تويت
شكرا جزيلا الى الاستاذ الدكتور إسماعيل صيام للقراءة النقدية لوحة الفطور الأخير .
???????????????????
لوحة : الفطور الاخير - الفنانة مهدية آل طالب
دراسة تحليلية نقدية : استاذ دكتور إسماعيل صيام
استوقفتنى كثيرا لوحات الفنانة مهدية وجدت انها تملك فكر ورؤية مختلفة تميزها عن الآخرين ، كل عنصر يتم ادراكه وينظر اليه باعتباره رمزا ، تنتهج الفنانة فكر الرمزية التعبيرية فى معظم اعمالها الفنية لكن فى لوحة الفطور الاخير الوضع اختلف فقد انتهجت الفنانة السيريالية التعبيرية ، فى هذا العمل الفنى نلاحظ اذا كان هناك عنصرا مختفيا عن مجال الرؤية فإن الاختفاء هنا ليس واحدا من خصائصه البصرية لانه ببساطة معظم عناصر الفنانة مهدية مشفرة كلما تقترب من اللوحة تكتشف العناصر وكلما تبتعد تختفي بعض العناصر وكأنها مشفرة لان الفنانة هنا ملتزمة بزمانين ، الزمن الابدى وهو زمن اللوحة والزمن المؤقت وهو الزمن الذى يستغرقة المتلقى فى محاولة فك شفرة العمل الفنى ، خطوطها أنيقة رشيقة مرنة تطوعها كيفما تشاء ، لذلك اللوحة بالنسبة لها وقت مستقطع من زمن يسير وفق قانون مهدية ويعتمد على اهمية العلاقة بين الإدراك والتوازن ، مهدية تدرك تماما أسرار المساحات فى اللوحة لذلك نلاحظ فى لوحة الفطور الاخير حراك لونى وتشابك معقد بين الخطوط ، الفنانة اعتمدت على تسطيح العناصر لانه يتيح الإدراك بأن العناصر داخل العمل الفنى لها علاقة مباشرة بحالتها النفسية وبما يدور حولها ، يسيطر على العمل اللون البنى ودرجاته ، تتغير طبيعة اللون وفقا للرؤية التى تخدم الفكرة ليس ما هى عليه فى الواقع ، هناك تباين واندماج بين العلاقات اللونية والخطوط داخل العمل الفنى .
لوحة الفطور الاخير العناصر كتلة تمثل مركز الثقل فى اللوحة ، الكتلة تسيطر على المساحة ، بدأت الفنانة السعودية مهدية اللوحة بمثلثين معكوسين فوقهما علامة مائيةوهما مدخل اللوحة لعين المتلقى، وبقعة للون البنى وتردها فى مكان آخر من اللوحة للتوازن ، رأس امراة شعرها ينسج تفاصيل اللوحة ، كأن الفنانة بدأت فى حدوتة سرد قصصى ، رجل وامرأة يمثلون محور الفكرة فى العمل الفنى لاحظ البناء فى العمل الفنى يشعرك بتكوين كتلة تحكى ما داخل الفنانة من حيرة ، الضوء والظل يشعر المتلقى بقوة الكتلة اللونية الغارقة فى اللون البنى بدرجات تمنحنا الاحساس بأهمية الفراغ المستحوذ على الكتلة ، السمك فى إتجاه واحد ليأخذ عين المتلقى للخروج من اللوحة ، الخطوط متفقة فى مسارات متناغمة مع قانون ومنطق وجودها فى حيز اللوحة ووفق فلسفة الفنانة السعودية مهدية والذى يدور فى فكرها عبر الرؤية التصويرية، لاحظ ضبط الإيقاع فى بقع اللون الفتحة وفنجانين ومزهرية وصحن ربما تكون ذكرى على خلفية مستطيل أسود اللون ربما ليظهر ما هو مخبأ داخل الفطور الاخير ، دلالة سيكولوجية داخل الفنانة ، عناصرها فلسفة تسعى الى ايقاظ الناس بالصدمة الكهربائية .
رسالة الفنانة السعودية مهدية آل طالب الرغبة فى السيطرة على النفس ربما الرغبة من أجل التحاور او الانتحار.