البابا اربـان الثاني
pope urban ii
۱۰۹۹ - ۱۰٤٢
لا يذكر كثير من الناس البابا اربان الثاني ومع ذلك فقليل من الناس كان التأثير الذي حققه البابا اربان الثاني على التاريخ البشري فقد كان هو البابا الذي أثار الدعوة بين العالم المسيحي للحروب الصليبية لانقاذ قبر المسيح .
ولد البابا اربان الثاني في عام ۱۰٤٢ قرب مدينة تشاتيلون سرمارن في فرنسا وقد انحدر من . عائلة عظيمة نبلاء فرنسا ونال قسطا وافرا من التعليم وقبل انتخابه بابا في روما عام ١٠٨٨ كان كارد ينالا .
كان اربان قويا ومؤثرا وسياسيا وكان من البابوات الدهاة الماكرين ولكن ليس هذا برأي المؤلف هو الذي أهله أن ينال مكانة بين المئة بل ان عمله الذي بدأ به وهو اثارة جماهير الشعب في المجمع الكنسي الذي عقد في مدينة كليرمونت في فرنسا في ٢٧ نوفمبر عام ١٠٩٥ هو الذي يعتبره المؤلف السبب في هذا الاختيار هنالك وامام جمهور مؤلف من ألوف من الناس ألقى اربان خطابا ألهب به الجماهير في وقته ولأجيال تلت . وفي هذا الخطاب ادعى البابا بأن الاتراك السلاجقة الذين كانوا يحتلون الأرض المقدسة كانوا يدنسون الاماكن المقدسة المسيحية ويضايقون ويتحرشون بالحجاج المسيحيين وقد حث البابا اربان جميع العالم المسيحي بأن يشتركوا كلهم في حرب مقدسة أي حملة صليبية تعيد فتح الارض المقدسة وارجاعها للمسيحيين ولكن اربان كان ذكيا جدا . فلم يناشد الناس بدافع ديني فقط بل اشار ان الارض المقدسة كانت كثيرة الخيرات وغنية بل اغنى بكثير من الاراضي المزدحمة بالسكان في أوروبا ، وأخيرا اعلن البابا أن الاشتراك في حرب صليبيه سوف تكون ككفارة عن جميع وطمن المحارب الصليبي ان ذنوبه مغفورة .
أثار خطاب البابا اربان الذي حرك به الدوافع الدينية الانانية في سامعيه ، اثار الحماس العظيم وقبل أن . خطابه كان الجميع يصيحون ( انها ارادة الله ) التي اصبحت في الحال صرخة الحرب للصليبيين ، وفي خلال بضعة اشهر كانت الحملة الصليبية . وقد تبعها سلسلة طويلة الحملات الصلسة التي بلغ عددها ثماني . حملات رئيسية وبضعة حملات اخرى ثانوية .
وأما اربان فقد توفي في عام ۱۰۹۹ بعد اسبوعين من استيلاء الحملة الصليبية الأولى على بيت المقدس ولكن قبل أن تصله اخبار ذلك الفتح .
ان من الصعب أن نقدر حسب رأي المؤلف أهمية الحروب الصليبية ، مثل الحروب الاخرى ، كان لها تأثير مباشر على المشتركين فيها وعلى السكان المدنيين الذين اوقعهم حظهم في طريقها .
ذلك فقد كان للحروب الصليبية تأثير في جلب اوروبا الغربية الى التماس المباشر مع الحضارة البيزنطية والحضارة الاسلامية اللتين كاتنا في ذلك الوقت اكثر تقدما اوروبا الغربية . وهذا التماس مهد الطريق لعصر النهضة الاوروبية التي بدورها ادت الى الازدهار الكامل للحضارة الاوروبية الحديثة .
ولم تكن الحروب الصليبية لتحدث لولا تحريض البابا ( أربـان الثاني ) ولكن بالحقيقة كانت الاحوال مواتية والا فان خطابه لم يكن ليلقى اذنا صاغية . والحقيقة انه لو قام الامبراطور الالماني باعلان. الحروب الصليبية لما تبعة أي شخصية . شخصیات اوربا الغربية ولكن الشخص الوحيد الذي كان مؤهلا لان يتبعه الملوك والامراء في جميع اوروبا هو شخصية البابا وبما أن البابا اربان الثاني كان جريئا جدا فقد قام بهذا العمل بنجاح وهذا حسب رأي المؤلف .
تعليق