مینکیوس
mencius
۳۷۱ - ۲۸۹ ق.م
ان الفيلسوف الصيني مينكيوس كان أهم خليفة لكونفوشيوس وتعتبر تعاليمه الواردة في كتاب تسمى باسه مقدسة ومحترمة في الصين لعدة قرون ويشار اليه في الصين ( بالحكيم الثاني ) أي أنه الثاني في الحكمة بعد كونفوشيوس .
ولد مينكيوس عام ۳۷۱ ق.م تقريبا في ولاية ( تساو ) الصغيرة وكان العصر الذي ولد فيه معروف انه عصر الحروب والفوضى بين الولايات ، لأن الصين لم تكن قد توحدت في ذلك الوقت . ومع أن مينكيوس كان يعترف لكونفوشيوس بالفضل ويعتبر من اتباعه ، إلا أنه أصبح بعد قليل عالما وفيلسوفا محترم ما له شخصيته المستقلة .
قضی مینکيوس معظم شبابه يتجول في الصين ويقدم نصائحه لمختلف الحكام . وقد أصغى له عدد كبير منهم باحترام وأصبح لمدة من الزمن موظفا كبيرا في مقاطعة ( تشي ) ولكنه لم يشغل أي وظيفة دائمة ذات أهمية في توجيه سياسة الدولة . وفي عام ٣١٢ ق.م وعندما أصبح في حوالي التاسعة والخمسين رجع الى موطنه في مقاطعة ( تساو ) حيث بقي حتى موته وان سنة موته غير معروفة بالتأكيد ولكن من المعتقد أنها عام ٢٨٩ ق . م .
كان لمينكيوس عدة تلاميذ في أنحاء الصين ولكن شهرته جميع وأهميته ترتكز على كتابه المدعو ( كتاب مينكيوس ) الذي وضع فيه تعاليمه الرئيسية ان تلاميذه أجروا بعض الحذف فيه إلا أنه يمثل ومع أفكار مينكيوس الرئيسية .
ان طابع هذا الكتاب مثالي وتفاؤلي يعكس اعتقاد مينكيوس الجازم . ان طبيعة العالم الاساسية جيدة ومن عدة نواحي فان أفكاره السياسية تشبه أفكار كونفوشيوس فهو يعتقد ان الملك بالمثل الاخلاقية أكثر منه بالقوة ، ويلاحظ ان مينكيوس كان رجلا شعبيا أكثر من كونفوشيوس . ففي أحد تصريحاته الشهيرة يقول : « ان السماء ترى كما يرى الناس ، والسماء تسمع كما . يسمع الناس » .
ويؤكد ان الشعب هو العنصر الهام في أي دولة وله أهمية أكثر من أهمية الحاكم وان من واجب الحاكم ان يعزز ويشجع مصلحة شعبه العامة يزود شعبه بالارشادات الاخلاقية وبالشروط وبصورة خاصة يجب ان المعيشية المناسبة .
وكان ينصح بالتجارة الحرة والضرائب الخفيفة والابقاء على مصادر . الثروة الطبيعية وعلى تقسيم الثروة بشكل أكثر مما هو سائد ، ومساعدة الدولة للسنين وذوي العاهات . وكان يعتقد أن سلطة الملك تستمد . السماء ولكن الملك الذي يتجاهل مصلحة شعبه سوف يخسر تفويض ويحق عزله وتلاحظ أن مينكيوس كان يؤكد ويقرر حقيقة ( قبل وقت كبير من ظهور جون لوك ) وهي أن الشعب له الحق بالثورة ضد الملك اذا لم يكن عادلا وقد أصبحت هذه الفكرة مقبولة بصورة عامة في الصين .
وبصورة عامة نرى أن مينكيوس قد نصح بنوع من السياسة اميل لمصلحة الشعب المحكوم أكثر مما تميل لمصلحة الحاكم ولذلك لا نعجب اذا رأينا ان الحكام لم يطبقوا اقتراحاته في أيامه ، ولكن مع مرور الزمن أصبحت أفكاره مألوفة لدى العلماء الكنفوشيين والشعب الصيني وقد ارتفعت منزلته التي كانت عالية من قبل الى وضع أعلى وأعلى بعد ظهور الكونفوشية الجديدة في القرن الحادي عشر والقرن الثاني عشر .
ان الكاتب معجب بمينكيوس لانه اقترح الاهتمام بالشيوخ والعجزة وتقليل الضرائب .
تعليق