وليم هارفي
william harvey
١٥٧٨ - ١٦٥٧
ولد الطبيب الانكليزي الشهير الذي اكتشف الدورة الدموية وعمل القلب عام ١٥٧٨ في مدينة فولكستون في انجلترة . وقد نشر كتابه الأشهر وهو ( مقالة تشريحية عن حركة ركة القلب والدم في الحيوانات ) عام هذا الكتاب بحق أعظم كتاب في تاريخ علم الفسيولوجيا وهو في الحقيقة نقطة الانطلاق لعلم الفسيولوجيا الحديث . وان أهمية هذا الكتاب ليست في تطبيقاته المباشرة فحسب بل في الفهم الشامل الذي يقدمه لكيفية عمل جسم الانسان .
وبالنسبة لنا ، ( نحن في هذه الايام وقد عرفنا ان الدم يدور اصبحت هذه الحقيقة بدهية ) ، تبدو نظرية هارفي واضحة كليا ولكن ما يبدو الآن واضحا لم يكن كذلك أبدا بالنسبة للبيولوجيين القدماء ، فقد قدم بعض هؤلاء وجهات نظر مغلوطة كالآتية :
آ - يتحول الطعام الى دم في القلب .
ب - القلب يجعل الدم حارا .
ج - الشرايين مملوءة بالهواء .
د - القلب يصنع ( المادة اللطيفة الحيوية ) .
ه - الدم في كلا الشرايين والأوردة يتعرض للمد والجزر فأحيانا يسير باتجاه القلب وأحيانا بعيدا عنه .
وإن جالينوس أعظم طبيب في عصره لم يخطر بباله عملية دوران الدم ولا أرسطو ذكر شيئاً عنها أيضاً وحتى بعد نشر كتاب ( هارفي ) ظل كثير من الاطباء محجمين عن التصديق بأن الدم يدور خلال الجسم خلال نظام مغلق من الأوعية الدموية وبقوة ضخ ثابتة بتأثير القلب .
وقد قضى هار في حوالي تسع سنوات في عمل التجارب قبل التوصل الى نظرية الدوران وهي التي تقول إن الشرايين تحمل الدم بعيدا عن القلب بينما تعيد الأوردة الدم الى القلب ، ولما كان ينقص هارفي وجود المجهر فلم يستطع أن يؤكد وجود الأوعية الشعرية وهي ا الأوعية الدموية الدقيقة التي تنقل الدم من الشرايين الصغيرة جدا الى الأوردة . ولكنه استنتج بنجاح وجود مثل هذه الاوعية الدقيقة . غير ان العالم الايطالي ( مالفيغز ) هو الذي اكتشف الأوعية الشعرية بعد وفاة هارفي ببضع سنوات .
وقد صرح هارفي أيضاً ان عمل القلب هو ضخ الدم من الشرايين وقد قدم عددا كبيراً من الأمثلة التجريبية مع مناقشات دقيقة لتأييد وجهة نظره ، ومع ان نظريته قد لاقت مقاومة في أول عهدها إلا أن هارفي عاش ليرى ان نظريته قد حازت على القبول التام من قبل العلماء المعاصرين .
هذا وقد ألف هار في كتابا عن علم ( الأجنة ) عام ١٦٥١ وهذا الكتاب يعتبر بداية الدراسة الحديثة لعلم الأجنة وكان هارفي متأثراً بالمعلم الأول أرسطو في هذه الناحية ، فقد كان لا يصدق نظرية ( التخلق ) ( وهي التي أعضاء الجنين موجودة وجودا مسبقاً في جرثومة الجنين ) وقد ذكر هارفي ان البنيان والتركيب النهائي للجنين يتطور بالتدريج .
كانت حياة هارفي طويلة وممتعة وناجحة .
وكان بين مرضاه ملكان من ملوك انكلترة هما : جميس | الاول وشارل الاول فضلا الفيلسوف البارز فرانسيس باكون . وقد رفض هار في مركز رئيس كلية الطب في لندن . وقد تزوج ولكنه لم ينجب أطفالا وتوفي عام ١٦٥٧ في لندن وهو في التاسعة والسبعين من العمر .
تعليق