وفاة اخر من مشى على سطح القمر عن عمر 82 عاما

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • وفاة اخر من مشى على سطح القمر عن عمر 82 عاما


    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	Smile-384x253.jpg 
مشاهدات:	1 
الحجم:	34.4 كيلوبايت 
الهوية:	153150


    توفي يوم الإثنين السادس عشر من شهر كانون الثاني، رائد الفضاء الأمريكي وقائد مهمة (أبولو) الأخيرة للهبوط على القمر عام 1972، عن عمر يناهز 82 عامًا بعد أن عُرف باسم (آخر رجل على القمر).

    أكدت ناسا خبر وفاته على موقعها الإلكتروني وصفحاتها الرسمية في موقع التواصل الاجتماعي، مشيرة إلى أنه كان محاطًا بعائلته وقت وفاته، دون التطرق لأسباب الوفاة. لكن من المعروف أنه كان عليلًا في الأشهر الأخيرة التي سبقت وفاته.


    كتبت ناسا: «نحن حزينون لفقدان رائد الفضاء المتقاعد (جين سيرنان) الذي عمل مع ناسا وكان الرجل الأخير الذي يمشي على القمر. قبطان في البحرية الأمريكية ترك بصمته في تاريخ الاكتشاف بعد أن سافر ثلاث مرات إلى الفضاء، اثنان منها إلى القمر».

    سافر سيرنان رحلته الفضائية الأولى (جيميني 9A) بعد ثلاث سنوات من اختيار ناسا له ضمن مجموعتها الثالثة عام 1963. جاءت هذه الرحلة بعد أن حل هو وزميله (توماس ستافورد) محل زميليهما (إليوت سي) و(تشارليز باسيت) في أعقاب تحطم مركبة أودت بحياة أفراد الطاقم الأصلي.

    شارك سيرنان في مهمة مدتها ثلاثة أيام حول مدار الأرض كطيار لرحلة (جيميني) السابعة والتابعة لناسا، إلا أن هذه المهمة المخطط لها فشلت في ربط هدفها الذي كان مركبة دون طيار. أصبح سيرنان رائد الفضاء الأمريكي الثاني الذي يخرج في نشاطات مركبية إضافية. على الرغم من حقيقة أن مهمة لا تتجاوز مدتها ساعتين، من الممكن أن تودي بحياته.
    الخروج إلى الفضاء تجربة من الجحيم


    علق سيرنان في مقابلة له مع ناسا عام 2007، مشيرًا إلى رحلة النشاط المركبي الإضافية (جيميني 9) في الخامس من حزيران، عام 1966: «إذًا، أنت تعرف الآن عن مهمة الجحيم تلك».

    كان من الصعب على سيرنان الانحناء أثناء ارتداء بدلة الفضاء الضاغطة، يجب أن يكافح للمناورة في سبيل الخروج من الكبسولة الفضائية ذي المقعدين، يتعثر ويفقد السيطرة في تعقب حبل الأمان، قلة الدرابزينات داخل المركبة الفضائية التي سيصبح استخدامها أكثر شيوعًا في المستقبل.

    تسلق سيرنان ببطء مقدمة المركبة جيميني ليرتدي ويختبر وحدة المناورة لرواد الفضاء AMU (جهاز للدفع يلبسه رائد الفضاء على ظهره). تعطلت وحدة المناورة لسيرنان؛ نظام التبريد لبدلته الفضائية حمي أكثر مما ينبغي، مما تسبب بتضبب الخوذة وتشويش الرؤيا مع انعدام إمكانية مسحها. لم يستطع في تلك اللحظة أن يرى، كان منهكًا وفعليًا أعمى. تمكن سيرنان من أن يستدل على طريقه عائدًا إلى مقعده بمساعدة ستافورد للدخول إلى المركبة.

    بعد دورانهم حول الأرض سبع وأربعين مرة خلال مسار ثلاثة أيام في الفضاء، هبط سيرنان وستافورد باستخدام الباراشوت بأمان، لتستقبلهم حاملة الطائرات البحرية الأمريكية في السادس من حزيران عام 1966.
    خط أبيض في السماء


    اجتمع طاقم مهمة (جيميني 9) بعد ثلاث سنوات بالإضافة لرائد فضاء ثالث (جون يونغ) للانطلاق في إنجاز مهمة الهبوط على سطح القمر للمرة الأولى في الثامن عشر من شهر أيار عام 1969.

    بينما كان طيارو بعثة أبولو 10 على متن المركبة القمرية، أطلق سيرنان وستافورد المسبار الذي يدعى (سنوبي) على ارتفاع 8.4 ميلًا (15.6) كيلومترًا فوق سطح القمر. وهي النقطة التي سيهبط عندها الطاقم التالي الذي سيأتي إلى القمر.

    من إفادات سيرنان الشفهية التاريخية لناسا، قوله: «أستمر في إخبار (نيل آرمسترونج) أننا لونّا السماء بذلك الخط الأبيض على طول طريقنا إلى القمر لما يقارب 47.000 قدمًا، لذا فإنه لن يضل طريق العودة وأن كل ما عليه فعله هو الهبوط. مما سهل عليه الأمر إلى حد ما».

    من جديد، تحل بسيرنان كارثة جديدة؛ بعد اجتياز مرحلة الهبوط وتشغيل محرك الانطلاق للعودة للمركبة الرئيسية (تشارلي براون)، بدأت المركبة القمرية -بشكل غير متوقع- بالانعطاف والتمايل بطريقة كانت ستؤدي إلى تحطمها على سطح القمر بينما كان سيرنان وستافورد على متنها. اختار رائدا الفضاء –بشكل غير مقصود- وضعية اوتوماتيكية لإيقاف المسبار. كان ستافورد قادرًا على الإمساك في زمام الأمور وتولي السيطرة اليدوية من جديد وإعادة المياه إلى مجاريها.
    هبط طاقم أبولو 10 _باستخدام الباراشوت_ بأمان في السادس والعشرين من شهر أيار عام 1969، بعد ثمانية أيام من مغادرة الأرض إلى القمر.
    تحدي أميركا اليوم


    أربعة وعشرون شخصًا فقط سافروا في رحلات إلى القمر، ثلاثة أشخاص منهم فقط أعادوا الكرة مرة أخرى؛ (جيم لوفيل) و(جون يونج) وسيرنان.

    واجه سيرنان حادثة أخرى كادت أن تودي بحياته أثناء هبوطه عائدًا من رحلته الثالثة، التي قد تكون الرحلة التاريخية الأكثر إثارة.

    في الثالث والعشرين من شهر كانون الثاني عام 1971 كان سيرنان يقود طائرة مروحية من طراز Bell 47G)) -كجزء من تدريب له على الهبوط على سطح القمر- عندما انخفضت طائرته بشدة وتحطمت في النهر الهندي في منطقة (كيب كانيفارال)، بينما أوشك هو على الغرق. استطاع النجاة من هذا الحادث بعد إصابته بحروق من الدرجة الثانية في وجهه واحتراق شعره. كانت ناسا على وشك أن تمنعه من الطيران مرة أخرى.

    انطلقت بعثة ناسا الأخيرة -المأهولة- للقمر في السابع من شهر كانون الأول عام 1972 بقيادة سيرنان. بعد أربعة أيام، هبطت المركبة القمرية لبعثة أبولو 17 (جالينجر) بجهود سيرنان و(هاريسون شميت) في وادي (توريس ليترو(.

    خلال ثلاث جولات ميدانية على سطح القمر، جمع سيرنان وعالم الجيولوجيا الوحيد الذي زار القمر (شميت) 741 صخرة، وعينات تربة من ضمنها الزجاج البركاني برتقالي اللون الوحيد الذي جُلب إلى الأرض. بالإضافة إلى (حجر القمر للنوايا الحسنة) الذي قُدّم باسم الولايات المتحدة الأمريكية لأكثر من 130 دولة حول العالم. رواد الفضاء الذين مشوا على سطح القمر في مهمة أبولو 17، آخر من قاد المركبة القمرية المتنقلة (LRV) وحقق أرقامًا قياسية، منها تسجيل واحد من أطول الأوقات التي تُقضى خارجًا على سطح القمر (22 ساعة وست دقائق).
    قال سيرنان قبل الانطلاق للعودة إلى الأرض: «تحدي الذي تواجهه أمريكا اليوم يحدد مصير البشر في المستقبل. ها نحن نغادر القمر وتحديدًا وادي (توريس ليترو) كما أتينا، وبإذن الله سوف نعود بالسلام والأمل لكل البشر».

    التقط سيرنان وزملاؤه –في طريقهم إلى القمر- الصورة الأولى للكرة الأرضية مضاءة بالكامل، يشير البعض لهذه الصورة البديعة باسم (الرخام الأزرق).

    هبط رواد الفضاء الثلاثة باستخدام الباراشوت في التاسع عشر من كانون الأول عام 1972 بعد مهمة دامت اثني عشر يومًا، ثلاث عشرة ساعة وأحد وخمسين دقيقة.

    سجل سيرنان ثلاثة وعشرين يومًا، أربع عشرة ساعة وخمس عشرة دقيقة مجموع الوقت الذي قضاه في الفضاء. بالإضافة لأكثر من أربع وعشرين ساعة في مهمة واحدة خارج المركبة الفضائية وثلاث جولات على سطح القمر.
    آخر رجل على القمر


    ولد يوجين آندرو جين سيرنان في شيكاغو، في الرابع عشر من شباط عام 1934. نال شهادة البكالوريوس في العلوم، قسم الهندسة الكهربائية من جامعة بيردو في ولاية إنديانا في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1956. بالإضافة إلى درجة الماجستير في هندسة الطيران من البحرية لللدراسات العليا في كاليفورنيا عام 1963.

    كُلف سيرنان في القوات البحرية عن طريق برنامج تدريب فيلق ضباط الاحتياط في جامعة بيردو. وخاض سيرنان غمار تدريب الطيران بعد تخرجه، ثم خدم كطيار في القوات البحرية لثلاثة عشر عامًا. تقاعد الكابتن سيرنان بعد أن سجل أكثر من 5000 ساعة طيران، 4.800 ساعة منها في الطائرات وأكثر من 200 ساعة في هبوط الحاملات.

    قبل أن يتقاعد من وكالة ناسا عام 1976، ساعد سيرنان في التخطيط لمشروع (أبولو سويوز) التجريبي، بوصفه كبير المفاوضين في مناقشة مباشرة مع الاتحاد السوفييتي السابق لدعم البعثة التاريخية المشتركة.
    في البداية، انضم لشركة (كورال بتروليوم اوف هيوستن) في منصب نائب الرئيس التنفيذي، التي أنشأت في ما بعد شركته الخاصة (شركة سيرنان) عام 1981 للخدمات الاستشارية فيما يخص الطاقة والملاحة الفضائية والصناعات الأخرى المتعلقة بها. وشغل منصب رئيس مجلس إدارة شركة (جوهانسون) الهندسية، قبل الاستحواذ عليها من قبل شركة (سبيسهاب) ومن ثم شركة (آستروتيك).

    نشر سيرنان مذكراته عام 1999 في كتاب يحمل اسم (آخر رجل على القمر) بمساعدة المؤلف (دونالد ديفيس) يتناول فيه سيرته المهنية البحرية والفضائية مع ناسا. استُخدم كتابه في وقت لاحق كأساس لفيلم وثائقي طويل يحمل ذات العنوان، أخرجه المخرج السينمائي البريطاني (مارك كريغ).

    كان سيرنان متزوجًا من (باربرا جين آشلي) من عام 1961 إلى عام 1981، أنجب منها طفلة تدعى (تريسي). تزوج سيرنان للمرة الثانية عام 1989 وأنجب ابنتين كيلي ودانييل.

    حصل على عدة جوائز وشهادات فخرية، ومُنح ميدالية الطيران المتقاطعة، وميدالية خدمة ناسا المميزة من بين ميداليات شرفية أخرى. أصبح سيرنان عضوًا في قاعة الشهرة لرواد الفضاء الأمريكان عام 1993، وقاعة الشهرة للطيران الوطني عام 2000.

    في عام 2016 قدم جائزة (نيل آرمسترونج) للإنجاز المتميز التي تقدمها قاعة الشهرة للطيران الوطني، تكريمًا له لدعمه التطوير والتمكين الشخصي لا سيما بين الشباب، ودعم النهضة الأمريكية للاسكتشاف البشري للفضاء.

    قال سيرنان عام 2007 في تصريح له: «سبق أن قلت منذ فترة طويلة، وما زلت أعتقد هذا؛ سنستغرق خمسين أو مئة سنة من التاريخ البشري قبل أن ننظر إلى الوراء ونفهم جيدًا معنى أبولو. لقد أنجزنا هذه المهمة في وقت مبكر جدًا إذا أخذنا بعين الاعتبار ما ننجزه الآن في الفضاء. كما لو كان الرئيس الأمريكي جون كينيدي قد سافر إلى القرن الواحد والعشرين -حيث نحن اليوم- جالبًا معه عقدًا من الزمن إلى حقبة السيتينيات والسبعينيات، مطلقًا عليها اسم أبولو ».
يعمل...
X