التقطت هاتان الصورتان بواسطة تلسكوب هابل الفضائي التابع لناسا بفارق سنة بينهما، وكشفتا عن ظل يدور بعكس اتجاه عقارب الساعة حول حلقة من الغازات والغبار تحيط النجم حديث التشكل (TW Hydrae). تُظهر الصورتان العلويتان سطوعًا متفاوتًا للقرص، يظهر بشكل أوضح وأغمق بعد خضوعهما للمعالجة، كما تبينهما الصورتان في الأسفل.
المصدر: وكالة ناسا، وكالة الفضاء الأوروبية، جون ديبيس من معهد مراصد علوم الفضاء.
قد يكون علماء الفلك على وشك التوصل لطريقة اكتشاف الكواكب المجهولة؛ فقد أعلنوا في دراسة جديدة لهم أن الظل الغريب _الملقى على حلقة الغبار والغاز ات المحيطة بالنجم حديث التشكل (TW Hydrae)_ من المرجح أن يكون دليلًا على وجود كوكب يدور حوله.
لاحظ فريق البحث هذا الظل بعد 18 عامًا _لم تذهب سدىً_ من المراقبة لنجم (TW Hydrae) التابع لمجموعة (هايدرا). يبعد هذا النجم عن الأرض 192 سنة ضوئية ويُقدر عمره بحوالي ثماني مليون سنة. تُظهر الصور التي التقطت بواسطة تلسكوب ناسا الفضائي هابل، أن الظل يدور حول قرص مساحته 41 مليار ميل (66 مليار كيلومتر) دورة واحدة كل 16 عشر عامًا.
يقول (جون ديبس) _من معهد مراصد علوم الفضاء في (بالتيمور) والمشرف الرئيسي على هذه الدراسة_ في تصريح له: »هذا القرص الأول الذي نلتقط له صورًا كثيرة خلال فترة طويلة كهذه، مما يعطينا أملًا في احتمالية أن تكون ظاهرة الظل شائعة في النظم الشمسية الحديثة إلى حد ما«.
يقول ديبس وزملاؤه أن كوكبًا غير منظور هو أفضل تفسير للظل. إذا كانوا محقين، فالعالَم المجهول بحد ذاته لا يُسبب ظاهرة الظل، إنما هي بفعل جاذبية الكوكب التي تتسبب بالتواء وانحراف الجانب الداخلي لحلقة الغبار والغازات، مانعًا بدوره ضوء النجم من الامتداد إلى الخارج.
رسم توضيحي يعرض التركيب المقترح لحلقة الغازات والغبار التي تحيط النجم الحديث (TW Hydrae)، وتُظهر أيضًا الحلقة الداخلية التي تنحرف تحت تأثير جاذبية كوكب غير منظور مرافق للنجم يدور خارجها.
المصدر: وكالة ناسا، وكالة الفضاء الدولية، أ. فيلد من معهد مراصد الفضاء العلمي
تُشير حسابات الفريق إلى أن الكوكب يبعد حوالي 100 مليون ميل (160 مليون كم) عن النجم (TW Hydrae) _تقريبًا ذات المسافة التي تبعدها الأرض عن الشمس_ وتعتبر هذه المسافة قريبة جدًا له، مما تتيح الفرصة لهابل أو أي تيلسكوب آخر يعمل الآن لالتقاط صور مباشرة له. (الكواكب التي تدور في مدارات قريبة جدًا تغرق بوهج النجوم التي تدور حولها، الذي يغمرها تمامًا).
أضاف الباحثون أن الكوكب المُفترَض لا بد أن يكون أضخم من كوكب المشتري بحوالي خمس مرات ليكون قادرًا على نحت القرص الداخلي بهذه الطريقة.
في يوم السبت، الأول من شهر كانون الثاني، قدم ديبس النتائج في اللقاء المئتين والتاسع والعشرين للجمعية الفلكية الأمريكية في (جريبفاين، تكساس). تُعتبر هذه النتائج مخطط لطريقة واعدة تساعد في العثور على كواكب جديدة التكوين في الأجزاء الداخلية من الأقراص المحيطة بالنجوم الحديثة، على حد تعبير أعضاء الفريق.
يختم ديبيس بالقول: »أن الأمر المثير للدهشة هو أن باستطاعتنا تعلم شيء عن جزء غير مرئي من الحلقة، عن طريق دراسة منطقتها الخارجية، وحساب حركة الظل وموقعه ومساره. أظهرت لنا هذه الدراسة _بذات الطرق الاستنتاجية_ أن الحلقات الكبيرة التي لا يمكن رصد مناطقها الداخلية، هي الأخرى لا تزال حيوية ومتغيرة، الأمر الذي لم نكن نتخيله«