فرانسیس باکون
francis bacon
١٥٦١ - ١٦٢٦
يعتبر فرانسس باكون بشير ورسول عصر العلم الحديث ، وكان أول فيلسوف أدرك أن العلم والتكنولوجيا يمكنهما أن يغيرا وجه العالم . وكان يؤيد البحث العلمي الفعال .
ولد فرانسس باكون في لندن عام ١٥٦١ وكان الابن الأكبر لأحد الموظفين الكبار في عهد الملكة اليزابيت ملكة بريطانيا ، وعندما أصبح في الثانية عشرة دخل كلية ترقتي في جامعة كامبردج ولكنه ترك الجامعة دون الحصول على شهادة جامعية . وقد بدأ العمل في السادسة عشرة وخدم مدة في هيئة الموظفين للسفير البريطاني في باريس ولكن توفي والده وهو في الثامنة عشرة ولم يترك له أي مال فاضطر للرجوع الى الدراسة فدرس القانون وفي الحادية والعشرين قبل في مهنة المحاماة . وعندما أصبح في الثالثة والعشرين انتخب عضوا في البرلمان البريطاني وكانت الملكة اليزابيت تكرهه لأنه عارض في اقرار مشروع الزيادة الضرائب كانت قدمته للبرلمان .
أصبح باكون صديقا ومستشارا ( الايرل اسكس ) وهو أرستقراطي طموح يعطف على باكون ولكن ( اسكس ) قرر القيام بانقلاب ضد الملكة اليزابيت فحذره باكون بأنه يضع ولاءه للملكة أولا وقد حاول اسكس ان ينفذ انقلابه ولكنه فشل ، فلعب باكون دورا في ملاحقة اسكس قضائيا والحكم عليه بالاعدام . وهذا سبب قيام شعور معادي تجاه باكون بين طبقات الشعب .
توفيت الملكة اليزابيت عام ١٦٠٣ وأصبح باكون مستشارا لخلفها الأول ، ومع ان جيمس لم يكن يتقيد بنصائحه إلا أنه كان معجبا به وخلال حكم جيمس تدرج باكون في الوظائف الحكومية حتى أصبح قاضي القضاة ومنح لقب بارون ثم فسكونت .
ثم بدأت الكارثة فقد أتهم باكون بقبول الرشوة مع ان هذه العادة كانت شائعة في ذلك الوقت ولكن خصومه في البرلمان انتهزوا هذه الفرصة لتنحيته. وقد اعترف باكون بالرشوة وحكم عليه بالسجن في برج لندن وبدفع غرامة كبيرة ومنع من التوظيف في أي وظيفة عامة مدى الحياة .
ولكن الملك اطلق سراحه من السجن ورفع عنه الغرامة إلا أن باكون خسر حياته السياسية . وقد علق باكون على قرار مجلس البرلمان بقوله : لقد كنت أعدل قاضي في بريطانيا منذ خمسين عاما ولكن حكم البرلمان علي كان أعدل حكم قدمه البرلمان منذ ٢٠٠ عام » .
ان أعمال وكتابات فرانسيس باكون هي التي جلبت له الشهرة. فكان أول مؤلفاته ( المقالات ) التي ظهرت عام ١٥٩٧ وكانت مؤلفة بأسلوب انتقادي لاذع ولكنه لامع وجذاب ومن أقواله : إن الشباب يصلحون للاختراع أكثر منهم للحكم ويصلحون للتنفيذ اكثر . ويصلحون لعمل المشاريع الجديدة اكثر من الاعمال المستقرة .أما الرجال الكبار فهم يعارضون كثيرا ويقضون وقتا في الاستشارات ويغامرون من اسداء النصائح قليلا . ومن الخير أن نستفيد من كليهما لأن فضائل أي منهما يمكن ان تصحح معايب الآخرين .
وقال عن الزواج : « ان له زوجة وأولاد ، يكون قد أعطى . رهائن للحظ » .
وإن من اعظم كتبه في فلسفة العلوم كتاب اسمه (التجديد العظيم) وهو مؤلف من ستة أجزاء الجزء الاول يبحث في حالة معرفتنا الحاضرة . والجزء الثاني وصف طريقة جديدة للبحث العلمي . والجزء الثالث مجموعة من المعلومات التجريبية ( التي حصل عليها بالتجارب العلمية ) . والجزء الرابع أمثلة وتوضيحات لطريقته العلمية ، والخامس استنتاجات موقتة ، والاخير تحليل لمجموعة مركبة من المعلومات التي اكتسبها من طريقته العلمية .
ولكن أعظم كتاب له ( لم يستطع اكماله ) ويعتبر أعظم كتاب ظهر منذ عهد ارسطو هو ( تقدم المعرفة ) بدأ به عام ١٦٠٥ . وكتاب ( الادوات الجديدة ) والأخير عبارة عن دعوة لاستعمال الطريقة التجريبية في العلوم و آخر كتاب صدر له هو كتاب ( الاتلانتيس الجديدة ) وهو عبارة عن وصف لجمهورية خيالية واقعة في المحيط الاطلسي ومع أن خلفية هذا العسل تذكرنا بكتاب توماس مور وهو (اليوتوبيا) ولكن فكرة ( باكون ) فكرة توماس مور . فباكون يعتقد ان سعادة ومصلحة تختلف عن جمهوريته تعتمد على التركيز على البحث العلمي وهو يريد أن يدخل مفهوما ضمنيا لأوربا ان البحث العلمي باستطاعته ان يقدم الرخاء والسعادة كالتي كان يتمتع بها سكان جزيرته وجمهوريته الخيالية .
تعليق