الصغاني (الحسن بن محمد)( Al-Saghani (Al-Hassan ibn Mohammad

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الصغاني (الحسن بن محمد)( Al-Saghani (Al-Hassan ibn Mohammad

    الصغاني (الحسن بن محمد ـ)
    (577 ـ650 هـ/1181ـ1252م)

    رضي الدين أبو الفضائل، الحسن ابن محمد بن الحسن بن حيدر بن علي ابن إسماعيل القرشي العدوي العمري الهندي اللاهوري المولد، الغزنوي الصغاني البغدادي.
    عالم لغوي مفسّر فقيه. ولد في مدينة لاهور الهندية، ونسب إلى بلدة جغانيان التي عرّبت فصار اسمها صغانيان. نشأ في غزنة بعد أن ارتحل مع والده من لاهور مسقط رأسه.
    بدأ الصغاني تحصيله العلمي على يد والده، وارتاد حلقات العلم في المساجد، وبدأ يتعلم القراءات والتفسير، والحديث والفقه والنحو واللغة والأدب، واستطاع أن يتقن معظم هذه العلوم إتقاناً جيداً جعله إماماً كبيراً في اللغة والفقه والحديث. ثم تتلمذ على يد علماء، منهم: القاضي إبراهيم بن أحمد بن أبي سالم القريضي، وعلي بن محمد السخاوي، وأبو الفتح نصر بن محمد المصري.
    غادر الصغاني موطنه إلى بلاد أخرى كثيرة، فارتحل إلى العراق ثم جزيرة العرب ثم اليمن، وهناك ذاع صيته، وانتقل بعد ذلك ليحطَّ رحاله في الصومال، وقد يكون من القلّة التي ارتحلت إلى بلاد الصومال.
    أوفده الخليفة العباسي الناصر لدين الله سنة 617هـ إلى بلاد الهند لأنه يعرف أحوالها وأحوال أهلها، فمكث فيها سنوات عدة وسمع من علمائها، ودرَّس في مدارسها وتتلمذ على يديه الكثير، منهم: إبراهيم بن يحيى بن أبي حفاظ المكناسي وأحمد بن محمد بن عمر بن إسماعيل الشهرزوري وتقي الدين أبو الفضل سليمان بن حمزة المقدسي، وعلي بن يحيى النميري الغرناطي، وابن البديع البغدادي عفيف الدين محمد بن أحمد بن جعفر.
    لقد نشأ الصغاني نشأة علمية في عصر تعددت فيه الثقافات واختلفت، وبرز هذا جلياً في معرفته اللغتين الهندية والفارسية، ونظم كغيره الشعر، في قصائد أو مقطعات بدا فيها الشكوى من الدهر أو الرجاء من الله رحمته، أو الزهد في الدنيا.
    تميز الصغاني بكثرة مؤلفاته في العلوم التي عمل فيها، فكان معظمها في اللغة والفقه والحديث والأدب. فمن كتب اللغة: «العباب» معجم في اللغة، بقيت منه أجزاء، كتاب في «أسماء الأسد»، كتاب «الأضداد»، كتاب «الانفعال في اللغة» و»التكملة والذيل والصلة على كتاب الصحاح للجوهري»، وهو أشهر كتبه، و«الشوارد في اللغة»، جمع الشوارد اللغوية من الصحاح وغيره، و«مجمع البحرين» جمع فيه الصحاح والتكملة.
    ومن أشهر كتب الحديث التي ألفها: «شرح الجامع الصحيح» للبخاري و«مشارق الأنوار النبوية من صحاح الأخبار المصطفوية» و«موضوعات الصغاني في الأحاديث الموضوعة».
    ومن كتب الأدب: «مختصر شرح القلادة السمطية في توشيح الدريدية» وهو شرح مقصورة ابن دريد و«النكت الأدبية».
    يعد كتابه «التكملة والذيل والصلة» من أشهر كتبه، ألفه الصغاني مستدركاً النقص الذي وقع فيه الجوهري صاحب الصحاح، وأفاد في تأليفه هذا الكتاب من تدريسه له، ووضعه الحواشي والتعليقات التي أفاد منها عند التأليف. وقد تميزّ هذا الكتاب بأنّ صاحبه أورد الصيغ والألفاظ والمعاني التي أهملها صاحب الصحاح، ولم يقف عند ذكر المواد التي استدركها، بل أكمل معاني الألفاظ التي ذكر لها معنى واحداً أو مختصراً، وكذا فعل في إكمال الشواهد الشعرية التي كتب منها شطراً أو جزءاً من البيت، أو تصويب ما وقع في الشعر من اختلال أو ضبط غير صحيح أو تصحيف، أو تصويب اسم الشاعر، ولم يقف الصغاني عند هذا فحسب، بل نقد استشهاد الجوهري بالأحاديث النبوية الضعيفة، ونقد الألفاظ المصحَّفة والتفسير الخاطئ للمعاني والألفاظ، وصوَّب الأحكام الخاطئة.
    إنُّ كل هذا جعل من التكملة كتاباً ذا أهمية وشهرة في عالم المعاجم العربية، لأنه أكمل الفراغ الذي تركه صاحب الصحاح. وكان مصدراً لعدد من المعاجم، ولاسيما لسان العرب وتاج العروس.
    شوقي المعري
يعمل...
X