قوريني Cyrene مدينة يونانية قديمة على ساحل البحر المتوسط الجنوبي في منطقة برقةالليبية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قوريني Cyrene مدينة يونانية قديمة على ساحل البحر المتوسط الجنوبي في منطقة برقةالليبية

    قوريني
    قوريني Cyrene مدينة يونانية قديمة على ساحل البحر المتوسط الجنوبي في منطقة برقة الليبية، وتدعى اليوم «شحات». تبعد نحو عشرة كيلومترات عن «مرسى سوسه» وهو مرفأ «أبولونيا» Apollonia في التاريخ القديم. وحسب المؤرخ هيرودوت، فقد أنشأ المدينةَ سنة 631ق.م تقريباً مجموعة من المستعمرين من جزيرة ثيرا Thera (في البحر الإيجي) تحقيقاً لنبوءة صدرت من مدينة الوحي الشهيرة دلفي بضرورة إقامة المدينة الجديدة لأسباب دينية، وكانت مجموعة المستعمرين هذه بقيادة باتوس Battus الذي أعطى المدينة اسم حورية البحر قوريني ابنة هوبسيوس Hypseus ملك اللابيثيين Lapiths التي عشقها الإله أبولون وطاردها حتى الشاطئ الإفريقي وتزوجها في موقع المدينة. وأصبح باتوس بعد تأسيس المدينة أول ملوكها، ومؤسس سلالة الباتياديين Battiads التي حكمت المدينة ثمانية أجيال حتى سنة 440ق.م، حين تحول الحكم فيها إلى الديمقراطية الشعبية التي سادت معظم بلاد اليونان في ذلك الزمان.
    تؤكد المصادر القديمة أن قوريني استمرت عاصمة الإقليم الذي دعي قورينائية Cyrenaica (برقة المعاصرة) فترة طويلة من الزمن، وأنها تزعمت عدداً من المدن أقل شأناً في الإقليم مستفيدة من حماية الصحراء لها من قوتين كبيرتين جاورتاها: وهي مصر في الشرق وقرطاجة في الغرب، وحققت في تلك الفترة ازدهاراً اقتصادياً ملموساً مكنها من التوسع وإنشاء مينائها الخاص (أبولونيا)، ومدناً أخرى، أهمها برقة Barce (المرج) وبرنيقي (بنغازي)؛ مما أثار طمع القوى المجاورة فيها.
    وعلى الرغم من ذلك نجحت مدينة قوريني في تاريخها بصدّ عدد من غزوات ملوك مصر في الفترة الفرعونية، لكنها خضعت للحكم الفارسي في عهد قمبيز بن قوروش (529ـ521ق.م) الذي احتل مصر سنة 525 ق.م، ولكنها تحررت من هذا الحكم فترة وجيزة قبل أن تتبع الإسكندر الكبير (336ـ323ق.م)، ثم البطالمة حتى سنة 96ق.م حين أصبحت ولاية رومانية بموجب وصية آخر ملوكها بطلميوس أبيون Ptolemy Apion الذي كان عقيماً، ووهب حكمها بعد وفاته إلى مجلس شيوخ روما. وفي سنة 67ق.م، ألحقت بها إدارياً جزيرة كريت لتشكلا معاً ولاية رومانية جديدة استمرت مزدهرة اقتصادياً واجتماعياً حتى ثورة اليهود فيها سنة 115م، حين بدأت تعاني تدهوراً اقتصادياً، زاد في حدته تعديات البدو المحيطين بالمدينة مع منتصف القرن الثالث الميلادي. ولكنها على الرغم من ذلك حافظت على جوهرها الإغريقي اللاتيني حتى الفتح العربي سنة 22هـ/642م، وعُرفت منذ ذلك الحين باسم بلدة شحات Shahhat على الجبل الأخضر.
    ارتكز اقتصاد قوريني في تاريخها القديم على إنتاج وتصدير الحبوب والتمور والأغنام والأصواف وسلالات الخيول الجيدة والنباتات الطبية.
    نقب الإيطاليون في فترة استعمارهم ليبيا في موقع قوريني مواسم عدة (1930ـ1938)، كما نقبت بعثات محلية ليبية في الموقع ذاته بعد الحرب العالمية الثانية (1939ـ1945)، وكشفت التنقيبات في ثلاثة مواقع حفريات عن أوابد عدة أشهرها: هيكل أبولون وملحقاته (الينبوع والتمثال الضخم)، والساحة العامة (الأغورا) Agora، وعدد من المباني العامة، ومعبد كبير للإله زيوس المبني على الطراز الدوري والمزين بالفسيفساء الرائعة، وتعد آثارها من أجمل الآثار الكلاسيكية في ليبيا إن لم تكن أجملها على الإطلاق.
    مفيد العابد
يعمل...
X