ادوارد جینر
edward jenner
١٧٤٩ - ١٨٢٣
ان الطبيب ادوارد جينر كان الرجل الذي حسن وبسط تقنية التلقيح كاجراء وقائي ضد المرض المخيف ( الجدري ) .
في هذه الايام وبعد أن أعلنت منظمة الصحة العالمية خلو العالم من مرض الجدري وهذا بفضل جينر . فالواجب ألا ننسى " كيف كان مرض الجدري مخيفا وشديد العدوى لدرجة أن أغلبية لا بأس بها سكان أوروبا كانت تصاب بهذا المرض في زمن ما من حياتها ، فضلا . ١٠ - ٢٠ في المئة من المصابين كانوا يموتون بسببه . بينما كان هذا المرض يترك آثار تشويهية على وجوه ۱۰ - ۱۵ في المائة من الذين ينجون من من أن عن الموت به .
ولم يكن الجدري محصورا بأوروبا فحسب ، بل تفشى في اميركا الشمالية والهند والصين وعدة أجزاء من العالم . وفي كل مكان ظهر به كان الاطفال الضحايا بأغلبية عظمى لقد لوحظ أن أولئك الاشخاص الذين نجوا من الموت بعد اصابتهم بالمرض أصبح لديهم مناعة ولم يظهر المرض عليهم ثانية . وفي بلاد المشرق أدت هذه الملاحظة الى تلقيح الأشخاص الأصحاء بمادة مأخوذة من جسم شخص أصيب إصابة طفيفة بهذا المرض .
لقد وصلت هذه المعلومات الى انكلترة قبل ظهور ( جينر ) بعدة سنوات وقد لقح جينر ضد الجدري في حوالي الثامنة من العمر ولكن ظهرت نكسات خطيرة لهذه الطريقة ، اذ تعرض كثيرون من الذين لقحوا بهذه الطريقة ليس للمناعة ضد هجوم هذا المرض بل لهجوم خبيث قاس ترك المصابين وقد تشوهت وجوههم ( ببثور الجدري ) ولهذا ظهرت الضرورة والحاجة لطريقة أفضل لمنع هذا المرض واخفاء آثاره .
ولد جينر في عام ١٧٤٩ في مدينة بيركلي الصغيرة في مقاطعة جلوشستر في انكلترة وقد تتلمذ وهو في الثانية عشرة على طبيب جراح ودرس التشريح ثم اشتغل في مستشفى وفي منتصف اربعينياته أصبح طبيبا جراحا مؤهلا في مقاطعة جلوشستر في انكلترة .
كان جينر قد بالاعتقاد السائد بين بائعات الألبان والمزارعين سمع في منطقته بأن كل إنسان أصابه جدري البقر ( وهو مرض بسيط يصيب الماشية ويمكن ان ينتقل الى الانسان ) لم يكن ليصيبه الجدري العادي. وكان جدري البقر غير ضار بالنسبة للبشر مع ان أعراضه تشبه الى حد ما أعراض الجدري العادي الخفيف .
وقد أدرك ( جينر ) أنه لو صح . ما تقوله بائعات الألبان فان تلقيح. الانسان بجدري البقر يجهز طريقة مأمونة لمناعتهم ضد الجدري العادي . وقد بحث في القضية بعناية وأخيرا وفي عام ١٧٩٦ لقح جينز ولدا في. العمر بسادة أخذت من بثور جدري البقر الموجودة على يد إحدى بائعات الألبان . أصيب الولد بجدري البقر كما هو متوقع ولكنه شفي حالا . وبعد بضعة أسابيع لقحه ( جينر ) بالجدري العادي ، وكما كان جينر يتوقع لم يصب الولد بأي من أعراض الجدري العادي . وبعد أبحاث أخرى دون جينر نتائجه في كتاب صغير نشره على حسابه عام ١٧٩٨ .
وبعد ذلك كتب مقالات أخرى عن هذا الموضوع ، ونتيجة لذلك فقد انتشرت طريقة التلقيح ضد الجدري بسرعة في انكلترة وسرعان ما أصبحت اجبارية في الجيش والقوى البحرية . وبمرور الزمن اقتبستها جميع دول العالم . لم يحاول جينر ان يكسب مالا من جراء اكتشافه . فقد كان يطعم الناس مجانا ومقابل ذلك منحه البرلمان الانكليزي اعترافا بفضله وعرفانا الجميله جائزة قيمتها عشرة آلاف جنيه استرليني في عام ١٨٠٢ وبعد بضعة سنوات منحه البرلمان جائزة إضافية أخرى قدرها ٢٠ ألف جنيه استرليني فأصبح ذا شهرة عالمية وقدمت له عدة أوسمة وألقاب شرف . تزوج ( جينر ) وانجب ثلاثة أطفال وقد عاش حتى الثالثة والسبعين و توفي في أوائل عام ۱۸۲۳ في مسقط رأسه في مدينة بيركلي .
تعليق