النزعة الاستهلاكية هي الفكرة التي تقضي بأن زيادة استهلاك السلع والخدمات هدفٌ منشودٌ دائمًا، وأن رفاهية الشخص وسعادته يعتمدان أساسًا على امتلاك الأشياء والحصول على السلع الاستهلاكية.
أما اقتصاديًا، فترتبط بالدرجة الأولى بالفكرة النابعة من المدرسة الكينزية، التي تفيد بأن الإنفاق الاستهلاكي هو المحرك الأساس للاقتصاد، وأن حث المستهلكين على الإنفاق هدف أساسي للسياسات.
من وجهة النظر هذه، تعد النزعة الاستهلاكية ظاهرة إيجابية تغذي النمو الاقتصادي.
فهم النزعة الاستهلاكية:
في الاستخدام الشائع لهذا المصطلح، يشير مصطلح النزعة الاستهلاكية إلى نزعة القاطنين في ظل نظام رأسمالي إلى الانخراط بأسلوب حياة مادي أكثر من اللازم، ويتمحور حول استهلاك مفرط واضح أو انعكاسي أو مبذر.
من هذا المنظور، يُنظَر إلى النزعة الاستهلاكية من قبل الكثيرين على أنها تساهم في تدمير القيم وأساليب الحياة التقليدية واستغلال المستهلكين من قبل الشركات والتدهور البيئي، إضافةً إلى آثار نفسية سلبية.
مثلًا، كان ثورستين فيبلين اقتصاديًا وعالم نفس في القرن التاسع عشر، واشتهر بصياغة مصطلح «الاستهلاك المظهري» في كتابه «نظرية الطبقة المترفة» عام 1899.
إن الاستهلاك المظهري وسيلة لإظهار المكانة الاجتماعية للشخص، خاصةً عندما تكون السلع والخدمات المعروضة أمام العامة باهظة الثمن بالنسبة للناس الآخرين من الطبقة ذاتها، وعادةً ما يرتبط هذا النوع من الإنفاق بالأثرياء، ولكن يمكن أن ينطبق على أية طبقة اقتصادية.
إبان الكساد العظيم، استُهجنت النزعة الاستهلاكية بشدة. ولكن، مع النمو الذي شهده الاقتصاد الأمريكي إثر الحرب العالمية الثانية وانتعاشه بعد الحرب، أصبح استخدام هذا المصطلح في منتصف القرن العشرين يحمل دلالةً إيجابيةً.
آنذاك، أكدت النزعة الاستهلاكية على الإيجابيات التي تحملها الرأسمالية فيما يتعلق بتحسين مستوى المعيشة، وعلى سياسة اقتصادية تعد مصالح المستهلكين أولويةً. ولكن الاستخدام العام لهذا المصطلح ابتعد عن هذه المعاني القديمة.
مع إنفاق المستهلكين، يفترض الاقتصاديون أن المستهلكين يستفيدون من منفعة السلع الاستهلاكية التي يشترونها، وتستفيد الشركات أيضًا من تزايد المبيعات والإيرادات والأرباح.
مثلًا، إذا ازدادت مبيعات السيارات، ستزداد أرباح شركات السيارات، إضافةً إلى ازدياد مبيعات الشركات التي تصنع الحديد والإطارات والأثاث للسيارات؛ أي أن إنفاق المستهلكين يحمل أثارًا إيجابيةً في القطاع الخاص تحديدًا.
لهذا السبب، ترى الشركات (وبعض الاقتصاديين) أن زيادة الاستهلاك هدف بالغ الأهمية لبناء اقتصاد قوي والحفاظ عليه، بصرف النظر عن مصلحة المستهلك أو المجتمع بأكمله.
أثر النزعة الاستهلاكية:
وفق النظرية الكينزية، يعد تحفيز الإنفاق الاستهلاكي بوساطة السياستين المالية والنقدية هدفًا رئيسًا لصناع السياسات الاقتصادية.
يشكل الإنفاق الاستهلاكي الحصة الأكبر من الطلب الإجمالي والناتج المحلي الإجمالي، لذلك يعد تحفيز الإنفاق الاستهلاكي أكثر الطرق فعاليةً في تحفيز الاقتصاد نحو النمو.
إن النزعة الاستهلاكية تَعُد المستهلكَ هدفًا للسياسة الاقتصادية ومصدرًا جيدًا للمال في خدمة القطاع الخاص، مع الإيمان التام بأن زيادة الاستهلاك تفيد الاقتصاد، ويمكن أن يُعَد الادخار ضارًا بالاقتصاد؛ لأنه يتحقق على حساب الإنفاق الاستهلاكي الفوري.
تساعد النزعة الاستهلاكية أيضًا في صياغة بعض ممارسات الشركات، ويمكن للتقادم المقصود للسلع الاستهلاكية أن يحل محل المنافسة بين المنتجين لصناعة منتجات تصمد لزمن أطول، ويمكن أن يصبح التسويق والإعلان مركزًا على خلق طلب استهلاكي للسلع الجديدة بدلًا من إعلام المستثمرين.
الاستهلاك المظهري:
صاغ الاقتصادي ثورستين فيبلين مفهوم الاستهلاك المظهري بأنه عندما يشتري الناس المنتجات ويملكونها ويستخدمونها ليس من أجل قيمة الاستخدام المباشرة؛ بل بوصفها طريقةً للتعبير عن الحالة الاجتماعية والاقتصادية.
وقد ظهر مفهوم مستوى المعيشة بعد الثورة الصناعية، وازداد الاستهلاك المظهري.
يمكن أن تكون معدلات الاستهلاك المظهري المرتفعة نشاطًا مبذرًا معدوم الفائدة، ويمكن أن يكون ضارًا أيضًا؛ لأن الموارد الحقيقية تُستخدَم لإنتاج سلع ليست مُقيَّمة لاستخدامها بل للصورة التي تعكسها.
في حالة الاستهلاك المظهري، يمكن للنزعة الاستهلاكية أن تفرض تكلفة حقيقية هائلة على الاقتصاد. إن استهلاك الموارد الحقيقية في منافسة غير مفيدة (أو ضارة) يمكن أن تعوض من مكاسب التجارة في الاقتصاد الصناعي المعاصر، وتؤدي إلى ما يُعرف بالإبداع التدميري في الأسواق للمستهلكين والسلع الأخرى.
إيجابيات وسلبيات النزعة الاستهلاكية:
الإيجابيات:
يشير أنصار النزعة الاستهلاكية إلى أن الإنفاق الاستهلاكي يحفز الاقتصاد ويؤدي إلى زيادة في إنتاج السلع والخدمات، ونتيجة ارتفاع الإنفاق الاستهلاكي هي ارتفاع في الناتج المحلي الإجمالي.
في الولايات المتحدة، تُلاحَظ علامات الطلب الاستهلاكي الجيد في مؤشرات ثقة المستهلك ومبيعات التجزئة ونفقات الاستهلاك الشخصي.
يستفيد أصحاب الشركات والعاملون فيها وأصحاب المواد الأولية من مبيعات السلع الاستهلاكية إما مباشرةً أو بوساطة عمليات الشراء النهائية.
السلبيات:
غالبًا ما يحمل انتقاد النزعة الاستهلاكية خلفيةً ثقافيةً، ويرى بعضهم أن النزعة الاستهلاكية تؤدي إلى مجتمع مادي يهمل القيم الأخرى. ويمكن استبدال أساليب الإنتاج والحياة التقليدية بالتركيز على استهلاك سلع أغلى ثمنًا بكميات أكبر بنحو دائم.
غالبًا ما ترتبط النزعة الاستهلاكية بالعولمة في تحفيز إنتاج واستهلاك السلع والعلامات التجارية المتداولة عالميًا، ما قد لا يتوافق مع الثقافات المحلية وأنماط النشاط الاقتصادي، ويمكن للنزعة الاستهلاكية أيضًا أن تحفز المستهلكين على الاستدانة بطريقة غير مستدامة يمكنها أن تساهم في أزمات مالية وركود.
كثيرًا ما ترتبط المشكلات البيئية بالنزعة الاستهلاكية، وتؤدي صناعات السلع الاستهلاكية والآثار المباشرة للاستهلاك إلى آثار بيئية خارجية، وتتضمن هذه الآثار التلوث الناجم عن الشركات المنتجة، واستنزاف الموارد الناجمة عن انتشار الاستهلاك المظهري، ومشكلات التخلص من النفايات الناجمة عن فائض السلع الاستهلاكية وسوء التعبئة.
وتُنتقَد النزعة الاستهلاكية أيضًا لأسباب نفسية، فتُلام على انتشار القلق، فيتعرض الناس لمشكلات نفسية ناجمة عن المكانة الاجتماعية والحاجة الماسة إلى مجاراة محيطهم (أو الأغنياء تحديدًا) بوساطة زيادة استهلاكهم.
تشير الأبحاث النفسية إلى أن الأشخاص الذين يجعلون حياتهم تتمحور حول الأهداف الاستهلاكية -مثل امتلاك المنتجات- يعانون مشكلات في المزاج وفي العلاقات ومشكلات نفسية أخرى. وتظهر التجارب النفسية أن الناس المكشوفين للقيم الاستهلاكية بناءً على امتلاك الأشياء والثروة والمكانة؛ يتعرضون للاكتئاب والقلق أكثر من سواهم.
أما اقتصاديًا، فترتبط بالدرجة الأولى بالفكرة النابعة من المدرسة الكينزية، التي تفيد بأن الإنفاق الاستهلاكي هو المحرك الأساس للاقتصاد، وأن حث المستهلكين على الإنفاق هدف أساسي للسياسات.
من وجهة النظر هذه، تعد النزعة الاستهلاكية ظاهرة إيجابية تغذي النمو الاقتصادي.
فهم النزعة الاستهلاكية:
في الاستخدام الشائع لهذا المصطلح، يشير مصطلح النزعة الاستهلاكية إلى نزعة القاطنين في ظل نظام رأسمالي إلى الانخراط بأسلوب حياة مادي أكثر من اللازم، ويتمحور حول استهلاك مفرط واضح أو انعكاسي أو مبذر.
من هذا المنظور، يُنظَر إلى النزعة الاستهلاكية من قبل الكثيرين على أنها تساهم في تدمير القيم وأساليب الحياة التقليدية واستغلال المستهلكين من قبل الشركات والتدهور البيئي، إضافةً إلى آثار نفسية سلبية.
مثلًا، كان ثورستين فيبلين اقتصاديًا وعالم نفس في القرن التاسع عشر، واشتهر بصياغة مصطلح «الاستهلاك المظهري» في كتابه «نظرية الطبقة المترفة» عام 1899.
إن الاستهلاك المظهري وسيلة لإظهار المكانة الاجتماعية للشخص، خاصةً عندما تكون السلع والخدمات المعروضة أمام العامة باهظة الثمن بالنسبة للناس الآخرين من الطبقة ذاتها، وعادةً ما يرتبط هذا النوع من الإنفاق بالأثرياء، ولكن يمكن أن ينطبق على أية طبقة اقتصادية.
إبان الكساد العظيم، استُهجنت النزعة الاستهلاكية بشدة. ولكن، مع النمو الذي شهده الاقتصاد الأمريكي إثر الحرب العالمية الثانية وانتعاشه بعد الحرب، أصبح استخدام هذا المصطلح في منتصف القرن العشرين يحمل دلالةً إيجابيةً.
آنذاك، أكدت النزعة الاستهلاكية على الإيجابيات التي تحملها الرأسمالية فيما يتعلق بتحسين مستوى المعيشة، وعلى سياسة اقتصادية تعد مصالح المستهلكين أولويةً. ولكن الاستخدام العام لهذا المصطلح ابتعد عن هذه المعاني القديمة.
مع إنفاق المستهلكين، يفترض الاقتصاديون أن المستهلكين يستفيدون من منفعة السلع الاستهلاكية التي يشترونها، وتستفيد الشركات أيضًا من تزايد المبيعات والإيرادات والأرباح.
مثلًا، إذا ازدادت مبيعات السيارات، ستزداد أرباح شركات السيارات، إضافةً إلى ازدياد مبيعات الشركات التي تصنع الحديد والإطارات والأثاث للسيارات؛ أي أن إنفاق المستهلكين يحمل أثارًا إيجابيةً في القطاع الخاص تحديدًا.
لهذا السبب، ترى الشركات (وبعض الاقتصاديين) أن زيادة الاستهلاك هدف بالغ الأهمية لبناء اقتصاد قوي والحفاظ عليه، بصرف النظر عن مصلحة المستهلك أو المجتمع بأكمله.
أثر النزعة الاستهلاكية:
وفق النظرية الكينزية، يعد تحفيز الإنفاق الاستهلاكي بوساطة السياستين المالية والنقدية هدفًا رئيسًا لصناع السياسات الاقتصادية.
يشكل الإنفاق الاستهلاكي الحصة الأكبر من الطلب الإجمالي والناتج المحلي الإجمالي، لذلك يعد تحفيز الإنفاق الاستهلاكي أكثر الطرق فعاليةً في تحفيز الاقتصاد نحو النمو.
إن النزعة الاستهلاكية تَعُد المستهلكَ هدفًا للسياسة الاقتصادية ومصدرًا جيدًا للمال في خدمة القطاع الخاص، مع الإيمان التام بأن زيادة الاستهلاك تفيد الاقتصاد، ويمكن أن يُعَد الادخار ضارًا بالاقتصاد؛ لأنه يتحقق على حساب الإنفاق الاستهلاكي الفوري.
تساعد النزعة الاستهلاكية أيضًا في صياغة بعض ممارسات الشركات، ويمكن للتقادم المقصود للسلع الاستهلاكية أن يحل محل المنافسة بين المنتجين لصناعة منتجات تصمد لزمن أطول، ويمكن أن يصبح التسويق والإعلان مركزًا على خلق طلب استهلاكي للسلع الجديدة بدلًا من إعلام المستثمرين.
الاستهلاك المظهري:
صاغ الاقتصادي ثورستين فيبلين مفهوم الاستهلاك المظهري بأنه عندما يشتري الناس المنتجات ويملكونها ويستخدمونها ليس من أجل قيمة الاستخدام المباشرة؛ بل بوصفها طريقةً للتعبير عن الحالة الاجتماعية والاقتصادية.
وقد ظهر مفهوم مستوى المعيشة بعد الثورة الصناعية، وازداد الاستهلاك المظهري.
يمكن أن تكون معدلات الاستهلاك المظهري المرتفعة نشاطًا مبذرًا معدوم الفائدة، ويمكن أن يكون ضارًا أيضًا؛ لأن الموارد الحقيقية تُستخدَم لإنتاج سلع ليست مُقيَّمة لاستخدامها بل للصورة التي تعكسها.
في حالة الاستهلاك المظهري، يمكن للنزعة الاستهلاكية أن تفرض تكلفة حقيقية هائلة على الاقتصاد. إن استهلاك الموارد الحقيقية في منافسة غير مفيدة (أو ضارة) يمكن أن تعوض من مكاسب التجارة في الاقتصاد الصناعي المعاصر، وتؤدي إلى ما يُعرف بالإبداع التدميري في الأسواق للمستهلكين والسلع الأخرى.
إيجابيات وسلبيات النزعة الاستهلاكية:
الإيجابيات:
يشير أنصار النزعة الاستهلاكية إلى أن الإنفاق الاستهلاكي يحفز الاقتصاد ويؤدي إلى زيادة في إنتاج السلع والخدمات، ونتيجة ارتفاع الإنفاق الاستهلاكي هي ارتفاع في الناتج المحلي الإجمالي.
في الولايات المتحدة، تُلاحَظ علامات الطلب الاستهلاكي الجيد في مؤشرات ثقة المستهلك ومبيعات التجزئة ونفقات الاستهلاك الشخصي.
يستفيد أصحاب الشركات والعاملون فيها وأصحاب المواد الأولية من مبيعات السلع الاستهلاكية إما مباشرةً أو بوساطة عمليات الشراء النهائية.
السلبيات:
غالبًا ما يحمل انتقاد النزعة الاستهلاكية خلفيةً ثقافيةً، ويرى بعضهم أن النزعة الاستهلاكية تؤدي إلى مجتمع مادي يهمل القيم الأخرى. ويمكن استبدال أساليب الإنتاج والحياة التقليدية بالتركيز على استهلاك سلع أغلى ثمنًا بكميات أكبر بنحو دائم.
غالبًا ما ترتبط النزعة الاستهلاكية بالعولمة في تحفيز إنتاج واستهلاك السلع والعلامات التجارية المتداولة عالميًا، ما قد لا يتوافق مع الثقافات المحلية وأنماط النشاط الاقتصادي، ويمكن للنزعة الاستهلاكية أيضًا أن تحفز المستهلكين على الاستدانة بطريقة غير مستدامة يمكنها أن تساهم في أزمات مالية وركود.
كثيرًا ما ترتبط المشكلات البيئية بالنزعة الاستهلاكية، وتؤدي صناعات السلع الاستهلاكية والآثار المباشرة للاستهلاك إلى آثار بيئية خارجية، وتتضمن هذه الآثار التلوث الناجم عن الشركات المنتجة، واستنزاف الموارد الناجمة عن انتشار الاستهلاك المظهري، ومشكلات التخلص من النفايات الناجمة عن فائض السلع الاستهلاكية وسوء التعبئة.
وتُنتقَد النزعة الاستهلاكية أيضًا لأسباب نفسية، فتُلام على انتشار القلق، فيتعرض الناس لمشكلات نفسية ناجمة عن المكانة الاجتماعية والحاجة الماسة إلى مجاراة محيطهم (أو الأغنياء تحديدًا) بوساطة زيادة استهلاكهم.
تشير الأبحاث النفسية إلى أن الأشخاص الذين يجعلون حياتهم تتمحور حول الأهداف الاستهلاكية -مثل امتلاك المنتجات- يعانون مشكلات في المزاج وفي العلاقات ومشكلات نفسية أخرى. وتظهر التجارب النفسية أن الناس المكشوفين للقيم الاستهلاكية بناءً على امتلاك الأشياء والثروة والمكانة؛ يتعرضون للاكتئاب والقلق أكثر من سواهم.