بين الجسيمات الكمومية والصور الشعرية
وأنا أتابع حلقة من حلقات "العلم بملعقة" تتحدث عن الفيزياء الكمومية ومحاولة الفيزيائيين ضبط حركة الجسيمات الكمومية في مختبر "سيرن" الشهير، حيث اكتشفوا ان تلك الجسيمات اللامرئية تخترق أي حاجز وفي نفس الوقت تزداد سرعتها عند الاختراق وتفوق سرعة الضوء نافية هكذا ما توصل إليه البحث ومتفق حوله، بأن أقصى سرعة هي سرعة الضوء. بل والغريب فإن تلك الجسيمات لا مكان لها بالتحديد ويشار إلى ذلك ب no locality ولا زمان لها.
أمام هذا المعطى، استحضرت ظاهرة الصور الشعرية. إذ كيف يمكن تفسير غزارة الصور لدى بعض الشعراء التي يقال عنها بأنها صور مفتولة. أي عن صورة تتولد صور أخرى وهكذا تتناسل الصور في القصيدة وكأنها أمر ماورائي يصعب تفسيره. أي كيف يشتغل دماغ الشاعر في هذه الحالة؟ بتأثير مما سبق حول الجسيمات الكمومية، من حقنا أن ننطلق من فرضية مفادها أن الصور الشعرية قد تتشكل هي أيضا من مثل تلك الجسيمات الكمومية، فتخترق ذهن الشاعر بفعل الممارسة حيث اللغة تستجيب لها وتتقمصها ويؤدي ذلك إلى إبداع في الكتابة. ما يزكي هذه الفرضية، هو ما اكتشفه من جهة أخرى، علماء الأعصاب منذ زمن غير بعيد. حيث استطاعوا حسب بعض التجارب، ضبط طرق لمراقبة تأثير أنواع المثيرات المختلفة على الدماغ البشري. فلاحظوا أن الدماغ، عندما يستقبل إحساسًا جديدًا، سواء عن طريق اللمس أو البصر أو السمع، فإن الخلايا العصبية تطلق نبضات كهربائية عن طريقها يتم تبادل رسائل بالغة الصغر فيما بينها. بل أصبح بإمكان العلماء بفضل التقنيات الجديدة، مشاهدة الموجات الدماغية الناتجة عن فعل الموسيقى مثلا، بل ومشاهدة أيضا الكيفية التي بها يعالج الدماغ الصوت.
ونضيف إلى هذا كله ما اهتم به العلماء أيضا في ما يسمى بالبيولوجية الكمية. حيث اهتموا بفرضية الوعي الكمومي داخل الدماغ وقاموا بتفسيره بفضل ما سمي بالتراكب الكمي.
فإذا كان هذا ممكنا بالنسبة للإحساس الناتج عن اللمس أو البصر أو السمع، وممكنا أيضا بالنسبة للوعي، وبما أن الأمر يتعلق بالإحساس دائما، الذي يؤدي تأثيره، في مجال الشعر أيضا على الدماغ ثم الوعي /العقل، وتنتج عنه قصيدة شعرية، فقد يكون ممكنا كذلك مراقبة كيف تتشكل الصورة الشعرية التي تختلقها اللغة داخل الدماغ المتأثر بإحساس ما. وهكذا قد يكتشف العلماء بأن هذه النبضات الكهربائية او هذا التراكب الكمي، قد يكون سببه اختراق الدماغ من قبل جسيمات كمومية، أو عن تراكب كمي وهو الشيء الذي قد يفضي إلى توليد الصور الشعرية عن هذه العملية المعقدة.
محمد العرجوني
وأنا أتابع حلقة من حلقات "العلم بملعقة" تتحدث عن الفيزياء الكمومية ومحاولة الفيزيائيين ضبط حركة الجسيمات الكمومية في مختبر "سيرن" الشهير، حيث اكتشفوا ان تلك الجسيمات اللامرئية تخترق أي حاجز وفي نفس الوقت تزداد سرعتها عند الاختراق وتفوق سرعة الضوء نافية هكذا ما توصل إليه البحث ومتفق حوله، بأن أقصى سرعة هي سرعة الضوء. بل والغريب فإن تلك الجسيمات لا مكان لها بالتحديد ويشار إلى ذلك ب no locality ولا زمان لها.
أمام هذا المعطى، استحضرت ظاهرة الصور الشعرية. إذ كيف يمكن تفسير غزارة الصور لدى بعض الشعراء التي يقال عنها بأنها صور مفتولة. أي عن صورة تتولد صور أخرى وهكذا تتناسل الصور في القصيدة وكأنها أمر ماورائي يصعب تفسيره. أي كيف يشتغل دماغ الشاعر في هذه الحالة؟ بتأثير مما سبق حول الجسيمات الكمومية، من حقنا أن ننطلق من فرضية مفادها أن الصور الشعرية قد تتشكل هي أيضا من مثل تلك الجسيمات الكمومية، فتخترق ذهن الشاعر بفعل الممارسة حيث اللغة تستجيب لها وتتقمصها ويؤدي ذلك إلى إبداع في الكتابة. ما يزكي هذه الفرضية، هو ما اكتشفه من جهة أخرى، علماء الأعصاب منذ زمن غير بعيد. حيث استطاعوا حسب بعض التجارب، ضبط طرق لمراقبة تأثير أنواع المثيرات المختلفة على الدماغ البشري. فلاحظوا أن الدماغ، عندما يستقبل إحساسًا جديدًا، سواء عن طريق اللمس أو البصر أو السمع، فإن الخلايا العصبية تطلق نبضات كهربائية عن طريقها يتم تبادل رسائل بالغة الصغر فيما بينها. بل أصبح بإمكان العلماء بفضل التقنيات الجديدة، مشاهدة الموجات الدماغية الناتجة عن فعل الموسيقى مثلا، بل ومشاهدة أيضا الكيفية التي بها يعالج الدماغ الصوت.
ونضيف إلى هذا كله ما اهتم به العلماء أيضا في ما يسمى بالبيولوجية الكمية. حيث اهتموا بفرضية الوعي الكمومي داخل الدماغ وقاموا بتفسيره بفضل ما سمي بالتراكب الكمي.
فإذا كان هذا ممكنا بالنسبة للإحساس الناتج عن اللمس أو البصر أو السمع، وممكنا أيضا بالنسبة للوعي، وبما أن الأمر يتعلق بالإحساس دائما، الذي يؤدي تأثيره، في مجال الشعر أيضا على الدماغ ثم الوعي /العقل، وتنتج عنه قصيدة شعرية، فقد يكون ممكنا كذلك مراقبة كيف تتشكل الصورة الشعرية التي تختلقها اللغة داخل الدماغ المتأثر بإحساس ما. وهكذا قد يكتشف العلماء بأن هذه النبضات الكهربائية او هذا التراكب الكمي، قد يكون سببه اختراق الدماغ من قبل جسيمات كمومية، أو عن تراكب كمي وهو الشيء الذي قد يفضي إلى توليد الصور الشعرية عن هذه العملية المعقدة.
محمد العرجوني