ذات الصواري ( معركة -)
معركة بحرية جرت في عهد الخليفة الراشدي عثمان بن عفان بين أسطول العرب المسلمين وأسطول دولة الروم البيزنطيين، في البحر المتوسط في موقع يقع بين سواحل مصر وسواحل آسيا الصغرى وذلك سنة 34هـ وانتهت بهزيمة الأسطول الرومي وتحطيم معظم سفنه على أيدي رجال الأسطول العربي الناشئ، الذي بدأ تأسيسه في موانئ بلاد الشام في عهد ولاية معاوية بن أبي سفيان وفي موانئ مصر في عهد ولاية عبد الله بن سعد بن أبي سرح الذي كان يتولى قيادة الأسطولين الشامي والمصري في هذه المعركة.
كانت هذه المعركة البحرية مفاجأة لكل من سمع بأخبارها لأن العرب المسلمين لم تكن لهم معرفة وخبرة في أمور البحر، بينما كان للروم معرفة واسعة وخبرة قديمة في أمور البحر حتى أصبح البحر المتوسط بحيرة يسيطر عليها الأسطول الرومي وأصبح اسمه بحر الروم.
تعود أسباب هذه المعركة إلى حالة الحرب القائمة بين العرب المسلمين ودولة الروم، ورغبة الروم بالثأر من العرب لما أصابهم على أيديهم من خسارة كبيرة في بلاد الشام ومصر والشمال الإفريقي وبعض الجزر في البحر المتوسط مثل أرواد ورودس وقبرص. ولا تزال برأي الروم الفرصة سانحة أمامهم للانتصار على العرب المسلمين في البحر لأن الروم ما زالت قواتهم البحرية لها الهيمنة والقوة والكثرة في البحر سفناً وأسلحة وخبرة بينما لم يكن للعرب ما يقابل ذلك.
لهذا خرج قسطنطين بن قيصر الروم هرقل على رأس أسطول اختلفت الروايات بعدد سفنه فقيل ألف سفينة وقيل ستمائة وقيل خمسمائة. فقد ذكر الطبري أن سفن الروم بلغت في معركة ذات الصواري خمسمئة سفينة وأنهم خرجوا في جمع لم يجتمع للروم مثله قط منذ كان الإسلام ويقول في رواية أخرى أن سفن الروم بلغت ستمائة مركب.
خرجت سفن العرب المسلمين من موانئ بلاد الشام بقيادة معاوية بن أبي سفيان وخرجت بقية السفن العربية من موانئ مصر بقيادة واليها عبد الله بن سعد بن أبي سرح الذي تسلم القيادة العامة وقد بلغ مجموع السفن العربية مئتي سفينة.
هذا العدد الكبير من السفن الرومية والعربية المشاركة في معركة ذات الصواري هو الذي أعطى هذه المعركة اسمها، بحسب قول بعض المؤرخين، وذلك لكثرة ساريات السفن أو صواريها التي اشتبكت في المعركة، في حين يرى بعض المؤرخين أن كلمة ذات الصواري هي نسبة إلى موضع بهذا الاسم مستدلين على ذلك برواية أوردها الطبري تقول: حتى بلغوا ذات الصواري فلقوا جموع الروم في خمسمائة مركب أو ستمائة... وقوله أيضاً: وأقام عبد الله بذات الصواري أياماً ... ويربط الكاتب اسم ذات الصواري بموضع يعد مصدراً للأخشاب التي تصنع منها صواري السفن وهي إحدى مناطق ساحل آسيا الصغرى التي عرفت بوجود هذا النوع من الأخشاب فيها.
أما تاريخ المعركة فهو في أغلب الأقوال سنة 34هـ/654م بينما نجد أن الطبري أورد معركة ذات الصواري مع أحداث سنة 31هـ وأوردها أيضاً في أحداث سنة 34هـ.
وربما كان الاختلاف في تحديد تاريخ هذه المعركة بسبب الخلط والربط بين فتح العرب لبعض جزر البحر المتوسط مثل قبرص ورودس وكريت (اقريطش) وبين معركة ذات الصواري، وهذا ما يدعو لاعتماد سنة 34هـ تاريخاً لهذه المعركة الحاسمة في تاريخ الصراع بين العرب والروم في البحر. وقد جرى خلاف آخر بين الذين كتبوا حول تاريخ هذه المعركة وهو خلاف حول مكان المعركة. فجعلها بعضهم أقرب إلى سواحل آسيا الصغرى أي قرب جزيرة رودس أو جزيرة قبرص، .بينما جعلها آخرون أقرب إلى مياه الإسكندرية وهو أقرب للواقع، ومما قد يؤكد هذا الرأي أن قسطنطين لجأ بعد هزيمته وفراره جريحاً من المعركة إلى جزيرة صقلية، وكان حتماً أقرب إليها.
وصف الطبري - وأكثر المراجع أخذت عنه - أحداث معركة ذات الصواري على النحو الآتي وباختصار: كان العرب المسلمون يعرفون أنهم في موقف ضعف في البحر لقلة سفنهم، وقلة عددهم، وقلة خبرتهم في حرب البحار، وأنهم يتميزون بقوة إيمانهم وزيادة خبرتهم في قتال البر وجهاً لوجه لذلك عمد قائد الأسطول العربي عبد الله بن سعد إلى مشاورة أصحاب الرأي من رجاله فقر رأيهم أن يجعلوا المعركة البحرية وكأنها معركة برية وذلك بربط سفنهم بعضها إلى بعض حتى أصبحت قطعة واحدة واقتربوا بها من سفن العدو فشدوها إليهم بالخطاطيف وربطوها بالحبال إلى سفنهم وقفزوا إليها وقاتلوا بطريقتهم وبسيوفهم وخناجرهم وكأنهم على البر، فجرت معركة قاسية قتل فيها عدد كبير من الطرفين حتى احمرت مياه البحر من الدماء، وكثرت الجثث التي تلقيها الأمواج هنا وهناك وتم النصر للعرب المسلمين وتحطمت معظم سفن الأعداء وفرت فلول الروم ومعهم قسطنطين جريحاً والتجأ إلى جزيرة صقلية وانتهت حياته قتلاً فيها.
نتائج معركة ذات الصواري
1 - كانت أول معركة بحرية فاصلة ينتصر فيها العرب المسلمون على أسطول دولة الروم البيزنطيين نصراً فتح الباب أمام أسطول العرب المسلمين لانتصارات متتابعة في البحر المتوسط.
2 - أصاب اليأس حكام دولة الروم بعد هزيمتهم البحرية بعد أن كان أملهم الوحيد بعد خساراتهم في البر هو اعتمادهم على أسطولهم ومحاولاتهم في استعادة الإسكندرية وبعض مناطق الشمال الإفريقي.
3 - أدرك العرب المسلمون بعد هذه المعركة أهمية سلاح الخطاطيف وهي كلاليب معدنية تربط بالحبال وتقذف على سفن الأعداء لشدها إليهم للقفز عليها وجعل المعركة وكأنها تجري على البر.
وهكذا تبقى معركة ذات الصواري مهما اختلف المؤرخون حول اسمها ومكانها وتاريخها المعركة الأولى الحاسمة في تاريخ البحرية العربية الإسلامية وبداية لازدهار هذه البحرية وسيطرتها على المياه المحيطة بدولة العرب والإسلام.
هاني المبارك
ذات الصواري ( معركة -)
معركة بحرية جرت في عهد الخليفة الراشدي عثمان بن عفان بين أسطول العرب المسلمين وأسطول دولة الروم البيزنطيين، في البحر المتوسط في موقع يقع بين سواحل مصر وسواحل آسيا الصغرى وذلك سنة 34هـ وانتهت بهزيمة الأسطول الرومي وتحطيم معظم سفنه على أيدي رجال الأسطول العربي الناشئ، الذي بدأ تأسيسه في موانئ بلاد الشام في عهد ولاية معاوية بن أبي سفيان وفي موانئ مصر في عهد ولاية عبد الله بن سعد بن أبي سرح الذي كان يتولى قيادة الأسطولين الشامي والمصري في هذه المعركة.
كانت هذه المعركة البحرية مفاجأة لكل من سمع بأخبارها لأن العرب المسلمين لم تكن لهم معرفة وخبرة في أمور البحر، بينما كان للروم معرفة واسعة وخبرة قديمة في أمور البحر حتى أصبح البحر المتوسط بحيرة يسيطر عليها الأسطول الرومي وأصبح اسمه بحر الروم.
تعود أسباب هذه المعركة إلى حالة الحرب القائمة بين العرب المسلمين ودولة الروم، ورغبة الروم بالثأر من العرب لما أصابهم على أيديهم من خسارة كبيرة في بلاد الشام ومصر والشمال الإفريقي وبعض الجزر في البحر المتوسط مثل أرواد ورودس وقبرص. ولا تزال برأي الروم الفرصة سانحة أمامهم للانتصار على العرب المسلمين في البحر لأن الروم ما زالت قواتهم البحرية لها الهيمنة والقوة والكثرة في البحر سفناً وأسلحة وخبرة بينما لم يكن للعرب ما يقابل ذلك.
لهذا خرج قسطنطين بن قيصر الروم هرقل على رأس أسطول اختلفت الروايات بعدد سفنه فقيل ألف سفينة وقيل ستمائة وقيل خمسمائة. فقد ذكر الطبري أن سفن الروم بلغت في معركة ذات الصواري خمسمئة سفينة وأنهم خرجوا في جمع لم يجتمع للروم مثله قط منذ كان الإسلام ويقول في رواية أخرى أن سفن الروم بلغت ستمائة مركب.
خرجت سفن العرب المسلمين من موانئ بلاد الشام بقيادة معاوية بن أبي سفيان وخرجت بقية السفن العربية من موانئ مصر بقيادة واليها عبد الله بن سعد بن أبي سرح الذي تسلم القيادة العامة وقد بلغ مجموع السفن العربية مئتي سفينة.
هذا العدد الكبير من السفن الرومية والعربية المشاركة في معركة ذات الصواري هو الذي أعطى هذه المعركة اسمها، بحسب قول بعض المؤرخين، وذلك لكثرة ساريات السفن أو صواريها التي اشتبكت في المعركة، في حين يرى بعض المؤرخين أن كلمة ذات الصواري هي نسبة إلى موضع بهذا الاسم مستدلين على ذلك برواية أوردها الطبري تقول: حتى بلغوا ذات الصواري فلقوا جموع الروم في خمسمائة مركب أو ستمائة... وقوله أيضاً: وأقام عبد الله بذات الصواري أياماً ... ويربط الكاتب اسم ذات الصواري بموضع يعد مصدراً للأخشاب التي تصنع منها صواري السفن وهي إحدى مناطق ساحل آسيا الصغرى التي عرفت بوجود هذا النوع من الأخشاب فيها.
أما تاريخ المعركة فهو في أغلب الأقوال سنة 34هـ/654م بينما نجد أن الطبري أورد معركة ذات الصواري مع أحداث سنة 31هـ وأوردها أيضاً في أحداث سنة 34هـ.
وربما كان الاختلاف في تحديد تاريخ هذه المعركة بسبب الخلط والربط بين فتح العرب لبعض جزر البحر المتوسط مثل قبرص ورودس وكريت (اقريطش) وبين معركة ذات الصواري، وهذا ما يدعو لاعتماد سنة 34هـ تاريخاً لهذه المعركة الحاسمة في تاريخ الصراع بين العرب والروم في البحر. وقد جرى خلاف آخر بين الذين كتبوا حول تاريخ هذه المعركة وهو خلاف حول مكان المعركة. فجعلها بعضهم أقرب إلى سواحل آسيا الصغرى أي قرب جزيرة رودس أو جزيرة قبرص، .بينما جعلها آخرون أقرب إلى مياه الإسكندرية وهو أقرب للواقع، ومما قد يؤكد هذا الرأي أن قسطنطين لجأ بعد هزيمته وفراره جريحاً من المعركة إلى جزيرة صقلية، وكان حتماً أقرب إليها.
وصف الطبري - وأكثر المراجع أخذت عنه - أحداث معركة ذات الصواري على النحو الآتي وباختصار: كان العرب المسلمون يعرفون أنهم في موقف ضعف في البحر لقلة سفنهم، وقلة عددهم، وقلة خبرتهم في حرب البحار، وأنهم يتميزون بقوة إيمانهم وزيادة خبرتهم في قتال البر وجهاً لوجه لذلك عمد قائد الأسطول العربي عبد الله بن سعد إلى مشاورة أصحاب الرأي من رجاله فقر رأيهم أن يجعلوا المعركة البحرية وكأنها معركة برية وذلك بربط سفنهم بعضها إلى بعض حتى أصبحت قطعة واحدة واقتربوا بها من سفن العدو فشدوها إليهم بالخطاطيف وربطوها بالحبال إلى سفنهم وقفزوا إليها وقاتلوا بطريقتهم وبسيوفهم وخناجرهم وكأنهم على البر، فجرت معركة قاسية قتل فيها عدد كبير من الطرفين حتى احمرت مياه البحر من الدماء، وكثرت الجثث التي تلقيها الأمواج هنا وهناك وتم النصر للعرب المسلمين وتحطمت معظم سفن الأعداء وفرت فلول الروم ومعهم قسطنطين جريحاً والتجأ إلى جزيرة صقلية وانتهت حياته قتلاً فيها.
نتائج معركة ذات الصواري
1 - كانت أول معركة بحرية فاصلة ينتصر فيها العرب المسلمون على أسطول دولة الروم البيزنطيين نصراً فتح الباب أمام أسطول العرب المسلمين لانتصارات متتابعة في البحر المتوسط.
2 - أصاب اليأس حكام دولة الروم بعد هزيمتهم البحرية بعد أن كان أملهم الوحيد بعد خساراتهم في البر هو اعتمادهم على أسطولهم ومحاولاتهم في استعادة الإسكندرية وبعض مناطق الشمال الإفريقي.
3 - أدرك العرب المسلمون بعد هذه المعركة أهمية سلاح الخطاطيف وهي كلاليب معدنية تربط بالحبال وتقذف على سفن الأعداء لشدها إليهم للقفز عليها وجعل المعركة وكأنها تجري على البر.
وهكذا تبقى معركة ذات الصواري مهما اختلف المؤرخون حول اسمها ومكانها وتاريخها المعركة الأولى الحاسمة في تاريخ البحرية العربية الإسلامية وبداية لازدهار هذه البحرية وسيطرتها على المياه المحيطة بدولة العرب والإسلام.
هاني المبارك
معركة بحرية جرت في عهد الخليفة الراشدي عثمان بن عفان بين أسطول العرب المسلمين وأسطول دولة الروم البيزنطيين، في البحر المتوسط في موقع يقع بين سواحل مصر وسواحل آسيا الصغرى وذلك سنة 34هـ وانتهت بهزيمة الأسطول الرومي وتحطيم معظم سفنه على أيدي رجال الأسطول العربي الناشئ، الذي بدأ تأسيسه في موانئ بلاد الشام في عهد ولاية معاوية بن أبي سفيان وفي موانئ مصر في عهد ولاية عبد الله بن سعد بن أبي سرح الذي كان يتولى قيادة الأسطولين الشامي والمصري في هذه المعركة.
كانت هذه المعركة البحرية مفاجأة لكل من سمع بأخبارها لأن العرب المسلمين لم تكن لهم معرفة وخبرة في أمور البحر، بينما كان للروم معرفة واسعة وخبرة قديمة في أمور البحر حتى أصبح البحر المتوسط بحيرة يسيطر عليها الأسطول الرومي وأصبح اسمه بحر الروم.
تعود أسباب هذه المعركة إلى حالة الحرب القائمة بين العرب المسلمين ودولة الروم، ورغبة الروم بالثأر من العرب لما أصابهم على أيديهم من خسارة كبيرة في بلاد الشام ومصر والشمال الإفريقي وبعض الجزر في البحر المتوسط مثل أرواد ورودس وقبرص. ولا تزال برأي الروم الفرصة سانحة أمامهم للانتصار على العرب المسلمين في البحر لأن الروم ما زالت قواتهم البحرية لها الهيمنة والقوة والكثرة في البحر سفناً وأسلحة وخبرة بينما لم يكن للعرب ما يقابل ذلك.
لهذا خرج قسطنطين بن قيصر الروم هرقل على رأس أسطول اختلفت الروايات بعدد سفنه فقيل ألف سفينة وقيل ستمائة وقيل خمسمائة. فقد ذكر الطبري أن سفن الروم بلغت في معركة ذات الصواري خمسمئة سفينة وأنهم خرجوا في جمع لم يجتمع للروم مثله قط منذ كان الإسلام ويقول في رواية أخرى أن سفن الروم بلغت ستمائة مركب.
خرجت سفن العرب المسلمين من موانئ بلاد الشام بقيادة معاوية بن أبي سفيان وخرجت بقية السفن العربية من موانئ مصر بقيادة واليها عبد الله بن سعد بن أبي سرح الذي تسلم القيادة العامة وقد بلغ مجموع السفن العربية مئتي سفينة.
هذا العدد الكبير من السفن الرومية والعربية المشاركة في معركة ذات الصواري هو الذي أعطى هذه المعركة اسمها، بحسب قول بعض المؤرخين، وذلك لكثرة ساريات السفن أو صواريها التي اشتبكت في المعركة، في حين يرى بعض المؤرخين أن كلمة ذات الصواري هي نسبة إلى موضع بهذا الاسم مستدلين على ذلك برواية أوردها الطبري تقول: حتى بلغوا ذات الصواري فلقوا جموع الروم في خمسمائة مركب أو ستمائة... وقوله أيضاً: وأقام عبد الله بذات الصواري أياماً ... ويربط الكاتب اسم ذات الصواري بموضع يعد مصدراً للأخشاب التي تصنع منها صواري السفن وهي إحدى مناطق ساحل آسيا الصغرى التي عرفت بوجود هذا النوع من الأخشاب فيها.
أما تاريخ المعركة فهو في أغلب الأقوال سنة 34هـ/654م بينما نجد أن الطبري أورد معركة ذات الصواري مع أحداث سنة 31هـ وأوردها أيضاً في أحداث سنة 34هـ.
وربما كان الاختلاف في تحديد تاريخ هذه المعركة بسبب الخلط والربط بين فتح العرب لبعض جزر البحر المتوسط مثل قبرص ورودس وكريت (اقريطش) وبين معركة ذات الصواري، وهذا ما يدعو لاعتماد سنة 34هـ تاريخاً لهذه المعركة الحاسمة في تاريخ الصراع بين العرب والروم في البحر. وقد جرى خلاف آخر بين الذين كتبوا حول تاريخ هذه المعركة وهو خلاف حول مكان المعركة. فجعلها بعضهم أقرب إلى سواحل آسيا الصغرى أي قرب جزيرة رودس أو جزيرة قبرص، .بينما جعلها آخرون أقرب إلى مياه الإسكندرية وهو أقرب للواقع، ومما قد يؤكد هذا الرأي أن قسطنطين لجأ بعد هزيمته وفراره جريحاً من المعركة إلى جزيرة صقلية، وكان حتماً أقرب إليها.
وصف الطبري - وأكثر المراجع أخذت عنه - أحداث معركة ذات الصواري على النحو الآتي وباختصار: كان العرب المسلمون يعرفون أنهم في موقف ضعف في البحر لقلة سفنهم، وقلة عددهم، وقلة خبرتهم في حرب البحار، وأنهم يتميزون بقوة إيمانهم وزيادة خبرتهم في قتال البر وجهاً لوجه لذلك عمد قائد الأسطول العربي عبد الله بن سعد إلى مشاورة أصحاب الرأي من رجاله فقر رأيهم أن يجعلوا المعركة البحرية وكأنها معركة برية وذلك بربط سفنهم بعضها إلى بعض حتى أصبحت قطعة واحدة واقتربوا بها من سفن العدو فشدوها إليهم بالخطاطيف وربطوها بالحبال إلى سفنهم وقفزوا إليها وقاتلوا بطريقتهم وبسيوفهم وخناجرهم وكأنهم على البر، فجرت معركة قاسية قتل فيها عدد كبير من الطرفين حتى احمرت مياه البحر من الدماء، وكثرت الجثث التي تلقيها الأمواج هنا وهناك وتم النصر للعرب المسلمين وتحطمت معظم سفن الأعداء وفرت فلول الروم ومعهم قسطنطين جريحاً والتجأ إلى جزيرة صقلية وانتهت حياته قتلاً فيها.
نتائج معركة ذات الصواري
1 - كانت أول معركة بحرية فاصلة ينتصر فيها العرب المسلمون على أسطول دولة الروم البيزنطيين نصراً فتح الباب أمام أسطول العرب المسلمين لانتصارات متتابعة في البحر المتوسط.
2 - أصاب اليأس حكام دولة الروم بعد هزيمتهم البحرية بعد أن كان أملهم الوحيد بعد خساراتهم في البر هو اعتمادهم على أسطولهم ومحاولاتهم في استعادة الإسكندرية وبعض مناطق الشمال الإفريقي.
3 - أدرك العرب المسلمون بعد هذه المعركة أهمية سلاح الخطاطيف وهي كلاليب معدنية تربط بالحبال وتقذف على سفن الأعداء لشدها إليهم للقفز عليها وجعل المعركة وكأنها تجري على البر.
وهكذا تبقى معركة ذات الصواري مهما اختلف المؤرخون حول اسمها ومكانها وتاريخها المعركة الأولى الحاسمة في تاريخ البحرية العربية الإسلامية وبداية لازدهار هذه البحرية وسيطرتها على المياه المحيطة بدولة العرب والإسلام.
هاني المبارك
ذات الصواري ( معركة -)
معركة بحرية جرت في عهد الخليفة الراشدي عثمان بن عفان بين أسطول العرب المسلمين وأسطول دولة الروم البيزنطيين، في البحر المتوسط في موقع يقع بين سواحل مصر وسواحل آسيا الصغرى وذلك سنة 34هـ وانتهت بهزيمة الأسطول الرومي وتحطيم معظم سفنه على أيدي رجال الأسطول العربي الناشئ، الذي بدأ تأسيسه في موانئ بلاد الشام في عهد ولاية معاوية بن أبي سفيان وفي موانئ مصر في عهد ولاية عبد الله بن سعد بن أبي سرح الذي كان يتولى قيادة الأسطولين الشامي والمصري في هذه المعركة.
كانت هذه المعركة البحرية مفاجأة لكل من سمع بأخبارها لأن العرب المسلمين لم تكن لهم معرفة وخبرة في أمور البحر، بينما كان للروم معرفة واسعة وخبرة قديمة في أمور البحر حتى أصبح البحر المتوسط بحيرة يسيطر عليها الأسطول الرومي وأصبح اسمه بحر الروم.
تعود أسباب هذه المعركة إلى حالة الحرب القائمة بين العرب المسلمين ودولة الروم، ورغبة الروم بالثأر من العرب لما أصابهم على أيديهم من خسارة كبيرة في بلاد الشام ومصر والشمال الإفريقي وبعض الجزر في البحر المتوسط مثل أرواد ورودس وقبرص. ولا تزال برأي الروم الفرصة سانحة أمامهم للانتصار على العرب المسلمين في البحر لأن الروم ما زالت قواتهم البحرية لها الهيمنة والقوة والكثرة في البحر سفناً وأسلحة وخبرة بينما لم يكن للعرب ما يقابل ذلك.
لهذا خرج قسطنطين بن قيصر الروم هرقل على رأس أسطول اختلفت الروايات بعدد سفنه فقيل ألف سفينة وقيل ستمائة وقيل خمسمائة. فقد ذكر الطبري أن سفن الروم بلغت في معركة ذات الصواري خمسمئة سفينة وأنهم خرجوا في جمع لم يجتمع للروم مثله قط منذ كان الإسلام ويقول في رواية أخرى أن سفن الروم بلغت ستمائة مركب.
خرجت سفن العرب المسلمين من موانئ بلاد الشام بقيادة معاوية بن أبي سفيان وخرجت بقية السفن العربية من موانئ مصر بقيادة واليها عبد الله بن سعد بن أبي سرح الذي تسلم القيادة العامة وقد بلغ مجموع السفن العربية مئتي سفينة.
هذا العدد الكبير من السفن الرومية والعربية المشاركة في معركة ذات الصواري هو الذي أعطى هذه المعركة اسمها، بحسب قول بعض المؤرخين، وذلك لكثرة ساريات السفن أو صواريها التي اشتبكت في المعركة، في حين يرى بعض المؤرخين أن كلمة ذات الصواري هي نسبة إلى موضع بهذا الاسم مستدلين على ذلك برواية أوردها الطبري تقول: حتى بلغوا ذات الصواري فلقوا جموع الروم في خمسمائة مركب أو ستمائة... وقوله أيضاً: وأقام عبد الله بذات الصواري أياماً ... ويربط الكاتب اسم ذات الصواري بموضع يعد مصدراً للأخشاب التي تصنع منها صواري السفن وهي إحدى مناطق ساحل آسيا الصغرى التي عرفت بوجود هذا النوع من الأخشاب فيها.
أما تاريخ المعركة فهو في أغلب الأقوال سنة 34هـ/654م بينما نجد أن الطبري أورد معركة ذات الصواري مع أحداث سنة 31هـ وأوردها أيضاً في أحداث سنة 34هـ.
وربما كان الاختلاف في تحديد تاريخ هذه المعركة بسبب الخلط والربط بين فتح العرب لبعض جزر البحر المتوسط مثل قبرص ورودس وكريت (اقريطش) وبين معركة ذات الصواري، وهذا ما يدعو لاعتماد سنة 34هـ تاريخاً لهذه المعركة الحاسمة في تاريخ الصراع بين العرب والروم في البحر. وقد جرى خلاف آخر بين الذين كتبوا حول تاريخ هذه المعركة وهو خلاف حول مكان المعركة. فجعلها بعضهم أقرب إلى سواحل آسيا الصغرى أي قرب جزيرة رودس أو جزيرة قبرص، .بينما جعلها آخرون أقرب إلى مياه الإسكندرية وهو أقرب للواقع، ومما قد يؤكد هذا الرأي أن قسطنطين لجأ بعد هزيمته وفراره جريحاً من المعركة إلى جزيرة صقلية، وكان حتماً أقرب إليها.
وصف الطبري - وأكثر المراجع أخذت عنه - أحداث معركة ذات الصواري على النحو الآتي وباختصار: كان العرب المسلمون يعرفون أنهم في موقف ضعف في البحر لقلة سفنهم، وقلة عددهم، وقلة خبرتهم في حرب البحار، وأنهم يتميزون بقوة إيمانهم وزيادة خبرتهم في قتال البر وجهاً لوجه لذلك عمد قائد الأسطول العربي عبد الله بن سعد إلى مشاورة أصحاب الرأي من رجاله فقر رأيهم أن يجعلوا المعركة البحرية وكأنها معركة برية وذلك بربط سفنهم بعضها إلى بعض حتى أصبحت قطعة واحدة واقتربوا بها من سفن العدو فشدوها إليهم بالخطاطيف وربطوها بالحبال إلى سفنهم وقفزوا إليها وقاتلوا بطريقتهم وبسيوفهم وخناجرهم وكأنهم على البر، فجرت معركة قاسية قتل فيها عدد كبير من الطرفين حتى احمرت مياه البحر من الدماء، وكثرت الجثث التي تلقيها الأمواج هنا وهناك وتم النصر للعرب المسلمين وتحطمت معظم سفن الأعداء وفرت فلول الروم ومعهم قسطنطين جريحاً والتجأ إلى جزيرة صقلية وانتهت حياته قتلاً فيها.
نتائج معركة ذات الصواري
1 - كانت أول معركة بحرية فاصلة ينتصر فيها العرب المسلمون على أسطول دولة الروم البيزنطيين نصراً فتح الباب أمام أسطول العرب المسلمين لانتصارات متتابعة في البحر المتوسط.
2 - أصاب اليأس حكام دولة الروم بعد هزيمتهم البحرية بعد أن كان أملهم الوحيد بعد خساراتهم في البر هو اعتمادهم على أسطولهم ومحاولاتهم في استعادة الإسكندرية وبعض مناطق الشمال الإفريقي.
3 - أدرك العرب المسلمون بعد هذه المعركة أهمية سلاح الخطاطيف وهي كلاليب معدنية تربط بالحبال وتقذف على سفن الأعداء لشدها إليهم للقفز عليها وجعل المعركة وكأنها تجري على البر.
وهكذا تبقى معركة ذات الصواري مهما اختلف المؤرخون حول اسمها ومكانها وتاريخها المعركة الأولى الحاسمة في تاريخ البحرية العربية الإسلامية وبداية لازدهار هذه البحرية وسيطرتها على المياه المحيطة بدولة العرب والإسلام.
هاني المبارك