الموسيقى التصويرية عنصر لا غنى عنه في السينما

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الموسيقى التصويرية عنصر لا غنى عنه في السينما

    الموسيقى التصويرية عنصر لا غنى عنه في السينما


    أي حضور للموسيقى التصويرية في السينما المغربية.
    الجمعة 2023/09/01
    ShareWhatsAppTwitterFacebook

    الموسيقى تعزز اللعب على وتر مشاعر المشاهدين

    تلعب الموسيقى التصويرية في السينما دورا كبيرا في الفيلم ومدى حضوره في عقل المشاهد، وتأثيره في أحاسيسه، إلا أن السينما المغربية لا تبدو مهتمة بكثرة بعنصر الموسيقى في الأفلام حيث عادة ما يغلب عليها الاقتباس، ما يجعل تطورها رهين التجديد والابتكار.

    ما محل قطاع السينما والتلفزيون المغربي من تأليف الموسيقى التصويرية للأفلام السينمائية، والتلفزيونية، والمسلسلات، والمسرحيات؟ هل هناك تأليف؟ أم هناك نسخ ولصق؟ إذا كان هناك انسجام فأين يتجلى هذا الانسجام؟ وإذا كان هناك ابتكار وخلق فأين يتجلى هذا الابتكار والخلق؟ وإلى أي حد يمكننا الحديث عن هذا النوع من الفن داخل الساحة السينمائية المغربية؟

    للموسيقى التصويرية آثار هائلة سواء على المشهد السينمائي أو التلفزيوني أو المسرحي، فهي تغير رؤية الجمهور وتلقيه للفيلم، وتغير من أحاسيسه نحو اللقطات التي يشاهدها، وتعمق رؤيته لذاته داخل المشهد. إن للموسيقى التصويرية خلفية موضوعية أساسية، وبعدا جماليا يدخل في صميم ماهيتها الفنية، فالمبدع الذي يضع موسيقى منسجمة ترافق المشهد في الدقة والتعبير، تجعل المتلقي يأخذ من كل منهما حقيقته ومعناه، بل إن الجمهور في اللحظة التي يتلقى مشهدا ترافقه موسيقى تصويرية مناسبة ومنسجمة كملحمة تايتانيك، يغدو نوعا من انسجام عام وامتزاج كلي.

    للموسيقى التصويرية آثار هائلة سواء على المشهد السينمائي أو التلفزيوني أو المسرحي، فهي تغير رؤية الجمهور وتلقيه للفيلم

    إن الموسيقى التصويرية للأفلام تضيف للمشهد السينمائي بعدا وجدانيا تمتزج فيه حاسة السمع بالبصر، وبالتالي تتدفق المشاعر، فخلفية المشهد الموسيقية هي التي تصف المشاعر، وهذا يطلعنا على ديناميكيتنا النفسية عن طريق ديناميكية التلقي، ويعتقنا من مركزية الذات ويؤهلنا للقدرة على اتخاذ الإطار المرجعي للمشهد السينمائي بسهولة ويسر، ومشاركتنا في فهم مشاعر ووجدان الشخصيات المؤطرة للمشهد مشاركة حقيقية بين ما هو سمعي وما هو بصري، إذن فالموسيقى هي أقدر صنوف النشاط البشري تعبيرا عن التواصل بين الأفراد وبين الأجيال وبين الأمم، فماذا لو رافقت هذه الموسيقى مشهدا سينمائيا أو تلفزيونيا أو مسرحيا دراميا؟

    إن الموسيقى لها وظيفتها الجمالية، التي أشار إليها الفيلسوف إيمانويل كانط بالإدراك الحسي الذي يتأرجح بين الذوق والفن، نظرا للأبعاد الرياضية والكونية للتنظيم الإيقاعي والتناغمي. وحسب جماليات الموسيقى فقد كان الفلاسفة يميلون إلى التركيز على القضايا إلى جانب الجمال والتمتع وقدرة الموسيقى على التعبير عن المشاعر تجاه قضية محورية. وفي السينما تكون الموسيقى التصويرية أو المرافقة للمشهد الأقرب إلى هذا التصور الفلسفي، باعتبار أن كل صورة تحمل في طياتها قضايا محورية فدراما وملحمة الإنسان السينمائية تتمركز حول الصورة والخلفية. إن موسيقى مسلسل “وجع التراب” أفضل دليل على ذلك، اسأل الجمهور وسيجيبك.

    ويشير مقال نشرته صحيفة “بي بي سي نيوز” تحت عنوان “أين هي مواضع الفيلم الجديد”، إلى أنه إذا كان المشهد سعيداً تجد أن الموسيقى التصويرية تتسم بالبهجة لتكون المعادل المسموع للمشهد ولإيصاله للمشاهد بشكل أفضل، والعكس صحيح بالنسبة إلى المشاهد الحزينة. وينطبق نفس المبدأ على المشاهد الحماسية ولعل أبرز موسيقى تصويرية جسدت الحماس هي موسيقى تصويرية فيلم “روكي” بأجزائه السبعة من بطولة سيلفستر ستالون، كما أن موسيقى أفلام الغرب الأميركي والكاوبوي كانت من أهم أسباب نجاح هذه الأفلام بل وكانت سببا في شهرة بعض المنتجات التي اقتبست تلك الموسيقى للإعلان مثل مارلبورو والتي اقتبست موسيقى فيلم “العظماء السبعة” في إعلاناتها مما أدى لإضفاء صبغة الفيلم على سجائر مارلبورو وكأنها شريك في الحدث.

    كما أن موسيقى فيلم “تايتانيك” كانت من أهم أسباب نجاح الفيلم كذلك. كما جسدت موسيقى فيلم “رجل وامرأة” العواطف والحب وأصبحت رمزاً للرومانسية لفترة طويلة في جميع أنحاء العالم.

    لكن ما محل قطاع السينما والتلفزيون المغربي من تأليف الموسيقى التصويرية للأفلام السينمائية والتلفزيونية والمسلسلات والمسرحيات؟

    تحمل الموسيقى التصويرية دورًا بارزًا في الأفلام الحديثة، حيث يمكن أن تسهم بشكل كبير في خلق الجو الملائم للمشاهد وتعزيز العواطف والمشاعر. ويقع على عاتق الملحنين والموسيقيين تأليف موسيقى مبتكرة وفريدة تتناغم مع مضمون العمل وتعبر عن اتجاهه الفني. ويتطلب هذا الأمر مستويات عالية من الابتكار والإبداع لخلق أصوات ومقاطع موسيقية تعكس سمات الشخصيات والأجواء المعروضة في الفيلم أو المسلسل.


    السينما المغربية لا تركز كثيرا على الموسيقى التصويرية


    تكمن أهمية الموسيقى التصويرية في السينما المغربية في قدرتها على خلق التوازن بين الصورة والسرد، لكنها يجب أن تكون متناغمة مع الأحداث والمشاهد المعروضة على الشاشة. فعندما يتم التناغم الجيد بين الصوت والصورة، يتم تحقيق تأثير أقوى على تجربة المشاهدين. كل ذلك قد يكون محدودا بسبب ما قد تواجهه الصناعات السينمائية والتلفزيونية في بعض الأحيان من تحديات مثل القيود المالية والوقت والموارد المحدودة. وقد يؤدي ذلك إلى اللجوء إلى حلول مبسطة مثل استخدام الموسيقى وإعادة استخدامها مرات ومرات، وهو ما يمكن أن يؤثر على مستوى الابتكار والإبداع.

    وأحيانا تحتاج الأعمال السينمائية المغربية إلى استخدام موسيقى مأخوذة من أعمال سابقة بسبب قيود الميزانية أو الوقت. في هذه الحالات، يكمن التحدي في العثور على توازن بين استخدام الموسيقى المأخوذة والتوافق مع العمل الفني الجديد ومع تقدم صناعة السينما في المغرب، وقد يزداد الاهتمام بالموسيقى التصويرية والاستثمار فيها.

    ومع تنامي قاعدة المخرجين والملحنين والفنيين، يمكن أن يتاح المجال لإبداع الموسيقى الأصلية والمبتكرة ويمكن للموسيقى التصويرية أن تكون وسيلة للملحنين والموسيقيين المغاربة للتعبير عن هويتهم الثقافية والفنية الفريدة. ويمكنهم خلق أصوات تجمع بين التراث الموسيقي المغربي والعناصر الحديثة لتكوين تجربة سينمائية فريدة.

    إن هناك العديد من التحديات والفرص لازدهار الموسيقى التصويرية في السينما المغربية، ويمكن أن يكون الإبداع والتأليف الأصلي مفتاحًا لتحسين جودة الأعمال السينمائية وزيادة تأثيرها على الجمهور.

يعمل...
X