بجريدة الوسط الجزائريّة.صبري يوسف.أديب وتشكيلي سوري.كتب:أنسجُ حرفي من شهوةِ المطرِ

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • بجريدة الوسط الجزائريّة.صبري يوسف.أديب وتشكيلي سوري.كتب:أنسجُ حرفي من شهوةِ المطرِ

    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	FB_IMG_1693017781576.jpg 
مشاهدات:	7 
الحجم:	127.6 كيلوبايت 
الهوية:	151641

    أنسجُ حرفي من شهوةِ المطرِ
    [نقلاً عن جريدة الوسط الجزائريّة الورقيّة]
    https://cdn.elwassat.dz/wp-content/u...ssat-25-26.pdf
    صبري يوسف - ستوكهولم،
    تُنشدينَ ألقَ الحرفِ على أنغامِ اللَّونِ
    في قلبِكِ سرٌّ موشَّى باخضرارِ السَّنابلِ
    تناثرَ الطَّلُ فوقَ خدَّيكِ
    قبلَ أنْ تعودَ العصافيرُ إلى أعشاشِها
    رؤاكِ مخضَّبةٌ برحيقِ البيلسانِ
    أكتبُ شعري فوقَ خصوبةِ الرُّوحِ
    أعبرُ هِلالاتِ حلمٍ منبعثٍ
    مِنْ أشهى خيوطِ الشَّوقِ
    أقرأ شعراً صِيغَتْ إيقاعاتُهُ
    على دندناتِ المطرِ!

    تبتهلينَ في أوجِ بهاءِ الغسَقِ
    رأيتُ ضياءَ عينيكِ فوقَ أمواجِ البحرِ
    خدَّاكِ ممهورانِ بحبقِ العشبِ البرِّي
    مراراً زرتُكِ في أزهى جموحاتِ الحلمِ
    وديعةُ الرُّوحِ أنتِ
    عمرُنا قصيدةُ شوقٍ متجلِّيةٌ
    على أجنحةِ اللَّيلِ!

    أنا وأنتِ شهقتانِ مرصَّعتانِ بمَرامِ الحنينِ
    هَلْ كنْتِ يوماً أنشودةَ فرحٍ
    في حنايا الخيالِ؟
    كمْ مرّةٍ حلَّقْتِ فوقَ اهتياجِ الرِّيحِ
    بحثاً عَنْ أصفى ما في هبوبِ النَّسيمِ؟ ..
    تزدهي القصيدةُ بلواعجِ البوحِ
    تكتسي بنقاوةِ الأطفالِ
    لا تخشى شراهةَ الطُّوفانِ!
    أسئلةٌ متلظِّيَةٌ كأجيجِ الجمرِ
    لا تفارقُ سديمَ الخيالِ
    تندلقُ فوقَ ظلالِ الحلمِ
    مسترخيةً فوقَ ضفائرِ الحنينِ
    فوقَ ظلالِ الحرفِ
    تفورُ من شدَّةِ الانحباسِ
    يسكِنُكِ عطشٌ طافحٌ بالشَّوقِ
    لا يرويهِ إلَّا عناقُ قلبٍ
    مسربلٍ بأنقى رذاذاتِ المطرِ!

    لا تغيبينَ عنْ منارةِ حرفي
    ولا عَنْ تجلِّياتِ البوحِ
    أنثرُ انبعاثَ تأمُّلاتي
    فوقَ دروبِ غربتي
    فوقَ ظلالِ العمرِ
    جراحٌ لا تندملُ مِنْ ضراوةِ الانكسارِ
    مِنْ شراهةِ الغدرِ
    وحدَها القصيدةُ تَمْحَقُ رماحَ القُبحِ
    تعيدُ إلى جفوةِ الحياةِ مذاقَ الفرحِ!

    غاصَ العالمُ في مذاقِ القشورِ
    ضلَّ الطَّريقَ إلى سطوعِ البدرِ
    زاغَ عَنْ ظلالِ البَرِّ واخضرارِ الدّالياتِ
    وجعٌ يزدادُ فوقَ خدودِ الأرضِ
    انزلاقٌ في كلِّ صباحٍ نحوَ لهيبِ الاشتعالِ
    أنقشُ مزاميرَ حبِّي فوقَ أغصانِ الرُّوحِ
    أريدَ أن أمحقَ غشاوةَ الحزنِ
    المتسرِّبِ إلى رهافةِ خدَّيكِ
    حرفي وردةُ عشقٍ منبثقةٌ مِنْ دِفءِ الشَّمسِ
    تعالي نحلِّقُ مَعَ الطُّيورِ فوقَ أجنحةِ الغمامِ!
    لا يقلقُني احتراقُ أجنحةِ الكونِ
    ولا نيرانُ البراكينِ المفخَّخةِ
    في جوفِ الأرضِ
    لا أرى إلّا بسمةَ الأطفالِ
    إلَّا انبلاجَ حرفي فوقَ بهاءِ الوردِ
    لا يفيدُنا جنونُ العصرِ
    ولا يفيدُنا ذكاءٌ اصطناعيٌّ مِنْ دونِ مشاعرَ
    أحنُّ إلى حميميّاتِ الإنسانِ
    إلى عناقٍ مخضَّلٍ بالخيرِ
    حرفي يهدهدُ بسمةَ الكونِ!

    تعالي أهمِسُ لكِ سرَّاً
    عَنِ السُّمومِ العالقةِ في حلقِ النَّسيمِ
    جنوحٌ مُرعبٌ نحوَ هدرِ الدِّماءِ
    ماتَتْ حفاوةُ القيمِ
    تيبَّسَتْ خمائلُ الخيرِ في أوجِ الرَّبيعِ
    اكفهرّتْ وجنةُ الشَّفقِ مِنْ لهيبِ الاشتعالِ
    وحدَها الكتابةُ شامخةٌ في وجهِ الانحدارِ
    تنتشلُ كينونَتُنا مِنْ استفحالِ هولِ القبحِ
    تعالي أوشِّحُ دنياكِ بأزهى أزاهيرِ الهناءِ!

    أكتبُ شعري على أجنحةِ اللَّيلِ
    على بهاءِ الفراشاتِ
    على أمواجِ البحارِ
    على وجنةِ الرُّوحِ
    كنْتِ وما زلتِ شهقةَ بوحي
    ومنارةَ شوقي إلى ضياءِ القمرِ
    كوني قمري السَّاطعَ في وجهِ الظَّلامِ
    تنتشلينَ وجعي مِنْ أنيابِ هذا الزَّمانِ
    لا تفارقينَ ليلي المسربلَ بأصفى جموحِ الحرفِ!
    تتدحرجُ أيامنا على قارعةِ القهرِ
    على جسورٍ مخلخلةٍ فوقَ رحابِ العمرِ
    مراراً هربنا مِنْ ذواتِنا
    لم ننجُ مِنْ شفيرِ الاشتعالِ
    مِنْ سيوفِ الموتِ الزُّؤامِ
    أكتبُ كي أمحو تراكماتِ الأنينِ
    كيُ أقفزَ فوقَ ضراوةِ الأوجاعِ
    الكتابةُ ملاذيَ الأشهى في الحياةِ
    خلاصي مِنْ ضجرِ العمرِ
    الكتابةُ صديقةُ روحي ومنارةُ كينونَةِ الكونِ!

    ماتَتِ الأحلامُ في المهدِ
    وفي رحمِ الأمَّهاتِ
    اضمحَلَّتِ الآمالُ عندَ بزوغِ الفجرِ
    على إيقاع صليلِ السُّيوفِ
    تَلاشَتِ الطُّموحاتُ مِنْ تلظّي هديرِ الحروبِ
    ازدادَتْ علاقاتُ البشرِ تهشُّماً
    فرَّتْ بعيداً خصوبةُ التَّلاقي
    تلملمَ الإنسانُ على ذاتِهِ
    وحدَهُ حرفي انتشلَني مِنْ تراكماتِ الجراحِ!

    أكتبُ كي أحيا
    كي أزلزلَ طغيانَ ما هوَ آتٍ
    طغيانَ البغضِ وشراهةَ الافتراسِ
    هبَّ طاعونُ الفسادِ فوقَ مروجِ الكونِ
    ما هذا الانزلاقُ في شفيرِ الجنونِ
    ماتَتْ إنسانيّةُ الإنسانِ مِنْ تفشِّي أجيجِ الغرائزِ
    انحدارٌ نحوَ دهاليزِ الضّياعِ
    أحنُّ إلى أجنحةِ الوئامِ
    إلى هديلِ الحمامِ عندَ هبوطِ اللَّيل!
    تحاصرُنا الدَّمعةُ مِنْ أغلبِ الجهاتِ
    مِنْ الشَّرقِ رغمَ إشراقةِ الشَّمسِ وبهاءِ الطَّبيعةِ
    رَغمَ خصوبةِ أرضِهِ وأشهى الثّمارِ
    في مواسمِ الحصادِ
    بلادٌ مكتظّةٌ بالخيراتِ ومدماةٌ بأشرسِ الويلاتِ
    معادلةٌ متشرِّبةٌ بأقبحِ القباحاتِ
    وحدَها الكلمةُ الممراحةُ تناغي مرامي الجمالِ
    وحدَها المحبَّةُ تنتشلُنا مِنْ هَولِ الدَّمارِ
    الوئامُ طريقُنا إلى أسمى حصونِ البقاءِ!

    نعيشُ زمنَ القَحطِ وانمحاقَ الأخلاقِ
    نعيشُ قحطَ الأفكارِ
    في زمَنِ طُغيانِ المالِ
    لا يستهوي إنسانُ هذا الزَّمانِ
    إلّا لُغةَ الافتراسِ
    يهيمنُ حِصارُ الإنسانِ
    على أجنحةِ الكونِ
    الكلمةُ تكفكفُ دموعَ الحزانى
    وتروي القلوبَ العطشى إلى البِرِّ
    حرفي معبَّقُ بدفءِ الشَّمسِ
    شراعٌ مرفرفٌ بأجنحةِ الخيرِ
    فوقَ طينِ الحياةِ!

    أكتبُ حرفي على جفونِ الزَّمنِ
    الكلمةُ صكُّ العبورِ فوقَ طينِ الحياةِ
    سرُّ التَّجلِّي في محرابِ الشِّعرِ
    وحدَهَا الكلمةُ قادرةٌ
    على فكِّ شيفراتِ الطَّلاسمِ
    لا لغزٌّ على وجهِ الدُّنيا
    يجابِهُ اختراقَ الحرفِ
    تسمو الكلمةُ فوقَ مرامي الكونِ
    فوقَ شموخِ أرقى الحضاراتِ
    الكلمةُ طريقُنا الأسمى إلى آفاقِ الأكوانِ
    أينَ أنتِ يا منارةُ حرفي
    في أوجِ التَّجلِّي
    كي أنقشَ تأمُّلاتي
    فوقَ رحابِ دنياكِ!

    أشتاقُ إلى سهولِ القمحِ
    إلى اخضرارِ الأرضِ
    في زمنِ تفريخِ الأهوالِ
    إلى متى سيزوغُ الإنسانُ
    عَنْ جادةِ الهناءِ؟!
    لِمَ لا نزرعُ بذورَ الفرحِ
    فوقَ شهوةِ الأرضِ؟

    كيفَ فاتَتِ الإنسانَ بهجةُ العيشِ
    مركّزاً على رماحِ الغدرِ
    ناسياً أنَّ الحياةَ رحلةُ فرحٍ وهناءٍ
    فوقَ خميلةِ الأرضِ؟!
    أكتبُ شِعري فوقَ ثغورِ السَّماءِ
    لعلّها تُهطِلُ علينا بركاتِ الأعالي
    حرفي منبعُ عشقٍ
    مِنْ خصوبةِ المطرِ!

    ستوكهولم: 15. 8. 2023
    صبري يوسف
    أديب وتشكيلي سوري مقيم في ستوكهولم
يعمل...
X