ولیم مورتون
william t.g.morton
۱۸۱۹ - ١٨٦٨ م
ان اسم وليم مورتون لن يلقى اذنا صاغية لدى القراء . ولكن مع ذلك فهو شخصية لها تأثير أكبر من كثير من الرجال المشهورين . لأن مورتون هو المسؤول الأول عن ا استعمال التخدير ( البنج ) في العمليات الجراحية .
قلما حاز أي اختراع على الشهرة التي حازها استعمال التخدير في العمليات الجراحية ، إذ أن هذا الاختراع قد أوجد اختلافا في حالة البشرية . وقد كانت بشاعة الجراحة لا يتصورها العقل عندما كان المريض مضطراً لأن يبقى وهو واعي الحواس، بينما كان الجراح ينشر خلال عظامه لبتر عضو مصاب من أعضائه . لا شك ان المقدرة على وضع حد لهذه الآلام المبرحة هي إحدى أعظم الهدايا والهبات التي يستطيع أي انسان أن يقدمها لاخوانه في الانسانية .
ولد مورتون عام ۱۸۱۹ في تشارلتون ماساشوستس وفي شبابه درس طب الاسنان في جامعة بلتيمور في عام ١٨٤٢ بدأ في ممارسة طب الاسنان ثم اشترك مع طبيب آخر يدعى هوراس ويلز كان له أيضا اهتمام بالتخدير . وقد بدأ ( ويلز ) باستعمال أوكسيد النيتروجين ( ويدعى الغاز المسبب للضحك ) كمادة للتخدير . وقد حاول مورتون أن يكتشف مادة أقوى من أوكسيد النيتروجين الذي استعمله شریکه لتخدير أسنان مرضاه فحاول استعمال الايتير ، فقد جربه على كلبه المدلل ثم على نفسه ثم جربه في قلع ضرس أحد زبائنه فنجح في ذلك لأن الزبون لم يشك أي ألم أثناء وبعد خلع ضرسه وهكذا فقد رأى مورتون النجاح والثروة بأم عينيه .
ومع أن العملية نجحت إلا أن الصحف لم تنشر عنها شيئا في اليوم التالي . . فقد كانت الحاجة تقضي عملا اعلاميا أكبر ، ولذلك فقد اتفق مورتون مع أحد الاطباء الجراحين وهو الدكتور ( وارن ) رئيس الجراحين في مستشفى بوسطن بأن يجري هذا عملية جراحية يستعمل بها الايتير لتكون دعاية للاختراع الجديد . وقد نجحت تلك العملية كما نجحت عملية أخرى أجراها الدكتور ( وارن ) لإزالة ورم من رقبه أحد مرضاه، وهكذا ذاع صيت مورتون والايتير وقد منح براءة اختراع في اليوم التالي ، ولكن هذا لم يمنع من تقدم كثيرين كما . هي استحقاق مورتون لشرف اكتشاف التخدير . ومع أن مورتون كان يتوقع ان يتمتع بالثراء من وراء هذا الاكتشاف إلا أن مصاريف الدعاوى والمقاضاة أمام المحاكم وتكاليف الدعاية لاكتشافاته كلفته الكثير فضلا عن أن الاطباء الذين كانوا يستعملون الايتيير في عملياتهم الجراحية لم يعودوا يكلفون أنفسهم عناء دفع أي تعويض لمورتون بصفته المكتشف الأول الحائز على براءة الاكتشاف . وهكذا فقد توفي مورتون كغيره من الأطباء والمشاهير الكثر ، توفي فقيرا خائب الأمل في مدينة نيويورك عام ١٨٦٨ وهو في التاسعة والاربعين من العمر .
تعليق