نيقولو مكيافيلي
niccolo machiavelli
١٤٦٩ - ١٥٢٧
ان الفيلسوف الايطالي السياسي نيقولو مكيافيلي له سمعة سيئة ونصيحته بأن الحاكم المهتم بالابقاء على سلطته وزيادتها يجب ان يعمد الى الغش والدهاء والكذب يرافقها استعمال القوة دون أي شفقة ورحمة .
ولقد انبرى له عدة من المعلقين فمنهم من دحض وشجب آرائه ومنهم من مدحه لكونه رجلا واقعيا صعب المراس تجاسر بأن يصف العالم كما هو . وان ميكيافيلي هو من الكتاب القلائل الذين درست أعمالهم دراسة مسهبة وعن كتب قبل الفلاسفة والسياسيين سواء بسواء .
ولد ميكيافيلي في عام ١٤٩٦ في فلورنسا في ايطاليا وكان والده محاميا وينتمي الى عائلة عريقة ولكن لم يكن ميسور الحال ماديا .
وكانت ايطاليا خلال حياة ميكيافيلي - وفي أوج : النهضة في ايطاليا - مقسمة الى امارات كثيرة وصغيرة وهذا مغاير لما كان عليه الحال في فرنسا أو اسبانيا أو انكلترة ولذلك فليس من المستغرب ان نجد أن أيطاليا كانت ضعيفة في أيامه رغم لمعان ثقافتها في ذلك الوقت .
كان يحكم فلورنسا أثناء شباب ميكيافيلي آل مديسي الذي كان ابرزهم لورنزو العظيم ولكن لورنزو توفي عام ١٤٩٣ وبعد بضعة سنوات طرد آل مديسي من فلورنسا وأصبحت جمهورية وفي عام ١٤٩٨ حصل ميكيافيلي وكان في التاسعة والعشرين - على وظيفة عالية في الخدمة المدنية في فلورنسا وقد بقي في هذه الوظيفة وقام بمهمات دبلوماسية بالنيابة عن فلورنسا مدة ١٤ عاما . وكان ينتقل بين فرنسا والمانيا وايطاليا . -
وفي عام ١٥١٢ هزمت الجمهورية الفلورنسية ورجع ال مديش السلطة وعندها طرد ميكيافيلي من وظيفته وفي السنة التالية اعتقل للشبهة بأنه تورط في مؤامرة ضد الحكام المديشيين الجدد. وقد عذب ولكنه حصل على براءته واطلق سراحه في نفس تلك السنة . تقاعد في ضيعة قريبة من فلورنسا .
وفي أثناء الأربعة عشر سنة التالية كتب عدة كتب أشهرها كتاب ( الأمير ) كتب عام ( ١٥١٣ ) وبين كتبه الاخرى ( فن الحرب ) و ( تاريخ فلورنسة ) و ( لامند راجولا ) وهي مسرحية لطيفة لاتزال تعرض من وقت لآخر .
ولكن شهرته ترتكز على كتاب الامير وهو بالحقيقة أكبر كتاب لامع ورائع وهو أوسع الكتب الفلسفية انتشار أو قراءة . ولقد تزوج ميكافيلي ورزق بست أطفال وتوفي عام ١٥٢٧ في سن الخامسة والستين .
ان كتاب الأمير هو عبارة عن نصائح عملية لرئيس أي دولة والنقطة الرئيسية في الكتاب هو أنه اذا أراد الحاكم أن ينجح يجب ان يتجاهل الاعتبارات الاخلاقية كليا ويعتمد على القوة والدهاء وهو يؤكد على تسلح الدولة الجيد وقال ان الجيش المعتمد عليه هو الجيش المأخوذ بالقرعة من اهالي البلد . فالدولة التي تعتمد على المرتزقة أو على فرق من دول أخرى هي بالضرورة ضعيفة ومعرضة للخطر .
وينصح ميكيافيلي الأمير بأن يؤمن تأييد شعبه لانه اذا حصل العكس فليس له أي معين أو ملاذ أثناء الشدة . وقد قال ان الحاكم لا بد وان يظهر بعض الشدة والبطش أول الأمر لذلك أن يبطش أول يحتاج للبطش كل يوم . واما الفوائد والمعطيات فيجب ان تقدم قليلا قليلا حتى يمكن للشعب ان يتمتع بها . ولكي يحوز على النجاح يجب على الأمير ان يحيط نفسه بوزراء قادرين وموالين له . وينصح الامراء ان يتجنبوا التملق ويقدم بعض النصائح لاظهار كيف يستطيعون ذلك .
ثم يستطرد النصحية الأمير بأن لا يعتمد على الاحتفاظ بايمانه ودينه اذا كان ذلك يتعارض مع مصلحته .
والحقيقة ان ميكيافيلي كان متأثرا بالضعف السياسي لايطاليا وكان يتوق لأمير قوى من جميع النواحي بحيث يوحد البلاد ويطرد جميع الغزاة الاجانب منها .
وان الانتقادات التي وجهت الى ميكيافيلي من وجهة اخلاقية لا تعني انه كان فاقد التأثير والنفوذ .
ومع ان موسوليني كان من السياسيين القلائل الذين مدحوا ميكيافيلي إلا أن كثيراً من الشخصيات المرموقة قد قرأت كتبه . ويقال ان نابليون كان ينام ونسخة من كتاب ( الأمير ) تحت وسادته وكذلك يقال عن هتلر وستالين .
تعليق