كتب فريد ظفور ..عن الفنان الجزائري رفيق كحالي جذّوة إبداعٍ دائمةُ التوهج..

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كتب فريد ظفور ..عن الفنان الجزائري رفيق كحالي جذّوة إبداعٍ دائمةُ التوهج..



    Rafik Kehali‎‏ مع ‏‎Fareed Zaffour‎‏.

    ٢ أبريل ٢٠١٧ ·
    الفنان الجزائري رفيق كحالي جذّوة إبداعٍ دائمةُ التوهج..وأول مصور يفوز بلقب Aphrodite
    – بقلم : فريد ظفور
    – مقدمة:
    أيتها الطيور الربيعية المغرَّدة التي تتراقص مع الفراشات فوق السندس الأخضر والموشى بأزهار ألوان الربيع.. بوركت من طيور تحمل في أجنحتها الفرح القادم من جبال الأطلس لتصدح في سماء الفن الفوتوغرافي وتهتف باغنية فنية واضحة المعالم ..بعد أن أرخى الليل جدائله السوداء على الأفئدة التي عشقت الحياة والفوتوغرافيا ..وزرعت جذور الحب من رحم الأرض الفوتوغرافية العربية الطيبة.. لتعرفنا بنجم عربي جزائري قدم نفسه قرباناً على مذبح العشق الضوئي ليكون منارة لعشاف الفن ومحبيه..
    الفنان رفيق كحالي الذي عشق الصورة والتصوير منذ نعومة أظفاره..وتحققت أحلامه وأصبح صانعاً للصور ..بل أستاذ يقدم لطلبته أسس الفن الفوتوغرافي وتقنياته ..مزج بداخله حب التصوير بحب التشكيل والطبيعة والترحال والبحث عن معاناة الناس في الأرياف والمدن..وكانت الكاميرا هي الأداة التي تحقق طموحه وتعبر عما يجوش في داخله من إبداع وعطاء ضوئي فني ..ولهذا جاء تناغمه وعبر عن نفسه من خلال كوادره التي يصورها ..ولم يختر هو التصوير بل التصوير إختاره..
    تراه للوهلة الأولى فتشعر أن بينك وبينه مسافات ..لكنك سرعان ماتكتشف بعد لحظات قليلة بأنك أمام فنان يحمل قلب طيباً ومشاعر نبيلة..وأنه يمتلك قدراً كبيراً من الدفء ..وأن التصوير ملعبه الذي يحقق فيه مشاعره وطموحه ..
    المتألق رفيق كحالي حالة فنية خاصة يقيم جسوراً إنسانية لحماية موهبته وإبداعاته .. ويريد أن يكون صادقاً لايضخم من إنجازاته الضوئية الفنية ..ولديه دائماً عين فنانة يقظة تبحث عن الكمال وتنشده ..ولهذا لايرضى و لن يرضى لأن جزوة الإبداع الفوتوغرافي لاتعرف حداً للشبع..وهو دائماً يحب التجريب وتسجيل الآثار وحركة الناس في الأسواق والشوارع..التي أحببها بل عشقها ..
    والفنان رفيق مبدع لم يدخل معهداً أكاديمياً لدراسة التصوير ..لكنه تخرج من مدرسة التجارب والحياة..إلتقط كل التفاصيل وإختزنها وقدمها لنا بعد ذلك في لوحات ضوئية رائعة ترصد لنا معاناة وآلام وعذابات الفلاحين والعمال . .. وفرق كبير بين التمني وإعمال الفكر والخيال ..فالتمني فعل سلبي ..أما الخيال فعمل إيجابي ..وكحاله يرى صورة شفافة لماضيه وطفولته وما سوف يحدث له بعد ذلك في مسيرة الحياة الطولية..
    الفنان رفيق ..واحد من أبرز الفنانين الضوئيين من الجيل الثاني في الجزائر ..وأبرزهم وأغزرهم إنتاجاً ..وهو مصور من طراز خاص ..ينفرد بميزة الإبداع في أكثر من نوع من أنواع التصوير …وتثير أعماله دائماً جدلاً وإقبالاً جماهيرياً لتناوله القيم الإنسانية والمضامين الدرامية والتوثيقية للحياة.. وتضيف أعماله الضوئية الفنية رؤى تعبيرية جدية وصادقة تتخطى واقع مجتمعه المعاش إلى آفاق ضوئية متجددة تعكس عالمية الفن ..والتعبير عن معاناة وآلام وعذابات البشر ..أياً كانت أجناسهم أو عقائدهم أو ألوانهم..داخل بلاده أو خارجها..
    الفنان رفيق كحالي
    تعتبر جائزة حمدان التي كانت صلة الوصل فيما بيننا كمصورين وصحفيين هي بمثابة إفتتاحية عالمية للعصر الألفي بعقده الثاني وهي نافذة يطل منها الإعلاميين والميديا من خلال لقاءات وحوارات وعلاقات فنية وإنسانية قلما يحصل عليها الأنسان لولا تواجده في تلك الفاعلية..وهي تجمع دولي فريد يتميز بالخصوصية المعبرة عن معاني التقدم والتطور والطموحات التي ينشدها البشر في عالم التصوير وهي سبب من أسباب الرقي والرفاهية الضوئية..ولا ننسى أن نأخذ بالحسبان النجاح الكبير التي وصلت إليه جائزة حمدان..
    وجائزة حمدان تحاول أن تعيد مدَّ حبال الود بين المصورين والصحفيين والزميل كحالي واحد ممن تعرفت عليهم في دبي عام 2015م في زيارتي الأولى هو ولفيف من المصورين والإعلاميين العرب والأجانب ..وبالود والترحاب كان لقاؤنا مع الزميل رفيق أحد الطيور المهاجرة والمسافرة من بلد المليون ونصف شهيد الجزائر ..وذلك لحضور حفل توزيع جائزة حمدان للتصوير الضوئي من أجل خدمة الفن الضوئي وعشاقه في بلاده وكلنا في السلك الإعلامي جنود لخدمة الفن الفوتوغرافي ولخدمة الجائزة وتقديمها بأبهى حلة فنية حضارية وريادية فرضت نفسها على عالم الفوتوغراف والميديا..
    – هل ينبغي علينا أن ننادي برفع جدار الكبرياء بين الحرفي الضوئي والفنان الفوتوغرافي ..ونسعى إلى وحدة ثقافية جديدة واسعة بأن نجمع بين الفنون سواء الجميلة أو الحرفية أو التطبيقية أو المعمارية ..لكي نوحد من دور اللاوعي في عملية الخلق ونعطي مجالاً أو سع لليقظة والملاحظة الدقيقة والتجريب والتأمل والتطبيق التقني لعناصر الصورة خاصة وللعمل الفني عامة في محاولة جادة لمعادلة المصادر الذاتية مع المصادر الموضوعية..وهذا الفضل يعود إلى المدرسة الباوهاوس التي أسسها الفنان غروبيوس عام 1919م والتي تنادي برفع جدار الكبرياء بين الحرفة والفن..
    -و بقي بأن نقول بأن الفنان رفيق طاقة إبداعية فنية تجاوزت العتبة بين الحرفية والفنية الضوئية بإقتدار وتألق..في أكثر من مشرب في فن التصوير الضوئي..وحقق تميزاً وسط أقرانه..
    و‏‎Fatiah Alebrahim‎‏
يعمل...
X