انباري (محمد قاسم)Al-Anbariعالم في الفقه واللغة وأدب والتفسير

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • انباري (محمد قاسم)Al-Anbariعالم في الفقه واللغة وأدب والتفسير

    انباري (محمد قاسم)

    Al-Anbari (Mohammad bin al-Qassim-) - Al-Anbari (Mohammad ben al-Qassem-)

    الأنباري (محمد بن القاسم ـ)
    (271 - 328هـ/884 - 940م)

    أبو بكر، محمد بن القاسم بن محمد بن بشّار الأنباري، عالم في الفقه واللغة والأدب والتفسير. ولد في الأنبار، وقصد بغداد وهو صغير، ونشأ في بيت علم إذ كان والده من كبراء علماء الكوفة في عصره، قال عنه صاحب تاريخ بغداد: إنه كان آية من آيات الله في الحفظ، إذ كان ذكياً فطناً حتى قيل: إنه كان يحفظ ثلاثة عشر صندوقاً، وقيل: إنه كان يحفظ عشرين ومئة تفسير من تفاسير القرآن بأسانيدها، ولم يكن يميل إلى اللهو ومتع الحياة، بل كان زاهداً ورعاً معروفاً بتواضعه منصرفاً إلى العلم باراً بأبيه، وكان موضع تقدير واحترام فلم تنله تهمة، ولم يقدح فيه أحد، إلا أنه وُصف بالبخل، وكان ذا يسار، ولم يكن له عيال، اتصل بالخليفة الراضي وكان مؤدباً لأولاده.
    اتصل بعلماء عصره وتلقى عنهم الأدب والشعر واللغة والقرآن والتفسير والحديث والرواية، وكان في مقدمتهم أبوه القاسم بن محمد الأنباري، وبلغ عدد شيوخه نحواً من أربعين شيخاً، منهم أبو العباس ثعلب وإسماعيل بن إسحاق القاضي، وأحمد بن سهل الأشناني وأحمد بن الهيثم البزّاز والحكيم الترمذي وابن دريد الأزدي، وكانت له حلقة علمية في المسجد إلى جانب حلقه أبيه، وتلقى العلم عنه كثيرون، من أبرزهم: أبو علي القالي (ت356هـ) وأبو أحمد العسكري (نحو382هـ)، والزجّاجي ( ت337هـ)، وابن خالويه (ت370هـ)، وأبو جعفر النحاس (ت337هـ)، وأبو الفرج الأصفهاني (ت356هـ)، والمرزباني (ت384هـ)، كما أخذ القراءة عنه: محمد بن العباس الخزّاز وأبو الحسين البوّاب والدارقطني وابن المأمون.
    كان من أعلم الناس بنحو الكوفيين وأكثرهم حفظاً للغة، وكان مع هذا متواضعاً يجهر بالخطأ إن وقع منه ويرشد إلى الصواب، وكان عفّ اللسان لا يقبل أن يذكر أحد في مجلسه بسوء، وقد أحبه تلاميذه ومعارفه.
    كان يملي كتبه المصنفة ومجالسه المشتملة على الحديث والتفسير والأخبار والأشعار من حفظه، وقد رويت أخبار وغرائب من حفظه وسرعة جوابه.
    كان في الفقه حنبلي المذهب ملتزماً، وعني بالسند عناية فائقة، كما عني بغريب الحديث، ولذلك ترجم له الذهبي في طبقات الحفّاظ.
    وأما في اللغة، فقد اعتمد في الرواية على علماء العربية كما أخذ عن الأعراب، ومع أنه كوفي المذهب، فإنه لم يكن متعصباً له إلا في مسائل معينة، وقد اتصلت ثقافة ابن الأنباري في علوم العربية بثقافته في علوم القرآن والحديث حتى لا يمكن الفصل بين هذه العلوم في مؤلفاته. كما أثّرت شروط المحدّثين في الحديث المروي في منهجه في البحث اللغوي فاتّصف بالتوثيق والأمانة العلمية.
    ترك ابن الأنباري إرثاً وافراً من كتب اللغة وعلوم القرآن والحديث والأمثال. وقد عدّ له في المراجع القديمة ما لا يقل عن أربعة وأربعين مؤلفاً ورسالة..
    من آثاره «الأضداد»، ولم يُؤلّف في الأضداد كتاب أكبر منه، و«شرح القصائد السبع الطوال الجاهليات» و«إيضاح الوقف والابتداء في كتاب الله عزّ وجلّ» وفيه يتحدث عن ظاهرة الوقف والابتداء التي يتبعها القارئ لآي القرآن الكريم بما يتفق مع وجوه التفسير واستقامة المعنى وصحة اللغة وما تقتضيه علومها من نحو وصرف، وكتاب «شرح الألفات المبتدئات في الأسماء والأفعال» و«شرح ديوان عامر بن الطفيل» و«شرح خطبة عائشة أم المؤمنين في أبيها» و«مسألة في التعجب» و«الهاءات في كتاب الله» و«شرح غاية المقصود في المقصور والممدود لابن دريد» و«المذكّر والمؤنث» وهو من أضخم الكتب في التذكير والتأنيث، نقله أبو بكر بن الأنباري عن نحاةٍ ولغويين بصريين وكوفيين، وعرض فيه لكل ما يتصل بالتذكير والتأنيث من مسائل النحو والتصريف واللغة، وقد عني بإيراد الشواهد الكثيرة من القرآن الكريم والشعر والحديث والأقوال والأمثال لإيضاح الفكرة، وأفاد فيه من مصادر كثيرة لم يذكرها، وإن كان دقيقاً فيما نقل، وبيّن في الكتاب الأسماء والنعوت، المذكر منها والمؤنث مع شرح المشترك بينها، وفيه عناية واضحة بالنحو ومناقشة آراء النحاة مع التعليل والمحاكمة وردّ ما لا يجده صواباً إلى مذهبه الكوفي، مع عرض لاختلاف المذاهب في تفسير بعض المصطلحات والعبارات. وقد كان لكتابه هذا أثر في كتب اللغة التي ألّفت بعده، ونجد ذلك في مخصص ابن سيدَه، وفي معجم ما استعجم للبكري. وله كتاب «المشكل في معاني القرآن» و«الزاهر في معاني الكلمات التي يستعملها الناس في صلاتهم» و«الكافي» في النحو.
    توفي في بغداد ودفن في داره.
    نهلة الحمصي

يعمل...
X