في أوساط المستشارين الماليين والصناعيين، يدور الحديث عن كيفية تخريب التكنولوجيا المالية إدارة الثروة وكيفية تطور الأعمال الاستشارية. ونتيجة ذلك الجدل حول التطور، يجري التفكير في الدروس التي قدمها لنا تشارلز داروين، عالم الطبيعة الشهير، الذي علمنا أن الأنواع الأكثر استجابةً للتغير تنجو، وليست الأنواع الأقوى أو الأذكى.
قد ينتصر القوي والبارع على المدى القصير، ولكن على المدى الطويل، علمتنا دروس داروين أن من لا يمتلك القدرة على التكيف سينتهي به المطاف مهددًا بالانقراض، في هذا المقال سنلقي نظرةً على أثر التكنولوجيا المالية في إدارة الثروة، وما يستطيع المستشارون الماليون فعله؛ ليضمنوا الاستمرار والنجاح في هذا المجال سريع التطور.
بروز التكنولوجيا المالية لإدارة الثروة:
لسنوات، تنبأ أبناء هذا المجال بخراب نموذج المستشار المالي، منذ أصبحت العمولة غير خاضعة للتنظيم في سبعينيات القرن المنصرم، ما أدى إلى بروز سمسار الخصم، وظهرت في الثمانينيات والتسعينيات صناديق الاستثمار الخالية من الرسوم، ثم ظهرت التجارة الإلكترونية في عصر الإنترنت.
والآن في القرن الحادي والعشرين، نلاحظ ظهور المستشار الروبوت، أو منصات الاستثمار المؤتمتة، ما يزيد من المعطيات بيد المتنبئين للتخمين بأن مصير المستشارين سيشبه مصير وكلاء السفر وسائقي سيارات الأجرة.
ولكن هنالك تفاؤل فيما يخص مهنة المستشار المالي، فمع وجود جميع هذه الخدمات المالية والابتكارات التكنولوجية التي تقف في وجه المستشارين البشر، الذي يكمن دورهم في مساعدة المستثمرين على تبسيط التعقيدات وتحقيق أهدافهم، ولا شك أن الطلب على المستشارين متزايد، فقد أثبت المستشارون عدة مرات أنهم قادرون على التكيف في ظل هذه التغيرات الهيكلية ببراعة؛ وقد طوَّر المستشارون نماذج جديدة تستفيد من أثر العمولات والتكنولوجيا المالية.
ومع وجود بعض الدراسات التي تشير إلى استقرار عدد المستشارين الماليين أو نموه بمقدار ضئيل في السنوات الخمس القادمة، نستنتج من النمو في الأصول التي يديرها المستشارون أن هذا المجال بحالة جيدة.
إذ تظهر «الدراسة المرجعية لمستشاري الاستثمار المسجَّلين»، التي نشرتها شركة تشارلز شواب -Charles Schwab (ِشركة خدمات مالية أمريكية متعددة الجنسيات) أن الأصول الخاضعة للإدارة تزداد باستقرار، بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 7.4% بين عامي 2014 و2018.
مقدرة المستشارين على التأقلم والازدهار:
يجب على المستشارين دراسة التغير المحيط بهم وفهم كيف يمكن أن يفرض عليهم التكيف معه، مع تزايد الاتجاه نحو التكنولوجيا المالية في عالم الاستثمار.
بلغ الاستثمار العالمي في مشاريع التكنولوجيا المالية 137.5 مليار دولار عام 2019 وفق شركة كي بي إم جي-KPMG . ويشير موقع ستاتيستا -Statista إلى ضخ نحو 470 مليار دولار في مشاريع التكنولوجيا المالية عالميًا منذ عام 2010.
قد يرتبط ازدهار التكنولوجيا المالية ببروز المستشار الروبوت، وتقدر الأصول الخاضعة لإدارة المستشارين الروبوتات عالميًا بنحو 1.1تريليون دولار عام 2020، بمعدل نمو سنوي متوقع يبلغ 25.6%، وفق تقرير أصدره موقع ستاتيستا.
أثر الذكاء الصنعي:
بينما أصبحت بدعة المستشارين الروبوتات موثقة، يدور الجدل اليوم يدور حول دور أدوات الذكاء الصنعي في تهديد مجال إدارة الثروة، فقد بدأت علامات هذا الدور بالظهور.
مع إطلاق شركة سيلزفورس -Salesforce أداة التحليل التنبؤي أينشتاين، ظهر سببٌ مقنع لقطاع الصناعة بالتفكير في حجم دور الذكاء الصنعي في مساعدة المستشارين على ما يجب أن يركزوا عليه أو في أتمتة المهام، الأمر ذاته ينطبق على شراكة نظام واتسون (الخاصة بشركة أي بي إم -IBM Watson) مع شركة إتش أند أر بلوك -H&R Block ، التي تختص بمجال الضرائب.
يقول ديف ويلينغ – Dave Welling المدير التنفيذي لشركة ميري أدفايزورس والمدير السابق لشركة إس إس أند سي أدفينت -SS&C Advent، إن الابتكارات المعاصرة في مجال التكنولوجيا لافتة، ولدى المستشارين الابتكارات الهامة التي تزيد من أفق العمل، وتزيل الجهود المبذولة في النقاش مع العملاء، وتدعم ابتكارات عديدة علاقة المستشارين بالعملاء دعمًا مباشرًا.
يهتم مستثمرو المبالغ الكبيرة، الذين يُعَدُّون أبرز أهداف المستشارين الاستثماريين، بالاستشارة المالية الرقمية إلى حد ما، ويستفيدون من الابتكارات الجديدة.
وفقًا لتقرير صادر من ماكينزي أند كومباني – McKinsey & Company (شركة استشارة إدارية) في يوليو 2015، انتقل من 40% إلى 45% من العملاء الأثرياء الذين غيروا شركة إدارة الثروة، التي يتعاملون معها، في العامين الأخيرين، إلى شركة مدارة رقميًا.
إضافةً إلى ما سبق، قال 72% من المستثمرين، الذين تقل أعمارهم عن 40 سنة أنهم سيفضلون العمل مع مستشار مالي افتراضي.
ماذا تعني التكنولوجيا المالية للمستشارين؟
أولًا، من الواضح أن المستثمرين يتوقعون أن تكون الأدوات الرقمية جزءًا من العلاقة بينهم وبين المستشارين، ويحبذون العمل عبر الإنترنت والأدوات الرقمية في نواحٍ مختلفة من حياتهم، فلمَ لا يكون الأمر كذلك عندما يتعلق بإدارة ثروتهم؟
مع انتشار إعلانات شركة بيتيرمينت -Betterment (شركة استشارة مالية بوساطة مستشار روبوت)، وشركات أخرى على وسائل الإعلام السائدة، فإن الباب مفتوح أمام المستثمرين لاستخدام الأدوات المعاصرة والمفهومة والسهلة الاستخدام التي تستعرض الأداء.
يمكن القول إن التصميم الموجه للمستخدمين في مجال السلع المعبأة للمستهلكين على مدى سنوات أصبح مبتذلًا، ولكنه مؤخرًا أصبح هدفًا في مجال الخدمات المالية.
مثلًا، اشترت شركة بي بي في أي – BBVA (شركة خدمات مالية إسبانية متعددة الجنسيات) سبرينغ ستوديو – Spring Studio (شركة تصميم تجربة المستخدم مقرها في سان فرانسيسكو) عام 2015، وذلك بهدف تدعيم جهود الشركة كي تصبح مصرفًا رقميًا رائدًا باستخدام أفضل تصميم وتكنولوجيا ممكنة.
ثانيًا، يجب على المستشارين التأكد من أنهم يتواصلون مع العملاء بطرائق حديثة ومختلفة.
لا يملك جميع العملاء الوقت للذهاب إلى المكتب، وعادةً ما يتوقع العملاء الذين لا يزالون يعملون أن تكون تعاملاتهم مع المستشارين مباشرة وفعالة، ويتوقعون أيضًا إمكانية مراجعة المعلومات بأنفسهم في أي وقت يريدونه بوساطة بوابة للعملاء واستخدام أدوات التعامل عبر الإنترنت للتواصل مع المستشارين، ما يؤمن أقصى درجة ممكنة من الشفافية.
ثالثًا، هناك تساؤلٌ متعلقٌ بالقيمة، أي تفهّم العملاء للقيمة التي يمنحهم إياها المستشارون.
يقدم مستشارون كثر ما هو أهم من توزيع الاستثمار وبناء المحفظة الاستثمارية، ولكنه من غير الواضح ما إذا كان المستثمرون يتفهّمون جميع الخدمات «الإضافية» التي يحصلون عليها.
ماذا تعني التكنولوجيا المالية للعملاء؟
يفضِّل معظم أبناء جيل الألفية (مواليد من 1981 إلى 1996، أو -كما يعدهم آخرون- مواليد من 1980 حتى 2004) الحصول على الاستشارة المالية من ميتا (فيسبوك سابقًا) أو أمازون أو غوغل في حال سنحت لهم الفرصة، وذلك وفق استبيان مؤتمر تيبورون 31 عام 2017، مع الأخذ بالحسبان عدم مواجهة أبناء جيل الألفية للتعقيدات في المجال المالي التي واجهها آباؤهم، ولكن هذا الأمر يخلق سببًا إضافيًا للمستثمرين لكي يستمروا بتنمية علاقاتهم الموثوقة، ولا شك أن الثقة والتواصل عوامل هامة في اختيار المستثمرين للمستشارين أو التخلي عنهم.
في حال قُدِّمَت بصورة صحيحة، سيستفيد العملاء كثيرًا من التكنولوجيا المالية؛ إضافةً إلى التعاملات الرقمية والشفافية، تخفض التكنولوجيا المالية التكاليف، وتزيل الأدوات الرقمية جزءًا من العمليات اليدوية والأعباء الإضافية للمستشارين، مثل شركة شارلز شواب التي أعلنت عن عرضها الخاص بمستشارها الروبوت شواب للاستشارة الذكية، بحد أعلى يبلغ 28 نقطة أساسية أو 3,600$ سنويًا، يستهدف هذا العرض أثرى المستثمرين، أي من بحوزتهم 25,000 دولار للاستثمار على الأقل، ولكن دلالة هذا المثال هي أن التكلفة هامة في هذا المجال.
قال 53% من أبناء جيل الألفية إنهم سيبحثون عن مستشار مالي جديد في حال عدم استخدام مستشارهم للتكنولوجيا المالية، وفق دراسة مرجعية قدمتها شركة فيديليتي إنفيستمينتز -Fidelity Investments (شركة خدمات مالية أمريكية متعددة الجنسيات).
الخلاصة:
نصيحتي للمستشارين هي التمسك بالتكنولوجيا المالية التي تساعد على زيادة الكفاءة والتقرب من العملاء، فلا شك أن التكنولوجيا (عندما تُستخدم جيدًا) يمكنها أن تساعد المستشارين على مواجهة التحديات المعاصرة، مثل إدارة شركة ناجحة واستعراض القيمة المضافة وتحسين أداء الأدوات اللازمة للنمو.
قد ينتصر القوي والبارع على المدى القصير، ولكن على المدى الطويل، علمتنا دروس داروين أن من لا يمتلك القدرة على التكيف سينتهي به المطاف مهددًا بالانقراض، في هذا المقال سنلقي نظرةً على أثر التكنولوجيا المالية في إدارة الثروة، وما يستطيع المستشارون الماليون فعله؛ ليضمنوا الاستمرار والنجاح في هذا المجال سريع التطور.
بروز التكنولوجيا المالية لإدارة الثروة:
لسنوات، تنبأ أبناء هذا المجال بخراب نموذج المستشار المالي، منذ أصبحت العمولة غير خاضعة للتنظيم في سبعينيات القرن المنصرم، ما أدى إلى بروز سمسار الخصم، وظهرت في الثمانينيات والتسعينيات صناديق الاستثمار الخالية من الرسوم، ثم ظهرت التجارة الإلكترونية في عصر الإنترنت.
والآن في القرن الحادي والعشرين، نلاحظ ظهور المستشار الروبوت، أو منصات الاستثمار المؤتمتة، ما يزيد من المعطيات بيد المتنبئين للتخمين بأن مصير المستشارين سيشبه مصير وكلاء السفر وسائقي سيارات الأجرة.
ولكن هنالك تفاؤل فيما يخص مهنة المستشار المالي، فمع وجود جميع هذه الخدمات المالية والابتكارات التكنولوجية التي تقف في وجه المستشارين البشر، الذي يكمن دورهم في مساعدة المستثمرين على تبسيط التعقيدات وتحقيق أهدافهم، ولا شك أن الطلب على المستشارين متزايد، فقد أثبت المستشارون عدة مرات أنهم قادرون على التكيف في ظل هذه التغيرات الهيكلية ببراعة؛ وقد طوَّر المستشارون نماذج جديدة تستفيد من أثر العمولات والتكنولوجيا المالية.
ومع وجود بعض الدراسات التي تشير إلى استقرار عدد المستشارين الماليين أو نموه بمقدار ضئيل في السنوات الخمس القادمة، نستنتج من النمو في الأصول التي يديرها المستشارون أن هذا المجال بحالة جيدة.
إذ تظهر «الدراسة المرجعية لمستشاري الاستثمار المسجَّلين»، التي نشرتها شركة تشارلز شواب -Charles Schwab (ِشركة خدمات مالية أمريكية متعددة الجنسيات) أن الأصول الخاضعة للإدارة تزداد باستقرار، بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 7.4% بين عامي 2014 و2018.
مقدرة المستشارين على التأقلم والازدهار:
يجب على المستشارين دراسة التغير المحيط بهم وفهم كيف يمكن أن يفرض عليهم التكيف معه، مع تزايد الاتجاه نحو التكنولوجيا المالية في عالم الاستثمار.
بلغ الاستثمار العالمي في مشاريع التكنولوجيا المالية 137.5 مليار دولار عام 2019 وفق شركة كي بي إم جي-KPMG . ويشير موقع ستاتيستا -Statista إلى ضخ نحو 470 مليار دولار في مشاريع التكنولوجيا المالية عالميًا منذ عام 2010.
قد يرتبط ازدهار التكنولوجيا المالية ببروز المستشار الروبوت، وتقدر الأصول الخاضعة لإدارة المستشارين الروبوتات عالميًا بنحو 1.1تريليون دولار عام 2020، بمعدل نمو سنوي متوقع يبلغ 25.6%، وفق تقرير أصدره موقع ستاتيستا.
أثر الذكاء الصنعي:
بينما أصبحت بدعة المستشارين الروبوتات موثقة، يدور الجدل اليوم يدور حول دور أدوات الذكاء الصنعي في تهديد مجال إدارة الثروة، فقد بدأت علامات هذا الدور بالظهور.
مع إطلاق شركة سيلزفورس -Salesforce أداة التحليل التنبؤي أينشتاين، ظهر سببٌ مقنع لقطاع الصناعة بالتفكير في حجم دور الذكاء الصنعي في مساعدة المستشارين على ما يجب أن يركزوا عليه أو في أتمتة المهام، الأمر ذاته ينطبق على شراكة نظام واتسون (الخاصة بشركة أي بي إم -IBM Watson) مع شركة إتش أند أر بلوك -H&R Block ، التي تختص بمجال الضرائب.
يقول ديف ويلينغ – Dave Welling المدير التنفيذي لشركة ميري أدفايزورس والمدير السابق لشركة إس إس أند سي أدفينت -SS&C Advent، إن الابتكارات المعاصرة في مجال التكنولوجيا لافتة، ولدى المستشارين الابتكارات الهامة التي تزيد من أفق العمل، وتزيل الجهود المبذولة في النقاش مع العملاء، وتدعم ابتكارات عديدة علاقة المستشارين بالعملاء دعمًا مباشرًا.
يهتم مستثمرو المبالغ الكبيرة، الذين يُعَدُّون أبرز أهداف المستشارين الاستثماريين، بالاستشارة المالية الرقمية إلى حد ما، ويستفيدون من الابتكارات الجديدة.
وفقًا لتقرير صادر من ماكينزي أند كومباني – McKinsey & Company (شركة استشارة إدارية) في يوليو 2015، انتقل من 40% إلى 45% من العملاء الأثرياء الذين غيروا شركة إدارة الثروة، التي يتعاملون معها، في العامين الأخيرين، إلى شركة مدارة رقميًا.
إضافةً إلى ما سبق، قال 72% من المستثمرين، الذين تقل أعمارهم عن 40 سنة أنهم سيفضلون العمل مع مستشار مالي افتراضي.
ماذا تعني التكنولوجيا المالية للمستشارين؟
أولًا، من الواضح أن المستثمرين يتوقعون أن تكون الأدوات الرقمية جزءًا من العلاقة بينهم وبين المستشارين، ويحبذون العمل عبر الإنترنت والأدوات الرقمية في نواحٍ مختلفة من حياتهم، فلمَ لا يكون الأمر كذلك عندما يتعلق بإدارة ثروتهم؟
مع انتشار إعلانات شركة بيتيرمينت -Betterment (شركة استشارة مالية بوساطة مستشار روبوت)، وشركات أخرى على وسائل الإعلام السائدة، فإن الباب مفتوح أمام المستثمرين لاستخدام الأدوات المعاصرة والمفهومة والسهلة الاستخدام التي تستعرض الأداء.
يمكن القول إن التصميم الموجه للمستخدمين في مجال السلع المعبأة للمستهلكين على مدى سنوات أصبح مبتذلًا، ولكنه مؤخرًا أصبح هدفًا في مجال الخدمات المالية.
مثلًا، اشترت شركة بي بي في أي – BBVA (شركة خدمات مالية إسبانية متعددة الجنسيات) سبرينغ ستوديو – Spring Studio (شركة تصميم تجربة المستخدم مقرها في سان فرانسيسكو) عام 2015، وذلك بهدف تدعيم جهود الشركة كي تصبح مصرفًا رقميًا رائدًا باستخدام أفضل تصميم وتكنولوجيا ممكنة.
ثانيًا، يجب على المستشارين التأكد من أنهم يتواصلون مع العملاء بطرائق حديثة ومختلفة.
لا يملك جميع العملاء الوقت للذهاب إلى المكتب، وعادةً ما يتوقع العملاء الذين لا يزالون يعملون أن تكون تعاملاتهم مع المستشارين مباشرة وفعالة، ويتوقعون أيضًا إمكانية مراجعة المعلومات بأنفسهم في أي وقت يريدونه بوساطة بوابة للعملاء واستخدام أدوات التعامل عبر الإنترنت للتواصل مع المستشارين، ما يؤمن أقصى درجة ممكنة من الشفافية.
ثالثًا، هناك تساؤلٌ متعلقٌ بالقيمة، أي تفهّم العملاء للقيمة التي يمنحهم إياها المستشارون.
يقدم مستشارون كثر ما هو أهم من توزيع الاستثمار وبناء المحفظة الاستثمارية، ولكنه من غير الواضح ما إذا كان المستثمرون يتفهّمون جميع الخدمات «الإضافية» التي يحصلون عليها.
ماذا تعني التكنولوجيا المالية للعملاء؟
يفضِّل معظم أبناء جيل الألفية (مواليد من 1981 إلى 1996، أو -كما يعدهم آخرون- مواليد من 1980 حتى 2004) الحصول على الاستشارة المالية من ميتا (فيسبوك سابقًا) أو أمازون أو غوغل في حال سنحت لهم الفرصة، وذلك وفق استبيان مؤتمر تيبورون 31 عام 2017، مع الأخذ بالحسبان عدم مواجهة أبناء جيل الألفية للتعقيدات في المجال المالي التي واجهها آباؤهم، ولكن هذا الأمر يخلق سببًا إضافيًا للمستثمرين لكي يستمروا بتنمية علاقاتهم الموثوقة، ولا شك أن الثقة والتواصل عوامل هامة في اختيار المستثمرين للمستشارين أو التخلي عنهم.
في حال قُدِّمَت بصورة صحيحة، سيستفيد العملاء كثيرًا من التكنولوجيا المالية؛ إضافةً إلى التعاملات الرقمية والشفافية، تخفض التكنولوجيا المالية التكاليف، وتزيل الأدوات الرقمية جزءًا من العمليات اليدوية والأعباء الإضافية للمستشارين، مثل شركة شارلز شواب التي أعلنت عن عرضها الخاص بمستشارها الروبوت شواب للاستشارة الذكية، بحد أعلى يبلغ 28 نقطة أساسية أو 3,600$ سنويًا، يستهدف هذا العرض أثرى المستثمرين، أي من بحوزتهم 25,000 دولار للاستثمار على الأقل، ولكن دلالة هذا المثال هي أن التكلفة هامة في هذا المجال.
قال 53% من أبناء جيل الألفية إنهم سيبحثون عن مستشار مالي جديد في حال عدم استخدام مستشارهم للتكنولوجيا المالية، وفق دراسة مرجعية قدمتها شركة فيديليتي إنفيستمينتز -Fidelity Investments (شركة خدمات مالية أمريكية متعددة الجنسيات).
الخلاصة:
نصيحتي للمستشارين هي التمسك بالتكنولوجيا المالية التي تساعد على زيادة الكفاءة والتقرب من العملاء، فلا شك أن التكنولوجيا (عندما تُستخدم جيدًا) يمكنها أن تساعد المستشارين على مواجهة التحديات المعاصرة، مثل إدارة شركة ناجحة واستعراض القيمة المضافة وتحسين أداء الأدوات اللازمة للنمو.