اولیفر کرومویل
oliver cromwell
١٥٩٩ - ١٦٥٨
أوليفر كرومويل هو القائد العسكري اللامع الذي قاد جيوش البرلمان الى النصر في الحرب الأهلية الانكليزية وهو المسؤول الأول عن تأسيس الحكومة البرلمانية الديموقراطية كشكل . أشكال الحكومة الانكليزية .
ولد كرومويل عام ١٥٩٩ في هانتنجدون في انكلترة وعندما كان شابا كانت انكلترة تمزقها الانقسامات الدينية ويحكمها ملك كان يؤمن ويتمنى أن يمارس حكم الملكية المطلقة . وكان كرومويل مزارعا ورجلا ريفيا ولكنه كان في عقيدته بيوريتانيا مخلصا ( البيوريتان هم المتطهرون ... وهم فرقة دينية بروتستانتيه متطرفة ) وفي عام ١٦٢٨ انتخب عضوا في خدم في البرلمان لوقت قصير لأنه في السنة التالية قرر الملك شارل الأول ان يحل البرلمان ويحكم البلاد لوحده . ولم يدع برلمانا جديدا إلا بعد أن احتاج المال في حروبه مع الاسكتلنديين وكان أوليفر كرومويل عضوا في البرلمان الجديد . ولكن هذا البرلمان طالب بتأكيدات الملك ضد استئناف الحكم الاستبدادي ولكن الملك بدا غير مستعد للخضوع للبرلمان وهكذا نشبت الحرب في عام ١٦٤٢ بين الجيوش الموالية للملك وتلك الموالية للبرلمان .
اختار كرومويل الوقوف الى جانب البرلمان . وعندما عاد الى ها نتنجدون ( مسقط رأسه ) أخذ يجمع فرقا من الفرسان للقتال ضد الملك وفي أثناء القتال الذي دام أربع سنوات ظهرت مقدرة كرومويل العسكرية فاعترف البرلمان يكرومويل بعد أن انتصر على الملك في معركتي مارستون مور ١٦٤٤ وناسبي عام ١٦٤٥ وفي المعركة الاخيرة هزم الملك وأخذ أسيرا وأصبح كرومويل أقوى قائد ذي نفوذ في انكلترة .
ولكن هذه المعارك لم تقرر السلم نهائياً وذلك لأن جماعة البرلمان كانوا منقسين الى فئات تختلف في أهدافها وبسبب هذه الاختلافات صار الملك يراوغ في عمل تسوية ولذلك فقد نشبت حرب أهلية أخرى خلال سنة عجل بها فرار الملك من أسره ومحاولته تم شعث جيوشه واستئناف القتال . ولكن عاد كرومويل بصوده وتغلب على هذه العقبة بهزيمة الملك ثانية واعتقاله ومحاكمته ثم تنفيذ حكم الاعدام به في كانون الثاني عام ١٦٤٩ .
أصبحت انكلترة جمهورية تدعى جمهورية ( الصالح العام ) يحكمها موقتا مجلس دولة يرأسه كرومويل ولكن عاد الملكيون وبسطوا نفوذهم على ارلندة واسكتلندة داعمين بذلك ابن الملك شارل الأول المقتول الذي أصبح فيما بعد شارل الثاني ، وكانت النتيجة تحرك كرومويل في حملة ناجحة ضد اسكتلندة وايرلندة وأخيرا انتهت الحرب الاهلية في عام ١٦٥٢ بالهزيمة الساحقة للملكيين .
ولما انتهى القتال حان الوقت لتنظيم حكومة جديدة ولكن ظهرت مشكلة الشكل الدستوري لهذه الحكومة ولم تحل هذه المشكلة أثناء حياة كرومويل ، فهذا القائد البيوريتاني مع ما أوتي من قوة ونفوذ عسكري لم يستطع أن يحل النزاع القائم بين مؤيديه فلم يستطع أن يقنعهم بالموافقة على عمل دستور جديد، وذلك لأن هذا النزاع كان جزء من الصراع الذي قسم البروتستانت فرقا يختلف بعضها عن بعض كما الكنيسة الكاثوليكية .
حل كرومويل البرلمان ثلاث مرات أثناء حياته وحكم انكلترة باسم ( السيد الحامي ) عام ١٦٥٣ - ١٦٥٨ وكانت حكومته جيدة وإدارته منظمة وقد عدل وحسّن كثيراً من القوانين الظالمة ، كما أنه اهتم بالتعليم اهتماماً عظيماً .
ان أهمية كرومويل تنحصر في أنه أيد الديموقراطية في زمن كان الحكم المطلق هو السائد في أوروبا ، فقد رفض التاج الذي قدم له وكانت هذه الديموقراطية عاملا أساسيا في نشوء حركة التنوير الفلسفية في القرن الثامن عشر ومن ثم الثورة الفرنسية وبعدها إنشاء الدول الديموقراطية في أوروبا الغربية وان من الواضح أيضا أن انتصار قوى الديموقراطية في انكلترة لعب دورا حيويا في انشاء الديموقراطية في الولايات المتحدة والمستعمرات البريطانية الأخرى .
تعليق