تويت
بين الواقعية والتجريد صراع وتوافق ..
رؤية ـ أديب مخزوم ـ
ضمن حلقة المعارض الفنية المتواصىلة، نتابع معارض تشكيلية لأسماء شابة، ترتكز على ثقافة ومثابرة واطلاع ، وتتجاوز إطار الرسم الواقعي، والموديلات الموجودة في المحترف الأكاديمي، وتصل في أحيان كثيرة إلى الصياغات التعبيرية المبسطة، رغم أنها تعاملت في مراحل سابقة بصياغة واقعية ، ملتزمة بالنسب والمعاييرالصحيحة .
إنها لوحات لإثارة الأسئلة، لانها تبعدنا مسافات عن الإشارات الواقعية المباشرة، وتدخلنا في جوهر الحالة الرمزية والتعبيرية للون ، لإبراز دلالاته الروحية، وصولا التجريد اللوني والخطي .
والصراع العلني بين أنصار الإتجاهات الواقعية وأنصار الإتجاهات التجريدية ، الذي عاشه جيل الرواد لايزال يتواصل في عطاءات الاسماء الجديدة ( حيث نجد من هم متعصبين لإتجاه دون آخر، وهذا ناتج عن عدم وجود ثقافة فنية في أكثر الأحيان . واذا كانت بعض التجارب الفنية قد عاشت ، ولا تزال تعيش، فصول الصراع العلني بين الواقعية والتجريد، فإن هناك تجارب عملت لإيجاد حالة من التوافق والتقارب والجمع بين الخلفيات التجريدية والصياغات الواقعية في اللوحة الواحدة، وأفضل مثال هنا الفنان الكبير الراحل عمر حمدي ـ مالفا ، الذي جمع في العديد من لوحاته منذ بداياته ومروراً بكل مراحلة، بين الواقعية والتجريد اللوني .
من هنا كان الجمع في بعض التجارب، بين الواقعية والتعبيرية والرمزية وبين التجريد اللاشكلي، بين تبسيط الأشكال الواقعية، والواقعية والتشكيل التجريدي في اللوحة الواحدة، وبذلك حققت اللوحة انفتاحها الكامل على الماضي الحضاري الموغل في القدم، والممتد إلى الحاضر وبين ثقافة فنون العصر.
من جهة أخرى تضعنا تجارب العديد من الفنانين، أمام تنوع بارز في أسلوب المعالجة للأشكال والألوان والإضاءة والانفعال الداخلي، الذي يحرك المساحات، وهذا ما نلاحظه من خلال تبديل مستوى وضوح الرؤية أو غيابها في النسيج اللوني ، فتتدرج اللوحات من الكلاسيكية والواقعية إلى التشكيل التجريدي البحت للمساحات اللونية، مرورا بالتبسيط التعبيري والرمزي المرتبط بالواقع.
ـ موقع الثورة أون لاين ـ 29 / 7 / 2023
=AZVElrNcRLDmtxTEKWzB3Pkc_wOf1BepvwoqvZ6h6M58vRJLi dgIC_TkfHBRWVIl1YWRDM0AAZmSnSxYkMqrnEZDOgSN313ti16 CAs3nk5QJvVFoANAGPM051OXVq07o6es&__tn__=EH-R]
كل التفاعلات:
٦٣Najwa Al Charif، وFared Shankan و٦١ شخصًا آخر