القمر (جزر ـ)
جمهورية جزر القمر الاتحادية الإسلامية Comoros، وفي بعض المراجع الأخرى جمهورية اتحاد جزر القمر الإسلامية، دولة عربية إسلامية تقع شرقي إفريقيا في مضيق موزمبيق بين جزيرة مدغشقر شرقاً والساحل الإفريقي غرباً، تبلغ مساحتها 3468كم2، وتتوزع أراضيها على أربع جزر رئيسة وهي:
ـ القَمر الكبرى Grand Comore (بفتح القاف) أكبر الجزر الأربع مساحة، حيث تبلغ مساحتها 2380كم2، ومن مدنها الشهيرة موروني العاصمة وفومبوني.
ـ جزيرة أنجوان:Anjouan وتبلغ مساحتها 424كم2، وهذه الجزيرة يطلق عليها اسم الجزيرة المعطرة بسبب كثرة الزهور والنباتات العطرية فيها.
ـ جزيرة مايوت :Mayotte وهي أقرب الجزر إلى مدغشقر، وتبلغ مساحتها 374كم2، وكانت حتى عام 1386هـ/1966م عاصمة لدولة جزر القمر ويقطنها الأوربيون خاصة.
ـ جزيرة موهيلي Mohéli: ويسميها الأوربيون بالجزيرة الخضراء، تبلغ مساحتها290كم2.
ويجاور هذه الجزيرة ثماني جزر صغيرة غير مأهولة بالسكان.
وحسب الموقع الفلكي، فإن الجزر تقع بين درجتي العرض20 َ 11 ْ و13 ْ جنوب خط الاستواء، وخطي الطول 15 َ 43 ْ و20 َ 45 ْ شرق غرينتش، في وسط المدخل الشمالي لقناة موزمبيق أو مضيق موزمبيق في المحيط الهندي. تبعد 250كم عن ساحل مدغشقر و350كم عن الساحل الإفريقي.
تتميز جزر القمر بأهمية استراتيجية قلما تحظى بها دولة أخرى، تأتي هذه الأهمية من موقعها ملتقى للطرق الملاحية المتجهة من جنوب آسيا والهند إلى الجنوب الإفريقي والعكس.
ينتمي مناخها إلى المناخ المداري الحار الذي يتميز بارتفاع درجة الحرارة، ويلطف مناخ الجزر نسيم البر والبحر ونسيم الجبل والوادي. وأصل التربة في جميع الجزر بركاني، ومازال بركان كارتالا Karthala في جزيرة القمر الكبرى نشطاً، ويقال: إن فوهته هي أوسع فوهة بركان في العالم، ويصل ارتفاعه إلى 2361م تقريباً، أما تربة الجزر الأخرى فهي بركانية خصبة أيضاً. ترتفع الرطوبة النسبية في الجزر على مدار العام، أما من حيث هطل الأمطار، فإن جزر القمر تقع في ظل المطر بسبب وجود جزيرة مدغشقر، لذلك فإن أمطارها قليلة، ويمتد فصل الجفاف من شهر أيار/مايو حتى شهر تشرين الأول/ أكتوبر، ومتوسط درجة الحرارة في الصيف 27 درجة مئوية تنخفض في الشتاء إلى 23 درجة، أما مواردها المائية فهي وافرة، حيث تجري الوديان على شكل أنهار سريعة الجريان، تشكل في طريقها شلالات عالية تُستغل في توليد الطاقة الكهربائية. ويتنوع في جزر الجمهورية النبات الطبيعي، إذ يصل عدد أنواعه إلى أكثر من ألفي نوع، وأشهر أشجاره هي أشجار المنغروف التي تغطي بعض مستنقعات السواحل، كما تنمو الغابات المدارية الكثيفة الأشجار في جهات متفرقة من الجزر الأربع المتناثرة في المضيق.
السكان
بلغ عدد السكان (حسب تقديرات صندوق السكان التابع لهيئة الأمم المتحدة ) 694ألف نسمة عام 1999، ومن المتوقع أن تصل أعدادهم إلى 1.176 مليون نسمة عام 2025. وهم من أصول عرقية مختلفة تزاوجت وامتزجت فيما بينها، وأعطت شعباً ظهرت فيه القسمات العربية والإفريقية والآسيوية، وتبلغ الأصول العربية ما نسبته 35% والإفريقية 55%، فيما ينتمي بقية السكان إلى أصول آسيوية من الملايو وإندونيسيا والصين والهنود وأصول أوربية فرنسية وبرتغالية وهولندية. يدين 99% من السكان بالدين الإسلامي الذي هو الدين الرسمي للبلاد، وهناك أقليات مسيحية في جزيرة مايوت جاءت مع البعثات التبشيرية الكاثوليكية التي ترعاها المؤسسات الدينية الفرنسية، ووفقاً لنص الدستور توجد في البلاد ثلاث لغات رسمية هي الفرنسية والعربية واللغة القمرية التي هي خليط من العربية والسواحلية وتكتب بحروف عربية.
تصل نسبة التحضر في جمهورية جزر القمر الاتحادية الإسلامية إلى 30.7%، ووصل معدل النمو الحضري فيها نحو 5.6% بين عامي 1995ـ2000. ويبلغ معدل الخصوبة 4.8%. أما وفيات الرضع فتصل إلى 76 طفلاً لكل 1000مولود، وتصل وفيات الأطفال دون سن الخامسة من العمر إلى 112وفاة لكل 1000مولود ذكر و101وفاة لكل 1000مولود أنثى، وبقدر متوسط عمر الفرد 57.4سنة للذكور و60.2سنة للإناث، ويصل معدل الالتحاق بالمدارس الابتدائية إلى 84% للذكور و69% للإناث، أما معدل الالتحاق بالمدارس الثانوية فيصل عند الذكور إلى 24% وينخفض عند الإناث إلى 19%. ويبلغ نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي 1400دولار أمريكي.
أهم المدن فيها العاصمة موروني Moroni، وتقع في جزيرة القمر الكبرى، يبلغ عدد سكانها المسجلين نحو 23400نسمة، وعدا العاصمة هناك موتسامودو Mutsamudu وعدد سكانها 14ألف نسمة، وفومبوني التي وصل عدد سكانها إلى أكثر من 7000نسمة عام 1999.
نظام الحكم فيها جمهوري رئاسي منذ عام 1982، حيث يتم انتخاب رئيس الجمهورية بالاقتراع المباشر مدة ست سنوات، وفقاً لدستور عام 1996. وفي البلاد برلمان مكوَّن من 43 عضواً يُنتخبون لمدة خمس سنوات. ومن الناحية الإدارية، تقسم جمهورية جزر القمر إلى ثلاث مناطق إدارية، وكل جزيرة من الجزر الثلاث المشار إليها تشكل منطقة إدارية. يصادف يوم 6تموز من كل عام العيد الوطني لجمهورية جزر القمر، وهو تاريخ استقلالها عن فرنسا بتاريخ 6/7/1975، وهي عضو في هيئة الأمم المتحدة منذ ذلك العام، وهي كذلك عضو في جامعة الدول العربية وفي المؤتمر الإسلامي.
الجغرافية الاقتصادية
تعتمد الدولة في اقتصادها بالدرجة الأولى على قطاع الخدمات، إذ يسهم هذا القطاع بنحو 49% من جملة الناتج المحلي الإجمالي، وهذا ناتج عن موقع الدولة بالدرجة الأولى، لأنها منطقة عبور مهمة في مضيق موزمبيق الذي يعد من أهم الطرق الملاحية بين جنوب آسيا والسواحل الشرقية لإفريقيا، يأتي في المرتبة الثانية من الناحية الاقتصادية القطاع الزراعي بشقيه النباتي والحيواني، حيث تزرع في أراضي الدولة مجموعة من النباتات العطرية، إضافة إلى زراعة الأرز ونخيل الزيت وجوز الهند. وتشتهر الدولة بصيد الأسماك. يسهم القطاع الزراعي بنحو 39% من الناتج المحلي الإجمالي، أما القطاع الصناعي فليس له شأن كبير ولاتزيد مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي على 12%، وهو يقتصر على بعض الصناعات الغذائية القليلة الأهمية. وتعتمد جزر القمر على المساعدات الخارجية في اقتصادها بالدرجة الرئيسة، إذ تقدر المساعدات الخارجية بنحو 25% من الناتج المحلي الإجمالي، وقد وصلت نسبة البطالة فيها إلى 16%.
يعيش سكان الجزر في حالة متخلفة، وخاصة في قراها، حيث تندر الكهرباء والمياه والهواتف، ويقتصر التعليم في هذه الجزر على العلوم الدينية واللغة العربية والعلوم الإدارية. ولاتوجد فيها جامعة حتى اليوم.
لمحة تاريخية
توافدت الهجرات العربية إلى جزر القمر من عُمان وحضرموت واليمن، وكان المهاجرون صيادين استقروا واستقر معهم الإسلام في هذه الجزر، وصبغوا تلك الجزر بالطابع العربي، واندمجوا مع السكان الأفارقة الأصليين. وقد تمتع الحضارمة بنفوذ قوي وأصبحوا سلاطين الجزر، لكن الصراع بينهم أضعف شوكتهم؛ مما جعل البرتغاليين يحتلونها سنة 908هـ/1502م، ولم يجدوا مقاومة تذكر لكثرة السلطنات واختلاف الكلمة، لكن سكان الجزر لم يلبثوا أن ثاروا على البرتغاليين سنة 912هـ/1506م وطردوهم من جزيرة القمر الكبرى وأسسوا سلطنة فيها، وحكموا انجوان ثم مايوت ثم موهلي، وهكذا جمعوا الجزر الأربع في سلطنة واحدة تحت زعامة محمد بن حسن بن محمد بن عيسى، إلا أن وفاته أحدثت ضعفاً، فقد تولت زوجته الحكم بعد وفاته، ونافستها امرأة أخرى، واستمرت الفرقة والاضطراب حتى هاجمها المدغشقريون وفتكوا بأهلها.
ظهرت جزر القمر على خارطة العالم التي رسمها البرتغالي دييغو ريبيرو Diego Ribero عام 1527م. وعلى الرغم من انتشار النفوذ الإسلامي والعربي على الجزر، فقد استطاعت فرنسا أن تفرض سيطرتها على جزيرة مايوت سنة 1843. ووقَّع حكام جزيرة انجوان معاهدة مع الإنكليز في سنة 1882 نصت على إلغاء الرقيق في الجزيرة؛ فثار تجار الرقيق على هذه المعاهدة واندلعت حروب أهلية، انتهت بفرض الحماية الفرنسية عليهم،ووقعت معاهدة بذلك سنة 1887، أما جزيرة موهلي فكانت فرنسا قد احتلتها قبل عام من توقيع تلك الاتفاقية.وفي سنة 1912 أصبحت جزر القمر كلها مستعمرة فرنسية، وأُلحقت بمدغشقر، ثم انفصلت عنها بعد عامين وعادت مستعمرة حتى الحرب العالمية الثانية، وفي أثناء الحرب فرضت بريطانيا سيطرتها على الجزر بعد هزيمة فرنسا، واتخذتها قاعدة لسفنها الحربية في المحيط الهندي. وبعد انتهاء الحرب عادت الجزر إلى فرنسا، حيث عدت من الأقاليم الفرنسية فيما وراء البحار. ومما يلاحظ أن جزر القمر كانت أقل حظاً من غيرها في مجالات التنمية البشرية والاقتصادية والاجتماعية، ولم يتحقق فيها إلا النزر اليسير من مظاهر الحكم الذاتي، حيث استحوذ الحاكم الفرنسي في موروني العاصمة على صلاحيات واسعة في شتى المجالات.
أعلنت فرنسا سنة 1958 عن استفتاء في مستعمراتها فيما وراء البحار للاختيار بين الاستقلال أو البقاء ضمن المجموعة الفرنسية، فاستقر الرأي أن تبقى جزر القمر تحت السيطرة الفرنسية، وحينها أعطتها فرنسا حكماً ذاتياً، وأصبح لجزر القمر مندوب سامي فرنسي، يعاونه مجلس وزراء، وكان أول رئيس قمري لهذا المجلس الشيخ محمود سعيد. ويعد مجلس الوزراء مسؤولاً أمام مجلس تشريعي. ويمثل جزر القمر عضوان في الجمعية الوطنية الفرنسية وعضو واحد في مجلس الشيوخ الفرنسي بباريس.
بدأت الحركة الوطنية في جزر القمر بالظهور عام 1963، واتخذت من تنزانيا مركزاً لنشاطها السياسي وقامت مظاهرات في الجزر، قابلتها فرنسا بالقمع، ونشأت بعض الأحزاب السياسية في جزر القمر وتصاعدت الحركة الوطنية فيها. وفي سنة 1972 عُقد مؤتمر القمة الإفريقي التاسع في الرباط وناقش هذا المؤتمر قضية استقلال جزر القمر وعرض القضية على هيئة الأمم التي أدرجت قضية الجزر بين قضايا المستعمرات التي من الضروري منحها الاستقلال. وطالبت بعض الأحزاب القمرية بالاستقلال حينما فازت جبهة الاستقلال بالانتخابات التي جرت في ذلك العام، وفي حزيران من عام 1973 وقعت معاهدة باريس بين فرنسا وجبهة الاستقلال، ونصت على إجراء استفتاء في غضون خمس سنوات. وفعلاً جرى الاستفتاء وأسفر عن موافقة 96% من الشعب القمري على الاستقلال، في حين عارض 64% من سكان جزيرة مايوت ـ التي تحوي أغلبية أجنبية ـ استقلال الجزيرة وفضلوا البقاء تحت حكم فرنسا، بعد ذلك أعلن مجلس نواب جزر القمر استقلال الجزر من جانب واحد، وانتخب أحمد عبد الله رئيساً لها في 6 تموز عام 1975. وفي 31 كانون الأول من العام ذاته انضمت جزر القمر إلى الأمم المتحدة، واعترفت فرنسا رسمياً باستقلال جزر القمر باستثناء جزيرة مايوت التي فضلت البقاء تحت سيطرة فرنسا.
شهدت جزر القمر حالة من عدم الاستقرار في الفترة الممتدة من تاريخ استقلالها حتى عام 1996، فقد جرى فيها 17 انقلاباً، وغدت الانقلابات هي الأسلوب الرئيس للتغيير السياسي. وعلى المستوى الاقتصادي ارتفعت مديونية البلاد وأصبحت تستورد 50% من احتياجاتها الغذائية، وأكثر من 90% من الحاجات الكمالية، وارتفعت نسبة البطالة إلى 40%، وتصنف اليوم (عام 2005) من الدول الأشد فقراً في العالم.
محمد صافيتا
ـ القَمر الكبرى Grand Comore (بفتح القاف) أكبر الجزر الأربع مساحة، حيث تبلغ مساحتها 2380كم2، ومن مدنها الشهيرة موروني العاصمة وفومبوني.
ـ جزيرة أنجوان:Anjouan وتبلغ مساحتها 424كم2، وهذه الجزيرة يطلق عليها اسم الجزيرة المعطرة بسبب كثرة الزهور والنباتات العطرية فيها.
ـ جزيرة مايوت :Mayotte وهي أقرب الجزر إلى مدغشقر، وتبلغ مساحتها 374كم2، وكانت حتى عام 1386هـ/1966م عاصمة لدولة جزر القمر ويقطنها الأوربيون خاصة.
ـ جزيرة موهيلي Mohéli: ويسميها الأوربيون بالجزيرة الخضراء، تبلغ مساحتها290كم2.
ويجاور هذه الجزيرة ثماني جزر صغيرة غير مأهولة بالسكان.
وحسب الموقع الفلكي، فإن الجزر تقع بين درجتي العرض20 َ 11 ْ و13 ْ جنوب خط الاستواء، وخطي الطول 15 َ 43 ْ و20 َ 45 ْ شرق غرينتش، في وسط المدخل الشمالي لقناة موزمبيق أو مضيق موزمبيق في المحيط الهندي. تبعد 250كم عن ساحل مدغشقر و350كم عن الساحل الإفريقي.
تتميز جزر القمر بأهمية استراتيجية قلما تحظى بها دولة أخرى، تأتي هذه الأهمية من موقعها ملتقى للطرق الملاحية المتجهة من جنوب آسيا والهند إلى الجنوب الإفريقي والعكس.
ينتمي مناخها إلى المناخ المداري الحار الذي يتميز بارتفاع درجة الحرارة، ويلطف مناخ الجزر نسيم البر والبحر ونسيم الجبل والوادي. وأصل التربة في جميع الجزر بركاني، ومازال بركان كارتالا Karthala في جزيرة القمر الكبرى نشطاً، ويقال: إن فوهته هي أوسع فوهة بركان في العالم، ويصل ارتفاعه إلى 2361م تقريباً، أما تربة الجزر الأخرى فهي بركانية خصبة أيضاً. ترتفع الرطوبة النسبية في الجزر على مدار العام، أما من حيث هطل الأمطار، فإن جزر القمر تقع في ظل المطر بسبب وجود جزيرة مدغشقر، لذلك فإن أمطارها قليلة، ويمتد فصل الجفاف من شهر أيار/مايو حتى شهر تشرين الأول/ أكتوبر، ومتوسط درجة الحرارة في الصيف 27 درجة مئوية تنخفض في الشتاء إلى 23 درجة، أما مواردها المائية فهي وافرة، حيث تجري الوديان على شكل أنهار سريعة الجريان، تشكل في طريقها شلالات عالية تُستغل في توليد الطاقة الكهربائية. ويتنوع في جزر الجمهورية النبات الطبيعي، إذ يصل عدد أنواعه إلى أكثر من ألفي نوع، وأشهر أشجاره هي أشجار المنغروف التي تغطي بعض مستنقعات السواحل، كما تنمو الغابات المدارية الكثيفة الأشجار في جهات متفرقة من الجزر الأربع المتناثرة في المضيق.
السكان
جزيرة مايوت |
تصل نسبة التحضر في جمهورية جزر القمر الاتحادية الإسلامية إلى 30.7%، ووصل معدل النمو الحضري فيها نحو 5.6% بين عامي 1995ـ2000. ويبلغ معدل الخصوبة 4.8%. أما وفيات الرضع فتصل إلى 76 طفلاً لكل 1000مولود، وتصل وفيات الأطفال دون سن الخامسة من العمر إلى 112وفاة لكل 1000مولود ذكر و101وفاة لكل 1000مولود أنثى، وبقدر متوسط عمر الفرد 57.4سنة للذكور و60.2سنة للإناث، ويصل معدل الالتحاق بالمدارس الابتدائية إلى 84% للذكور و69% للإناث، أما معدل الالتحاق بالمدارس الثانوية فيصل عند الذكور إلى 24% وينخفض عند الإناث إلى 19%. ويبلغ نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي 1400دولار أمريكي.
أهم المدن فيها العاصمة موروني Moroni، وتقع في جزيرة القمر الكبرى، يبلغ عدد سكانها المسجلين نحو 23400نسمة، وعدا العاصمة هناك موتسامودو Mutsamudu وعدد سكانها 14ألف نسمة، وفومبوني التي وصل عدد سكانها إلى أكثر من 7000نسمة عام 1999.
نظام الحكم فيها جمهوري رئاسي منذ عام 1982، حيث يتم انتخاب رئيس الجمهورية بالاقتراع المباشر مدة ست سنوات، وفقاً لدستور عام 1996. وفي البلاد برلمان مكوَّن من 43 عضواً يُنتخبون لمدة خمس سنوات. ومن الناحية الإدارية، تقسم جمهورية جزر القمر إلى ثلاث مناطق إدارية، وكل جزيرة من الجزر الثلاث المشار إليها تشكل منطقة إدارية. يصادف يوم 6تموز من كل عام العيد الوطني لجمهورية جزر القمر، وهو تاريخ استقلالها عن فرنسا بتاريخ 6/7/1975، وهي عضو في هيئة الأمم المتحدة منذ ذلك العام، وهي كذلك عضو في جامعة الدول العربية وفي المؤتمر الإسلامي.
الجغرافية الاقتصادية
صورة أقمار صنعية لفوهة بركان كارتالا |
يعيش سكان الجزر في حالة متخلفة، وخاصة في قراها، حيث تندر الكهرباء والمياه والهواتف، ويقتصر التعليم في هذه الجزر على العلوم الدينية واللغة العربية والعلوم الإدارية. ولاتوجد فيها جامعة حتى اليوم.
لمحة تاريخية
شاطئ إتساندرا Itsandra في جزر القمر |
ظهرت جزر القمر على خارطة العالم التي رسمها البرتغالي دييغو ريبيرو Diego Ribero عام 1527م. وعلى الرغم من انتشار النفوذ الإسلامي والعربي على الجزر، فقد استطاعت فرنسا أن تفرض سيطرتها على جزيرة مايوت سنة 1843. ووقَّع حكام جزيرة انجوان معاهدة مع الإنكليز في سنة 1882 نصت على إلغاء الرقيق في الجزيرة؛ فثار تجار الرقيق على هذه المعاهدة واندلعت حروب أهلية، انتهت بفرض الحماية الفرنسية عليهم،ووقعت معاهدة بذلك سنة 1887، أما جزيرة موهلي فكانت فرنسا قد احتلتها قبل عام من توقيع تلك الاتفاقية.وفي سنة 1912 أصبحت جزر القمر كلها مستعمرة فرنسية، وأُلحقت بمدغشقر، ثم انفصلت عنها بعد عامين وعادت مستعمرة حتى الحرب العالمية الثانية، وفي أثناء الحرب فرضت بريطانيا سيطرتها على الجزر بعد هزيمة فرنسا، واتخذتها قاعدة لسفنها الحربية في المحيط الهندي. وبعد انتهاء الحرب عادت الجزر إلى فرنسا، حيث عدت من الأقاليم الفرنسية فيما وراء البحار. ومما يلاحظ أن جزر القمر كانت أقل حظاً من غيرها في مجالات التنمية البشرية والاقتصادية والاجتماعية، ولم يتحقق فيها إلا النزر اليسير من مظاهر الحكم الذاتي، حيث استحوذ الحاكم الفرنسي في موروني العاصمة على صلاحيات واسعة في شتى المجالات.
أعلنت فرنسا سنة 1958 عن استفتاء في مستعمراتها فيما وراء البحار للاختيار بين الاستقلال أو البقاء ضمن المجموعة الفرنسية، فاستقر الرأي أن تبقى جزر القمر تحت السيطرة الفرنسية، وحينها أعطتها فرنسا حكماً ذاتياً، وأصبح لجزر القمر مندوب سامي فرنسي، يعاونه مجلس وزراء، وكان أول رئيس قمري لهذا المجلس الشيخ محمود سعيد. ويعد مجلس الوزراء مسؤولاً أمام مجلس تشريعي. ويمثل جزر القمر عضوان في الجمعية الوطنية الفرنسية وعضو واحد في مجلس الشيوخ الفرنسي بباريس.
بدأت الحركة الوطنية في جزر القمر بالظهور عام 1963، واتخذت من تنزانيا مركزاً لنشاطها السياسي وقامت مظاهرات في الجزر، قابلتها فرنسا بالقمع، ونشأت بعض الأحزاب السياسية في جزر القمر وتصاعدت الحركة الوطنية فيها. وفي سنة 1972 عُقد مؤتمر القمة الإفريقي التاسع في الرباط وناقش هذا المؤتمر قضية استقلال جزر القمر وعرض القضية على هيئة الأمم التي أدرجت قضية الجزر بين قضايا المستعمرات التي من الضروري منحها الاستقلال. وطالبت بعض الأحزاب القمرية بالاستقلال حينما فازت جبهة الاستقلال بالانتخابات التي جرت في ذلك العام، وفي حزيران من عام 1973 وقعت معاهدة باريس بين فرنسا وجبهة الاستقلال، ونصت على إجراء استفتاء في غضون خمس سنوات. وفعلاً جرى الاستفتاء وأسفر عن موافقة 96% من الشعب القمري على الاستقلال، في حين عارض 64% من سكان جزيرة مايوت ـ التي تحوي أغلبية أجنبية ـ استقلال الجزيرة وفضلوا البقاء تحت حكم فرنسا، بعد ذلك أعلن مجلس نواب جزر القمر استقلال الجزر من جانب واحد، وانتخب أحمد عبد الله رئيساً لها في 6 تموز عام 1975. وفي 31 كانون الأول من العام ذاته انضمت جزر القمر إلى الأمم المتحدة، واعترفت فرنسا رسمياً باستقلال جزر القمر باستثناء جزيرة مايوت التي فضلت البقاء تحت سيطرة فرنسا.
شهدت جزر القمر حالة من عدم الاستقرار في الفترة الممتدة من تاريخ استقلالها حتى عام 1996، فقد جرى فيها 17 انقلاباً، وغدت الانقلابات هي الأسلوب الرئيس للتغيير السياسي. وعلى المستوى الاقتصادي ارتفعت مديونية البلاد وأصبحت تستورد 50% من احتياجاتها الغذائية، وأكثر من 90% من الحاجات الكمالية، وارتفعت نسبة البطالة إلى 40%، وتصنف اليوم (عام 2005) من الدول الأشد فقراً في العالم.
محمد صافيتا