الكسندر فليمنغ
alexander fleming
١٨٨١ - ١٩٥٥
ولد الكسندر فليمنغ مكتشف البنسلين في عام ١٨٨١ في لوشفيلد في اسكتلندة وبعد أن تخرج من كلية الطب في مستشفى القديسة ماري في لندن اشتغل في ابحاث ظواهر المناعة وأسبابها وفيما بعد أصبح طبيبا في الجيش في الحرب العالمية الأولى فأخذ يدرس عدوى الجروح ولاحظ أن كثيراً من المطهرات تؤذي خلايا الجسم أكثر من تأثيرها على الميكروبات فأدرك أن ما يحتاجه الطب هو مادة تؤثر على البكتريا ولا تؤذي خلايا الجسم.
وبعد الحرب رجع فليمنغ الى مستشفى القديسة ماري وفي عام ١٩٢٢ وبينما كان يقوم بالابحاث هناك اكتشف مادة دعاها ( بالليسوزيم ) كان ينتجها الجسم البشري وكانت تتألف . المخاطي والدموع وهي ليست ضارة بالنسبة للخلايا البشرية ولكنها تقتل بعض الميكروبات ولكن تلك الميكروبات لم تكن لسوء الحظ الميكروبات الضارة للانسان ولهذا فكان هذا الاكتشاف الأول مع أنه ممتع إلا أنه لم يكن ذا أهمية خطيرة.
في عام ۱۹٢٨ استطاع فليمنغ أن ينجز اكتشافه العظيم فقد تعرض زرع البكتريا في مخبره للتلوث بواسطة إحدى الفطور وقد لاحظ فليمنغ انه في المنطقة المجاورة للفطور اختفت البكتريا فاستنتج أن الفطور مادة سامة وقاتلة بالنسبة للبكتريا وسرعان ما استطاع ان يكتشف ان نفس تلك المادة كانت تمنع نمو عدة أنواع أخرى من البكتريا الضارة . وكانت هذه المادة التي سماها بالبنسلين ( على اسم الفطور ) غير ضارة بالنسبة للكائنات البشرية أو الحيوانات .
نشرت نتائج فليمنغ عام ۱۹۲۹ ولكنها لم تحظ بأي إهتمام أولا وكان فليمنغ قد اقترح انه بالامكان استعمال البنسلين في الطب ومع ذلك فلم يكن هو بنفسه قادرا على ايضاح طريقة فنية لتنقية البنسلين وبقي مدة عشر سنوات دون ان يستعمل هذا العقار السحري .
وأخيراً وفي نهاية الثلاثينات صدف أن قرأ اثنان من الباحثين الطبيين البريطانيين مقالة فليمنغ عن البنسلين وهما ( هوارد فلوري و آيرنست تشين ) فأعادا تجاربه وتحققا من صحتها وبعد ذلك عمدا الى تنقية البنسلين وجربا هذه المادة على الحيوانات المخبرية وفي عام ١٩٤٥ جربا البنسلين على مرضى من البشر وقد أظهرت تجاربهما ان هذا العقار الجديد كان فعالا بشكل مذهل .
وبتشجيع من الحكومات البريطانية والاميركية دخلت الشركات الصيدلانية الميدان وبسرعة كشفوا عن طرق لانتاج البنسلين بكميات كبيرة وقد احتفظ بالبنسلين أولا للاستعمال في حالات الاصابات العسكرية أثناء الحرب ولكن في عام ١٩٤٤ أصبح في متناول الاستعمال للمدنيين في بريطانيا واميركا . وعندما انتهت الحرب في عام ١٩٤٥ انتشر استعمال أنحاء العالم . البنسلين في جميع ان اكتشاف البنسلين شجع البحث لاكتشاف مبيدات أخرى للجراثيم وهذا البحث سبب اكتشاف عقاقير سحرية أخرى ومع ذلك فالبنسلين يبقى المبيد الأول للجراثيم الاكثر انتشارا واستعمالا .
وان أحد الأسباب التي جعلت استعماله مستمرا وسائدا هي مؤثر وفعال ضد أصناف كثيرة من الكائنات المجهرية الضارة ويستعمل في علاج السفلس والسيلان والحمى القرمزية والخناق فضلا عن بعض أشكال التهاب المفاصل والتهاب القصبات الرئوية والتهاب السحايا وتسمم الدم والدمامل والتهاب العظام والنزلات الصدرية والغرغرينا وكثير من الأمراض الأخرى .
وهنالك فائدة أخرى للبنسلين هي الحد العريض لامكانية الشفاء باستعماله فان جرعات مؤلفة من ٥۰,۰۰۰ وحدة من البنسلين قادرة على شفاء بعض الامراض ولكن الزرقات بقوة ( ۱۰۰ ) مليون وحدة في اليوم قد اعطيت دون أي نتائج سيئة . حقا ظهر أن هنالك بعض الناس الذين لديهم . ضد البنسلين ولكن نسبتهم ضئيلة جدا . ففي الغالبية العظمى من الناس يعمل البنسلين بنجاح في استرجاع قدرتهم وسلامتهم. وبما أن البنسلين قد أنقذ حياة الملايين من بني البشر لذلك فان هذا يزيد من أهمية فليمنغ ولكن يقاسمه في هذا الشرف ( فلوري وتشين ) ولكن المؤلف يرى أن الفضل يرجع الى فليمنغ الذي لولاه لمضت عدة تحسس سنين قبل اكتشاف البنسلين .
لقد تزوج فليمنغ وكان زواجه سعيدا و ناجحا وأنجب طفلا واحدا . وفي عام ١٩٤٥ منحت له جائزة نوبل بالاشتراك مع ( فلوري وتشين ) وقد توفي فليمنغ في عام ١٩٥٥ .
تعليق