كورش العظيم
cyrus the great
٥٩٠ - ٥٢٩ ق.م
يعتبر كورش العظيم مؤسس الامبراطورية الفارسية ، فقد بدأ كحاكم بسيط في جنوب غرب ايران ولكنه استطاع ان يهزم بعد سلسلة الانتصارات ، ثلاث امبراطوريات عظيمة : ( الميديين وليديا وبابل ) ووحد معظم اقطار الشرق الاوسط في دولة واحدة تمتد البحر المتوسط .
ولد كورش في حوالي عام ٥٩٠ ق.م ، في مقاطعة برسيس ( تدعى الآن فارس ) في جنوب غربي ايران وكانت تلك المنطقة مقاطعة في امبراطورية الميديين .
انحدر كورش من عائلة من الزعماء المحليين الذين كانوا اتباعا
( لملك الميديين ) .
تتناقل التقاليد الفارسية عن منشأ كورش وهي ممتعة وتشبه إلى حد ما خرافة منشأ اوديب اليوناني . وقبل ولادة كورش حلم استياجوس جد كودشن أن حفيده سوف يسقطه ويطيح به المستقبل ولذلك أمر الملك ان يقتل الطفل حال ولادته ولكن الموظف الذي عهد به لاتمام هذا العمل الدموي رق قلبه وبدلا من ذلك فقد سلمه الى راع وزوجته وامرهما بقتل الطفل . ولكن الراعي وزوجته لم يرغبا في قتله وربياه كولديهما . واخيرا وبعد ان كبر الطفل أطاح بالملك واسقطه .
ان تفاصيل هذه القصة التي يذكرها المؤرخ هيرودوتوس تبدو من نسج الخيال لاننا نعرف فعلا تفاصيل حياة كورش الأولى ولكن المعروف انه في حوالي ٥٥٨ ق . م خلف كورش والده قمبيز الاول كملك على فارس لكنه كان تابعا لملك الميديين . وفي حوالي ٥٥٣ ق٠م تمرد کورش على سيده ، و بعد حرب دامت ثلاث سنوات نجح في الاطاحة به . كان الميديون والفرس وثيقي الصلات سواء بالاصل والمنبت أو باللغة . وبما ان كورش ابقى على معظم قوانين الميديين فضلا عن تقاليدهم الإدارية لذلك فقد قبل الميديون حكمه واعتبروه تغييرا عائليا أكثر مما هو فتح أجنبي .
وقد اظهر كورش تعطشه للفتوحات وكان أول هدف له الامبراطورية الليدية في آسيا الصغرى التي كان يحكمها الملك كريسيوس ( قارون ) وكان ملكا ذا ثروة خيالية اسطورية . الا ان حديد كورش استطاع أن يتغلب على ذهب كريسيوس ولم يأت عام ٥٤٦ ق٠م حتى كان كورش قد هزم الامبراطورية الليدية وأخذ كريسيوس أسيرا .
وبعد ذلك ، وجه كورش اهتمامه الى الشرق وبعد . الحملات خضعت له جميع أراضي شرقي ايران واصبحت جزءاً من امبراطوريته الجديدة .
الآن وقد حمى ظهره استطاع ان يتفرغ الى ادسم غنيمة وهي الامبراطورية البابلية الغنية المجاورة التي لم تكن تحكم منطقة ما بين النهرين فحسب بل كانت مسيطرة على الهلال الخصيب باجمعه في الشرق الاوسط . وكان الحاكم البابلي غير محبوب من قبل شعبه . وعندما تقدمت جيوش كورش لم تكن الفرق البابلية مستعدة للقتال لذلك استسلمت بابل عام ۵۳۹ ق . م دون قتال وبذلك اصبحت سوريا وفلسطين تابعة لكورش وقد قضى كورش السنوات التالية في تعزيز قوته واعادة تنظيم الامبراطورية الجديدة ولكنه تورط في معركة مع احدى القبائل ادت الى قتله عام ٥٢٩ ق٠م
بعد وفاة كورش خلفه ابنه قمبير الثاني الذي سارع لاستئناف الحرب مع القبائل التي قتلت والده قرب بحر الخزر واستعاد جثة والده ودفنها في باسار غادي وهي العاصمة الفارسية القديمة .
كان كورش قائدا عسكريا ممتازا ولكن الامر الهام هو الشخصية المعتدلة في حكمه . فقد كان متسامحا . مع الاديان المحلية والعادات والتقاليد الوطنية المحلية . ولكنه كان مضطرا لاستعمال العنف في فتوحاته شأن. جميع الفاتحين الآخرين .
تعليق