العائد The Revenant
قبل إعلان جوائز أوسكار
فيلم ( العائد ) قد حصد ثلاث عشرة جائزة مهمة و معروفة . فقد فاز بثلاثٍ من جوائز ( غولدن غلوب ) الشهيرة ، هي : جائزة أفضل فيلم درامي ، و جائزة أفضل مخرج لمخرجه المكسيكي " أليخاندرو غونزاليز إيناريتو " ، و جائزة أفضل ممثل في دور رئيسي لبطله " ليوناردو دي كابريو " . كما فاز المخرج بجائزة ( نقابة المخرجين الأمريكيين ) و بجائزة ( الأكاديمية البريطانية للأفلام ) و فاز " دي كابريو " بهذه الجائزة أيضاً ، مثلما فاز بجائزة ( الأكاديمية الأسترالية لفنون الفيلم والتلفزيون ) ، ثم عاد ففاز بجائزة ( نقابة ممثلي الشاشة ) ، كذلك بجائزة ( اختيار النقاد للأفلام ) التي فاز بها أيضاً مصور الفيلم " ايمانويل لوبسكي " الذي حصل على جائزة ( الأكاديمية البريطانية للأفلام ) أيضاً و هي الجائزة التي حصل عليها الفيلم من تصنيف ( أفضل أصوات ) . و هذه الوَفرة من الجوائز كانت قد مهدت الطريق أمام فيلم ( العائد ) ليتبوأ الصدارة في عدد الترشيحات لجوائز الأوسكار التي بلغت إثني عشر ترشيحاً ، ولكنه لم يفز بغير ثلاث جوائز لأفضل مخرج و أفضل ممثل رئيسي و أفضل تصوير .
يُصنّف هذا الفيلم على أنه من أفلام الغرب الأمريكي ( الوسترن ) المعروفة بإسم ( الكاوبوي ــ رُعاة البقر ) ، ولكن أحداثه لا تدور في الصحارى و الجبال و الوديان ، كما هو معتاد ، بل في الغابات الشاسعة المغمورة بالثلوج في الشمال الأمريكي . و أبطال الفيلم لا يتعاملون مع الأبقار و رعيها ، بل هم صيّادون هَمهُّم الحصول على الفراء ، امتداداً لمغامرات الفرنسيين الذين دخلوا هذه الأراضي الباردة لهذا الغرض قبل عقود من تاريخ قصة الفيلم التي هي حقيقية ، و قبل أن يبيعوا ــ مطلع القرن الثامن عشر ــ هذه الأراضي الى الأمريكيين ، الذين راحوا يصطدمون بالهنود الحمر ، قاطني تلك الأراضي و سكانها الأصليين ، و كما في هذا الفيلم ، فهم يطاردون الأمريكيين و يقتلون عدداً منهم و ينجو عددٌ آخر ، من بينهم قائدهم ( هيو غلاس ) ــ الذي لعب دوره " ليوناردو دي كابريو " ــ و هو شخصية حقيقية ، ولد عام 1780 في ولاية بنسلفانيا الأمريكية لأب اسكتلندي و أم إيرلندية ، و توفي عام 1833 ، و كان قد إمتهن مهنة الصيد في الغابات شديدة البرودة لإقتناء الفراء لصالح شركة ( روكي ماونتن ) .
و قصة ( العائد ) ، التي كتبها الروائي و المحلل السياسي الأمريكي البروفيسور " مايكل بنك " عام 2002 ، تدور حول الواقعة التي تعرّض لها ( غلاس ) بعد تلك المطاردة الموحشة التي يعرضها الفيلم في مشاهده الأولى ، و التي تقود ــ في سياق الأحداث ــ الى تعرّضه الى الغدر و الخيانة ، بعد أن ينهشه دبٌ في الغابة الثلجية ، فيتركه رفاقة عرضة ً للموت ، و قد أقدم أحد رفاقه على قتل ابنه ، ولكن " غلاس " يتمكن من التغلب على الموت ، و يصمّم على العودة ، فيقطع نحو 200 ميل ، خلال نحو شهرين ، ليعبر تلك الغابات وصولاً الى مقرّه في ( فورت كيرا ) التابعة لـ ( داكوتا الجنوبية ) ، و من هناك يبدأ سعيه للإنتقام من الغادر الأساسي و قاتل إبنه ( جون فيتزجيرالد ) ، الذي لعب دوره الممثل البريطاني " توم هاردي " ، و الذي ترشح لجائزة الأوسكار كأفضل ممثل في دور ثانوي ، و هذا الدور المثير هو الذي منح الفيلم زخماً من الإثارة و الخروج على الرتابة ، و " توم هاردي " هو نفسهُ بطل فيلم ( ماكس المجنون : طريق الغضب ) الذي كان قد ترشح لعشر جوائز أوسكار عام 2016 . ولكن جائزة أفضل ممثل في دور ثانوي ذهبت الى الممثل القدير " مارك رايلانس " عن دوره الباهر في فيلم ( جسر الجواسيس ) من إخراج " ستيفن سبيلبرغ " ، أما فيلم ( ماكس المجنون : طريق الغضب ) فقد فاز بست جوائز ، هي ذات طبيعة تقنية .
فيلم ( العائد ) ، مبنيٌّ على فكرة ( الإنتقام ) ، حسب السيناريو الذي وضعه " مارك آل سميث " و مخرج الفيلم " اليخاندرو غونزاليس اناريتو " الحائز على جائزة أوسكار أفضل مخرج عام 2015 عن فيلمه المركّب الجميل ( الرجل الطائر ) . و ببراعة عالية و مهارة فائقة ، يخرج بنا السيناريو و الإخراج عن تقليدية الإنتقام التي سادت أفلام الغرب الأمريكي ، فيغمرنا الفيلمُ بفيض هائل من سحر و جمال السينما ، بما يبرر ترشيحه لإثنتي عشر جائزة ، و هي جوائز : أفضل فيلم ، أفضل مخرج ، أفضل ممثل في دور رئيسي ، أفضل ممثل في دور ثانوي ، أفضل تصميم أزياء ، أفضل تصوير ، أفضل مونتاج ، أفضل مونتاج صوتي ، أفضل خلط أصوات ، أفضل تاثيرات بصرية ، أفضل ماكياج و تصفيف شعر ، أفضل انتاج .
و كان التوقع سائداً بأن يخطف الفيلم الجوائز الأساسية لأفضل فيلم و أفضل مخرج ، و قد فاز بها المخرج " اليخاندرو غونزاليس اناريتو " و أفضل ممثل في دور رئيسي ، و قد ذهبت الى " ليوناردو دي كابريو " الذي ترشح لها ثماني مرّات ، و ترى غالبية متابعي السينما إنه يستحقها منذ عام 1997 عن دوره الباهر في فيلم ( تايتانك ) الشهير.
و الواقع أن فيلم ( العائد ) استحق بجدارة جائزة أفضل تصويرالتي فاز بها مصوره البارع المكسيكي " ايمانويل لوبسكي " الذي سبق أن عمل مع المخرج ذاته في تصوير فيلم ( الرجل الطائر ) الذي نال جائزة الأوسكار كأفضل فيلم و أفضل مخرج عام 2015 و نال عنه " لوبسكي " جائزة أفضل تصوير ، و كان قد عمل مع المخرج المكسيكي " الفونسو كوارون " في فيلم ( جاذبية ) ففاز الفيلم بجائزة الأوسكار لأفضل مخرج و فاز " لوبسكي " بجائزة أفضل تصوير عام 2014 ، و هذه حالة نادرة أن يفوز مصور سينمائي بجائز أفضل تصوير لثلاث سنوات متتالية . فقد قدّم هذا المصور الساحر مشاهد تصويرية باهرة في فيلم ( العائد ) ، و كل لقطة من لقطاته كانت عملاً سحرياً يبهر العين ، خصوصاً تلك التي صوّر فيها المسطحات الثلجية الواسعة و السماء و الغابات . و كما قال الناقد " نيكولاس باربر " : ( ربما سيستحق المصوتون لمنح جوائز الأوسكار القادمة أن يهاجمهم دبٌ هم أنفسهم ، إذا لم يمنحوا هذا الرجل جائزة أوسكار أفضل تصوير سينمائي عن فيلم ( العائد ) ، لتُضاف إلى مجموعته من هذه الجوائز ) .
قبل إعلان جوائز أوسكار
فيلم ( العائد ) قد حصد ثلاث عشرة جائزة مهمة و معروفة . فقد فاز بثلاثٍ من جوائز ( غولدن غلوب ) الشهيرة ، هي : جائزة أفضل فيلم درامي ، و جائزة أفضل مخرج لمخرجه المكسيكي " أليخاندرو غونزاليز إيناريتو " ، و جائزة أفضل ممثل في دور رئيسي لبطله " ليوناردو دي كابريو " . كما فاز المخرج بجائزة ( نقابة المخرجين الأمريكيين ) و بجائزة ( الأكاديمية البريطانية للأفلام ) و فاز " دي كابريو " بهذه الجائزة أيضاً ، مثلما فاز بجائزة ( الأكاديمية الأسترالية لفنون الفيلم والتلفزيون ) ، ثم عاد ففاز بجائزة ( نقابة ممثلي الشاشة ) ، كذلك بجائزة ( اختيار النقاد للأفلام ) التي فاز بها أيضاً مصور الفيلم " ايمانويل لوبسكي " الذي حصل على جائزة ( الأكاديمية البريطانية للأفلام ) أيضاً و هي الجائزة التي حصل عليها الفيلم من تصنيف ( أفضل أصوات ) . و هذه الوَفرة من الجوائز كانت قد مهدت الطريق أمام فيلم ( العائد ) ليتبوأ الصدارة في عدد الترشيحات لجوائز الأوسكار التي بلغت إثني عشر ترشيحاً ، ولكنه لم يفز بغير ثلاث جوائز لأفضل مخرج و أفضل ممثل رئيسي و أفضل تصوير .
يُصنّف هذا الفيلم على أنه من أفلام الغرب الأمريكي ( الوسترن ) المعروفة بإسم ( الكاوبوي ــ رُعاة البقر ) ، ولكن أحداثه لا تدور في الصحارى و الجبال و الوديان ، كما هو معتاد ، بل في الغابات الشاسعة المغمورة بالثلوج في الشمال الأمريكي . و أبطال الفيلم لا يتعاملون مع الأبقار و رعيها ، بل هم صيّادون هَمهُّم الحصول على الفراء ، امتداداً لمغامرات الفرنسيين الذين دخلوا هذه الأراضي الباردة لهذا الغرض قبل عقود من تاريخ قصة الفيلم التي هي حقيقية ، و قبل أن يبيعوا ــ مطلع القرن الثامن عشر ــ هذه الأراضي الى الأمريكيين ، الذين راحوا يصطدمون بالهنود الحمر ، قاطني تلك الأراضي و سكانها الأصليين ، و كما في هذا الفيلم ، فهم يطاردون الأمريكيين و يقتلون عدداً منهم و ينجو عددٌ آخر ، من بينهم قائدهم ( هيو غلاس ) ــ الذي لعب دوره " ليوناردو دي كابريو " ــ و هو شخصية حقيقية ، ولد عام 1780 في ولاية بنسلفانيا الأمريكية لأب اسكتلندي و أم إيرلندية ، و توفي عام 1833 ، و كان قد إمتهن مهنة الصيد في الغابات شديدة البرودة لإقتناء الفراء لصالح شركة ( روكي ماونتن ) .
و قصة ( العائد ) ، التي كتبها الروائي و المحلل السياسي الأمريكي البروفيسور " مايكل بنك " عام 2002 ، تدور حول الواقعة التي تعرّض لها ( غلاس ) بعد تلك المطاردة الموحشة التي يعرضها الفيلم في مشاهده الأولى ، و التي تقود ــ في سياق الأحداث ــ الى تعرّضه الى الغدر و الخيانة ، بعد أن ينهشه دبٌ في الغابة الثلجية ، فيتركه رفاقة عرضة ً للموت ، و قد أقدم أحد رفاقه على قتل ابنه ، ولكن " غلاس " يتمكن من التغلب على الموت ، و يصمّم على العودة ، فيقطع نحو 200 ميل ، خلال نحو شهرين ، ليعبر تلك الغابات وصولاً الى مقرّه في ( فورت كيرا ) التابعة لـ ( داكوتا الجنوبية ) ، و من هناك يبدأ سعيه للإنتقام من الغادر الأساسي و قاتل إبنه ( جون فيتزجيرالد ) ، الذي لعب دوره الممثل البريطاني " توم هاردي " ، و الذي ترشح لجائزة الأوسكار كأفضل ممثل في دور ثانوي ، و هذا الدور المثير هو الذي منح الفيلم زخماً من الإثارة و الخروج على الرتابة ، و " توم هاردي " هو نفسهُ بطل فيلم ( ماكس المجنون : طريق الغضب ) الذي كان قد ترشح لعشر جوائز أوسكار عام 2016 . ولكن جائزة أفضل ممثل في دور ثانوي ذهبت الى الممثل القدير " مارك رايلانس " عن دوره الباهر في فيلم ( جسر الجواسيس ) من إخراج " ستيفن سبيلبرغ " ، أما فيلم ( ماكس المجنون : طريق الغضب ) فقد فاز بست جوائز ، هي ذات طبيعة تقنية .
فيلم ( العائد ) ، مبنيٌّ على فكرة ( الإنتقام ) ، حسب السيناريو الذي وضعه " مارك آل سميث " و مخرج الفيلم " اليخاندرو غونزاليس اناريتو " الحائز على جائزة أوسكار أفضل مخرج عام 2015 عن فيلمه المركّب الجميل ( الرجل الطائر ) . و ببراعة عالية و مهارة فائقة ، يخرج بنا السيناريو و الإخراج عن تقليدية الإنتقام التي سادت أفلام الغرب الأمريكي ، فيغمرنا الفيلمُ بفيض هائل من سحر و جمال السينما ، بما يبرر ترشيحه لإثنتي عشر جائزة ، و هي جوائز : أفضل فيلم ، أفضل مخرج ، أفضل ممثل في دور رئيسي ، أفضل ممثل في دور ثانوي ، أفضل تصميم أزياء ، أفضل تصوير ، أفضل مونتاج ، أفضل مونتاج صوتي ، أفضل خلط أصوات ، أفضل تاثيرات بصرية ، أفضل ماكياج و تصفيف شعر ، أفضل انتاج .
و كان التوقع سائداً بأن يخطف الفيلم الجوائز الأساسية لأفضل فيلم و أفضل مخرج ، و قد فاز بها المخرج " اليخاندرو غونزاليس اناريتو " و أفضل ممثل في دور رئيسي ، و قد ذهبت الى " ليوناردو دي كابريو " الذي ترشح لها ثماني مرّات ، و ترى غالبية متابعي السينما إنه يستحقها منذ عام 1997 عن دوره الباهر في فيلم ( تايتانك ) الشهير.
و الواقع أن فيلم ( العائد ) استحق بجدارة جائزة أفضل تصويرالتي فاز بها مصوره البارع المكسيكي " ايمانويل لوبسكي " الذي سبق أن عمل مع المخرج ذاته في تصوير فيلم ( الرجل الطائر ) الذي نال جائزة الأوسكار كأفضل فيلم و أفضل مخرج عام 2015 و نال عنه " لوبسكي " جائزة أفضل تصوير ، و كان قد عمل مع المخرج المكسيكي " الفونسو كوارون " في فيلم ( جاذبية ) ففاز الفيلم بجائزة الأوسكار لأفضل مخرج و فاز " لوبسكي " بجائزة أفضل تصوير عام 2014 ، و هذه حالة نادرة أن يفوز مصور سينمائي بجائز أفضل تصوير لثلاث سنوات متتالية . فقد قدّم هذا المصور الساحر مشاهد تصويرية باهرة في فيلم ( العائد ) ، و كل لقطة من لقطاته كانت عملاً سحرياً يبهر العين ، خصوصاً تلك التي صوّر فيها المسطحات الثلجية الواسعة و السماء و الغابات . و كما قال الناقد " نيكولاس باربر " : ( ربما سيستحق المصوتون لمنح جوائز الأوسكار القادمة أن يهاجمهم دبٌ هم أنفسهم ، إذا لم يمنحوا هذا الرجل جائزة أوسكار أفضل تصوير سينمائي عن فيلم ( العائد ) ، لتُضاف إلى مجموعته من هذه الجوائز ) .