لوحات حديثة لإثارة التساؤلات والتأويلات

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • لوحات حديثة لإثارة التساؤلات والتأويلات


    معرض ليلى طه في أتيليه القاهرة ..
    لوحات حديثة لإثارة التساؤلات والتأويلات ..
    أديب مخزوم 2 / 9 / 2023
    معرض الفنانة التشكيلية ليلى طه في أتيليه القاهرة ، الذي يقام تحت عنوان : شهيق البنفسج، يسجل الرقم 21 في سلسلة معارضها الفردية ، التي أقامتها في عواصم ومدن سورية وعربية ، وهذا يقدم الدليل القاطع على غزارة إنتاجها وقوة أدائها في آن واحد ، ولقد تفاعلت في لوحاتها ، ومنذ بداياتها، مع معطيات الحلم المستمر في مشاهدات القناطر والأقواس والقباب والنوافذ والأبواب والجدران القديمة، وأحواض الورود والزهور الشامية، كل ذلك في خطواتها الرامية إلى إعادة الاعتبار للأنماط والاتجاهات، التي أعطت للعمارة المحلية والعربية طابعها الخاص والحميمي. فهي في لوحاتها المعروضة في قلب العاصمة المصرية، تعالج عناصر مستمدة من التراث المعماري والزخرفي، بحيث نجد الزخارف تتداخل في أحيان كثيرة مع الكراسي والزهور، كل ذلك بصياغة لونية عفوية تبعد اللوحة عن الزخرفة التزيينية والتقليدية، وتدخلها في إطار اللوحة الحديثة التي تضفي المزيد من التلقائية على حركة الأشكال المرسومة، وهذا يحرك عناصر اللوحة بإضافات لونية متحررة مرتبطة بالحالة الداخلية التي تعيشها أثناء إنجاز اللوحة.
    ‏ وأحواض الورود والزهور والأشكال النباتية المختلفة، تتواصل في لوحاتها بطرق جديدة، وتبدو مرسومة من زوايا متعددة، منخفضة ومرتفعة وقريبة وبعيدة.‏ وهي تمد لوحاتها بثمرات خبراتها التقنية المتراكمة للوصول إلى العجائن اللونية الكثيفة القادمة من الإحساس الحيوي بجمالية اللوحة التشكيلية الحديثة والمعاصرة، والإمساك بصياغة عفوية قابلة للبوح التعبيري، الذي يكسر رصانة البنى الهندسية، سواء انحصرت داخل مساحة لونية زخرفية أم معمارية أم نباتية، على أساس أن هواجس التركيز على مظاهر اللمسة اللونية التلقائية، تدرج ضمن إيقاعات البحث عن جمالية تشكيلية عصرية، تلغي الرتابة والرزانة الزخرفية، وتبقي فقط على الإيقاعات البصرية المعبرة عن إشراقة الحالة الداخلية المجسدة بالتعبير اللوني الحر، الذي يفسح المجال لإثارة التساؤلات والتأويلات، وذلك لأن الكثافة اللونية التي تصوغها في مساحات لوحاتها تشكل فسحة للتأمل ولترداد صدى الإيقاعات التي تولدها تقنية وضع المادة اللونية في المدى التصويري، الذي يعمل يوماً بعد آخر على ترسيخ الحضور الفني على النطاق التشكيلي في أبجديته التعبيرية، و ذلك للحد من الرزانة الهندسية الدقيقة، حيث تعمل في كل لوحة من لوحاتها على تجنبها، لتصل بالمشهد المعماري إلى انفلاتات خيالية مفتوحة على جماليات تشكيلية وثقافية معاصرة.‏
    ‏‏وأهم ما في أعمالها أنها ليست لوحات تؤرشف أو تؤرخ للعمارة والزخرفة الشرقية، وإنما هي لوحات تجعل الشواهد والعناصر التراثية قابلة لطواعية التغيير، وهذا يضفي الناحية الأسلوبية، ويظهر قدرة على التلاعب بالسطح التصويري من خلال استخدام اللمسة والأجواء اللونية وخطية التعبير الذي تريد إيصاله إلى المشاهد عبر استعادتها المتواصلة لثنائية التراث والحداثة.‏‏‏‏ وهي في ذلك لا تسعى من خلال هذه الاستعادة لتداعيات الماضي، إلى لغة وصفية أو نمنمة تفصيلية، إنما ترسم بحرية تساهم في تسعير الحالة الوجدانية داخل مساحة اللوحة.
    إن الشاعرية التي نجدها في المدى التشكيلي، الذي تراه العين داخل اللوحة، تجعلنا نؤكد مرة جديدة ابتعاد ليلى طه عن الصفاء التزييني الصادم للعين الخبيرة، ذلك الصفاء المألوف في الزخارف القديمة. من منطلق المفاهيم الثقافية الجديدة، التي تعطي اللوحة دلالات لا متناهية من المعاني المرتبطة بموسيقا اللون وإيقاع الخط وأثر الحالة الداخلية، وإلى آخر ما هنالك من تعابير جمالية وتشكيلات وجدانية.
    ‏هكذا تصبح أحواض النباتات المنزلية وسيلة وخطوة لكشف الإحساس أو طريقة لزيادة روابط العلاقة الوجدانية مع المدينة القديمة، وهي تمد لوحاتها بثمرات خبراتها التقنية المتراكمة للوصول إلى العجائن اللونية ، ومظاهر اللمسة اللونية التلقائية، التي تدرج ضمن إيقاعات البحث عن جمالية تشكيلية عصرية، تلغي الرتابة والرزانة الزخرفية، وتبقي فقط على الإيقاعات البصرية المعبرة عن إشراقة الحالة الداخلية المجسدة بالتعبير اللوني الحر، القادر على إثارة التساؤلات والتأويلات الثقافية المعاصرة.‏ وهي تتجه نحو صياغة خاصة، من دون أن نجد أي تطابق أو تناظر. ومنطلق البحث التشكيلي يأخذنا نحو كسر الهندسة بغية الوصول إلى زخرفة لونية متحررة، أقل هندسية وأكثر انعتاقاً من الأطر القاسية، متخطية بذلك الاستغراق في الصياغة التزيينية والدقة الرياضية.
    تستخدم ليلى طه إذاً زخرفة لونية على قدر من الحرية والتنويع التقني، فمرة تستخدم المساحات الشفافة أو المسطحة، ومرة ثانية الناتئة أو النافرة، ومرة ثالثة تعتمد حركة اللمسة العفوية واللمسة شبه الصافية، وهي في ذلك تستخدم مواد لونية بدرجات متفاوتة من السماكة في اللوحة الواحدة ، بل أكثر من ذلك فإنها تضيف إلى هذه الغنائية الألوان الحارة التي تساعد اللوحة في الابتعاد عن السكونية. وليلى طه تظهر قبل أي شيء آخر معرفة تراثية في الزخرفة والأشكال القديمة، وكل ما شاع من تشكيلات وفنون معمارية قديمة، لتتماهى أكثر مع ضرورات التأليف الفني الحديث، بالإضافة إلى إيحاءات وتجليات الصياغة الأسلوبية الخاصة.
    وإذا كانت اللونية العامة تتجه إلى الشاعرية البصرية، فإن ما نلاحظه من غنائية في تباينات السماكات اللونية، يجعل الحركة حاضرة داخل عالم اللوحة. بل أكثر من ذلك فإنها تضيف إلى هذه الغنائية الألوان الحارة التي تساعد اللوحة في الابتعاد عن السكونية.
    هكذا تستحضر الأشكال التراثية القديمة بصياغة تشكيلية معاصرة وخاصة، تعتمد على ذاكرة واسعة من التداعيات والتجليات الحضارية. وفي حوار سابق أجريته معها قالت: بأن الكراسي الفارغة في لوحاتها هي الوجه الآخر للغربه والفراغ النفسي والاجتماعي . المعبر عن السلبية المطلقة التي يعيشها الانسان المعاصر . وأضافت بأنها في حالة انتظار الغائب الذي يتواري وراء الجدران. وخلف مساحات اللون وحدود الكراسي الفارغة من لمة الأهل، والخاويه، الأ من أحواض الزهور. فالاخر هارب من مساحة اللوحه المهيئه لموائد الحب والتواصل والتسامح مع الاخر الى حدود التلاشي .
    =AZWEfwN_hE_yLn93kOU28c2Z1LQV6Zivrl7LG9so7yoPfU1_0 zld-q7Xux5dobCUMvny1FHP55TD4alv905QB3o6NlHycGOkY1jI5sA M9ivSK1jawD__lb7gGAWYUpfCmt6fviDYdeBxwdLr4wUnGBBev GyfCHevuDV39iuL8XpM3w&__tn__=EH-R]

يعمل...
X