نابليون بونابارت
napoleon bonaparte
۱۸۲۱ - ۱۷٦٩
ان الجنرال والامبراطور الفرنسي الشهير نابليون الأول قد ولد في مدينة اجاكسيو في جزيرة كورسيكا عام ١٧٦٩ وكان اسمه الاصلي نابليون بونابارت . وكانت فرنسا قد استولت على كورسيكا قبل ميلاده بخمسة عشر شهرا . ولذا اعتبر نابليون الفرنسيين كمحتلين طغاة ذلك فقد أرسل نابليون الى الكليات العسكرية في فرنسا وعندما تخرج في عام ١٧٨٥ في سن السادسة عشرة أصبح ملازما في الجيش الفرنسي . وبعد أربع سنوات نشبت الثورة الفرنسية وخلال بضع سنوات تورطت الحكومة الفرنسية الجديدة في حروب مع دول أجنبية متعددة . وقد سنحت لنابليون أول فرصة لاظهار نفسه عام ١٧٩٣ في حصار مدينة طولون الفرنسية التي استعادها الفرنسيون من الانكليز الذين كانوا قد احتلوها . وكان نابليون مسؤولا عن المدفعية الثقيلة . وفي هذا الوقت كان قد تخلى عن أفكاره الكورسيكية وأصبح يعتبر نفسه مواطنا فرنسيا وقد أكسبه انتصاره في طولون ترقية الى رتبة جنرال وفي عام ١٧٩٦ عين قائدا للجيش الفرنسي في ايطاليا وهنالك أحرز عدة انتصارات مثيرة فيما بين عام ١٧٩٦ - ۱۷۹۷ ورجع الى باريس كبطل قومي .
وفي عام ١٧٩٨ قاد نابليون حملة فرنسية الى مصر ولكن هذه الحملة كانت كارثة ، ففي البر كانت الحملة ناجحة بشكل عام ولكن البحرية البريطانية تحت قيادة ( نلسون ) حطمت الاسطول الفرنسي وفي عام ١٧٩٩ ترك نابليون جيوشه في مصر ورجع الى فرنسا حيث وجد أن الفرنسيين لا يزالون يذكرون انتصاراته في ايطاليا أكثر من انكساراته في مصر . ولذلك واعتماد على هذا فقد اشترك في انقلاب أنتج حكومة جديدة وهي حكومة القناصل وكان نابليون هو القنصل الأول ومع أنه تبنى دستورا جديدا متقنا ، صودق عليه في استفتاء شعبي إلا أن كل ذلك كان قناعا لدكتاتورية نابليون العسكرية .
وكان صعود نابليون الى السلطة سريعا بشكل لا يصدق ، ففي آب عام ١٧٩٣ و قبل حصار طولون كان نابليون ضابطا صغيراً مجهولا ، من أصل غير فرنسي ، إلا أنه وفي أقل من ٦ سنوات وهو لا يزال في الثلاثين من العمر كان حاكم فرنسا دون منازع ، وفي أثناء حكمه لفرنسا أجرى تعديلات في النظام الاداري وفي النظام القانوني لفرنسا ، فقد أصلح التركيب المالي والقضائي وأنشأ بنك وجامعة فرنسا ، وجعل الادارة في فرنسا مركزية ، ومع أن هذه التغييرات كان لها أثرها في فرنسا نفسها ، إلا أن كانت قليلة الأثر في بقية أنحاء العالم .
ان أحد إصلاحات نابليون التي قدر لها ان تكون ذات تأثير خارج فرنسا هي قانون نابليون « فقد جسد هذا القانون المثل العليا للثورة الفرنسية ، فمثلا لم يعد هنالك امتيازات للاصل وأصبح الناس متساوين أمام القانون .
وكان نابليون يعمد في سياسته بإصراره على أنه حامي الثورة الفرنسة. وسع. ذلك ففي عام ١٨٠٤ أعلن نفسه امبراطورا على فرنسا ثم نصب ثلاثة من اخوته على عروش دول أوروبية أخرى ، وهذه الأعمال أثارت دون شك حنق وغضب كثير من الفرنسيين الجمهوريين الذين اعتقدوا ان نابليون كان خائنا لمبادىء الثورة الفرنسية ولكن متاعب نابليون الخطيرة نتجت عن حروبه الخارجية .
ففي عام ۱۸٠٢ وقع نابليون معاهدة سلم مع انكلترا في اميانز ، وهذه المعاهدة أعطت فرنسا فترة راحة بعد حروب دامت حوالي العشرة سنوات ، ولكن في السنة التالية ، خرقت المعاهدة ، وتبع ذلك سلسلة من الحروب مع انكلترا وحلفائها . ومع ان جيوش فرنسا كانت منتصرة دوما على البر إلا أنه لم يكن من الممكن ان تهزم انكلترا دون ان يقهر أسطولها ، ومن سوء حظ نابليون ان أسطوله كسر في عام ١٨٠٥ في معركة الطرف الأغر ، وهكذا ومع أن انتصارات نابليون في معركة او سترلتز ضد جيوش النمسا وروسيا حصل بعد ست أسابيع معركة الطرف الأغر ، إلا أن ذلك لم يعوض عن الكارثة البحرية التي فقط من حلت به .
يفسد وفي عام ١٨٠٨ ورط نابليون فرنسا في حرب طويلة ليس لها هدف وسخيفة في شبه جزيرة ايبريه حيث غاصت الجيوش الفرنسية في مستنقع عجزت فيه عن التقدم ، ولكن حماقة نابليون وخطأه الفادح ظهرا في حملته على روسيا ، ففي سنة ١٨٠٧ كان نابليون قد تقابل مع القيصر وأقسا على الصداقة الابدية في معاهدة تلست ، ولكن هذا التحالف أخذ . وفي حزيران عام ۱۸۱٢ قاد نابليون « جيشه العظيم » الى روسيا . وكانت النتائج معروفة ، فقد تحاشى الجيش الروسي المعارك الضارية مع الجيش الفرنسي ، وبذلك استطاع نابليون ان يتقدم سريعا ، وفي شهر ايلول كان قد احتل موسكو ، ولكن الروس اشعلوا النار في المدينة ، واتلف معظمها حرقا وبعد انتظار خمسة اسابيع في موسكو ( على أمل خائب بأن يطلب الروس الصلح ) ، قرر نابليون الانسحاب ، ولكن بعد فوات الأوان .
فقد استطاع الجيش الروسي أو الشتاء الروسي ال الفرنسية غير الكافية ان تحول الانسحاب الى هزيمة ، فلم يرجع من الجيش العظيم » سوى ١٠ فقط . لقد أدركت الدول الأوروبية ان فرصتهم قد سنحت لازالة النير الفرنسي فاتحدوا جميعا ضد نابليون في معركة ليبرغ عام ۱۸۱۳ حيث سحقت جيوش نابليون ، وفي السنة التالية استقال نابليون ونفي الى جزيرة ألبا على الشاطىء الايطالي .
ولكنه هرب وعاد الى فرنسا في عام ۱۸۱٥ حيث رحب به الفرنسيون وأعيد الى السلطة ، ولكن الدول الأوروبية الأخرى أعلنت عليه الحرب حالا . وبعد مئة . يوم من رجوعه الى فرنسا لاقى آخر هزيمة له في معركة واترلو، وقد سجنه الانكليز في جزيرة صغيرة تدعى جزيرة القديسة هيلانة في جنوب المحيط الاطلسي . ومات هناك بمرض السرطان عام ١٨٢١ .
تعليق