كاميرون Cameroon - Cameroun
الكاميرون
Ù جبل الكاميرون
Ù نهر ساناغا
تقع الكاميرون Cameroon ضمن النطاق الاستوائي وشبه الاستوائي الموسمي، وذلك بين خطي العرض 2 و13 ْشمالاً وخطي الطول 8 و12 ْ شرقاً. وتتمركز في غربي إفريقيا، مطلة على خليج غينيا الاستوائي، وممتدة بشكل مثلثي متطاول بين بحيرة تشاد في الشمال وخليج غينيا لمسافة 1239كم، وتحف بالكاميرون نيجيريا وخليج غينيا غرباً وتشاطرها الحدود الشرقية كل من تشاد وإفريقيا الوسطى، وتقع في جنوبها الكونغو والغابون وغينيا الاستوائية.
تسمية الكاميرون برتغالية الأصول، ففي نهاية القرن الخامس عشر وصل هؤلاء إلى سواحل الكاميرون، وبلغوا نهر دوالاDuala الذي أسموه بنهر كاميروس Rio dos Camaroes أي نهر القريدس (الغمبري).
تقدر مساحة الكاميرون بـنحو 475442كم2، عاصمتها ياوندي Yaoundé وتضم البلاد إحدى عشر مقاطعة إدارية.
الجغرافيا الطبيعية
خصوصية الأوضاع الطبيعية في الكاميرون تنبثق من الامتداد الطولي الكبير للبلاد (2-13خط عرض) وتأثير المحيط الأطلسي الفاعل، والواقع البنائي والتضاريس ارتفاعاً وقرباً من الأطلسي. يمكن تقسيم البلاد إلى أربعة أقاليم تضريسية:
ـ سهول ساحلية جنوبية واسعة نسبياً 50-150كم منخفضة، مكونة من المجروفات النهرية الصابة في الأطلسي.
ـ جبال غربية عالية بركانية (بازلت، آنديزيت) ومتحولة قاعدية (غرانيت وصفاح)، ويقدر ارتفاعها وسطياً بنحو2000-3000م، بل وتبلغ في كتلة الكاميرون 4100 م، وهي جبال بركانية نشطة.
ـ هضبة قاعدية عالية (1000-2000م) ممثلة في هضبة أداماوا Adamawa المائدية المحززة المظهر.
ـ هضاب وسهول منخفضة تنتهي ببحيرة تشاد، والقاعدة الصخرية مغطاة في أماكن كثيرة بالصخور البحرية والمائية النهرية والبحيرية.
المناخ استوائي وشبه استوائي في الجنوب ومداري موسمي عادي وجاف في وسط وشمالي البلاد. والمناخ رطب على مدار السنة في الجنوب الغربي، ثم يبدأ ظهور فترة الجفاف الشتوية ثم الشتوية الربيعية بالاتجاه شمالاً لتزداد من 2-3 أشهر إلى 4-6 أشهر، وليتناقص الهطل من 3000-4000 ملم وسطياً في الجنوب والغرب (في جبل الكاميرون 9000-10000 ملم) إلى 1000-2000 ملم في الوسط و400-500 في الشمال. ويتطابق منحى الحرارة مع منحى تناقص الهطل عكسياً، إذ تزداد متوسطات الحرارة نحو الشمال الجاف (20 ْ-21 ْم) في إقليم الهضبة إلى (30 ْ-32 ْم) حيث الإقليم الاستوائي دائماً.
النبات والترب: تتوزع النباتات نطاقياً، ففي الإقليم الاستوائي حيث الهطل الكبير تنمو الغابة الاستوائية بكثافة، وفيها أشجار ثمينة كالمطاط والخيزران والبن وأشجار زيت النخيل وأشجار الكولا Cola nitida، والترب هنا حمراء وحمراء مصفرة وترب مائية، وجميعها غنية بعناصر الحديد والألمنيوم، وتتعرض لعمليات غسل عنيفة مما يقلل من خصوبتها، وتكثر القردة والغوريلا فيها والزواحف والطيور.
إلى الشمال تظهر الغابة المدارية الدائمة الخضرة والمتساقطة الأوراق، والترب هنا بنية وبنية محمرة، ومع تزايد فترة الجفاف شمالاً تسيطر حشائش السافانا وأشجار الطلح المتنوعة، والترب بنية حديدية والحيوانات متنوعة: الغزلان والأيائل والأسود والفهود والفيلة والضباع والخنازير والكلاب المتوحشة.
أما في منطقة بحيرة تشاد فتظهر السافانا الجافة والصحراوية، والترب بنية وحمراء قليلة الخصوبة وغنية بالأملاح المختلفة وكائناتها الحية تماثل الأقاليم السابقة.
المياه: تتميز الأقاليم الوسطى والجنوبية بغناها بالمجاري النهرية، ولكن الأنهار صغيرة، ومن أهمها نهر ساناغا Sanaga الذي يصب في الأطلسي إلى جنوبي مدينة دوالا، ثم لوغونيLogone ويرفد بحيرة تشاد، ونهر بينوي Benue الذي يرفد نهر النيجر.
نظام الجريان مداري موسمي، فترة الشح شتوية والفيضانات في الصيف.
السكان
الكاميرون قليلة السكان، وقد قدر عددهم عام 2005 بنحو 16.380 مليون نسمة. ويتضاعف العدد بمعدل مرة كل 17سنة وسطياً، إلا أن وتيرة التزايد السكاني آخذة في التباطؤ منذ ثلاثة عقود تقريباً لأسباب عدة، من أبرزها انتشار الأمراض ولاسيما الإيدز.
وينقسم السكان إلى أربع مجموعات عرقية أساسية هي:
- المجموعة الزنجية - الكونغولية: وهي الأكبر والأساس في البلاد إذ يتجاوز عدد أفرادها 12.5 مليون نسمة. تعيش بكثافة في جنوبي البلاد وغربيها الجبلي، وتضم الأرومات العرقية الكبيرة الآتية:
- بينوئي - كونغولية Benue-Congo ولا تقل عدداً عن 11.5 مليون نسمة، وأبرز قبائلها: الفانغFang والبامليكي Bamileké والدوالا Duala وغيرها، وتؤلف بمجموعها 60% من السكان.
ـ الأرومة الأطلسية الغربية أوالفولبي Fulbi.
ـ الأداماوا Adamawa.
ـ الكوا Kwa.
ـ أما المجموعة التشادية فتلي المجموعة الأولى أهمية، ولايقل عددها عن 2.5-3 مليون نسمة. وأكبر قبائلها الواندالا Wandala والماسا Masa.
ـ أما بقية الأرومات العرقية فقليلة العدد، ولايزيد عدد قبيلة الشوا العربية Shawa على 200 ألف نسمة، وما يبقى من أعراق تعد بالألوف كالنيلية.
ويعيش التشاديون والعرب في الشمال، أما في الوسط فهناك قبائل الأداماوا الشرقية والأطلسية الغربية.
تتباين درجة تمركز السكان من إقليم إلى آخر، ومع أن الكثافة المتوسطة تعادل 34نسمة/كم2، إلا أن الكثافة تتفاوت بشدة، ففي هضبة أداماوا لا تزيد على 3-5 نسمة/كم2، بينما ترتفع إلى 100-200 نسمة/كم2 في الجنوب والغرب الخصب، بل وتصل إلى 400-500 نسمة/كم2حيث المدن الكبرى ومزارع المطاط والبن والكاكاو.
المدن كثيرة، بعضها كبير والأغلب متوسط وصغير، وأبرزها العاصمة ياوندا وسكانها مليون ونيف، ومدينة دوالا Douala وهي الأكبر (1.5مليون) والميناء الرئيس، والعاصمة الاقتصادية، ومن العواصم الإدارية هناك غاروّا Garouaيبلغ عدد السكان (250.000نسمة) وماروّا Maroua يبلغ عدد سكانها ( 200000نسمة) وايبلوا Ebolowa وباميندا Bamenda وغيرها.
حركة السكان: شهد الشعب الكاميروني في القرن المنصرم وإلى اليوم مظهرين للتزايد السكاني: الأول يمثل مظهر التكاثر السكاني في أغلب دول العالم الثالث، أي نسبة التزايد السنوية العالية (30-35 في الألف) والثاني تدنٍ واضح في التزايد (18-20 في الألف)، وتجلى المظهر الأول حتى العقدين الأخيرين من القرن العشرين، والثاني تعيشه الكاميرون اليوم، ومعطيات عام 2005 تؤيد ذلك، إذ يلاحظ أن معدل المواليد بلغ 34.67 في الألف والوفيات 15.40 في الألف والمحصلة 19.3في الألف، ويرى المختصون أن للإيدز اليد الطولى في هذا التدني، إذ إن قرابة 7% من الرجال والبالغين مصابون به ويقدر عددهم بنحو750 ألف إنسان، يموت منهم سنوياً 50-60 ألفاً، وتجدر الإشارة إلى أن هذه النسبة تتقلص إلى 2-3% في الشمال والوسط الريفي الرعوي المسلم. وتزداد في الغرب والجنوب الوثني والمسيحي المكتظين بالسكان (12-15%)، وفي البلاد أمراض مستوطنة أخرى تسهم في زيادة الوفيات كالحمى الصفراء والملاريا وأمراض نقص التغذية، وجميعها تركت بصماتها على طول الأعمار فهي متدنية (49 سنة وسطياً) ولدى الرجال أقل من النساء (51) سنة. ومن الملاحظ أن وفيات الأطفال مرتفعة (130في الألف).
الديانات: كانت الديانات الوثنية هي المسيطرة، إلى أن جاء التجار العرب والأفارقة المسلمون فبدأ ظهور الإسلام في شمالي البلاد، وعزز انتشاره دولتا المرابطين والموحدين، ومع إطلالة القرن التاسع عشر، أخذت المسيحية بالانتشار في الوسط والجنوب، نتيجة لقدوم الأوربيين غازين ومبشرين بالمسيحية، لذا اعتنقت نسبة جيدة المسيحية، وتختلف المعطيات عن نسبة كل ديانة، إذ تقدر نسبة الوثنية بـ 30-40% ومثلها المسيحية، ويقدر المسلمون بنحو20-25%.
الكاميرون من البلدان القليلة التي ليس فيها لغة وطنية رسمية، لأن فيها أكثر من 24 لغة محلية أساسية، وتعد الفرنسية والانكليزية لغتين رسميتين في البلاد.
الاقتصاد
تنتج الكاميرون نحو 14مليون م3 من الأخشاب
اقتصاد الكاميرون متعثر, والشركات الأجنبية الفرنسية والإنكليزية لها دور فاعل في استثمار الزراعات التصديرية وإدارتها كالكاكاو والبن وزيت النخيل، أما المحاصيل التي تستهلك محلياً كالذرة الصفراء والدخن والفول السوداني والأرز، فلازالت تستخدم الأساليب البدائية وإنتاجها متغير من عام إلى آخر، والاقتصاد زراعي أساساً إذ إن 70% من القوى العاملة تعمل في الزراعة و13% فقط في الصناعة والتجارة، و17% في مجال الخدمات العامة. وتسهم الزراعة بنسبة 32% من الناتج القومي والصناعة 15%، ومن الملاحظ أن المنتجات النفطية تؤلف أكثر من 50% من مواد التصدير، وهي التي تدعم إلى حد ما ميزانيه الدولة وتعدل ميزانها التجاري.
تعادل مساحة الأراضي المستغلة على نحو فاعل ودائم زراعياً قرابة 15% من مساحة البلاد، ونسبة الأراضي المرجية والرعوية 20%، وما تبقى من أراض غير مستغلة بعد أومغطاة بالغابات والأحراج أوغير صالحة للزراعة والاستثمار. تغطي الغابات مساحات واسعة في غربي البلاد وفي الأجزاء الرطبة المرتفعة، وتقدر مسـاحة الغابات المستثمرة جيداً بنحو 7.5 مليون هـكتار، وتزرع الأخشـاب الثمينة في مزارع غابية تبلغ مسـاحتها 3 مليون هـكتار، وتضم أشجار التيك Teak والماهوغني Mahogany، وتقدر الإنتاجية السـنوية الخـام من الأخشـاب 13-14مليون م3سنوياً.
في الكاميرون ثروة حيوانية جيدة، لتوفر المراعي والمزارع المتطورة تقنياً، وأبرزها المواشي الكبيرة مثل الأبقار والماعز والأغنام والخنازير وجميعها للاستهلاك المحلي.
الثروات المعدنية: تحتوي أرض الكاميرون على عدد من المعادن وأشباه المعادن، إلا أن المكتشف منها محدود الكمية، فإنتاج النفط في جنوبي البلاد لايزيد على بضعة ملايين من الأطنان، وأبرز المعادن خام البوكسيت والذهب وهناك معادن أخرى كالتنغستين والقصدير والنحاس والحديد والفحم، والرخام.
الطاقة الكهربائية لا تفي بحاجة البلاد ومصادرها مائية وحرارية. الصيد نهري وبحري قليل التطور.
المواصلات البرية قليلة التطور؛ فمن أصل 70000 كم المعبد منها 11 ألف فقط، وطول السكك الحديدية 1104كم. وفي البلاد عدد من المطارات الدولية، كما في العاصمة ودوالا، وهذه أهم ميناء بحري في البلاد. ومعظم العلاقات التجارية مع الدول الغربية، وخاصة ألمانيا وهولندا وفرنسا وبريطانيا، والولايات المتحدة واليابان.
لمحة تاريخية
استوطن الكاميرون الإنسان العاقل منذ آلاف السنين، إلا أن أرض الكاميرون عرفت في العصور الوسطى عدداً من الدول المختلفة، استمرت حتى ظهور الأوربيين على الساحة الكاميرونية.
سبق البرتغال سواهم من الأوربيين في بلوغ أرض الكاميرون، إذ وصلوا شواطئها الجنوبية في سنة 1472م، وقاموا بإنشاء مراكز تجارية في الجنوب من أجل تجارة العبيد والمطاط والعاج، إلا أنهم لم يتغلغلوا بعيداً داخل البلاد، وفي عام 1845 أطل الإنكليز على الكاميرون للغرض نفسه وللتبشير، إلا أن من وضع أقدامه مستعمراً البلاد هم الألمان، فقد استولى هؤلاء ما بين أعوام 1860-1884 على مساحات واسعة من أرض الكاميرون، فاستثمروا أراضي واسعة في الجنوب والوسط في زراعة البطاطا والبن وأشجار نخيل الزيت والمطاط، كما أنهم بدؤوا بمد خطوط الحديد وتعبيد الطرق وأقاموا ميناء دوالا على الأطلسي.
في أثناء الحرب العالمية الأولى وبعدها تغلب الإنكليز والفرنسيون عام 1916 على الألمان، وفي مطلع عام 1919 قُسّمت الكاميرون إلى جزأين: بريطاني (خمس البلاد) وسمي بالكاميرون الغربية، وآخر (أربعة أخماس البلاد) الكاميرون الفرنسية (الشرقية).
بدأت بعد الحرب العالمية حركات التمرد والتحرر ضد المستعمر، وخاصة في الكاميرون الفرنسية، وتَشكّل في الفترة 1948 ـ 1960 أكثر من 100 حزب وطني ينادي بالاستقلال، مما أجبر فرنسا عام 1958 على إعطاء الكاميرون الشرقية الاستقلال الذاتي، وتغير الواقع السياسي سريعاً بعد ظهور قائد البلاد أحمدو أهيجو Ahmadou Ahidjo الذي عُيِّن رئيساً للوزراء عام 1958 ثم أضحى رئيساً للجمهورية بعد أن نالت الكاميرون استقلالها السياسي الكامل في عام1960. وفي عام 1961 وبقرار من الأمم المتحدة جرى استفتاء في شطري البلاد الفرنسي والإنكليزي لتقرير المصير، مما مهد لاتحاد الشطرين على شكل جمهورية فيدرالية، ولكن فقدت البلاد الجزء الشمالي من الكاميرون الإنكليزي، إذ ضم إلى نيجيريا.
في عام 1966 توحدت ستة أحزاب سياسية في البلاد وكونت الاتحاد الوطني الكاميروني الذي أجرى في عام 1972 وبزعامة أحمدو أهيجو استفتاء شعبياً حوّل البلاد إلى جمهورية متحدة بدلاً من فيدرالية. بقي هذا الحزب الوحيد في البلاد حتى عام1991 إلى أن دخلت البلاد واقعاً سياسياً جديداً عام 1992، آمن بالتعددية الحزبية والديمقراطية، ولايزال الواقع هذا مستمراً إلى اليوم.
شاهر جمال آغا
الكاميرون
Ù جبل الكاميرون
Ù نهر ساناغا
تقع الكاميرون Cameroon ضمن النطاق الاستوائي وشبه الاستوائي الموسمي، وذلك بين خطي العرض 2 و13 ْشمالاً وخطي الطول 8 و12 ْ شرقاً. وتتمركز في غربي إفريقيا، مطلة على خليج غينيا الاستوائي، وممتدة بشكل مثلثي متطاول بين بحيرة تشاد في الشمال وخليج غينيا لمسافة 1239كم، وتحف بالكاميرون نيجيريا وخليج غينيا غرباً وتشاطرها الحدود الشرقية كل من تشاد وإفريقيا الوسطى، وتقع في جنوبها الكونغو والغابون وغينيا الاستوائية.
تسمية الكاميرون برتغالية الأصول، ففي نهاية القرن الخامس عشر وصل هؤلاء إلى سواحل الكاميرون، وبلغوا نهر دوالاDuala الذي أسموه بنهر كاميروس Rio dos Camaroes أي نهر القريدس (الغمبري).
تقدر مساحة الكاميرون بـنحو 475442كم2، عاصمتها ياوندي Yaoundé وتضم البلاد إحدى عشر مقاطعة إدارية.
الجغرافيا الطبيعية
خصوصية الأوضاع الطبيعية في الكاميرون تنبثق من الامتداد الطولي الكبير للبلاد (2-13خط عرض) وتأثير المحيط الأطلسي الفاعل، والواقع البنائي والتضاريس ارتفاعاً وقرباً من الأطلسي. يمكن تقسيم البلاد إلى أربعة أقاليم تضريسية:
ـ سهول ساحلية جنوبية واسعة نسبياً 50-150كم منخفضة، مكونة من المجروفات النهرية الصابة في الأطلسي.
ـ جبال غربية عالية بركانية (بازلت، آنديزيت) ومتحولة قاعدية (غرانيت وصفاح)، ويقدر ارتفاعها وسطياً بنحو2000-3000م، بل وتبلغ في كتلة الكاميرون 4100 م، وهي جبال بركانية نشطة.
ـ هضبة قاعدية عالية (1000-2000م) ممثلة في هضبة أداماوا Adamawa المائدية المحززة المظهر.
ـ هضاب وسهول منخفضة تنتهي ببحيرة تشاد، والقاعدة الصخرية مغطاة في أماكن كثيرة بالصخور البحرية والمائية النهرية والبحيرية.
المناخ استوائي وشبه استوائي في الجنوب ومداري موسمي عادي وجاف في وسط وشمالي البلاد. والمناخ رطب على مدار السنة في الجنوب الغربي، ثم يبدأ ظهور فترة الجفاف الشتوية ثم الشتوية الربيعية بالاتجاه شمالاً لتزداد من 2-3 أشهر إلى 4-6 أشهر، وليتناقص الهطل من 3000-4000 ملم وسطياً في الجنوب والغرب (في جبل الكاميرون 9000-10000 ملم) إلى 1000-2000 ملم في الوسط و400-500 في الشمال. ويتطابق منحى الحرارة مع منحى تناقص الهطل عكسياً، إذ تزداد متوسطات الحرارة نحو الشمال الجاف (20 ْ-21 ْم) في إقليم الهضبة إلى (30 ْ-32 ْم) حيث الإقليم الاستوائي دائماً.
النبات والترب: تتوزع النباتات نطاقياً، ففي الإقليم الاستوائي حيث الهطل الكبير تنمو الغابة الاستوائية بكثافة، وفيها أشجار ثمينة كالمطاط والخيزران والبن وأشجار زيت النخيل وأشجار الكولا Cola nitida، والترب هنا حمراء وحمراء مصفرة وترب مائية، وجميعها غنية بعناصر الحديد والألمنيوم، وتتعرض لعمليات غسل عنيفة مما يقلل من خصوبتها، وتكثر القردة والغوريلا فيها والزواحف والطيور.
إلى الشمال تظهر الغابة المدارية الدائمة الخضرة والمتساقطة الأوراق، والترب هنا بنية وبنية محمرة، ومع تزايد فترة الجفاف شمالاً تسيطر حشائش السافانا وأشجار الطلح المتنوعة، والترب بنية حديدية والحيوانات متنوعة: الغزلان والأيائل والأسود والفهود والفيلة والضباع والخنازير والكلاب المتوحشة.
أما في منطقة بحيرة تشاد فتظهر السافانا الجافة والصحراوية، والترب بنية وحمراء قليلة الخصوبة وغنية بالأملاح المختلفة وكائناتها الحية تماثل الأقاليم السابقة.
المياه: تتميز الأقاليم الوسطى والجنوبية بغناها بالمجاري النهرية، ولكن الأنهار صغيرة، ومن أهمها نهر ساناغا Sanaga الذي يصب في الأطلسي إلى جنوبي مدينة دوالا، ثم لوغونيLogone ويرفد بحيرة تشاد، ونهر بينوي Benue الذي يرفد نهر النيجر.
نظام الجريان مداري موسمي، فترة الشح شتوية والفيضانات في الصيف.
السكان
الكاميرون قليلة السكان، وقد قدر عددهم عام 2005 بنحو 16.380 مليون نسمة. ويتضاعف العدد بمعدل مرة كل 17سنة وسطياً، إلا أن وتيرة التزايد السكاني آخذة في التباطؤ منذ ثلاثة عقود تقريباً لأسباب عدة، من أبرزها انتشار الأمراض ولاسيما الإيدز.
وينقسم السكان إلى أربع مجموعات عرقية أساسية هي:
- المجموعة الزنجية - الكونغولية: وهي الأكبر والأساس في البلاد إذ يتجاوز عدد أفرادها 12.5 مليون نسمة. تعيش بكثافة في جنوبي البلاد وغربيها الجبلي، وتضم الأرومات العرقية الكبيرة الآتية:
- بينوئي - كونغولية Benue-Congo ولا تقل عدداً عن 11.5 مليون نسمة، وأبرز قبائلها: الفانغFang والبامليكي Bamileké والدوالا Duala وغيرها، وتؤلف بمجموعها 60% من السكان.
ـ الأرومة الأطلسية الغربية أوالفولبي Fulbi.
ـ الأداماوا Adamawa.
ـ الكوا Kwa.
ـ أما المجموعة التشادية فتلي المجموعة الأولى أهمية، ولايقل عددها عن 2.5-3 مليون نسمة. وأكبر قبائلها الواندالا Wandala والماسا Masa.
ـ أما بقية الأرومات العرقية فقليلة العدد، ولايزيد عدد قبيلة الشوا العربية Shawa على 200 ألف نسمة، وما يبقى من أعراق تعد بالألوف كالنيلية.
ويعيش التشاديون والعرب في الشمال، أما في الوسط فهناك قبائل الأداماوا الشرقية والأطلسية الغربية.
تتباين درجة تمركز السكان من إقليم إلى آخر، ومع أن الكثافة المتوسطة تعادل 34نسمة/كم2، إلا أن الكثافة تتفاوت بشدة، ففي هضبة أداماوا لا تزيد على 3-5 نسمة/كم2، بينما ترتفع إلى 100-200 نسمة/كم2 في الجنوب والغرب الخصب، بل وتصل إلى 400-500 نسمة/كم2حيث المدن الكبرى ومزارع المطاط والبن والكاكاو.
المدن كثيرة، بعضها كبير والأغلب متوسط وصغير، وأبرزها العاصمة ياوندا وسكانها مليون ونيف، ومدينة دوالا Douala وهي الأكبر (1.5مليون) والميناء الرئيس، والعاصمة الاقتصادية، ومن العواصم الإدارية هناك غاروّا Garouaيبلغ عدد السكان (250.000نسمة) وماروّا Maroua يبلغ عدد سكانها ( 200000نسمة) وايبلوا Ebolowa وباميندا Bamenda وغيرها.
حركة السكان: شهد الشعب الكاميروني في القرن المنصرم وإلى اليوم مظهرين للتزايد السكاني: الأول يمثل مظهر التكاثر السكاني في أغلب دول العالم الثالث، أي نسبة التزايد السنوية العالية (30-35 في الألف) والثاني تدنٍ واضح في التزايد (18-20 في الألف)، وتجلى المظهر الأول حتى العقدين الأخيرين من القرن العشرين، والثاني تعيشه الكاميرون اليوم، ومعطيات عام 2005 تؤيد ذلك، إذ يلاحظ أن معدل المواليد بلغ 34.67 في الألف والوفيات 15.40 في الألف والمحصلة 19.3في الألف، ويرى المختصون أن للإيدز اليد الطولى في هذا التدني، إذ إن قرابة 7% من الرجال والبالغين مصابون به ويقدر عددهم بنحو750 ألف إنسان، يموت منهم سنوياً 50-60 ألفاً، وتجدر الإشارة إلى أن هذه النسبة تتقلص إلى 2-3% في الشمال والوسط الريفي الرعوي المسلم. وتزداد في الغرب والجنوب الوثني والمسيحي المكتظين بالسكان (12-15%)، وفي البلاد أمراض مستوطنة أخرى تسهم في زيادة الوفيات كالحمى الصفراء والملاريا وأمراض نقص التغذية، وجميعها تركت بصماتها على طول الأعمار فهي متدنية (49 سنة وسطياً) ولدى الرجال أقل من النساء (51) سنة. ومن الملاحظ أن وفيات الأطفال مرتفعة (130في الألف).
الديانات: كانت الديانات الوثنية هي المسيطرة، إلى أن جاء التجار العرب والأفارقة المسلمون فبدأ ظهور الإسلام في شمالي البلاد، وعزز انتشاره دولتا المرابطين والموحدين، ومع إطلالة القرن التاسع عشر، أخذت المسيحية بالانتشار في الوسط والجنوب، نتيجة لقدوم الأوربيين غازين ومبشرين بالمسيحية، لذا اعتنقت نسبة جيدة المسيحية، وتختلف المعطيات عن نسبة كل ديانة، إذ تقدر نسبة الوثنية بـ 30-40% ومثلها المسيحية، ويقدر المسلمون بنحو20-25%.
الكاميرون من البلدان القليلة التي ليس فيها لغة وطنية رسمية، لأن فيها أكثر من 24 لغة محلية أساسية، وتعد الفرنسية والانكليزية لغتين رسميتين في البلاد.
الاقتصاد
تنتج الكاميرون نحو 14مليون م3 من الأخشاب
اقتصاد الكاميرون متعثر, والشركات الأجنبية الفرنسية والإنكليزية لها دور فاعل في استثمار الزراعات التصديرية وإدارتها كالكاكاو والبن وزيت النخيل، أما المحاصيل التي تستهلك محلياً كالذرة الصفراء والدخن والفول السوداني والأرز، فلازالت تستخدم الأساليب البدائية وإنتاجها متغير من عام إلى آخر، والاقتصاد زراعي أساساً إذ إن 70% من القوى العاملة تعمل في الزراعة و13% فقط في الصناعة والتجارة، و17% في مجال الخدمات العامة. وتسهم الزراعة بنسبة 32% من الناتج القومي والصناعة 15%، ومن الملاحظ أن المنتجات النفطية تؤلف أكثر من 50% من مواد التصدير، وهي التي تدعم إلى حد ما ميزانيه الدولة وتعدل ميزانها التجاري.
تعادل مساحة الأراضي المستغلة على نحو فاعل ودائم زراعياً قرابة 15% من مساحة البلاد، ونسبة الأراضي المرجية والرعوية 20%، وما تبقى من أراض غير مستغلة بعد أومغطاة بالغابات والأحراج أوغير صالحة للزراعة والاستثمار. تغطي الغابات مساحات واسعة في غربي البلاد وفي الأجزاء الرطبة المرتفعة، وتقدر مسـاحة الغابات المستثمرة جيداً بنحو 7.5 مليون هـكتار، وتزرع الأخشـاب الثمينة في مزارع غابية تبلغ مسـاحتها 3 مليون هـكتار، وتضم أشجار التيك Teak والماهوغني Mahogany، وتقدر الإنتاجية السـنوية الخـام من الأخشـاب 13-14مليون م3سنوياً.
في الكاميرون ثروة حيوانية جيدة، لتوفر المراعي والمزارع المتطورة تقنياً، وأبرزها المواشي الكبيرة مثل الأبقار والماعز والأغنام والخنازير وجميعها للاستهلاك المحلي.
الثروات المعدنية: تحتوي أرض الكاميرون على عدد من المعادن وأشباه المعادن، إلا أن المكتشف منها محدود الكمية، فإنتاج النفط في جنوبي البلاد لايزيد على بضعة ملايين من الأطنان، وأبرز المعادن خام البوكسيت والذهب وهناك معادن أخرى كالتنغستين والقصدير والنحاس والحديد والفحم، والرخام.
الطاقة الكهربائية لا تفي بحاجة البلاد ومصادرها مائية وحرارية. الصيد نهري وبحري قليل التطور.
المواصلات البرية قليلة التطور؛ فمن أصل 70000 كم المعبد منها 11 ألف فقط، وطول السكك الحديدية 1104كم. وفي البلاد عدد من المطارات الدولية، كما في العاصمة ودوالا، وهذه أهم ميناء بحري في البلاد. ومعظم العلاقات التجارية مع الدول الغربية، وخاصة ألمانيا وهولندا وفرنسا وبريطانيا، والولايات المتحدة واليابان.
لمحة تاريخية
استوطن الكاميرون الإنسان العاقل منذ آلاف السنين، إلا أن أرض الكاميرون عرفت في العصور الوسطى عدداً من الدول المختلفة، استمرت حتى ظهور الأوربيين على الساحة الكاميرونية.
سبق البرتغال سواهم من الأوربيين في بلوغ أرض الكاميرون، إذ وصلوا شواطئها الجنوبية في سنة 1472م، وقاموا بإنشاء مراكز تجارية في الجنوب من أجل تجارة العبيد والمطاط والعاج، إلا أنهم لم يتغلغلوا بعيداً داخل البلاد، وفي عام 1845 أطل الإنكليز على الكاميرون للغرض نفسه وللتبشير، إلا أن من وضع أقدامه مستعمراً البلاد هم الألمان، فقد استولى هؤلاء ما بين أعوام 1860-1884 على مساحات واسعة من أرض الكاميرون، فاستثمروا أراضي واسعة في الجنوب والوسط في زراعة البطاطا والبن وأشجار نخيل الزيت والمطاط، كما أنهم بدؤوا بمد خطوط الحديد وتعبيد الطرق وأقاموا ميناء دوالا على الأطلسي.
في أثناء الحرب العالمية الأولى وبعدها تغلب الإنكليز والفرنسيون عام 1916 على الألمان، وفي مطلع عام 1919 قُسّمت الكاميرون إلى جزأين: بريطاني (خمس البلاد) وسمي بالكاميرون الغربية، وآخر (أربعة أخماس البلاد) الكاميرون الفرنسية (الشرقية).
بدأت بعد الحرب العالمية حركات التمرد والتحرر ضد المستعمر، وخاصة في الكاميرون الفرنسية، وتَشكّل في الفترة 1948 ـ 1960 أكثر من 100 حزب وطني ينادي بالاستقلال، مما أجبر فرنسا عام 1958 على إعطاء الكاميرون الشرقية الاستقلال الذاتي، وتغير الواقع السياسي سريعاً بعد ظهور قائد البلاد أحمدو أهيجو Ahmadou Ahidjo الذي عُيِّن رئيساً للوزراء عام 1958 ثم أضحى رئيساً للجمهورية بعد أن نالت الكاميرون استقلالها السياسي الكامل في عام1960. وفي عام 1961 وبقرار من الأمم المتحدة جرى استفتاء في شطري البلاد الفرنسي والإنكليزي لتقرير المصير، مما مهد لاتحاد الشطرين على شكل جمهورية فيدرالية، ولكن فقدت البلاد الجزء الشمالي من الكاميرون الإنكليزي، إذ ضم إلى نيجيريا.
في عام 1966 توحدت ستة أحزاب سياسية في البلاد وكونت الاتحاد الوطني الكاميروني الذي أجرى في عام 1972 وبزعامة أحمدو أهيجو استفتاء شعبياً حوّل البلاد إلى جمهورية متحدة بدلاً من فيدرالية. بقي هذا الحزب الوحيد في البلاد حتى عام1991 إلى أن دخلت البلاد واقعاً سياسياً جديداً عام 1992، آمن بالتعددية الحزبية والديمقراطية، ولايزال الواقع هذا مستمراً إلى اليوم.
شاهر جمال آغا