"طبعة محدودة".. خمسون سنة من الرسم بريشة الفنان سليمان منصور
الفنان الفلسطيني كرس جل أعماله لقضية وطنه.
الاثنين 2023/08/14
المرأة في لوحات الفنان رمز أكثر منها امرأة معينة
كرس الفنان التشكيلي الفلسطيني سليمان منصور أعماله الفنية لقضية بلاده فلسطين وشعبها، وذلك عبر نحته لرموز أيقونية باتت متداولة كلما ذكرت فلسطين، فنجد المسجد الأقصى والمرأة بثوبها الفلسطيني المطرز، والحقول والبساتين وأشجار الزيتون والبرتقال بكل ما لها من رمزيّة، رحلة طويلة مع الفن يقدمها الفنان في معرض جديد.
رام الله (الضفة الغربية)- يتيح المعرض الفني “طبعة محدودة” للجمهور فرصة للاطلاع على نسخ من أعمال الفنان التشكيلي الفلسطيني سليمان منصور التي تمتد على مدار خمسين عاما، ممهورة بتوقعيه.
ويمكن لزائر المعرض أن يتنقل بين 21 لوحة من أعمال الفنان منصور تبرز فيها المرأة والأرض والكثير من عناوين القضية الفلسطينية التي ساهمت في نقل أعماله إلى العالمية.
الفن مرآة الشعب
◙ الفنان يعكس المزاج العام لشعبه
قال منصور (76 عاما)، صاحب المشوار الفني الطويل والإسهامات الكبيرة في الفن الفلسطيني على مدار عقود، خلال افتتاح معرضه في قاعة جاليري زاوية مساء السبت “المعارض ثلاثة أنواع، معرض إذا عندك شيء جديد تطلع الجمهور عليه. وهناك معرض ثان للبيع وأنا لا أحب هذا الصنف”، بينما وصف “طبعة محدودة” بأنه معرض “استرجاعي لتاريخ طويل من الفن”.
ولد سليمان منصور عام 1947 في بيرزيت القريبة من مدينة رام الله، وهو واحد من أبرز الفنانين الفلسطينيين ويعد أحد مؤسسي الحركة الفنية الفلسطينية. واشتهر بالعديد من لوحاته الفنية على مستوى العالم. وأقيم آخر معرض فردي له في عام 2011.
وبرزت القضايا الوطنية الفلسطينية في معظم أعماله سواء من خلال المرأة الفلسطينية بثوبها المطرز أو أشجار الزيتون والبرتقال وكذلك البحر والأماكن الدينية ومنها المسجد الأقصى.
وأوضح منصور أنه في الفترة التي عاشها جيله من الفنانين كانت القضية الفلسطينية أساسا لعملهم الفني وقد ساعدهم ذلك على الانتشار محليا وعربيا ودوليا. وقال “اهتمام العالم بالفن الفلسطيني لأهمية قضيته. هناك فنانون مهمون جدا في السودان وآخرون مهمون جدا في الإمارات وفنانون مهمون جدا في المغرب، لكن ليس لهم هذا التألق للفنان الفلسطيني الذي ساعدته القضية كثيرا”.
وتابع قائلا “الفنان يعكس المزاج العام لشعبه. شعبنا بعد ‘اتفاقية’ أوسلو تقريبا فقد البوصلة قليلا، لم يعد يعرف إن كان في حالة سلام أو بحالة تحرر أو بحالة احتلال، صار هناك نوع من الغباش (عدم الوضوح). وبالتالي انعكس على المجتمع وبالتأكيد انعكس على الفن”.
◙ يمكن لزائر المعرض أن يتنقل بين 21 لوحة من أعمال الفنان منصور تبرز فيها المرأة والأرض والكثير من عناوين القضية الفلسطينية
وتبرز المرأة في الكثير من أعمال منصور مرتدية الثوب الفلسطيني، فهي تظهر مدافعة عن الأرض وفلاحة شامخة تساعد في قطف ثمار البرتقال أو تحمل القدس بكل ما فيها على رأسها.
وقال منصور “المرأة في لوحاتي رمز أكثر منها امرأة معينة. رمز للثورة ورمز للوطن ورمز للأرض”.
واختار القائمون على المعرض عرض مجموعة تضم 21 عملا من الطبعات المحدودة الموقعة من أعمال منصور الأيقونية التي أنتجها خلال أكثر من نصف قرن.
وقال يوسف حسين، مدير معرض جاليري زاوية في رام الله، “اخترنا سلسلة من أعمال منصور… من السبعينات إلى غاية اليوم”.
وقال زياد عناني، مسؤول معارض جاليري زاوية، إن المعرض “يحتفي بفن سليمان منصور وأعماله التي تروي حكاية من الصمود الفلسطيني والتمسك بالهوية والارتباط الوثيق بالأرض”.
رموز فلسطينية
◙ القضية الفلسطينية حاضرة دائما
من الأعمال المعروضة من اللوحات ما أنتج في أوائل مسيرة منصور الفنية في السبعينات مثل “جمل المحامل” (1974) ولوحة بعنوان “القدس” (1978) وتظهر فيها امرأة يافعة ترتدي الثوب الفلسطيني وتحمل الحمل ذاته الذي يحمله الرجل العجوز في “جمل المحامل” ولكن برقبة قوية مشدودة ورأس مرفوع.
كما تصور إحدى اللوحات امرأة تحمل بين يديها طبقا من القش فيه ثمار الرمان، وتصور أخرى امرأتين تنقلان البرتقال من الحقل، وثالثة لامرأة تحتضن شجرة سقطت أوراقها في فصل شتاء حقيقي وربما مجازي، بينما تحتضن امرأة في لوحة أخرى شجرة نصفها زيتون ونصفها الثاني برتقال، أو تقطف امرأة ورجل الزيتون.
وترتدي جميع نساء منصور الثوب الفلسطيني المطرز باختلاف تصاميمه، فهو أحيانا مطرز بالكامل وفي أحيان أخرى يغلف قليل من التطريز أطراف الثوب.
◙ المعرض يحتفي بأعمال سليمان منصور التي تروي حكاية من الصمود الفلسطيني والتمسك بالهوية والارتباط بالأرض
وجاء في بيان للمعرض “نجد في لوحة امرأة تحمل علما فلسطينيا على سارية مبالغ في طولها وتمشي بعزم في صحراء قاحلة، بينما تسير جنازة مهيبة يؤمها حشود كبيرة في لوحة طقوس تحت الاحتلال (1989) حاملة نعش شهيد مغطى بالعلم الفلسطيني وكأنه صليب كبير يذكرنا بقصة صلب المسيح”.
ويذكر أن سليمان منصور درس الفنون التشكيلية في أكاديمية بتساليل للفنون في القدس. وقد ساهم منذ السبعينات في إنشاء رموز تصويرية للنضال الفلسطيني من خلال لوحاته على الورق. القواسم المشتركة في مجموعة أعمال منصور هي شجرة البرتقال (التي تعتبر رمزا لنكبة 1948)، وشجرة الزيتون (التي تمثل حرب 1967)، ونقوش التطريز الفلسطيني التقليدي، الحياة اليومية في القرى، وشخصية المرأة الفلسطينية باعتبارها الأم فلسطين التي تولد وتحمي الشعب الفلسطيني. من أعمال منصور الأكثر شهرة لوحته “جمل المحامل”.
وإضافة إلى الرسم ساهم الفنان على نطاق واسع بتطوير بنية تحتية للفنون الجميلة في الضفة الغربية. كما ترأس رابطة الفنانين الفلسطينيين من عام 1986 إلى 1990، وفي 1994، شارك في تأسيس مركز الواسطي للفنون في القدس الشرقية كما تولى إدارته خلال عامي 1995 و1996. أسهم كذلك في تأسيس الأكاديمية الدولية للفنون في فلسطين التي أنشئت عام 2004 في رام الله وهو عضو في مجلس إدارتها. درّس الفن في العديد من الهيئات الثقافية والجامعات في كافة أنحاء الضفة الغربية بما فيها جامعة القدس.
ويستمر المعرض الذي يمثل جانبا مهما من تجربة الفنان حتى شهر نوفمبر من العالم الحالي.
◙ القضايا الوطنية الفلسطينية برزت في معظم أعمال الفنان سواء من خلال المرأة أو أشجار الزيتون والبرتقال وغيرها
الفنان الفلسطيني كرس جل أعماله لقضية وطنه.
الاثنين 2023/08/14
المرأة في لوحات الفنان رمز أكثر منها امرأة معينة
كرس الفنان التشكيلي الفلسطيني سليمان منصور أعماله الفنية لقضية بلاده فلسطين وشعبها، وذلك عبر نحته لرموز أيقونية باتت متداولة كلما ذكرت فلسطين، فنجد المسجد الأقصى والمرأة بثوبها الفلسطيني المطرز، والحقول والبساتين وأشجار الزيتون والبرتقال بكل ما لها من رمزيّة، رحلة طويلة مع الفن يقدمها الفنان في معرض جديد.
رام الله (الضفة الغربية)- يتيح المعرض الفني “طبعة محدودة” للجمهور فرصة للاطلاع على نسخ من أعمال الفنان التشكيلي الفلسطيني سليمان منصور التي تمتد على مدار خمسين عاما، ممهورة بتوقعيه.
ويمكن لزائر المعرض أن يتنقل بين 21 لوحة من أعمال الفنان منصور تبرز فيها المرأة والأرض والكثير من عناوين القضية الفلسطينية التي ساهمت في نقل أعماله إلى العالمية.
الفن مرآة الشعب
◙ الفنان يعكس المزاج العام لشعبه
قال منصور (76 عاما)، صاحب المشوار الفني الطويل والإسهامات الكبيرة في الفن الفلسطيني على مدار عقود، خلال افتتاح معرضه في قاعة جاليري زاوية مساء السبت “المعارض ثلاثة أنواع، معرض إذا عندك شيء جديد تطلع الجمهور عليه. وهناك معرض ثان للبيع وأنا لا أحب هذا الصنف”، بينما وصف “طبعة محدودة” بأنه معرض “استرجاعي لتاريخ طويل من الفن”.
ولد سليمان منصور عام 1947 في بيرزيت القريبة من مدينة رام الله، وهو واحد من أبرز الفنانين الفلسطينيين ويعد أحد مؤسسي الحركة الفنية الفلسطينية. واشتهر بالعديد من لوحاته الفنية على مستوى العالم. وأقيم آخر معرض فردي له في عام 2011.
وبرزت القضايا الوطنية الفلسطينية في معظم أعماله سواء من خلال المرأة الفلسطينية بثوبها المطرز أو أشجار الزيتون والبرتقال وكذلك البحر والأماكن الدينية ومنها المسجد الأقصى.
وأوضح منصور أنه في الفترة التي عاشها جيله من الفنانين كانت القضية الفلسطينية أساسا لعملهم الفني وقد ساعدهم ذلك على الانتشار محليا وعربيا ودوليا. وقال “اهتمام العالم بالفن الفلسطيني لأهمية قضيته. هناك فنانون مهمون جدا في السودان وآخرون مهمون جدا في الإمارات وفنانون مهمون جدا في المغرب، لكن ليس لهم هذا التألق للفنان الفلسطيني الذي ساعدته القضية كثيرا”.
وتابع قائلا “الفنان يعكس المزاج العام لشعبه. شعبنا بعد ‘اتفاقية’ أوسلو تقريبا فقد البوصلة قليلا، لم يعد يعرف إن كان في حالة سلام أو بحالة تحرر أو بحالة احتلال، صار هناك نوع من الغباش (عدم الوضوح). وبالتالي انعكس على المجتمع وبالتأكيد انعكس على الفن”.
◙ يمكن لزائر المعرض أن يتنقل بين 21 لوحة من أعمال الفنان منصور تبرز فيها المرأة والأرض والكثير من عناوين القضية الفلسطينية
وتبرز المرأة في الكثير من أعمال منصور مرتدية الثوب الفلسطيني، فهي تظهر مدافعة عن الأرض وفلاحة شامخة تساعد في قطف ثمار البرتقال أو تحمل القدس بكل ما فيها على رأسها.
وقال منصور “المرأة في لوحاتي رمز أكثر منها امرأة معينة. رمز للثورة ورمز للوطن ورمز للأرض”.
واختار القائمون على المعرض عرض مجموعة تضم 21 عملا من الطبعات المحدودة الموقعة من أعمال منصور الأيقونية التي أنتجها خلال أكثر من نصف قرن.
وقال يوسف حسين، مدير معرض جاليري زاوية في رام الله، “اخترنا سلسلة من أعمال منصور… من السبعينات إلى غاية اليوم”.
وقال زياد عناني، مسؤول معارض جاليري زاوية، إن المعرض “يحتفي بفن سليمان منصور وأعماله التي تروي حكاية من الصمود الفلسطيني والتمسك بالهوية والارتباط الوثيق بالأرض”.
رموز فلسطينية
◙ القضية الفلسطينية حاضرة دائما
من الأعمال المعروضة من اللوحات ما أنتج في أوائل مسيرة منصور الفنية في السبعينات مثل “جمل المحامل” (1974) ولوحة بعنوان “القدس” (1978) وتظهر فيها امرأة يافعة ترتدي الثوب الفلسطيني وتحمل الحمل ذاته الذي يحمله الرجل العجوز في “جمل المحامل” ولكن برقبة قوية مشدودة ورأس مرفوع.
كما تصور إحدى اللوحات امرأة تحمل بين يديها طبقا من القش فيه ثمار الرمان، وتصور أخرى امرأتين تنقلان البرتقال من الحقل، وثالثة لامرأة تحتضن شجرة سقطت أوراقها في فصل شتاء حقيقي وربما مجازي، بينما تحتضن امرأة في لوحة أخرى شجرة نصفها زيتون ونصفها الثاني برتقال، أو تقطف امرأة ورجل الزيتون.
وترتدي جميع نساء منصور الثوب الفلسطيني المطرز باختلاف تصاميمه، فهو أحيانا مطرز بالكامل وفي أحيان أخرى يغلف قليل من التطريز أطراف الثوب.
◙ المعرض يحتفي بأعمال سليمان منصور التي تروي حكاية من الصمود الفلسطيني والتمسك بالهوية والارتباط بالأرض
وجاء في بيان للمعرض “نجد في لوحة امرأة تحمل علما فلسطينيا على سارية مبالغ في طولها وتمشي بعزم في صحراء قاحلة، بينما تسير جنازة مهيبة يؤمها حشود كبيرة في لوحة طقوس تحت الاحتلال (1989) حاملة نعش شهيد مغطى بالعلم الفلسطيني وكأنه صليب كبير يذكرنا بقصة صلب المسيح”.
ويذكر أن سليمان منصور درس الفنون التشكيلية في أكاديمية بتساليل للفنون في القدس. وقد ساهم منذ السبعينات في إنشاء رموز تصويرية للنضال الفلسطيني من خلال لوحاته على الورق. القواسم المشتركة في مجموعة أعمال منصور هي شجرة البرتقال (التي تعتبر رمزا لنكبة 1948)، وشجرة الزيتون (التي تمثل حرب 1967)، ونقوش التطريز الفلسطيني التقليدي، الحياة اليومية في القرى، وشخصية المرأة الفلسطينية باعتبارها الأم فلسطين التي تولد وتحمي الشعب الفلسطيني. من أعمال منصور الأكثر شهرة لوحته “جمل المحامل”.
وإضافة إلى الرسم ساهم الفنان على نطاق واسع بتطوير بنية تحتية للفنون الجميلة في الضفة الغربية. كما ترأس رابطة الفنانين الفلسطينيين من عام 1986 إلى 1990، وفي 1994، شارك في تأسيس مركز الواسطي للفنون في القدس الشرقية كما تولى إدارته خلال عامي 1995 و1996. أسهم كذلك في تأسيس الأكاديمية الدولية للفنون في فلسطين التي أنشئت عام 2004 في رام الله وهو عضو في مجلس إدارتها. درّس الفن في العديد من الهيئات الثقافية والجامعات في كافة أنحاء الضفة الغربية بما فيها جامعة القدس.
ويستمر المعرض الذي يمثل جانبا مهما من تجربة الفنان حتى شهر نوفمبر من العالم الحالي.
◙ القضايا الوطنية الفلسطينية برزت في معظم أعمال الفنان سواء من خلال المرأة أو أشجار الزيتون والبرتقال وغيرها