل. يبلغ طول القرش الأبيض مثلاً (الذي يقطن المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية والمياه الدافئة من العالم، كما يوجد في البحر المتوسط وبحر اليابان) عند الولادة أربعة أمتار، وثلاثة عشر متراً عند البلوغ. يغطي جسمها حراشف من النوع السني اللوحي placoid ذات تركيب شبيه بتركيب الأسنان، لذلك فهي تتجدد مع الزمن.
    زعانف سمك القرش الصدرية متوسطة الحجم، والذيلية كبيرة وغير متساوية الفصين، ويستعملها الحيوان بفعالية في السباحة، ومع ذلك يوجد منها أشكال مختلفة (الشكل 3).
    تتنفس أسماك القرش من خلال 5شقوق غلصمية على كل من جانبي الرأس، حيث يغيب الغطاء الغلصمي الذي يميز الأسماك العظمية (الشكل 1)، كما تفتقر للكيس السباحي (أو المثانة الهوائية) الذي يوجد عند الأسماك العظمية، لذلك فإن كثافتها أعلى من كثافة الماء، ولابد لها كي تحافظ على بقائها سابحة في الماء، من أن تبقى في حركة مستمرة.
    أسماك القرش من ذوات الدم البارد، فحرارة جسمها غير ثابتة poikilothermic وتتغير بتغير درجة حرارة الماء الذي توجد فيه، ولو أن لبعض أنواعها القدرة على المحافظة على درجة حرارة جسم أعلى من درجة حرارة الوسط بقليل.
    حياتها وطباعها:
    تعيش بعض أنواع سمك القرش في أعماق المحيطات، في حين يوجد بعض آخر قريباً من السطح، وتعيش بعض الأنواع في المياه الساحلية. تتغذى بطيف واسع من الأغذية الموجودة في مياه البحر. وهي شرسة، وخاصة في المياه الدافئة حيث تهاجم المستحمّين والغوّاصين، وتفترس اللافقاريات وحتى الفقاريات الكبيرة كالفقمة، كما قد يفترس بعضها بعضاً وتهاجم الإنسان (القرش الأبيض والقرش الأزرق) وقد تودي بحياته. ويمكنها أن تقلب قوارب الصيد الصغيرة وتهاجم شباك الصيد وتفترس أسماكها. وتسبح أسماك القرش عادة حول فريستها مرات عدة فإذا لم تُبْدِ خوفاً فمن المحتمل ألا تهاجمها إطلاقاً.
    وهي سريعة السباحة، قد تصل سرعتها إلى نحو 60كم/ساعة، وتسبح باستمرار وفمها مفتوح لتسهيل ورود المياه إلى الغلاصم لاستخلاص كميات كافية من أكسجين الماء اللازم للتنفس وتغطية احتياجات الجسم الكبيرة منه. حاسة البصر عندها ضعيفة، بسبب نقص في تركيب شبكية العين، وهي من ثم لا تستطيع تمييز الألوان.
    تتمتع أسماك القرش بحاسة شم حادة، إذ تستطيع شم رائحة دم إنسان مجروح من مسافات بعيدة، كما أنها تُثَار بسرعة بالضوضاء والأصوات الصاخبة وتستجيب لها، إضافة إلى ميلها إلى مهاجمة الأجسام التي تسبح بحركات عشوائية من دون انتظام (كما يحدث لدى الغرقى المذعورين)، لذلك تنجذب أسماك القرش بسرعة نحو أماكن الكوارث، وتتجه نحو أماكن سقوط الطائرات في البحر أو أماكن غرق السفن وتهاجم الركاب. وقد دلت الإحصاءات على أن أغلب ضحايا مثل هذه الكوارث يعود إلى مهاجمة أسماك القرش أكثر مما يعود إلى آثار الحادث ذاته، وكثيراً ما يتم انتشال جثث الضحايا وهي من دون أطراف، بسبب مهاجمة أسماك القرش لها، ولذلك تسمى الأسماك الغضروفية «شرطي البحر»، فهي المراقب الدائم للمشكلات والحوادث كافة التي تحصل في البحر.
    تهاجم فرائسَها على شكل جماعات، وتُقَطِّع الدلافين والحيتان الصغيرة والسلاحف البحرية والتماسيح، وتتناول مخلَّفات السفن وحتى الإنسان. ويدعى القرش الأبيض بآكل البشر، لأنه يستطيع بأسنانه الحادة، قطع جسم إنسان إلى نصفين، وابتلاع سمكة قرش أخرى بطول مترين.
    تتميز أسماك القرش بإحساس شديد إلى درجة أنها تتحفز وتسبح بسرعة نحو مكان وضع قطع من لحم السمك أو الحبَّار أو أي غذاء آخر، ويلفت انتباهها الدم الطازج خاصة حتى بأصغر التراكيز، وهذا ما يدفعها إلى الحركة ومهاجمة الجرحى من السباحين. وتستجيب أسماك القرش لمجرد إضافة ماء احتجزت فيه سمكة خائفة إذ تتحسس بالمواد التي تفرزها الكائنات الحية الأخرى، أو تميز الذبذبات الصادرة عن حركتها بوساطة خطها الجانبي.
    تكاثرها
    الشكل (4) جنين القرش ضمن محفظة البيوض
    أسماك القرش منفصلة الجنس، حيث يمكن، ظاهرياً، تمييز ذكورها من إناثها بوساطة العضو الذكري المزدوج claspers الذي تحوَّر عن الزعانف البطنية للذكور، والذي يستعمل لإيصال السائل المنوي إلى القناة المهبلية للأنثى.
    يتم إخصاب البيوض في القسم العلوي من القناة الناقلة للبيض. بعض أنواع القروش وَلودة viviparous إذ تتحول البيوض المخصبة إلى أجنَّة تتطور في جزء متحوِّر عن القناة الناقلة للبيوض بشكل الرحم. وتتغذى الأجنة في هذه الحالة بوساطة مشيمة كاذبة تصل الجنين بجدار الرحم، حيث يعتمد الجنين على هذه المشيمة في الحصول على الغذاء من الأم، أكثر مما يعتمد على المخزون الغذائي المحّي للبيضة المخصبة. غير أن الغالبية العظمى من القروش وَلودة بَيوضة ovoviviparous، والجنين في هذه الحالة يتغذى بالمخزون الغذائي المحي للبيضة المخصبة أكثر مما يعتمد على الأم. لكن في بعض الحالات يمتص الجنين السائل الغذائي الذي تفرزه أنسجة جدار الرحم ذاته حيث لا يوجد ارتباط مشيمي حقيقي بين الجنين والأم.
    القليل من أنواع القرش (مثل القرش الحوتي) بَيوض oviparous حيث يتطور الجنين ضمن البيضة المخصبة لفترة طويلة قد تصل إلى سنتين. يحاط البيض المخصب غالباً بمَحافظ (كبسولات) حماية ذات تركيب خاص تأخذ أشكالاً محددة تسهم في تثبيت البيضة على النباتات والأجسام الأخرى تلافياً لانجرافها إلى أماكن أخرى غير مناسبة للفقس (الشكل 4). يستغرق تشكل الجنين بعد الإخصاب بين 9و25شهراً حسب الأنواع، ويراوح عدد المواليد بين 1و82 وليداً لدى القرش الأزرق (الشكل 5).
    الشكل (5) القرش الأزرق
    تشبه الصغار الناتجة الآباء شكلاً وسلوكاً، وتكون نشيطة وكاملة التكوين وظيفياً، وقد تكون أحياناً كاملة التكوين وظيفياً حتى قبل الولادة، إذ تستطيع صغار بعض الأنواع (القرش الرملي، القرش العملاق الأبيض) وقبل ولادتها، أن تلتهم البيوض التي لم تفقس بعد أو الأجنة الأصغر وهي لا تزال في رحم الأم. وتصل شراسة أسماك القرش إلى درجة ميلها إلى الافتراس أفراد النوع الواحد، فالأفراد الكبيرة تفترس الأصغر منها. وتضرب أسماك المنشار Pristis أسراب الأسماك الأخرى، بالاستطالة المنشارية الحادة العلوية التي تحملها، وتشل حركتها قبل اللجوء إلى التهامها، وقد تهاجم هذه السمكة السبَّاحين وتسبب لهم الأذى.
    أهميتها الاقتصادية
    تصاد أسماك القرش على المستوى العالمي من أجل لحومها التي تستعمل في التغذية، ومن أجل زعانفها التي يحضر منها حساء منشِّط باهظ الثمن. ويحتوي كبد أسماك القرش على كميات كبيرة من الزيت يساعد السمكة على الطفو فوق الماء، وهو غني بفيتامين A. لذلك تصاد أنواع عديدة منها للحصول على زيت الكبد، إذ إن كبد بعض أنواع القرش يمكن أن يعطي نحو 470ليتراً من زيت السمك. وحتى أواخر الأربعينيات من القرن العشرين كان زيت كبد الحوت هو المصدر الأساسي للفيتامين A. كما تصاد أسماك القرش من أجل جلدها الذي يستخدم كورق للصقل «البرداخ» كونه مغطى بحراشف لوحية سنية مدببة منغرسة في الجلد، وتصاد أيضاً من قبل الهواة كنوع من الرياضة. وقد أصبحت أسماك القرش مهددة بالانقراض؛ بسبب أعمال الصيد الجائر ونضجها الجنسي المتأخر وقلة عدد المواليد مقارنة بالأسماك الأخرى.
    ومنذ أواخر الخمسينيات من القرن العشرين استخدمت القروش في البحث العلمي، واهتم الباحثون اليوم بها ويحاولون استخلاص ما يمكن استخدامه في المستقبل علاجاً للسرطان.
    القروش في الساحل السوري
    أسماك القرش شائعة في المياه البحرية السورية، وقد أمكن تسمية 36نوعاً منها، تنتمي إلى 16رتبة. ينتمي أكثر هذه الأنواع إلى رتب الغَرّائيات Scyliorhinidae والقرشيات الخطمية Carcharhinidae والقرشيات Squalidae والرعادات Torpenidae والشفنينات Rajidae. وتوجد عادة في المياه البحرية المفتوحة على مسافات متفاوتة من الشاطئ، وغالباً في المياه العميقة قبالة الشطآن شديدة الانحدار.
    أمير إبراهيم
يعمل...
X