النقابة الفرعية لاتحاد كتاب الغربية
هل تمرض الفراشة؟
شعر
سنيا الفرجاني/ تونس
نحُفَ الصيف هذا العام
خسر الصبار وزنه
سخر الملح من الحلم
وتربّصت جنّية على أبواب الخريف
تُقفلها بعروق فيها صفير.
"الفراشة مريضة" قالت امراة
"الفراشة لاتمرض" فركت آلهة عينها
وآستندت على يدها وقفت تصبب عرقا
كسارق النار في الغيب.
على الحبّ أن يصل الآن
مباغتا أو منظّما.
تُخرج الآلهة من خزنة التاريخ ورقة كقماط ملفوف
تمحو بإصبعها المكسور الزهور
وغابة في قلب.
لا أعرف سبب ذلك
لكن الفراشة مريضة
والديك نائم منذ عام
لم ير بيضا يفقس،
من يهجس للنملة في غارها أنّ الفراشة هشاشة الزمن؟
الطبيب القريب، كئيب
يخرج من البحر عاريا
يجفّف كتابه
ويقذف الساعة في برميل الميناء.
الفراشة مريضة
حماّل الميناء المتقاعد
يتعاقد مع الشمس
يدقّ عظاما مجفّفة
ويدهن الجناح بالرياح.
لاشيء واضح
يُدخل يده في صوتها
و يسحب لي الأنين.
الصيف حزين
يجلس وحده على مقعد بلا قعر فيسقط.
توقظ الجلبة الديك
تفتح الفراشة عينها اليمنى
تفرك آلهة عينها اليسرى
أستلّ ورقة من اليرقة
التاريخ يعرج
محت آلهة أمرا بإصبعها
المكسور
ومحوتُ أمرا.
يقرع الصبار أجراسه،
يقرعها بقوة
فتنظر الفراشة لي.