تحديات الدمقرطة في العصر الرقمي
وسائل التواصل الاجتماعي ملتقى لتداول المعلومات والشائعات والأخبار المغلوطة.
السبت 2023/09/02
العالم الرقمي يضج بالمعلومات المضللة والأخبار الزائفة
السعيد منصور
الجزائر - لقد باتت من الواضح للعيان التحولات الجذرية التي أحدثها العصر الرقمي في مكانيزمات التواصل وتفاعل المواطنين مع مختلف القضايا الاجتماعية والاقتصادية، ومتابعة عمليات صنع القرار والمشاركة في الحياة السياسية، من جهة، ومن جهة أخرى استخدام تكنولوجيا الإعلام الجديدة والوسائط الرقمية من طرف صناع القرار في الترويج للسياسات العامة والأعمال الحكومية والحملات الانتخابية وغيرها.
وتطفو على السطح تحديات كبيرة تعكف على اختبار مرونة الدمقرطة الجديدة وقدرتها على الاستجابة للمستجدات التكنولوجية، وأحد أهم هذه التحديات تلك التي تتعلق بانتشار الأخبار الزائفة والمعلومات المضللة، حيث تعد وسائل التواصل الاجتماعي ملتقى لتداول المعلومات، ولكنها في الوقت ذاته أصبحت مصدرًا للشائعات والأخبار المغلوطة، فقد تكون الواقعة متفقا عليها والتصريحات مختلفة، على سبيل التمثيل تعليق الفلسطينيين على الأحداث يختلف صيغة وبيانا عن تعليق المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، وهذا ما يضعف الثقة في استيقاء الأخبار من المصادر المنتشرة في آليات العصر الرقمي، مما يؤثر على قدرة الناس على اتخاذ قرارات مستنيرة.
ويشكل موضوع انتهاك الخصوصية في العصر الرقمي تحديا آخر، فسهولة جمع البيانات الشخصية واستخدامها بشكل غير مشروع أثّر على حقوق المواطنين في الخصوصية والأمان الرقمي، في ظل عدم الالتزام بتعاليم المواطنة الرقمية، وهذا ما يثير تساؤلات حول كيفية حماية حقوق المواطنين والتحكم في بياناتهم الشخصية في بيئة رقمية مترامية الأطراف.
تساؤلات حول كيفية حماية حقوق المواطنين والتحكم في بياناتهم الشخصية في بيئة رقمية مترامية الأطراف
وفي سياق ذي صلة، يعد التفاوت الرقمي أحد أهم التحديات الكبيرة التي تؤثر على المشاركة السياسية، فالأفراد الذين لا يمتلكون وصولًا سهلًا للإنترنت أو لا يمتلكون مهارات تكنولوجية قوية قد يجدون صعوبة في المشاركة بشكل فعّال في العملية الديمقراطية الرقمية، والذي يمكن أن يؤدي إلى تحييد فئات كبيرة من المجتمع عن عملية صنع القرار ويوسع الهوة الطبقية في المجتمع.
علاوة على ذلك، يثير تداول البيانات والمعلومات السياسية على وسائل التواصل الاجتماعي مخاوف حول تأثير الأطراف الخارجية على العملية الديمقراطية المحلية، ومن خلال التهكير القومي يمكن للهجمات السيبرانية والتدخل الخارجي أن تؤثرا على سير الانتخابات وصناعة القرارات السياسية الداخلية.
ولا يمكن أن نغض الطرف عن هذه التحديات إلا من خلال تعزيز الوعي الرقمي، وتفعيل المواطنة الرقمية وتطوير إستراتيجيات لمكافحة الأخبار الزائفة، بالإضافة إلى تعزيز الحماية القانونية للخصوصية الرقمية والعمل على تقليل التفاوت الرقمي، وبات لزاما أن يكون هناك توازن بين تقنيات العصر الرقمي وحقوق المواطنين وحرياتهم لضمان استمرار الديمقراطية القائمة على المشاركة والشفافية.
ومع تعاظم تأثير التكنولوجيا والعولمة يتعين على الأنظمة أن تتكيف مع التحديات الجديدة التي تواجهه الديمقراطية في هذا العصر، ومن المهم التأكيد على أن الحلول لهذه التحديات لا تأتي بسرعة، ولكن يمكن تحقيقها من خلال تعاون المجتمع بأكمله، بدءًا من المواطنين وصولًا إلى المؤسسات الحكومية.
وتأسيسا لما سبق، يمكن اعتبار العصر الرقمي تحديًا وفرصة في نفس الوقت للديمقراطية، إذا تم التعامل بحذر مع تلك التحديات والعمل على تجاوزها، كما نأمل أن نحقق نمطًا جديدًا من الديمقراطية الذي يستجيب لاحتياجات المجتمعات وتطلعاتها ونحن على مشارف الثورة الصناعية الخامسة.
وسائل التواصل الاجتماعي ملتقى لتداول المعلومات والشائعات والأخبار المغلوطة.
السبت 2023/09/02
العالم الرقمي يضج بالمعلومات المضللة والأخبار الزائفة
السعيد منصور
الجزائر - لقد باتت من الواضح للعيان التحولات الجذرية التي أحدثها العصر الرقمي في مكانيزمات التواصل وتفاعل المواطنين مع مختلف القضايا الاجتماعية والاقتصادية، ومتابعة عمليات صنع القرار والمشاركة في الحياة السياسية، من جهة، ومن جهة أخرى استخدام تكنولوجيا الإعلام الجديدة والوسائط الرقمية من طرف صناع القرار في الترويج للسياسات العامة والأعمال الحكومية والحملات الانتخابية وغيرها.
وتطفو على السطح تحديات كبيرة تعكف على اختبار مرونة الدمقرطة الجديدة وقدرتها على الاستجابة للمستجدات التكنولوجية، وأحد أهم هذه التحديات تلك التي تتعلق بانتشار الأخبار الزائفة والمعلومات المضللة، حيث تعد وسائل التواصل الاجتماعي ملتقى لتداول المعلومات، ولكنها في الوقت ذاته أصبحت مصدرًا للشائعات والأخبار المغلوطة، فقد تكون الواقعة متفقا عليها والتصريحات مختلفة، على سبيل التمثيل تعليق الفلسطينيين على الأحداث يختلف صيغة وبيانا عن تعليق المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، وهذا ما يضعف الثقة في استيقاء الأخبار من المصادر المنتشرة في آليات العصر الرقمي، مما يؤثر على قدرة الناس على اتخاذ قرارات مستنيرة.
ويشكل موضوع انتهاك الخصوصية في العصر الرقمي تحديا آخر، فسهولة جمع البيانات الشخصية واستخدامها بشكل غير مشروع أثّر على حقوق المواطنين في الخصوصية والأمان الرقمي، في ظل عدم الالتزام بتعاليم المواطنة الرقمية، وهذا ما يثير تساؤلات حول كيفية حماية حقوق المواطنين والتحكم في بياناتهم الشخصية في بيئة رقمية مترامية الأطراف.
تساؤلات حول كيفية حماية حقوق المواطنين والتحكم في بياناتهم الشخصية في بيئة رقمية مترامية الأطراف
وفي سياق ذي صلة، يعد التفاوت الرقمي أحد أهم التحديات الكبيرة التي تؤثر على المشاركة السياسية، فالأفراد الذين لا يمتلكون وصولًا سهلًا للإنترنت أو لا يمتلكون مهارات تكنولوجية قوية قد يجدون صعوبة في المشاركة بشكل فعّال في العملية الديمقراطية الرقمية، والذي يمكن أن يؤدي إلى تحييد فئات كبيرة من المجتمع عن عملية صنع القرار ويوسع الهوة الطبقية في المجتمع.
علاوة على ذلك، يثير تداول البيانات والمعلومات السياسية على وسائل التواصل الاجتماعي مخاوف حول تأثير الأطراف الخارجية على العملية الديمقراطية المحلية، ومن خلال التهكير القومي يمكن للهجمات السيبرانية والتدخل الخارجي أن تؤثرا على سير الانتخابات وصناعة القرارات السياسية الداخلية.
ولا يمكن أن نغض الطرف عن هذه التحديات إلا من خلال تعزيز الوعي الرقمي، وتفعيل المواطنة الرقمية وتطوير إستراتيجيات لمكافحة الأخبار الزائفة، بالإضافة إلى تعزيز الحماية القانونية للخصوصية الرقمية والعمل على تقليل التفاوت الرقمي، وبات لزاما أن يكون هناك توازن بين تقنيات العصر الرقمي وحقوق المواطنين وحرياتهم لضمان استمرار الديمقراطية القائمة على المشاركة والشفافية.
ومع تعاظم تأثير التكنولوجيا والعولمة يتعين على الأنظمة أن تتكيف مع التحديات الجديدة التي تواجهه الديمقراطية في هذا العصر، ومن المهم التأكيد على أن الحلول لهذه التحديات لا تأتي بسرعة، ولكن يمكن تحقيقها من خلال تعاون المجتمع بأكمله، بدءًا من المواطنين وصولًا إلى المؤسسات الحكومية.
وتأسيسا لما سبق، يمكن اعتبار العصر الرقمي تحديًا وفرصة في نفس الوقت للديمقراطية، إذا تم التعامل بحذر مع تلك التحديات والعمل على تجاوزها، كما نأمل أن نحقق نمطًا جديدًا من الديمقراطية الذي يستجيب لاحتياجات المجتمعات وتطلعاتها ونحن على مشارف الثورة الصناعية الخامسة.