الأربعاء 30 مارس 2022 م
في مدينة صيدا، جنوبي لبنان، التقت مجموعة شباب وشابات بين شباط/ فبراير وتشرين الأول/ أكتوبر 2021. جمعهم "ملتقى لفيف" للكتابة الإبداعية. تشاركوا نبض التجارب. قرأوا الشعر والأدب وسمعوا الموسيقى والأغاني وتحاوروا مع مجموعة من الأديبات وكتبوا نصوصاً إبداعية نُشرت في كتيّب يحمل اسم ملتقاهم.
تقول المشرفة على الملتقى، الفنانة والكاتبة الفلسطينية أمل كعوش لرصيف22 إن "التجربة كانت ممتعة" وتضيف أن "المشاركين كانوا من خلفيات متنوعة وخبراتهم في مجال الكتابة كانت متفاوتة، فبعضهم سبق وشارك في ورشات عمل مشابهة وبعضهم كان يخوض تجربته الأولى في مجال الكتابة الإبداعية".
وتشير إلى أن "تطوّر المشاركين والمشاركات كان بفعل ذاتي، فالجميع كانوا يطوّرون أساليبهم من خلال التفاعل المشترك ومشاركتهم نصوص بعضهم البعض"، ومن خلال القراءات التي كانت تُقترح عليهم، كما تركت أثراً إيجابياً عليهم لقاءات مع ضيفات من عالم الأدب هنّ الشاعرتين سمر عبد الجابر ومريم خريباني والأكاديمية مها عبد المجيد.
كان المشاركون، وبعضهم لبنانيون وبعضهم فلسطينيون مقيمون في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في صيدا وآخرون قذفتهم الحرب السورية من مخيم اليرموك إلى صيدا، يلتقون مرة أسبوعياً تقريباً، وأنتجوا نصوصاً هذه بعضها:
بحر (علي نجم)
هذه المرة لم تبتلعني المياه فإذ بي أقع على جذع شجرة مرنة وصلبة؛ شجرة الساج الجميلة. استغربتُ؛ كيف انتهى بها المطاف عند شاطئ البحر المتوسط فيما موطنها بعيد في أقاصي القارة الآسيوية؟ لم أجد جواباً لسؤالي وتابعتُ إبحاري مع الريح.
غرباً أبحرت بنا الرياح؛ أنا والشجرة، حتى حلّ الليل صامتاً حالكاً لم ينقطع سكونه إلا بظهور كائن انبثق فجأة من تحت الماء مرتفعاً نحو السماء الداكنة وكأنه يعلن "أنا هنا!"، فاهتزّ بي جذع الشجرة وكأني ورقة شجر في مهبّ الرياح.
كان دلفيناً.
ما الذي أتى بهذا الكائن إلى هنا؟ ربّما أنا مصدر الضجيج الذي عكّر صفوه وهو الذي يوجّه سمعُه مسارَه. أما أنا فلا خيار لي سوى الرياح. ففي البحر بحرٌ وفي طعم الملح مزيدٌ من الملح.
في الصباح بدأت اليابسة تظهر في الأفق وصرت أسمع صوت تخبّط في المياه. كانت الدلافين تسبح وكان التيار يشدّنا نحو اليابسة.