يعرِّف علم الاقتصاد السلوكي تحيز الحداثة (المعروف أيضًا باسم تحيز التوفر) بأنه ميل الناس إلى التركيز على المعلومات، أو الأحداث الجديدة، دون أخذ الاحتمالات الموضوعية لتلك الأحداث -على المدى الطويل- بالحسبان.
يعد تحيز التوفر مهمًا للأسواق المالية، إذ تقود أخبار السوق وأحداثه الأخيرة المستثمرين إلى الابتعاد عن المنطق، والاعتقاد بأن الأحداث سوف تتكرر، دون النظر إلى الاحتمالات الموضوعية التي قد تحدث.
لذلك، قد يقرر المستثمرون البيع عند انخفاض أسعار السوق أو الشراء عند ارتفاعها السريع، إذ إن تلك الارتفاعات والانخفاضات المفاجئة في أسعار السوق تبقى عالقةً في أذهان المستثمرين بعد حدوثها.
فهم تحيز الحداثة:
يعد حدث هجوم سمكة القرش الحاصل مؤخرًا، الذي يعكس ميل الناس إلى المبالغة في ردود أفعالهم أحد أبرز الأمثلة المشهورة عن تحيز الحداثة، إذ إن هجمات أسماك القرش عمومًا -والقاتلة منها خصوصًا- نادرة جدًا، وتكاد لا تقتل سوى بضعة أشخاص كل سنة.
مثلًا، سُجل 64 هجومًا عدوانيًا لأسماك القرش فقط في جميع أنحاء العالم في عام 2019، في حين تناقص العدد إلى 57 حالة مسجلة في عام 2020، ولكن لوحظ تناقص أعداد الناس التي تسبح في المحيط بعد التقارير الواردة، إضافةً إلى اعتقادهم بأن عدد الهجمات أكثر مما أفصِح عنه.
في الواقع، أصبحت هجمات أسماك القرش محط انتباه كبير بعد عرض الفيلم الشهير (Jaws) في عام 1975، ما أدى إلى انخفاض أعداد الناس، التي تمارس السباحة في المحيط، مقارنةً بالأعوام السابقة.
بالنسبة للمستثمرين، يؤثر تحيز التوفر في قرارات التداول التي يتخذونها بناءً على الأحداث والعناوين الرئيسية الأخيرة، معتقدين بأن تلك الأحداث سوف تتكرر مرة أخرى بخلاف ماهي عليه في الواقع.
في أثناء انهيار السوق، يتبنى الناس نظرة سلبية، مفترضين استمرار هبوط الأسعار، مع أن هذا الهبوط قد يكون تصحيحًا لا أكثر.
على الجهة المقابلة، في أثناء حدوث فقاعات الأصول، تصل الأسعار إلى مستويات عالية غير منطقية، لم تعد مدعومة بأساسيات التداول حتى، في حين يستمر الناس في شراء الأصول معتقدين باستمرار ارتفاع أسعار الأصول الهائل.
تصحيح تحيز الحداثة:
قد يكون التصدي لتحيز الحداثة صعبًا أحيانًا، نظرًا إلى أنه يحرض مشاعر الخوف والجشع لدى النفس البشرية، التي تعد قوى لا يُستهان بتأثيرها.
فضلًا عن ذلك، يميل الدماغ البشري إلى التركيز على الأحداث الحاصلة مؤخرًا بسبب سهولة تذكرها، مقارنةً بالأحداث القديمة، التي تختفي تدريجيًا من الأذهان.
رجوعًا إلى المستثمرين، إن أفضل طريقة لمواجهة تحيز الحداثة لديهم هي اتباع استراتيجية واضحة في الاستثمار والالتزام بها، بصرف النظر عن تقلبات السوق على المدى القصير، إذ ينبغي عليهم التخطيط مسبقًا حول كيفية إعادة موازنة محافظهم والتوقيت المثالي؛ لإعادة تقييم استثماراتهم طويلة الأمد.
إن تنفيذ الأمر ليس بسهولة الكلام عنه بطبيعة الحال؛ لأن الناس عمومًا قد تنجر وراء قرارات عاطفية لحظية ناتجة عن الأحداث الجارية.
هنا قد يكون برنامج المستشار الآلي إحدى الطرق المساعدة على التغلب على الأمر، ما يساعد على تنحية المشاعر الإنسانية عند اتخاذ قرارات التداول.
نظرية اليد الساخنة:
تعد ظاهرة اليد الساخنة أحد أبرز الأمثلة عن تحيز الحداثة، التي تفترض أن الفرد الذي يملك سلسة من النجاحات، لديه فرصة أكبر للنجاح في محاولاته القادمة.
كانت بداية تلك النظرية مع رياضة كرة السلة، حين شاع الاعتقاد بأن اللاعبين الذين سجلوا عددًا من التسديدات الناجحة على التوالي سوف يستمرون في التسجيل، ما جعل لاعبي الفريق يمررون الكرة لأولئك الأفراد أكثر من غيرهم، بصرف النظر عن مستواهم الفعلي الذي قد لا يتجاوز المتوسط. من هنا جاءت تسمية اليد الساخنة.
في السياق ذاته، يميل المستثمرون بطريقة مشابهة إلى الاستثمار مع مديري الصناديق الذين حققوا نجاحات في السوق على مدار السنوات الأخيرة، أي لديهم ما يسمى باليد الساخنة.
في الواقع، غالبًا ما يكون أداء أصحاب المحافظ ممن حققوا سلسة نجاحات طويلة غير اعتيادية أضعف من أداء أقرانهم في السنوات المقبلة.
قد يلعب تحيز التوفر اتجاه نظرية اليد الساخنة دورًا حين تكون النتائج مستقلة عما حدث من قبل، مثل عمليتَي: (قلب العملة، ورمي حجر النرد).
يتحول التحيز في الحالتين السابقتين إلى شكل من أشكال المقامرة، إذ يختار الناس، مثلًا: (انتقاء وجه محدد من العملة، أو رقم محدد من أرقام حجر النرد)، فقط لظهوره المتكرر سابقًا. في حين تقول وجهة النظر المخالفة أنهم قد يختارون الوجه أو الرقم الذي لم يظهر مؤخرًا أبدًا، معتقدين أنه قد حان وقته للظهور، دون الأخذ بالحسبان، أن الاحتمالات تبقى ثابتة -كما كانت تمامًا- في كل عملية قلب للعملة، أو رمي لحجر النرد.
يعد تحيز التوفر مهمًا للأسواق المالية، إذ تقود أخبار السوق وأحداثه الأخيرة المستثمرين إلى الابتعاد عن المنطق، والاعتقاد بأن الأحداث سوف تتكرر، دون النظر إلى الاحتمالات الموضوعية التي قد تحدث.
لذلك، قد يقرر المستثمرون البيع عند انخفاض أسعار السوق أو الشراء عند ارتفاعها السريع، إذ إن تلك الارتفاعات والانخفاضات المفاجئة في أسعار السوق تبقى عالقةً في أذهان المستثمرين بعد حدوثها.
فهم تحيز الحداثة:
يعد حدث هجوم سمكة القرش الحاصل مؤخرًا، الذي يعكس ميل الناس إلى المبالغة في ردود أفعالهم أحد أبرز الأمثلة المشهورة عن تحيز الحداثة، إذ إن هجمات أسماك القرش عمومًا -والقاتلة منها خصوصًا- نادرة جدًا، وتكاد لا تقتل سوى بضعة أشخاص كل سنة.
مثلًا، سُجل 64 هجومًا عدوانيًا لأسماك القرش فقط في جميع أنحاء العالم في عام 2019، في حين تناقص العدد إلى 57 حالة مسجلة في عام 2020، ولكن لوحظ تناقص أعداد الناس التي تسبح في المحيط بعد التقارير الواردة، إضافةً إلى اعتقادهم بأن عدد الهجمات أكثر مما أفصِح عنه.
في الواقع، أصبحت هجمات أسماك القرش محط انتباه كبير بعد عرض الفيلم الشهير (Jaws) في عام 1975، ما أدى إلى انخفاض أعداد الناس، التي تمارس السباحة في المحيط، مقارنةً بالأعوام السابقة.
بالنسبة للمستثمرين، يؤثر تحيز التوفر في قرارات التداول التي يتخذونها بناءً على الأحداث والعناوين الرئيسية الأخيرة، معتقدين بأن تلك الأحداث سوف تتكرر مرة أخرى بخلاف ماهي عليه في الواقع.
في أثناء انهيار السوق، يتبنى الناس نظرة سلبية، مفترضين استمرار هبوط الأسعار، مع أن هذا الهبوط قد يكون تصحيحًا لا أكثر.
على الجهة المقابلة، في أثناء حدوث فقاعات الأصول، تصل الأسعار إلى مستويات عالية غير منطقية، لم تعد مدعومة بأساسيات التداول حتى، في حين يستمر الناس في شراء الأصول معتقدين باستمرار ارتفاع أسعار الأصول الهائل.
تصحيح تحيز الحداثة:
قد يكون التصدي لتحيز الحداثة صعبًا أحيانًا، نظرًا إلى أنه يحرض مشاعر الخوف والجشع لدى النفس البشرية، التي تعد قوى لا يُستهان بتأثيرها.
فضلًا عن ذلك، يميل الدماغ البشري إلى التركيز على الأحداث الحاصلة مؤخرًا بسبب سهولة تذكرها، مقارنةً بالأحداث القديمة، التي تختفي تدريجيًا من الأذهان.
رجوعًا إلى المستثمرين، إن أفضل طريقة لمواجهة تحيز الحداثة لديهم هي اتباع استراتيجية واضحة في الاستثمار والالتزام بها، بصرف النظر عن تقلبات السوق على المدى القصير، إذ ينبغي عليهم التخطيط مسبقًا حول كيفية إعادة موازنة محافظهم والتوقيت المثالي؛ لإعادة تقييم استثماراتهم طويلة الأمد.
إن تنفيذ الأمر ليس بسهولة الكلام عنه بطبيعة الحال؛ لأن الناس عمومًا قد تنجر وراء قرارات عاطفية لحظية ناتجة عن الأحداث الجارية.
هنا قد يكون برنامج المستشار الآلي إحدى الطرق المساعدة على التغلب على الأمر، ما يساعد على تنحية المشاعر الإنسانية عند اتخاذ قرارات التداول.
نظرية اليد الساخنة:
تعد ظاهرة اليد الساخنة أحد أبرز الأمثلة عن تحيز الحداثة، التي تفترض أن الفرد الذي يملك سلسة من النجاحات، لديه فرصة أكبر للنجاح في محاولاته القادمة.
كانت بداية تلك النظرية مع رياضة كرة السلة، حين شاع الاعتقاد بأن اللاعبين الذين سجلوا عددًا من التسديدات الناجحة على التوالي سوف يستمرون في التسجيل، ما جعل لاعبي الفريق يمررون الكرة لأولئك الأفراد أكثر من غيرهم، بصرف النظر عن مستواهم الفعلي الذي قد لا يتجاوز المتوسط. من هنا جاءت تسمية اليد الساخنة.
في السياق ذاته، يميل المستثمرون بطريقة مشابهة إلى الاستثمار مع مديري الصناديق الذين حققوا نجاحات في السوق على مدار السنوات الأخيرة، أي لديهم ما يسمى باليد الساخنة.
في الواقع، غالبًا ما يكون أداء أصحاب المحافظ ممن حققوا سلسة نجاحات طويلة غير اعتيادية أضعف من أداء أقرانهم في السنوات المقبلة.
قد يلعب تحيز التوفر اتجاه نظرية اليد الساخنة دورًا حين تكون النتائج مستقلة عما حدث من قبل، مثل عمليتَي: (قلب العملة، ورمي حجر النرد).
يتحول التحيز في الحالتين السابقتين إلى شكل من أشكال المقامرة، إذ يختار الناس، مثلًا: (انتقاء وجه محدد من العملة، أو رقم محدد من أرقام حجر النرد)، فقط لظهوره المتكرر سابقًا. في حين تقول وجهة النظر المخالفة أنهم قد يختارون الوجه أو الرقم الذي لم يظهر مؤخرًا أبدًا، معتقدين أنه قد حان وقته للظهور، دون الأخذ بالحسبان، أن الاحتمالات تبقى ثابتة -كما كانت تمامًا- في كل عملية قلب للعملة، أو رمي لحجر النرد.