الفارابي
٨٧٤ - ٩٥٠ م
الفيلسوف أبو النصر الفارابي هو محمد بن محمد بن طفران سمي بالفارابي نسبة الى الجهة التي ولد فيها وهي ولاية فاراب من بلاد الترك فيما وراء النهر . والفارابي بجملة ثقافته ومؤلفاته فيلسوف عربي وصفه أحد المستشرقين أنه مؤسس الفلسفة العربية وقال بعض المستشرقين ليس ثمة شيء مما يوجد في فلسفة ابن سينا وابن رشد الا وبذوره موجودة عند الفارابي » . ولقد أطلقوا على الفارابي اسم ( المعلم الثاني ) باعتبار ان ارسطو هو المعلم الأول .
كان الفارابي مولعا بالاسفار منذ صباه . فتنقل في بلاد الاسلام حتى دخل العراق وألم ببغداد فتلقى طرفا من العلوم والفلسفة ثم ارتحل عنها الى حلب واتصل بالأمير الحمداني سيف الدولة ونال الحظوة عنده وتزي بزي اهل التصوف ثم صحب الامير الى دمشق في حملته عليها عام ٩٥٠ م ووافته منيته بدمشق في تلك السنة وقد ناهز الثمانين من عمره .
كان الفارابي يميل الى التأمل والنظر ويؤثر العزلة والهدوء .
وقد كان للفارابي معرفة بالطب وله مواهب بارزة في الموسيقى ويعتبر اعظم العلماء النظريين في صناعة الموسيقى . قيل انه كان في صغر سنه يضرب بالعود ويغني . ولما التحى وجهه قال : كل غناء يخرج من بين شارب ولحية لا يستظرف ، فنزع عن ذلك وأقبل على كتب المنطق والفلسفة والعلوم النظرية والعقلية .
وللفارابي مؤلفات كثيرة في جميع العلوم والفنون ولم يبق منها سوى اثني عشر كتابا مفرقة في مكتبات اوربا . ومن كتبه في الموسيقا : كتاب الموسيقى الكبير ، وهو سفر جليل ضخم حوى اسرار هذه الصناعة من ناحيتيها العلمية والفنية ويعد بحق اعظم مؤلف في الموسيقى العربية وضعه العرب منذ فجر الاسلام الى يومنا هذا
ولم يكتف الفارابي بتصنيف الكتب بل ابتكر الآلات الموسيقية ويذكر أنه صنع آلة شبيهة بالقانون عزف عليها مرة فأضحك الحاضرين وعزف مرة ثانية فأبكاهم ، وعزف مرة ثالثة فأنامهم ثم انصرف .
وان كتابه المدينة الفاضلة هو محاولة لوصف جمهورية مثالية بشكل رائع اذ كان يحلم بتنظيم العالم تنظيما شاملا يجعل منه دولـــة مثالية أو مدينة صالحة عاقلة تكون رئاسة الحكم فيها لفيلسوف صفت نفسه حتى كاد أن يكون نبيا .
تعليق