عندما تشتكي مي زيادة آحزانها :
إلى نسيبها الدكتور جوزف زيادة
القاهرة في 28 أيلول سنة 1935
عزيزي جوزف
منذ مدة طويلة لم أعد أكتب. وكلما حاولت ذلك شعرت بشيء غريب يجمد حركة يدي ووثبة الفكر لدي .
إني أتعذب شديد العذاب يا جوزف ولا أدري السبب، فأنا أكثر من مريضة، وينبغي خلق تعبير جديد لتفسير ما أحسّه في وحولي. إني لم أتألم أبداً في حياتي كما أتألم اليوم، ولم أقرأ في كتاب من الكتب أن في. طاقة بشري أن يتحمل ما أتحمل وددت لو علمت السبب على الأقل. ولكني لم أسأل أحداً إلا وكان جوابه: لا شيء، إنه وهم شعري تمكن مني.
لا، لا، يا جوزف. إنّ هناك أمراً يمزّق أحشائي ويميتني في كل يوم، بل في كل دقيقة.
لقد تراكمت علي المصائب في السنوات الأخيرة وانقضت على وحدتي الرهيبة - التي هي . معنوية أكثر منها جسدية ـ فجعلتني أتساءل كيف يمكن عقلي أن يقاوم عذاباً كهذا. وكان عزائي الأوحد في محنتي هذه مكتبي ووحدتي الشعرية، فكنت أعمل وأعمل كالمحكومة بالأشغال الشاقة لعلّي أنسى فراغ مسكني، أنسى غصة نفسي، بل أنسى كل ذاتي.
كتاب : رسائل مي
إلى نسيبها الدكتور جوزف زيادة
القاهرة في 28 أيلول سنة 1935
عزيزي جوزف
منذ مدة طويلة لم أعد أكتب. وكلما حاولت ذلك شعرت بشيء غريب يجمد حركة يدي ووثبة الفكر لدي .
إني أتعذب شديد العذاب يا جوزف ولا أدري السبب، فأنا أكثر من مريضة، وينبغي خلق تعبير جديد لتفسير ما أحسّه في وحولي. إني لم أتألم أبداً في حياتي كما أتألم اليوم، ولم أقرأ في كتاب من الكتب أن في. طاقة بشري أن يتحمل ما أتحمل وددت لو علمت السبب على الأقل. ولكني لم أسأل أحداً إلا وكان جوابه: لا شيء، إنه وهم شعري تمكن مني.
لا، لا، يا جوزف. إنّ هناك أمراً يمزّق أحشائي ويميتني في كل يوم، بل في كل دقيقة.
لقد تراكمت علي المصائب في السنوات الأخيرة وانقضت على وحدتي الرهيبة - التي هي . معنوية أكثر منها جسدية ـ فجعلتني أتساءل كيف يمكن عقلي أن يقاوم عذاباً كهذا. وكان عزائي الأوحد في محنتي هذه مكتبي ووحدتي الشعرية، فكنت أعمل وأعمل كالمحكومة بالأشغال الشاقة لعلّي أنسى فراغ مسكني، أنسى غصة نفسي، بل أنسى كل ذاتي.
كتاب : رسائل مي