كيف تكونت الشمس؟
جمعت الجاذبيَّة الغُبار والغاز معًا في مدى شاسع من الفضاء، لتخلق نظامنا الشمسي. وقد تكوَّنت الشمس أولًا من مقدار ضخم من المادَّة، مُخلِّفةً الكواكب وراءها. لكن كيف أصبح ذلك البحر من الجُسيمات الدوَّارة أكثر النجوم لمعانًا في سمائنا؟
وبالرغم من أنَّ الفضاء يبدو فارغًا، إلَّا أنَّه مليء بالغاز والغبار. وأغلب المادة عبارة عن هدروجين وهيليوم، لكن تكوَّن بعض منها من البقيَّة الباقيَّة من موت النجوم الطاحن. حيث ضغطت موجات الطاقة المُتنقلة عبر الفضاء سُحب الجُسيمات معًا، وجعلتها الجاذبيَّة تنكفئ على نفسها. وعندما تجمَّعت المادة معًا، تسبَّبت الجاذبيَّة في دورانها. وتسبَّب الدوران في جعل السُحب تتسطَّح على شكل قرص يُشبه الفطيرة. وفي المركز، تكتَّلت المادة معًا مُكوِّنةً نجمًا أوليًّا والذي سيُصبح «الشّمس» في نهاية المطاف.
النجم الأوليّ اليافع كان عبارة عن كُرة من الهدروجين والهيليوم لم تبدأ داخلها عمليَّة الاندماج بعد. وعلى مدى حوالي خمسين مليون سنة، ازدادت حرارة المادة وضغطها بالداخل، وبدأت عملية اندماج الهدروجين الذي يمدُّ الشمس اليوم بالطَّاقة والحركة.
ولم يستهلك تكوين الشّمس كُلّ السحابة التي ولِدَت منها، بل ما تبقى منها واصل دورانه حول الشمس، بينما تكوَّنت الكواكب من المادَّة المُتبقيَّة. فالشمس عبارة عن نجمٍ مُتوسط الحجم، لا هو بالكبير جدًا ولا بالصغير جدًا. وقد جعله حجمه نجمًا ممتازًا للدوران، لأنَّه ليس ضخمًا سريع الاحتراق، ولا صغيرًا مُعتمًا أيضًا.
وسينفد الهدروجين الموجود داخل الشمس، بعد ملايين السنين من الآن، وسوف تتضخَّم الشمس وتتحوَّل إلى عملاق أحمر يمتد نصف قطره إلى مدار الأرض. كما ستستهلك الشمس الهيليوم الموجود في نواتها أيضًا. وستكون حرارة الشمس غير كافيةٍ لحرق الأُكسجين والكربون الباقيين، لذا ستُخفق الشمس وتتحوَّل إلى قزم أبيض.