أطلقت الصين يوم الأثنين رائدي فضاء في بعثة إلى الفضاء كي يلتحقا بمحطة فضاء دولية ويبقوا على متنها لمدة 30 يومًا استعدادًا لبدء عمليات بواسطة منشأة ذات تجهيز كامل لمدة ست سنوات من الآن.
تم إطلاق البعثة “shenzhou 11” من مركز إطلاق الأقمار الصناعية جيوغوان الموجود على حافة صحراء جوبي شمالي الصين في السابعة صباحًا بالتوقيت المحلي (23:30 بتوقيت جرينتش) على متن الصاروخ الناقل “Long March-2F”.
سيلتحق بمنشأة محطة الفضاء السابقة “Tiangong 2” في غضون يومين، وإجراء تجارب في الطب وتقنيات متنوعة ذات صلة بالفضاء، واختبار الأنظمة والمعالجات في إطار التحضير لإطلاق وحدة أساسية للمحطة في عام 2018.
صرح القائد العام لبرنامج الفضاء الجنرال تشانغ يوكسيا أن عملية الإطلاق نجحت في الساعة 7:46 بالتوقيت المحلي (23:46 بتوقيت جرينتش).
وقرأ فيما بعد وزير الدفاع فان تشانغ لونغ رسالة تهنئة من الرئيس شي جين بينغ داعيًا رواد الفضاء الصينين إلى استكشاف الفضاء “بعمق أكثر وعلى نطاق أوسع”.
زار رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ وليو يون شان مركز التحكم بكين لتهنئة طاقم العمل. فهي المرة السادسة التي أطلقت فيها الصين رواد فضاء إلى الفضاء وستكون المدة الأطول بكل المقاييس.
وبإلحاق وحدتي تجريب تاليتين، ستكون محطة الفضاء المكتملة جاهزة لبدء عمليات كاملة في عام 2022 وستعمل لمدة عقد على الأقل.
ولقد أُطلقت محطة الفضاء التجريبية “Tiangong 1” في وقت سابق عام 2011 وتوقفت عن العمل في مارس بعد الالتحاق بثلاث مركبات فضائية زائرة وتمديد مهمتها لمدة سنتين.
وتعتبر محطات Tiangong أو “القصر السماوي” نقاط انطلاق لبعثة إلى المريخ بحلول نهاية العقد الحالي.
رائدي رحلة الفضاء المأهولة المسماة “Shenzhou 11” هما جينغ هاي بينغ، وهذه البعثة هي الثالثة له، وتشنغ دونغ ذو السبعة وثلاثين عامًا.
أخبر جينغ رائد الفضاء، الذي يكمل عامه الخمسين في أثناء وجوده في الفضاء، في بيان موجز يوم الأحد قائلاً <<إنه حلم أي رائد فضاء وسعيه أن يكون قادرًا على أداء العديد من البعثات الفضائية>>.
وجهت الصين أول بعثة فضائية مزودة بطاقم تشغيل في عام 2003، لتصبح الدولة الثالثة التي تقوم بذلك بعد روسيا والولايات المتحدة، ومنذ ذلك الحين نظمت عملية سير في الفضاء وأنزلت على القمر مسبارها المتجول Yutu.
وأشار الإداريين إلى أنه ربما يكون هبوط طاقم على القمر أيضا ضمن عمليات مستقبلية للبرنامج.
تم منع الصين من المشاركة في محطة الفضاء الدولية، ويرجع ذلك بشكل أساسي إلى قلق الولايات المتحدة إزاء الطابع العسكري لبرنامج الفضاء الصيني.
يتطلع المسؤولون الصينيون الآن إلى تدويل برنامجهم الخاص عن طريق عرض مساعدة مالية لبعثات الدول الأخرى إلى Tiangong 2.
افتتح أيضا برنامج الصين الفضائي في يونيو موقعه لإطلاق المركبة الفضائية الرابعة في وينشانغ على مقاطعة جزيرة هاينان أقصى جنوب الصين.
وتم افتتاحه مع إطلاق صاروخ Long March 7 المتطور والذي يعتبر انطلاقة في استخدام الوقود الأكثر أمنًا، والأكثر ملاءمة للبيئة.
تُطور الصين حاليًا صاروخ النقل الثقيل Long March 5 اللازم لإطلاق المكونات الإضافية والحمولات الضخمة الخاصة بـ Tiangong 2.
تخطط الصين أيضا لإنزال مسبار على المريخ بحلول عام 2020، مُحاوِلة إحياء نجاح بعثة الولايات المتحدة Viking 1 التي انزلت مسبار على كوكب المريخ منذ أربعة عقود مضوا.
إنه لمصدر فخر وطني هائل، أن يخطط برنامج الصين الفضائي ما مجموعه 20 بعثة هذا العام في الوقت نفسه الذي تبحث فيه برامج الولايات المتحدة ودول أخرى عن أدوار جديدة.