ايلكخانيون
Ilek-khans - Ilek-khans
الإيلكخانيون
الإيلكخانيون Ilik-Khans أو القرخانيون Karkganids أول سلالة تركية مسلمة حكمت من أواخر القرن الثالث حتى القرن السابع الهجري /مطلع القرن العاشر حتى القرن الثاني عشر الميلادي، مناطق من أواسط آسيا، تمتد من واحات غرب «تاريم» إلى حوض نهر «تشو» وطلس (طَراز في مصادر أخرى)، شاملة منطقة كاشغر وحوض نهر إيلي وبحيرة «إيسيق ـ كول» وهو ما يسمى اليوم بلاد تركستان وبلاد ما وراء النهر، وإن كان من الصعب حتى اليوم تعيين حدود دقيقة للمناطق التي شملها حكمها.
وما تزال الأخبار عن تاريخ الدولة الإيلكخانية في الحقبة التي سبقت اعتناق حكامها الإسلام قليلة وغامضة. وجلُّ ما يُعرف عنها أنها كانت على علاقات نشيطة بالصين. وكان اعتناق الإسلام أول حادث بارز في تاريخها، عندما أعلن أحد ملوكها «ستوق بُغراخان» (ت344هـ/955م) إسلامه هو وشعبه، واتخذ اسماً إسلامياً هو عبد الكريم. وكان ذلك بتأثير البعوث الدينية والتجارية التي دأب السامانيون على إرسالها من منطقة ما وراء النهر إلى أواسط آسيا.
عرف الإيلكخانيون بأسماء أخرى منها «آل أفراسياب»، «خانات تركستان»، «القره خانية» التي ربما كانت تعني «السادة السود» أو «الرؤساء». و«إيلك خان» كان لقباً حمله بعض ملوك السلالة.
ولم تكن الدولة في أي وقت من الأوقات في يد ملك واحد. وكانت أقرب ما يكون إلى اتحاد كونفدرالي، ولذلك يصعب وضع قائمة صحيحة لحكامها وأمرائها. وكثيراً ما كانت الخلافات تقع بين الحكام، وتحل بقوة السلاح، أو بتدخل الدولة المجاورة. وظهر منذ الثلث الأول للقرن الخامس الهجري /نحو منتصف القرن الحادي عشر الميلادي، فرعان رئيسيان في الأسرة الحاكمة، حكم الأول (وهو الفرع الشرقي) مناطق كاشغر وبلاد الأنهار السبعة وفرغانة الشرقية، وعاصمته مدينة «بالاساغون» القريبة من المجرى الأدنى لنهر تشو. وكان جلّ هم هذا الفرع نشر الإسلام بين أتراك تلك المناطق الوثنيين. وحكم الفرع الثاني (الغربي) فرغانة الغربية حتى مدينة «خجندة» وكانت عاصمته «أوزكند» (على المجرى الأعلى لسيحون). والمعلومات المتوافرة عن الفرع الغربي أكبر بسبب تَحَدُّث المصادر الإسلامية عنه.
وكان أهم عمل سياسي عسكري قام به الإيلكخانيون منذ قيام دولتهم، نجاحهم في احتلال ما وراء النهر، والقضاء على الحكم الساماني فيها عام 389هـ/998م، مدفوعين بالرغبة في الاستيلاء على المناطق الخصبة، ومستغلين تذمر سكان البلاد من مساوئ الحكم الساماني في أيامه الأخيرة، ولم تلبث عاصمة الفرع الغربي أن انتقلت إلى سمرقند، فصاروا على احتكاك مباشر بالغزنويين، وتكررت المنازعات بينهم إلى أن أنهوا خلافهم أخيراً في سنة 417هـ/1026م. وتم الاتفاق بين الفريقين على اقتسام مناطق النفوذ واتخذ هذا النهر حداً فاصلاً بينهما.
وحاول مسعود بن محمود الغزنوي تحريض الخوارزمية[ر] على جيرانهم الإيلكخانيين الغربيين وتقدم جيش خوارزمي في 423هـ/1032م حتى بلغ بخارى، وأخفقت الحملة وفضّل الخوارزمية الصلح شريطة أن يتوسطوا لدى الغزنويين لإنهاء النزاع مع الإيلكخانيين. وانقلب الخوارزمية بعد ذلك مباشرة إلى أصدقاء للإيلكخانيين وسعوا سنة 425هـ/1034م لإنهاء الخلافات بين فرعي الإيلكخانيين الشرقي والغربي، لحاجتهم إلى حليف يقف معهم في وجه الغزنويين.
ولما انتقلت زعامة مشرق العالم الإسلامي إلى السلاجقة[ر]، منذ انتزاعهم خراسان من الغزنويين 431هـ/1040م، تطلع هؤلاء لضم ما وراء النهر إليهم، فقد أجبرهم ألب أرسلان السلجوقي 456هـ/1064م على أن يتنازلوا له عن منطقتي «خَتَّلان» و«جِغنيان» في شمال جيحون، وتزوج من إحدى أميرات البيت المالك القره خاني. كما زوج ابنته إلى أحد أمراء هذا البيت. واضطر القره خانيون إلى طلب الصلح، عندما غزا ملك شاه بلادهم سنة 466هـ/1074م. وبلغ في غزوة ثانية (482هـ/1089م) بخارى وسمرقند، وتقدم منهما إلى أوزكند، وأرسل من هناك إلى ملك كاشغر الإيلكخاني، يطالبه بالخطبة والسكة. وعومل الحكام الإيلكخانيون على أنهم نواب للسلاجقة في المناطق التي يحكمونها. ولما لمس الإيلكخانيون فيما بعد، ضعف السلاجقة، عادوا إلى الإغارة على خراسان. ولم تحرز غزوتهم 495هـ/1100م نجاحاً، فاضطروا إلى الارتداد.
كانت نهاية الفرع الشرقي للإيلكخانية على يد شعب «الخطا» المغولي الوثني، الذي أُكره على الخروج من الصين 516هـ/1122م. واستغل الخطا الخلافات بين أفراد الأسرة المالكة، واستولوا على عاصمتهم بالاساغون 522هـ/1128م. وأتبعوا ذلك باحتلال كاشغر. ثم تقدموا إلى ما وراء النهر. ونجحوا في القضاء على استقلال الفرع الغربي بعد معركة «قطوان» في شمالي سمرقند 536هـ/1411م، على الرغم من مسارعة السلاجقة لمساعدتهم.
أبقى الخطا الحكام الإيلكخانيين في ما راء النهر في مناصبهم، واكتفوا منهم بالجزية. ولم يتدخلوا في عادات السكان المسلمين وعباداتهم مع بقائهم وثنيين. ولما قدمت جيوش المغول بقيادة جنكيز خان لاجتياح ما وراء النهر، يُظن أنه سار في ركابها 616هـ/1219م حكام بعض الدويلات الإيلكخانية التي امتد بها العمر إلى ذلك التاريخ.
كان الدور الحضاري البارز الذي قام به الإيلكخانيون هو نشرهم الإسلام بين القبائل التركية في قلب آسيا ثم بلاد القفجاق، عن طريق بعوث الدعوة والإرشاد، حتى صارت بلاد ما وراء النهر أحد المعاقل الإسلامية. كما قام الحكام الإيلكخانيون ببناء المدارس، وعقدوا في قصورهم حلقات الدين والأدب؛ فظهر أول أدب تركي إسلامي، وتعززت مكانة اللغة العربية فصارت لغة رسمية في القضاء.
مظهر شهاب
Ilek-khans - Ilek-khans
الإيلكخانيون
الإيلكخانيون Ilik-Khans أو القرخانيون Karkganids أول سلالة تركية مسلمة حكمت من أواخر القرن الثالث حتى القرن السابع الهجري /مطلع القرن العاشر حتى القرن الثاني عشر الميلادي، مناطق من أواسط آسيا، تمتد من واحات غرب «تاريم» إلى حوض نهر «تشو» وطلس (طَراز في مصادر أخرى)، شاملة منطقة كاشغر وحوض نهر إيلي وبحيرة «إيسيق ـ كول» وهو ما يسمى اليوم بلاد تركستان وبلاد ما وراء النهر، وإن كان من الصعب حتى اليوم تعيين حدود دقيقة للمناطق التي شملها حكمها.
وما تزال الأخبار عن تاريخ الدولة الإيلكخانية في الحقبة التي سبقت اعتناق حكامها الإسلام قليلة وغامضة. وجلُّ ما يُعرف عنها أنها كانت على علاقات نشيطة بالصين. وكان اعتناق الإسلام أول حادث بارز في تاريخها، عندما أعلن أحد ملوكها «ستوق بُغراخان» (ت344هـ/955م) إسلامه هو وشعبه، واتخذ اسماً إسلامياً هو عبد الكريم. وكان ذلك بتأثير البعوث الدينية والتجارية التي دأب السامانيون على إرسالها من منطقة ما وراء النهر إلى أواسط آسيا.
عرف الإيلكخانيون بأسماء أخرى منها «آل أفراسياب»، «خانات تركستان»، «القره خانية» التي ربما كانت تعني «السادة السود» أو «الرؤساء». و«إيلك خان» كان لقباً حمله بعض ملوك السلالة.
ولم تكن الدولة في أي وقت من الأوقات في يد ملك واحد. وكانت أقرب ما يكون إلى اتحاد كونفدرالي، ولذلك يصعب وضع قائمة صحيحة لحكامها وأمرائها. وكثيراً ما كانت الخلافات تقع بين الحكام، وتحل بقوة السلاح، أو بتدخل الدولة المجاورة. وظهر منذ الثلث الأول للقرن الخامس الهجري /نحو منتصف القرن الحادي عشر الميلادي، فرعان رئيسيان في الأسرة الحاكمة، حكم الأول (وهو الفرع الشرقي) مناطق كاشغر وبلاد الأنهار السبعة وفرغانة الشرقية، وعاصمته مدينة «بالاساغون» القريبة من المجرى الأدنى لنهر تشو. وكان جلّ هم هذا الفرع نشر الإسلام بين أتراك تلك المناطق الوثنيين. وحكم الفرع الثاني (الغربي) فرغانة الغربية حتى مدينة «خجندة» وكانت عاصمته «أوزكند» (على المجرى الأعلى لسيحون). والمعلومات المتوافرة عن الفرع الغربي أكبر بسبب تَحَدُّث المصادر الإسلامية عنه.
وكان أهم عمل سياسي عسكري قام به الإيلكخانيون منذ قيام دولتهم، نجاحهم في احتلال ما وراء النهر، والقضاء على الحكم الساماني فيها عام 389هـ/998م، مدفوعين بالرغبة في الاستيلاء على المناطق الخصبة، ومستغلين تذمر سكان البلاد من مساوئ الحكم الساماني في أيامه الأخيرة، ولم تلبث عاصمة الفرع الغربي أن انتقلت إلى سمرقند، فصاروا على احتكاك مباشر بالغزنويين، وتكررت المنازعات بينهم إلى أن أنهوا خلافهم أخيراً في سنة 417هـ/1026م. وتم الاتفاق بين الفريقين على اقتسام مناطق النفوذ واتخذ هذا النهر حداً فاصلاً بينهما.
وحاول مسعود بن محمود الغزنوي تحريض الخوارزمية[ر] على جيرانهم الإيلكخانيين الغربيين وتقدم جيش خوارزمي في 423هـ/1032م حتى بلغ بخارى، وأخفقت الحملة وفضّل الخوارزمية الصلح شريطة أن يتوسطوا لدى الغزنويين لإنهاء النزاع مع الإيلكخانيين. وانقلب الخوارزمية بعد ذلك مباشرة إلى أصدقاء للإيلكخانيين وسعوا سنة 425هـ/1034م لإنهاء الخلافات بين فرعي الإيلكخانيين الشرقي والغربي، لحاجتهم إلى حليف يقف معهم في وجه الغزنويين.
ولما انتقلت زعامة مشرق العالم الإسلامي إلى السلاجقة[ر]، منذ انتزاعهم خراسان من الغزنويين 431هـ/1040م، تطلع هؤلاء لضم ما وراء النهر إليهم، فقد أجبرهم ألب أرسلان السلجوقي 456هـ/1064م على أن يتنازلوا له عن منطقتي «خَتَّلان» و«جِغنيان» في شمال جيحون، وتزوج من إحدى أميرات البيت المالك القره خاني. كما زوج ابنته إلى أحد أمراء هذا البيت. واضطر القره خانيون إلى طلب الصلح، عندما غزا ملك شاه بلادهم سنة 466هـ/1074م. وبلغ في غزوة ثانية (482هـ/1089م) بخارى وسمرقند، وتقدم منهما إلى أوزكند، وأرسل من هناك إلى ملك كاشغر الإيلكخاني، يطالبه بالخطبة والسكة. وعومل الحكام الإيلكخانيون على أنهم نواب للسلاجقة في المناطق التي يحكمونها. ولما لمس الإيلكخانيون فيما بعد، ضعف السلاجقة، عادوا إلى الإغارة على خراسان. ولم تحرز غزوتهم 495هـ/1100م نجاحاً، فاضطروا إلى الارتداد.
كانت نهاية الفرع الشرقي للإيلكخانية على يد شعب «الخطا» المغولي الوثني، الذي أُكره على الخروج من الصين 516هـ/1122م. واستغل الخطا الخلافات بين أفراد الأسرة المالكة، واستولوا على عاصمتهم بالاساغون 522هـ/1128م. وأتبعوا ذلك باحتلال كاشغر. ثم تقدموا إلى ما وراء النهر. ونجحوا في القضاء على استقلال الفرع الغربي بعد معركة «قطوان» في شمالي سمرقند 536هـ/1411م، على الرغم من مسارعة السلاجقة لمساعدتهم.
أبقى الخطا الحكام الإيلكخانيين في ما راء النهر في مناصبهم، واكتفوا منهم بالجزية. ولم يتدخلوا في عادات السكان المسلمين وعباداتهم مع بقائهم وثنيين. ولما قدمت جيوش المغول بقيادة جنكيز خان لاجتياح ما وراء النهر، يُظن أنه سار في ركابها 616هـ/1219م حكام بعض الدويلات الإيلكخانية التي امتد بها العمر إلى ذلك التاريخ.
كان الدور الحضاري البارز الذي قام به الإيلكخانيون هو نشرهم الإسلام بين القبائل التركية في قلب آسيا ثم بلاد القفجاق، عن طريق بعوث الدعوة والإرشاد، حتى صارت بلاد ما وراء النهر أحد المعاقل الإسلامية. كما قام الحكام الإيلكخانيون ببناء المدارس، وعقدوا في قصورهم حلقات الدين والأدب؛ فظهر أول أدب تركي إسلامي، وتعززت مكانة اللغة العربية فصارت لغة رسمية في القضاء.
مظهر شهاب