الفن، يمزج بين الخيال والكثير من العلم

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الفن، يمزج بين الخيال والكثير من العلم

    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	Interstellar-2014-600x330-384x253.jpg 
مشاهدات:	1 
الحجم:	39.9 كيلوبايت 
الهوية:	152921



    فيلم الخيال العلمي «Interstellar» ليس كأيّ فيلم تعتقد أنّك قد شاهدته، فهو ليس كفيلم «Star Wars»، يحتوي الفيلم على الكثير من الحقائق والمفاهيم العلمية مثل النسبية وعلم ميكانيكا الكم، والنجوم النيوترونية، وحركة دوران الثقوب السوداء في الفضاء، وتمدد الزمن.

    كان المخرج كريستوفر نولان حريصًا على الحصول على كلّ التفاصيل العلمية، فاستعان هو وفريقه بعالم الفيزياء المشهور «كيب ثورن» ليتخذ الفيلم هذا الشكل العلمي الرائع.
    نبذة عن الفيلم:


    «Interstellar» كلمة إنجليزية تعني (بين النجوم) وهو فيلم خيال علمي من إخراج كريستوفر نولان مخرج فيلم «Inception» أيضًا، وبطولة ماثيو ماكونهي وآن هاثاواي وجيسيكا شاستاين وإلين بورستين ومايكل كين.

    تدور قصة الفيلم حول طاقم من رواد الفضاء المستكشفين والّذين ينطلقون في رحلة ملحمية فضائية خارج المجرّة عبر ثقبٍ دودي، سعيًا لإنقاذ البشرية والبحث عن كوكب آخر صالح للحياة غير الأرض الّتي أصبحت في وقت قريب لا تصلح للحياة.

    ستجد في الفيلم الكثير من السفر عبر الفضاء والزمن مستندًا في ذلك إلى بعض من مبادئ الفيزياء الأساسية.

    إذن، هل تمكن نولان وثورن من منع التضارب بين الحقائق العلمية والخيال العلمي؟

    يُشير البروفيسور ثورن نفسه قائلًا: «يُعرف بعض العلم بأنّه حقيقي، والبعض الآخر بأنّه تكهنٌ يستند على المعرفة، وبعضه مجرد تخمين».

    ولكنّ هذا الفيلم يندرج تصنيفه تحت فئة الخيال العلمي.

    إذن، هو ليس فيلمًا وثائقيًّا؛ فليس كل ما يحتويه حقائق علمية أكيدة. على الرغم من ذلك فهو يضمّ الكثير من الحقائق الكونية المذهلة الّتي هي أبعد حتى من الخيال.

    لكن ما هو الحقيقي وما هو الخيال في فيلم «Interstellar»؟

    فيما يلي عرض لأهمّ النظريات والحقائق الّتي تناولها الفيلم ونقدها علميًّا:
    انحناء الزمن في الفضاء (صحيح)


    واحد من أهم المواضيع الرئيسية في الفيلم هو أنّ الشخصيات يمكنها أن تتقدم في العمر بسرعات مختلفة وهذا يعتمد على مكان وجودهم في الكون.

    عندما سافرت الشخصيتان الرئيسيتان ماكونهي (كوبر) وهاثاواي (براند) في رحلتهم المشؤومة إلى كوكب ميلر فإنّهم تقدموا في السن بضع ساعات فقط، بينما عادوا ليجدوا زميلهم قائد السفينة روميلي، قد تقدم في العُمر ستة وعشرين عامًا.
    هل يمكن لذلك أن يكون صحيحًا؟


    حسنًا نعم.

    في عام 1912 تنبأ آينشتاين أنّ الجاذبية هي نتاج الهيئات ضخمة، مثل كوكب الأرض، ونتاج انحناء الزمكان أيضًا.

    التوضيح النموذجي لتلك النظرية هو كرة ثقيلة موضوعة على ورقة مطاطية، تنحني الورقة لوزن الكرة وتمدد الوقت.

    ذلك الأثر على الأرض هو أقلّ ما يمكن، مضيفًا بضعًا من الميكرو ثانية يوميًا للوقت في الفضاء.

    على الرغم من ذلك فإنّ هذا لا يعني أبدًا أن الوقت يتحرك بسرعة أكبر قليلًا في الطابق العلوي مقارنة بالطابق السفلي في بنايتك.

    وبالتالي فإنّ الأقمار الصناعية الّتي تدور حول الأرض يجب أن تُعدل حتى نأخذ في نظر الاعتبار أنّ تلك الأقمار تتحرك عبر الزمن بسرعة أكبر قليلًا -40 ميكرو ثانية يوميًّا- من شخص يتنقل بواسطة جهاز تحديد المواقع على الأرض.

    مقارنة مع الأجسام الأخرى في الكون، فإنّ الأرض صغيرة جدًّا وبالتالي فإنّ التحوّل في الوقت هو أقلّ ما يمكن.

    ومع ذلك، فإنّ الأجسام الّتي تمتلك كتلة أكبر لها تأثير أكبر على الوقت، على سبيل المثال إنّ نجمًا نيوترونيًّا ما له كثافة عالية جدًّا سيُبطئ الوقت بمقدار بضع ساعات.

    بينما يتباطأ الوقت على سطح الثقب الأسود حتى يتوقف.

    الأمر الاستثنائي هو أنّ الفضاء ينحني في بُعد مختلف، في مكان ما ليس جزءًا من الكون، يُطلق عليه علماء الفيزياء الفلكية «the bulk».

    كان الكوكب ميلر في الفيلم قريبًا من الثقب الأسود الضخم غارغانتوا، وهو متواجد بمكان لا يمكّن الثقب الأسود من امتصاصه إلى الداخل.

    وتُقدّر كتلة الثقب الأسود ككتلة مئة مليون شمس، ويدور بسرعة قريبة من سرعته القصوى. والأمر غير محتمل الحدوث في الطبيعة، ويعني التأثير أنّ أيّ شخص على هذا الكوكب سيتقدم في العمر ساعة واحدة فقط، في حين أنّ أولئك الّذين هم خارج منطقة جذب الثقب الأسود، مثل شخصية روميلي، سوف يتقدمون في العمر سبع سنوات.


    استخدام جاذبية نجم نيوترونيّ لاكتساب قوّة دافعة (خطأ)


    واجه طاقم سفينة الفضاء في الفيلم ورطةً عند محاولة الوصول إلى الكوكب ميلر لأنّ الكوكب محصور داخل سيطرة الثقب الأسود الضخم غارغانتوا.

    ولتجنب الانجذاب إلى داخل الثقب الأسود، كان على سفينة الفضاء أن تسير بسرعة عالية للهروب من قوى الجاذبية والطرد المركزي الضخمة.

    فتجاوز كوبر -الشخصية الرئيسية في الفيلم- تلك المعضلة عبر استخدام جاذبية نجم نيوترونيّ لاكتساب قوّة دافعة تقذفه حول الثقب الأسود لا داخله.

    في الواقع، هذا ليس حمقًا كما يبدو.

    فقد وثبت بعثة روزيتا حول الأرض والمريخ لالتقاط سرعة كافية لملاحقة المذنب «67P Churyumov-Gerasimenko».

    ولكنّ السرعة المطلوبة للهروب من شيء هائل كالثقب الأسود غارغانتوا ضخمة جدًّا.

    وسيتعين على السفينة أن تتحرك بسرعة قريبة من سرعة الضوء للهروب من الجذب الضخم من قبل الثقب الأسود، ثم سرعان ما تتباطأ كي تتمكن من الهبوط على الكوكب. إنّ التغيير المفاجئ في القوة الدافعة من شأنه أن يُدمر السفينة بالتأكيد.

    في الفيلم، يستخدم الطاقم الدوران البطيء لنجم نيوترونيّ للإبطاء، ولكن من غير المحتمل أن ينجح.

    لأنّه لن يؤدي إلى إبطاء السفينة إلا ثقبٌ أسودُ آخر بحجم كوكب الأرض تقريبًا.
    الثقب الأسود غارغانتوا (صحيح)


    يصور الفيلم الثقب الأسود الهائل المُسمّى غارغانتوا كدائرة سوداء تحيط بها كتلة دوامة من النجوم والمجرات، والّذي يكون شكله أقرب للعين البشرية.

    إنّ ظاهرة انحراف النجوم، المعروفة باسم «عدسة الجاذبية» الّتي توقعها آلبرت آينشتاين في نظريته النسبية العامة، أُنشئت من خلال نماذج الكمبيوتر.

    في الواقع، كانت المحاكاة الحاسوبية دقيقة جدًّا، إذ اكتشف البروفيسور ثورن والفريق أنّ الثقوب السوداء مقعرة بدرجة طفيفة على جانب واحد وتمتلك بروزًا من الجهة الأخرى.

    وهذه هي المرة الأولى الّتي نشاهد فيها هذه الظاهرة، وقد أنتج ثورن الآن ورقةً بحثيّةً علميّةً تتضمن تفاصيل عن هذا الاكتشاف.

    يُقدم الفيلم المثال الدقيق الوحيد المعروف لوصف الثقب الأسود الّذي من شأن الإنسان أن يراه من أقرب مسافة ممكنة على الأرجح.
    الصدفة هي حجر الأساس للتطوّر (خطأ)


    في النتائج الّتي تنصّ على أنّ كوكبَ ميلر عقيمٌ لا يصلح للحياة، تعلن الممثلة المشهورة آن هاثاواي (شخصية براند في الفيلم) أنّ «الصدفة هي حجر الأساس للتطوّر».

    تستكمل آن الشرح بأنّ الحياة لم تتطوّر أبدًا على هذا الكوكب لأنّ السحب الضخمة للثقب الأسود القريب غارغانتوا قد أعاقت هبوط المذنبات والكويكبات.

    إنّ الاعتقاد بأنّ المذنبات قد بذرت الحياة على الأرض-وربّما الكواكب الأخرى أيضًا- هو اعتقاد صحيح، عبر حمل الأحماض الأمينية والماء للكوكب.

    لكن مع ذلك، فإنّ جميع الأجسام -الكويكبات والكواكب والمذنبات- تقريبًا تملك زخمًا زاويًّا قويًّا، وهي تنتج قوّة الطرد المركزية الخاصة بها الّتي من شأنها الحفاظ على سلامتها من الأذى.

    لذلك من الممكن أنّ كوكب ميلر قد قُصف بالمذنبات والكويكبات مثل جميع الكواكب الأخرى.
    وجود آفة زراعية على الأرض (غير مرجح)


    الفرضية الرئيسية في الفيلم هي أنّ الأرض تحتضر ويجب على الإنسان العثور على كوكب جديد قبل نفاد المحصول الأخير على وجه الأرض (الذرة)، وذلك بسبب آفة لا يمكن إيقافها قد أهلكت جميع المحاصيل.

    صحيح أنّ معظم الناس اليوم لا ينتجون طعامهم عبر الزراعة بأنفسهم وعوضًا عن ذلك فهم يعتمدون على النظام العالمي للإنتاج والتوزيع.

    ومن المرجح تمامًا أن ينهار هذا النظام على نطاق صغير، ولكن لا يبدو أنّ الفيلم ذكر أنّ البشر يأكلون الكثير من الأشياء الأخرى، مثل الحيوانات والأسماك.

    الجدير بالذكر أنّ الآفات الزراعية الفتّاكة عادة ما تهاجم مجموعة واحدة فقط من النباتات ولا تهاجم فصائل بأكملها.

    والآفات الّتي تؤثر على أكثر من نوع عامة ليست بهذا الضرر.

    ويذكر عالم الأحياء إليوت ميورويتز من معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا أنّه من الممكن لآفة من تلك الّتي تهاجم البلاستيدات الخضراء أن تتطوّر، مع ذكر أنّ البلاستيدات الخضراء هي العامل الأساسي لعملية التمثيل الضوئي.

    وأضاف إليوت: «بدون البلاستيدات الخضراء من شأن النباتات أن تهلك».

    وأضاف: «لنفترض الآن أنّ بعض العوامل المسببة للأمراض تطوّرت، على سبيل المثال في المحيطات، والّتي ستمحو كلّ الطحالب والحياة النباتية في المحيطات وتنتقل إلى اليابسة لتقضي على جميع النباتات البرية!!

    هذا ممكن.

    ولا أرى أيّ مانع لذلك.

    ولكنّه غير معقول جدًّا في الوقت ذاته.

    فمن غير المرجح أنّ ذلك قد يحدث».
    الثقوب الدودية (صحيح وخطأ)


    في الفيلم، تغلب الطاقم على المسافات الشاسعة بين المجرات عن طريق القفز من خلال ثقب دودي.

    صاغ عالم الفيزياء الفلكية جون ويلر مصطلح الثقب الدودي، الّذي يرتكز على الثقوب الدودية في التفاح.

    إذا كانت نملة تزحف حول تفاحة، فهي ستتمكن من الوصول إلى الجانب الآخر أسرع بكثير عن طريق السفر من خلال ثقب في الوسط.

    إذا تخيلت الكون ورقة مسطحة من الورق فإنه يمكنك أن تنتقل بين نقطتين من خلال الحركة في خط مستقيم.

    ولكن إن ثنيت الورقة بحيث تلتقي تلك النقاط، وبعد ذلك تصنع ثقبًا، يمكنك أن تصل إلى النقطة الأخرى أسرع بكثير.

    في الأساس، الثقب الدودي هو ثني الزمان والمكان لتتصل النقاط وتكون أقرب معًا.

    يمكن أن يتواجد ذلك من الناحية النظرية، ولكن لا أحد يعرف كيف يمكن الثقب مفتوحًا حتى يمكن لأي شخص أن يسافر من خلاله.

    ومن غير المرجح للغاية أن يتواجد ذلك بشكل طبيعي في الكون.

    إنّ الأمر سيستغرق كتلة ضخمة، مثل نجم نيوترونيّ، لإنشاء انحناء في الوقت والّذي قد يدفع إلى البُعد «the bulk» ويتصل هذا إلى نفق آخر على الجانب الآخر.

    حتى الآن، لم تظهر أي علامات على فعل ذلك.

    في الفيلم، يحدس كوبر أنّ الثقب الدودي الّذي عُثر عليه بالقرب من كوكب زحل قد وُضع هناك من قبل حضارة متقدمة.

    ومع ذلك فإنّه من غير المحتمل جدًّا أنّ أيّ شخص سيتمكن من العثور على طريقة لثني الزمكان وحفر حفرة بعد ذلك والالتقاء في الجانب الآخر.

    أضاف البروفيسور ثورن: «أشكّ في أنّ قوانين الفيزياء تسمح بالعبور عبر الثقوب الدوديّة.

    من المحتمل وجودها، ولكنّي أشكّ كثيرًا في إمكانية أن تتكوّن بشكل طبيعي في عالم الفيزياء الفلكية».

    في الفيلم يُعتقد أنّ هذا الثقب الدودي صُنع، وأُبقي مفتوحًا ووُضع بالقرب من كوكب زحل بواسطة الحضارة الّتي تعيش في الُبعد «The bulk»، وهي حضارة تمتلك كائناتها أربعة أبعاد فضائية.

    هذه المنطقة مجهولة للغاية.
    العيش في البُعد الفضائي «The bulk» (خطأ)


    خلال الفيلم لم يُفصح عن هوية الكائنات الّتي تعيش في البُعد «The bulk»، وكان الحديث عنهم بصيغة المجهول (هم) دائمًا.

    تقول الشخصية براند لكوبر: «بغض النظر عن هويتهم، لكنّه يبدو أنّهم يبحثون عنا.

    ذلك الثقب الدودي يسمح لنا بالسفر إلى نجوم أخرى، وقد جاء ذلك تمامًا عندما كنا بحاجة له».

    فكرة نولان هي أنّ هذه الكائنات المجهولة هي أحفاد الإنسانية، الّذين تعلموا أن يعيشوا في خمسة أبعاد، ويمكنهم التنقل عبر المكان والزمان.

    بالطبع هذا لا يعني أي شيء.

    بداية، إنّ الفضاء في البُعد «The bulk» متناهي الصغر. ولا يمكن للإنسان أن يتواجد داخله.
    الوقوع داخل ثقب أسود والخروج منه (صحيح وخطأ)


    عندما يغرق كوبر في الثقب الأسود غارغانتوا وتتمكن براند من الهروب، يبدو لنا أنّه بعيد الاحتمال أن ينجو.

    لكنّه نجا على الرغم من ذلك.

    وعلى الرغم من أنّ العلماء اعتقدوا في السابق أنّ الثقوب السوداء تدمّر أيّ شيء يسقط فيها، فهم يعتقدون الآن أنّ بعضًا من تلك الثقوب يمكن أن يكون لطيفًا.

    من وجهة نظر الشخصية براند، سوف ترى كوبر يتحرك ببطءٍ أكثر ويتجمد أخيرًا عند وصوله إلى أفق الحدث على حافة الثقب الأسود.

    ولكن بالنسبة لكوبر لا شيء يبدو مختلفًا.

    بينما تتدمّر سفينة كوبر داخل قوة الثقب الأسود، ينتهي به الأمر داخل مكعب الأبعاد الأربعة، ويفترض أنه أُنشئ بواسطة «الكائنات المجهولة».

    ولأنّ ذلك المكعب موجود في أربعة أبعاد، فبإمكانه أن يتواجد داخل البُعد «The bulk»، وبالتالي يتمكن كوبر-نظريًّا- من السفر مرة أخرى إلى غرفة ابنته في كوكب الأرض في وقت سابق.

    لكنّ كوبر لن يتمكن من التواجد داخل المكعب دون التنسيق مع قاعدة ناسا السرية، وهو الّذي وضعها هناك في وقت ما في المستقبل.

    وبما أنّه من المستحيل أن يسافر إلى الوراء عبر الزمن ويُغيّر الماضي، فإنّ الموقف ينتهي بالسقوط فجأة داخل ثقب أسود، إذ لا يوجد حلّ للموقف.
يعمل...
X