فاسكودا جاما
vasco da gama
١٤٦٠ - ١٥٢٤ م
فاسكو داجاما المكتشف البرتغالي الذي اكتشف الطريق البحرية المباشرة من أوروبا الى الهند بالابحار حول افريقية .
كان البرتغاليون يفتشون عن مثل هذه الطريق منذ أيام الامير هنري الملاح ( ١٣٩٤ - ١٤٦٠ ) وفي عام ١٤٨٨ خرجت حملة برتغالية يرأسها ( بارثو ليميو دياز ) ووصلت الى رأس الرجاء الصالح جنوبي افريقية ودارت حوله ثم رجعت الى البرتغال وقد عرف ملك البرتغال الحملة ان المطلب والغاية المنشودة للوصول الى الهند قد أصبحت وشيكة وقريبة المنال . وبعد تذليل بعض الصعوبات جهز الملك حملة الى الهند واختار لقيادتها فاسكو داجاما وهو رجل ارستقراطي مغمور ولد في عام ١٤٦٠ في ساينس في البرتغال .
شرع داجاما في رحلته في ٨ تموز عام ١٤٩٧ على رأس أربع سفن عدد بحارتها حوالي ۱۷۰ رجلا ومعهم مترجمون يجيدون اللغة العربية . وقد تقدمت الحملة أولا الى جزر رأس فيرد ، وبعدها بدلا من أن يستمر على خط الساحل الافريقي ( كما فعل دياز ) أبحر داجاما باتجاه الجنوب رأساً ضاربا في عرض المحيط الاطلسي الجنوبي المسافة طويلة ثم اتجه شرقا فوصل الى رأس الرجاء الصالح . وقد كانت هذه الطريق الفضلى لانها أسرع من التلوي حول الشاطيء الافريقي رغم انها طريق تعوزها الخبرة الملاحية والشجاعة والاقدام .
فقد غابت اليابسة عن سفن فاسكو لمدة ثلاثة وتسعين يوما وهذه المدة تزيد مرتين ونصف عن مدة رحلة كولومبوس .
دار فاسكو حول رأس الرجاء الصالح في ٢٢ تشرين الاول وبعد ذلك اتجه شمالا الى الساحل الشرقي الافريقي . وفي طريقه شالا اتفق مع مرشد هندي قاده مدة ٢٣ يوما عبر البحر العربي الى الهند ، وفي ٢٠ ايار عام ١٤٩٨ و بعد حوالي عشرة أشهر من تركه البرتغال وصل داجاما الى كاليكوت وكانت اشهر مركز تجاري جنوب الهند وقد رحب بــه الحاكم الهندوسي الزامورين أولا ولكن عندما رأى الهدايا الرخيصة التي قدمها له داجاما اصيب بخيبة الأمل فضلا . ان التجار المسلمين. الذين كانوا مستولين على الطرق التجارية الى الهند لم يرحبوا بمجيء فاسكو ( وهذا حسب رأي المؤلف ) . وهكذا منع فاسكو من عمل معاهدة تجارية مع ( الزامورين ) حاكم كاليكوت . ولكن عندما ترك كاليكوت كان قد شحن معه حمولة لا بأس بها من التوابل ليريها لمليكه في البرتغال فضلا عن عدد من الهنود . لقد برهنت رحلة العودة أنها أصعب من رحلة الذهاب الى الهند. فقد استغرق عبور البحر العربي ثلاثة اشهر . مات كثير . بسبب مرض الاسقربوط وأخيرا وصلت سفينتان فقط سالمتين . فقد وصلت الاولى الى البرتغال في ١٠ تموز ١٤٩٩ ولكن سفينة داجاما وصلت بعدها بشهرين ، ولم ينج من البحارة الا خمسة وخمسون بحارا وهذا العدد أقل من ثلث الذين بدأوا في الرحلة ومع ذلك وعندما وصل داجاما الى لشبونة في ٩ ايلول ١٤٩٩ • كان هو والملك يدركان ادراكا تاما ان رحلته التي استغرقت سنتين قد نجحت نجاحا تاما .
تعليق