جون کالفن
john calvin
١٥٠٩ - ١٥٦٤
يعتبر العالم اللاهوتي والاخلاقي جون كالفن أحد الشخصيات البارزة في تاريخ أوروبا فقد أدت أفكاره عن . مختلف المواضيع الى ثورة في حياة مئات الملايين من الناس في فترة من الزمن تزيد على ٤٠٠ عام .
لقد بحث كالفن في علم اللاهوت والحكومة ، والاخلاق الشخصية وعادات العمل ، وهذه الابحاث المختلفة أهلته لحيازة الشهرة التي أثرت على العالم مدة من الزمن .
ولد جون كالفن عام ١٥۰۹ في مدينة نويون في فرنسا وقد نال قسطا وافراً من التعليم وبعد دراسته في كلية باريس انتقل الى جامعة أورليانس لدراسة القانون وقد درس القانون أيضا في ( بورغاس ) .
كان كالفن في الثامنة من عمره عندما علق لوثر الاحتجاجات الخمس والتسعين على باب كنيسة وتنبرغ واضعا بذلك حجر الأساس للاصلاح الديني البروتستانتي وقد اعتنق كالفن البروتستانتية وهو شاب ولكي يتجنب التعذيب ترك باريس واستقر في ( بال) في سويسرا وهناك استعمل اسما مستعارا ، وأخذ في دراسة اللاهوت دراسة مسهبة وعندما أصبح في السابعة والعشرين من العمر نشر أشهر كتاب له وهو ( مؤسسات الدين المسيحي ) . وفي هذا الكتاب وصف وتلخيص لمعتقدات المذهب البروتستانتي مكتوب بشكل مقنع وشامل ومبرمج .
وفي عام ١٥٣٦ زار جنيف في سويسرا حيث كانت البروتستانتية تنتشر وتتقوى وقد طلب منه أن يبقى هناك كأستاذ وموجه للمجتمع البروتستانتي . ولكن سرعان ما شب النزاع بين كالفن البيوريتاني العنيف وأهالي جنيف .
وفي عام ١٥٣٨ أجبر على ترك المدينة ولكن في عام ١٥٤١ دعي للرجوع اليها ففعل ذلك واصبح ليس الزعيم الديني للمدينة فحسب بل الزعيم السياسي ذا النفوذ التام حتى وفاته عام ١٥٦٤ ٠
نظريا لم يكن كالفن الدكتاتور المطلق في جنيف لان مواطني تلك المدينة كان لهم حق التصويت وكان هنالك مجلس مؤلف من ٢٥ شخصا يتحملون مسؤولية السلطة السياسية ، ولم يكن كالفن عضوا في ذلك المجلس ، اذ كان معر رضا للعزل في أي وقت ( فقد طرد فعلا عام ١٥٣٨ ) اذا لم يحز على موافقة الاكثرية في المجلس ولذلك نرى أن كالفن حكـ المدينة فعلا وبعد عام ١٥٥٥ أصبح حاكما اتوقراطيا صرفا .
وتحت زعامة كالفن أصبحت جنيف أعظم مركز بروتستانتي في أوروبا الوسطى وقد حاول كالفن باستمرار أن يشجع انتشار المذهب البروتستانتي في أقطار أخرى وخصوصا فرنسا ، وكان يشار الى جنيف بأنها ( روما البروتستانتية ) .
ولم يكن كالفن متسامحا في عقيدته الدينية ، فقد كان يضرب مخالفيه بيد من حديد، وكان أهم ضحاياه وأشهرهم ما يكال سيرفيتوس لبيب اسباني و عالم باللاهوت لم يكن يؤمن بعقيدة التثليث ، وعندما حضر سيرفيتوس الى جنيف اعتقل وحوكم بتهمة الالحاد ثم حكم عليه بالحرق على الخازوق ونفذ به الحكم عام ١٥٥٣ . وبالاضافة الى ذلك فقد أحرق كثير من الاشخاص الذين كانوا يتهمون بموجب الظن فقط على الخازوق أيضا أثناء حكم كالفن .
توفي كالفن في جنيف عام ١٥٦٤ وكان قد تزوج ولكن زوجته توفيت عام ١٥٤٩ وتوفي ولدهم الوحيد عند مولده .
إن أهمية كالفن ليست نشاطه السياسي المباشر ولكن الايديولوجية التي أنشأها وأسسها ، ثم أذاعها ونشرها ، فقد شدد على سلطة وأهمية الكتاب المقدس وكما فعل لوثر فقد انكر سلطة الكنيسة الكاثوليكية في روما .
تعليق