ابن ذكوان (عبد الله بن أحمد -)
(173-242هـ/789-857م)
أبو عمرو عبد الله بن أحمد بن بشير ابن ذكوان القرشي الفهري، من كبار القرّاء، لم يكن في عصره أقرأ منه.
ولد ابن ذكوان في دمشق، وأخذ عن علمائها، بل استفاد وروى عمن دخلها من أهل العلم والرواية ولاسيما من أهل الحديث الشريف. سمع الحديث من الوليد بن مسلم القرشي الدمشقي، والإمام المشهور وكيع بن الجراح، واهتم بالقرآن الكريم وعلومه فتلقاه من أفواه القرّاء الكبار ولعل من أجلّ شيوخه في القراءة الإمام المشهور أيوب بن تميم.
انتهت قراءة الإمام ابن عامر الدمشقي إلى إمامين جليلين هما هشام بن عمار بن نصير قاضي دمشق، والإمام ابن ذكوان. ولا بد لمن أراد أن يجمع القراءات السبع أن يمر بسنده إلى الإمام ابن عامر من خلال ابن ذكوان أو ابن عمار عن أيوب عن يحيى عن ابن عامر بسنده السابق إلى النبي صلى الله عليه وسلم. وقراءة ابن عامر لا تعرف إلا من جهتي هشام وابن ذكوان، وفي ذلك يقول الإمام الشاطبي في «حرز الأماني» الذي نظم فيه القراءات السبع:
وأما دمشق الشام دار ابن عامر
فتلك بعبد الله طابت محللا
هشام، وعبد الله وهو انتسابه
لذكوان بالإسناد عنه تنقلا
يتحدث الذهبي مؤرخ الإسلام عن درجة ابن ذكوان العلمية في القراءات عندما ذكره في «سير أعلام النبلاء» قائلاً: «لما توفي أيوب بن تميم يعني مقرئ دمشق رجعت الإمامة حينئذ إلى رجلين: أحدهما مشتهر بالقراءة والضبط وهو ابن ذكوان فائتم الناس به، والآخر مشتهر بالنقل والفصاحة والرواية والعلم والدراية وهو هشام ابن عمار. فلما توفي ابن ذكوان اجتمع الناس على إمامة هشام والقراءة والنقل عنه».
وقد اعتمد على تحقيقات ابن ذكوان أهل القراءات، فصاحب كتاب النشر في القراءات قال: «لم يكن بالمشرق ولا بالمغرب أعلم بالقراءة منه».
وقال أبو زرعة الرازي: «ما في الوقت أقرأ من ابن ذكوان». ولذلك قصده الناس من الشرق والغرب، ومن أشهر تلامذته، الأخفش هارون بن موسى، ومحمد بن موسى الصوري المقرئ.
تولى الإمام ابن ذكوان إمامة جامع بني أمية الكبير بدمشق، وكان شيخ الإقراء بالشام بلا منازع.
توفي في دمشق.
بسام حمزاوي
(173-242هـ/789-857م)
أبو عمرو عبد الله بن أحمد بن بشير ابن ذكوان القرشي الفهري، من كبار القرّاء، لم يكن في عصره أقرأ منه.
ولد ابن ذكوان في دمشق، وأخذ عن علمائها، بل استفاد وروى عمن دخلها من أهل العلم والرواية ولاسيما من أهل الحديث الشريف. سمع الحديث من الوليد بن مسلم القرشي الدمشقي، والإمام المشهور وكيع بن الجراح، واهتم بالقرآن الكريم وعلومه فتلقاه من أفواه القرّاء الكبار ولعل من أجلّ شيوخه في القراءة الإمام المشهور أيوب بن تميم.
انتهت قراءة الإمام ابن عامر الدمشقي إلى إمامين جليلين هما هشام بن عمار بن نصير قاضي دمشق، والإمام ابن ذكوان. ولا بد لمن أراد أن يجمع القراءات السبع أن يمر بسنده إلى الإمام ابن عامر من خلال ابن ذكوان أو ابن عمار عن أيوب عن يحيى عن ابن عامر بسنده السابق إلى النبي صلى الله عليه وسلم. وقراءة ابن عامر لا تعرف إلا من جهتي هشام وابن ذكوان، وفي ذلك يقول الإمام الشاطبي في «حرز الأماني» الذي نظم فيه القراءات السبع:
وأما دمشق الشام دار ابن عامر
فتلك بعبد الله طابت محللا
هشام، وعبد الله وهو انتسابه
لذكوان بالإسناد عنه تنقلا
يتحدث الذهبي مؤرخ الإسلام عن درجة ابن ذكوان العلمية في القراءات عندما ذكره في «سير أعلام النبلاء» قائلاً: «لما توفي أيوب بن تميم يعني مقرئ دمشق رجعت الإمامة حينئذ إلى رجلين: أحدهما مشتهر بالقراءة والضبط وهو ابن ذكوان فائتم الناس به، والآخر مشتهر بالنقل والفصاحة والرواية والعلم والدراية وهو هشام ابن عمار. فلما توفي ابن ذكوان اجتمع الناس على إمامة هشام والقراءة والنقل عنه».
وقد اعتمد على تحقيقات ابن ذكوان أهل القراءات، فصاحب كتاب النشر في القراءات قال: «لم يكن بالمشرق ولا بالمغرب أعلم بالقراءة منه».
وقال أبو زرعة الرازي: «ما في الوقت أقرأ من ابن ذكوان». ولذلك قصده الناس من الشرق والغرب، ومن أشهر تلامذته، الأخفش هارون بن موسى، ومحمد بن موسى الصوري المقرئ.
تولى الإمام ابن ذكوان إمامة جامع بني أمية الكبير بدمشق، وكان شيخ الإقراء بالشام بلا منازع.
توفي في دمشق.
بسام حمزاوي