الرواية القصيرة محكمة الصياغة، دقيقة البناء، موجزة الأحداث، مشوقة، مؤثرة، تغلب عليها تقنية الرواية بلا تفاصيل زائدة بإسهاب، ولا حكايات مكررة موضوعة باختلاق، مما يجعلها سريعة الإيقاع، حافلة بالأحداث والصراعات والتجليات. وقراءة الرواية القصيرة تتيح لنا التركيز على أحد مشاهد الحياة بشكل مكثف، وتهيئ لنا فرصة مدهشة لنتأمل في بعضِ من صحائف حياتنا، والولوج لجزء قيم من خبرات الآخرين، وخوض غمار مشاعر جديدة وأفكار جديدة ولحظات من السعادة والتأمل فريدة... بالسياق التالي سيدتي انتقت لكِ أجمل الروايات القصيرة، لتعرفك إلى أنماط حياة وتفكير مختلفة، تعرفي إليها وأخبرينا رأيك.
• رواية شيء صغير مثل هؤلاء... كلير كيجان
ترشحت هذه الرواية القصيرة للفوز بجائزة البوكر في العام 2022 الميلادي، ويجدر بالذكر أنها أقصر رواية ترشحت لهذه الجائزة، وهي رواية خيالية تدور أحداثها في الفترة التي تسبق عيد الميلاد في عام 1985 في مقاطعة ويكسفورد، يتابع القارئ تاجر الفحم المحلي بيل فورلونج، الذي يجب أن يقرر ما إذا كان سيتحدث ضد الصمت المتواطئ لمجتمعه المتماسك بعد أن اكتشف اكتشافاً مروعاً في دير محلي، وتقع الرواية في 116 صفحة فقط، وأصبحت أقصر رواية يتم ترشيحها على الإطلاق لجائزة البوكر، وتمزج الرواية التي تدور أحداثها في مواجهة فضيحة مغسلة المجدلية، حيث تم سجن الآلاف من النساء والأطفال، بين أعراف الخيال التاريخي ودراسة شخصية مكتوبة بشكل مؤثر.
• رواية فنان من العالم العائم ... كازو إيشيجورو
يرسم البريطاني من أصل ياباني كازو إيشيغورو، الحائز على جائزة نوبل للآداب سنة 2017، في روايته "فنان من العالم العائم" ملامح اليابان بعد بضع سنوات من هزيمتها في الحرب العالمية الثانية، وتسيّد روح الكآبة والبؤس فيها، وكيف أنّ الدمار كان شاملاً مؤذياً لدرجة فظيعة، بحيث أنّ الوضع كان يستدعي القيام بثورة غير مسبوقة لاستعادة روح اليابان المفقودة، والنهوض للمضيّ نحو المستقبل، والتخفّف من أعباء الماضي وفجائعه وهزائمه، ويتأمل الرسام الشهير ماسوجي أونو ماضيه، بعد أن توقف عن الرسم وبدأ يعتني بحديقته، ويفكر في مستقبل ابنتيه وحفيده. إن ماضي اليابان القريب بنزعته العسكرية الصاعدة، التي أدت إلى هزيمته المدوية خلال الحرب، تقض مضجع أونو وتجعله يعيد النظر في دوره قبل الحرب، وتدفعه إلى الاعتذار والنظر إلى مسيرته الفنية بعين أخرى.
• رواية الجدة الكبرى ويبستر ...كارولين بلاكوود
هذه الرواية القصيرة الرائعة من الحرب العالمية الثانية، والتي تم إدراجها في القائمة القصيرة لجائزة بوكر في عام 1977، ترويها فتاة مراهقة، تكشف أسرار ماضي عائلتها الأرستقراطية الأنجلوإيرلندية، وتركز الرواية على ثلاث قصص نسائية" الجدة ويبستر، والدته وأخته لافينيا"، والدمار الذي أصابهن.
• رواية إحساس النهاية ... جوليان بارنز
تلخص هذه الرواية القصيرة الصراع الإنساني الخالد بين حاضر الإنسان وماضيه وهيمنة الماضي على الحاضر، بحيث يصبح شبحاً يطارد الشخصية الرئيسية وراوي القصة أنتوني، وتلقي رسالة المحامي بظلال من الشك على حياة رجل عندما يلحقه ماضيه أخيراً، وتنتقل رواية جوليان بارنز المكونة من جزأين من أيام المتعة في الشكل السادس إلى سنوات التقاعد المهزومة، حيث يجب على بطل الرواية توني أن يشكك في أخلاقه بينما يواجه دوره في الأحداث التي تغير حياة الآخرين. يتم تجميع استكشاف بارنز القوي لذاتية الذاكرة معاً بشكل معقد، كان "إحساس النهاية" هو رابع ترشيح لـ"بوكر" من قبل بارنز. فازت بجائزة عام 2011 وتم تعديلها لتلائم الشاشة الكبيرة في عام 2017.
• رواية عندما نتوقف عن فهم العالم .. بنجامين لاباتوت
تدور "الرواية الواقعية" لبنجامين لاباتوت حول مخاطر المعرفة، وتستمد إلهامه من الشخصيات العلمية الواقعية الشاهقة والاكتشافات التي غيرت مجرى التاريخ البشري، فهناك ألبرت أينشتاين، الذي حل لغز النسبية على الجبهة الشرقية للحرب العالمية الأولى، وعمل عالم الرياضيات ألكسندر غروتينديك على التجريد، ويتصارع إروين شرودنغر وفيرنر هايزنبرغ على ميكانيكا الكم، ويصنع Labatut منمنمات لبعض أكبر وأكثر المشاكل المترامية الأطراف التي واجهتها البشرية على الإطلاق، وتم ترشيحه لجائزة البوكر الدولية لعام 2021.
• رواية أربع وعشرون ساعة من حياة امرأة .. ستيفان زفايغ
تعود تلك الرواية القصيرة إلى الأديب النمساوي الكبير"ستيفان زفايغ"، والذي يعد من أشهر كتاب القارة الأوروبية في القرن العشرين، وهذه القصة القصيرة العالمية تستحق القراءة، فقد حاول ستيفان خلال الرواية معالجة قضايا تهم الإنسان بشكل عام، والمرأة بشكل خاص، وتتحدث الرواية عن أرملة ظلت محتفظة بسر لمدة تزيد على 20 عاماً، وذلك قبل أن تبوح به لشاب وثقت فيه كثيراً، والسر يمثل 24 ساعة من حياتها، فهي ظلت وفية بشدة لزوجها بعد وفاته، ولكن بدون أي قصد تورطت في علاقة مع شاب.