قصر الحير
يعد قصر الحير الشرقي وقصر الحير الغربي، اللذان أمر ببنائهما الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك (724 ـ 743هـ) من أبرز القصور الأموية المشيدة في بادية الشام.
قصر الحير الشرقي
يقع قصر الحير الشرقي في وسط البادية السورية،على بعد 105كم، إلى الشمال الشرقي من مدينة تدمر، وعلى مسافة 60كم جنوب مدينة الرصافة، وهو عبارة عن مدينة صحراوية متكاملة مكونة من قصرين، مازالت بقاياهما ظاهرة للعيان، يشغل القصر الكبير منهما مساحة 11200م2، ويؤرخ على العصر الأموي، غير أن أعمال التنقيب الأثري في بعض مرافقه قد أكدت وجود بعض الترميمات والتشييدات المعمارية التي تم تنفيذها في القرن العاشر الميلادي (الفترة العباسية)، حين تم تحويل القصر وما حوله إلى مدينة متكاملة، شيدت فيها معاصر الزيوت ومصانع الزجاج، إضافة إلى المسجد والبيوت السكنية، وخرج المكان عن مهمته الأولى التي كانت عبارة عن استراحة صحراوية للخليفة الأموي، ليتحول إلى مدينة ذات طابع تجاري مهم، للقوافل العابرة شرقاً وغرباً.
اتخذ القصر الكبير الشكل المربع الذي بلغت أطوال أضلاعه170×170م، دعمت بالأبراج نصف الدائرية،التي يبلغ عددها ستة وعشرين برجاً، قطر الواحد منها أربعة أمتار، وهي موزعة بمعدل أربعة أبراج في الزوايا، وستة على كل جدار، بفاصل 25.25م، بين كل برج وآخر، باستثناء الواجهة الرئيسة، التي كان يتوسطها برجا المدخل الرئيس النصف دائريين، المحيطان بالباب والدهليز المقبى، المؤدي إلى الصحن المكشوف، المحاط برواق الطابقين السفلي والعلوي، المحمول على دعائم وأقواس حجرية، تتقدم مجموعة الغرف المشكلة لطابقين سكنيين، توزعت غرفهم ضمن مجموعات ووحدات سكنية منفصلة وذات مداخل مستقلة، هذا إلى جانب غرف الخدمة والمسجد المؤلف من ثلاثة أجنحة طولية ورابع معترض؛ هذا ويتميز القصر باحتوائه أربعة مداخل متقابلة، بعرض 3م، يعلو كل مدخل عارضة أفقية معشقة، وقوسُ حملٍ ذات تشكيل مدبب وقلب مفصص، وسقاطتان دفاعيتان (جوشنان) ترتكزان على ثلاثة أكتاف وثلاث طبقات من الزخرفة، باستثناء المدخل الشمالي الرئيسي، الذي يتميز بوجود سقاطتين، أكثر عرضاً من باقي الأبواب، حيث ترتكز على خمسة أكتاف معقدة الزخارف، الوسطى منها مزدانة بوردة دائرية.
ويفصل بين القصرين المئذنة المربعة الشكل، التي يبلغ متوسط ضلعها 2.94م، وبارتفاع 10م، وهي ذات مدخل جنوبي ودرج حلزوني داخلي.
أما القصر الصغير الذي تبلغ أبعاده 70×70م، فهو محاط بالأسوار الحجرية المدعمة باثني عشر برجاً دفاعياً نصف دائري، موزعة بشكل يحتل أربعة منها زوايا البناء الرئيسية، واثنان في وسط كل جانب بفاصل 18.50- 20م، باستثناء برجي المدخل الرئيس يبلغ الفاصل بينهما 667سم، في حين يبلغ ارتفاع السور بما فيه حاجز السقف الذي اختفى معظمه ما يقارب 15م.
يتميز القصر بمدخله الوحيد الذي يبلغ عرضه 298سم، وارتفاعه 402سم، ويعلوه ساكف وقوس حجرية علوية ذات زخارف مقولبة، وجوشن دفاع بارز على شكل شرفة، ذات فتحات سفلية مخصصة لصب الزيت على المهاجمين؛ في حين يؤدي المدخل الرئيس إلى دهليز واسع يفصل بين الخارج والفناء الداخلي المحاط بالغرف الواسعة ذات التوزيع المستقل، التي يبلغ عمقها 12م، في حين يتفاوت عرضها، وتشير أعمال التنقيب الأثري إلى احتواء القصر على طابقين متشابهين في التقسيمات.
قصر الحير الغربي
أنشئ هذا القصر على أنقاض دير يعود إلى العهد الغساني، بقي منه البرج الشمالي الغربي فقط، يقع إلى الجنوب الغربي من تدمر في وسط البادية السورية، ويحتل مساحة 4970م2، حيث تبلغ أطوال أضلاعه 70×71م، ويتميز بجداره الخارجي ذي التشكيل شبه العسكري، الذي يحتوي أبراجاً دائرية تحتل زوايا التشكيل المربع،باستثناء الزاوية الشمالية الغربية التي تأخذ في البرج التشكيل المربع، وكذلك يتميز بالأبراج نصف الدائرية التي تحتل القسم الأوسط من كل جدار، باستثناء الجدار الشرقي الذي تتركز في منتصفه البوابة الرئيسة المحفوفة ببرجين مزخرفين نصف دائريين.
شيد السور الخارجي للقصر من المداميك الحجرية التي شكلت قاعدة الحمل الرئيسة في البناء، حتى ارتفاع مترين، يليها مجموعة من الصفوف المتناوبة المركبة من مداميك الطوب والآجر والشرائح الخشبية.
يتم الاتصال بين الباب الخارجي والباحة الداخلية، بوساطة دهليز مقبى يؤدي إلى الأروقة المغطاة المحمولة على عمد حجرية قديمة، تتقدم الغرف والصالات المحيطة بالفسحة المركزية التي تتوسطها بركة الماء، حيث تتوزع الغرف حول الساحة على طابقين معماريين وضمن مجموعة من البيوت المستقلة عن بعضها، والتي يبلغ عددها الستة، اثنان في الجهة الشرقية، ومثلها في الجهة الغربية المقابلة، وبيت واحد في الشمال، يقابله واحد في الجنوب، ويراوح عدد الغرف والصالات في كل بيت بين 8ـ13 قاعة أو حجرة، ذات مشبكات ومصابع جصية رائعة تسمح بدخول الضوء والهواء إلى الغرف.كشف في القصر عن رسومات جدارية (فريسك) وأرضية رائعة، تناولت موضوعات دينية ودنيوية غنية حول الحياة الرسمية والخاصة للخليفة، وقد نُقلت واجهة القصر والرسوم الجدارية إلى المتحف الوطني في دمشق, وأعيد هناك إنشاء بعض أجزائه المعمارية.
كما أكدت التنقيبات الأثرية التي جرت في الثلاثينات من القرن العشرين من قبل الفرنسي شلومبرجيه Schlumberger ـ ولاسيما القطع الجصية المزخرفة الخاصة في الدرابزين- وجود طابق ثانٍ للقصر في الماضي، متطابق في توزيع غرفه وقاعاته مع الطابق الأول، باستثناء الفراغ فوق دهليز المدخل الذي كانت تشغله صالة مستطيلة الشكل.
كما يوجد ضمن المنشأة خزان مياه متصل بسد خربقة الذي يغذى من نبع الكوم، عبر قناة تزويد يبلغ طولها 16.5كم، والذي يوفر المياه لجميع مرافق القصر السكنية والخدمية، كالجامع والطاحونة والخان، وكذلك الحمام الذي يقع خارج القصر، على بعد ثلاثين متراً إلى الشمال من البرج القديم، ويتألف من القسم البارد والقسم الدافئ ذي الأرضية القائمة على شبكات التدفئة الفخارية التحت أرضية، والكسوة الأرضية المكونة من ألواح الرخام.
يشبه قصر الحير الشرقي وقصر الحير الغربي بقية القصور الأموية المشيدة في بلاد الشام في المخطط المعماري القائم على مبدأ السور المحيط والصحن الداخلي المكشوف، الذي تشرف عليه الأروقة الجانبية المحيطة، التي تتقدم الغرف في الطابق الأحادي والمزدوج، وكذلك السور الخارجي الذي يأخذ طابع التحصين الدفاعي والعسكري، إضافة إلى كونها أماكن تسلية وترفيه، وأنشطة زراعية وتجارية، وتواصل مع القبائل البدوية ولضمان ولائها.
شعلان الطيار
قصر الحير الشرقي
يقع قصر الحير الشرقي في وسط البادية السورية،على بعد 105كم، إلى الشمال الشرقي من مدينة تدمر، وعلى مسافة 60كم جنوب مدينة الرصافة، وهو عبارة عن مدينة صحراوية متكاملة مكونة من قصرين، مازالت بقاياهما ظاهرة للعيان، يشغل القصر الكبير منهما مساحة 11200م2، ويؤرخ على العصر الأموي، غير أن أعمال التنقيب الأثري في بعض مرافقه قد أكدت وجود بعض الترميمات والتشييدات المعمارية التي تم تنفيذها في القرن العاشر الميلادي (الفترة العباسية)، حين تم تحويل القصر وما حوله إلى مدينة متكاملة، شيدت فيها معاصر الزيوت ومصانع الزجاج، إضافة إلى المسجد والبيوت السكنية، وخرج المكان عن مهمته الأولى التي كانت عبارة عن استراحة صحراوية للخليفة الأموي، ليتحول إلى مدينة ذات طابع تجاري مهم، للقوافل العابرة شرقاً وغرباً.
قصر الحير الشرقي |
ويفصل بين القصرين المئذنة المربعة الشكل، التي يبلغ متوسط ضلعها 2.94م، وبارتفاع 10م، وهي ذات مدخل جنوبي ودرج حلزوني داخلي.
أما القصر الصغير الذي تبلغ أبعاده 70×70م، فهو محاط بالأسوار الحجرية المدعمة باثني عشر برجاً دفاعياً نصف دائري، موزعة بشكل يحتل أربعة منها زوايا البناء الرئيسية، واثنان في وسط كل جانب بفاصل 18.50- 20م، باستثناء برجي المدخل الرئيس يبلغ الفاصل بينهما 667سم، في حين يبلغ ارتفاع السور بما فيه حاجز السقف الذي اختفى معظمه ما يقارب 15م.
طير من منحوتات واجهة قصر الحير الشرقي |
قصر الحير الغربي
أنشئ هذا القصر على أنقاض دير يعود إلى العهد الغساني، بقي منه البرج الشمالي الغربي فقط، يقع إلى الجنوب الغربي من تدمر في وسط البادية السورية، ويحتل مساحة 4970م2، حيث تبلغ أطوال أضلاعه 70×71م، ويتميز بجداره الخارجي ذي التشكيل شبه العسكري، الذي يحتوي أبراجاً دائرية تحتل زوايا التشكيل المربع،باستثناء الزاوية الشمالية الغربية التي تأخذ في البرج التشكيل المربع، وكذلك يتميز بالأبراج نصف الدائرية التي تحتل القسم الأوسط من كل جدار، باستثناء الجدار الشرقي الذي تتركز في منتصفه البوابة الرئيسة المحفوفة ببرجين مزخرفين نصف دائريين.
شيد السور الخارجي للقصر من المداميك الحجرية التي شكلت قاعدة الحمل الرئيسة في البناء، حتى ارتفاع مترين، يليها مجموعة من الصفوف المتناوبة المركبة من مداميك الطوب والآجر والشرائح الخشبية.
قصر الحير الغربي |
كما أكدت التنقيبات الأثرية التي جرت في الثلاثينات من القرن العشرين من قبل الفرنسي شلومبرجيه Schlumberger ـ ولاسيما القطع الجصية المزخرفة الخاصة في الدرابزين- وجود طابق ثانٍ للقصر في الماضي، متطابق في توزيع غرفه وقاعاته مع الطابق الأول، باستثناء الفراغ فوق دهليز المدخل الذي كانت تشغله صالة مستطيلة الشكل.
كما يوجد ضمن المنشأة خزان مياه متصل بسد خربقة الذي يغذى من نبع الكوم، عبر قناة تزويد يبلغ طولها 16.5كم، والذي يوفر المياه لجميع مرافق القصر السكنية والخدمية، كالجامع والطاحونة والخان، وكذلك الحمام الذي يقع خارج القصر، على بعد ثلاثين متراً إلى الشمال من البرج القديم، ويتألف من القسم البارد والقسم الدافئ ذي الأرضية القائمة على شبكات التدفئة الفخارية التحت أرضية، والكسوة الأرضية المكونة من ألواح الرخام.
يشبه قصر الحير الشرقي وقصر الحير الغربي بقية القصور الأموية المشيدة في بلاد الشام في المخطط المعماري القائم على مبدأ السور المحيط والصحن الداخلي المكشوف، الذي تشرف عليه الأروقة الجانبية المحيطة، التي تتقدم الغرف في الطابق الأحادي والمزدوج، وكذلك السور الخارجي الذي يأخذ طابع التحصين الدفاعي والعسكري، إضافة إلى كونها أماكن تسلية وترفيه، وأنشطة زراعية وتجارية، وتواصل مع القبائل البدوية ولضمان ولائها.
شعلان الطيار