دراسة فيزيائية تقترح امكانية نجاح مركبة المستحيل ! لكن كيف سيكون الامر ممكنا ؟

تُشير دراسة جديدة أنَّه ربما ينجح نظام الدفع التجريبي والذي يبدو بأنَّه ينتهك قوانين الفيزياء. تصميم محير ومثير للجدل لمحرك يُدعى «EmDrive»، يعمل على توليد كميات صغيرة من قوة الدفع عند اختباره معمليًا، ووفقًا لدراسة فيزيائيَّة أجراها علماء بـ «ناسا» لم يتم نشرها أو مراجعتها من قِبَل المجتمع العلمي بعد ولكنها سُرِّبت على الأنترنت.

وقد جرى تطوير المحرك «EmDrive» على يد الباحث البريطاني (روجر شاوير- Roger Shawyer)، منذ أكثر من عقدٍ مضى. ويقوم المحرك بتوليد قوة دفع من خلال تمديد أشعة ميكرويَّة بداخل غرفة مخروطيَّة الشكل. ووفقًا لقانون نيوتن الثالث للحركة، لكل فعل رد فعل مساوٍ له في المقدار ومضاد له في الاتجاه، فلا يمكن للنموذج أن يعمل، وذلك لأنَّه لا توجد عوادم تخرج من نظام «EmDrive»، «فكِّر في الصواريخ التي تكتسب زخم حركتها من خلال نفث الغازات المحترقة ومواد أخرى بسرعات عإلىة عبر فوهاتها».

ولكن قام فريق ناسا، بقيادة (هارولد سوني وايت- Harold Sonny White)، بمركز جونسون للفضاء بولاية هيوستن بقياس قليل من الدفع خاصة أنَّ محرك «EmDrive» البديل أنتج قوةً تُعادل 1.2 ميللي نيوتن من القوة لكل كيلو وات، وهذا أكبر بـ 100 مرة مما يمكن للشراع الشمسي أن يُنتجه، والذي يعمل من خلال استخدام الزخم الفوتوني الناتج عن أشعة الشمس. وقد كتب وايت وزملائه: «تمامًا مثل الشراع الشمسي، لا يحتاج محرك «EmDrive» إلى المواد الدافعة، فالمركبة مُجهَّزة بنظام الدفع الذي يُنتِج ما تحتاجه من أشعة ميكرويَّة باستخدام ألواح الطاقة الشمسيَّة.

وهكذا يمكن أن يجعل «EmDrive» السفر في الفضاء أرخص وأسرع، ويفتح لنا بشكل نظري الباب لاستكشافات عظيمة».
لكن لا تتحمَّس لهذا كثيرًا – فمازال الأمر بعيد الحدوث من الآن، إن حدث هذا يومًا ما. فالدراسة الجديدة هي مجرَّد إثبات نظري، ويتطلَّب الأمر المزيد من الاختبارات لاستبعاد كُلّ المصادر الممكنة لأي أخطاء في التجربة.

ويقول وايت وفريقه: «من الممكن على سبيل المثال أن يتم تسخين الهواء داخل نظام «EmDrive» وتمديده مُسبِّبًا بعض التأثيرات الملحوظة كما علَّق الباحثون».

ولكن النتيجة الجديدة هي الأخيرة من بين سلسلة من النماذج الناجحة لتقنية «EmDrive»، كما أشار شاوير إلى توليد مقدار من الدفع بنموذجه، وكذلك فعل مجموعة من الباحثين الصينين عند اختبارهم لنسختهم في عام 2012. كما وذكر وايت وزملائه مزيدًا من النتائج الإيجابيَّة في عام 2013 أيضًا.

ولذلك فربما ينجح هذا المحرك المستحيل – ربما بطريقة أو بأخرى باستخدام الجسيمات ما دون الذريَّة التي تتكوَّن باستمرار، كما تكهَّن وايت وفريقه.