الاسكندر الكبير
alexander the great
٣٥٦ - ٣٢٣ ق.م
ولد الاسكندر الكبير وهو أشهر فاتح في العالم القديم في عام ٣٥٦ وهي. عاصمة مكدونيا في بلاد اليونان ، وكان والده الملك فيليب الثاني ملك مكدونيا رجلا ذا مقدرة فائقة وبعد نظر ، وقد وسع وأعاد تنظيم الجيش المكدوني وحوله الى قوة ذات منزلة رفيعة ، واستعمل الجيش أولا لمحاصرة بعض المناطق في شمال بلاد اليونان تم اتجه جنوبا وفتح معظم بلاد اليونان نفسها . ثم خلق اتحادا يضم معظم ( دول المدن ) اليونانية ، ونصب نفسه زعيماً لها ، وكان يخطط لغزو بلاد عندما اغتيل وهو في سن السادسة والاربعين .
وكان الاسكندر في العشرين من عمره فقط عند وفاة والده ، ولكنه لم يصادف أي صعوبة في ارتقاء العرش لأن والده كان قد أعده لهذا المنصب وكان قد أحرز خبرة لا بأس بها في الشؤون الحربية ، فضلا عن أن والده لم يهمل تثقيف عقله ، فقد كان أستاذه الفيلسوف اللامع أرسطو ولقد انتهزت شعوب اليونان والبلاد المغلوبة فرصة موت فيليب لنبذ النير المكدوني ولكن الاسكندر استطاع في سنتين بعد اعتلائه العرش ان يقهر كل أعدائه ، وبعد ذلك تفرغ لغزو بلاد الفرس .
لقد كان ملوك الفرس يحكمون منطقة واسعة تمتد من البحر الابيض المتوسط الى الهند . أن بلاد الفرس لم تعد في أوج قوتها إلا أنها كانت لاتزال خصما عنيدا . ، ومع
ساق الاسكندر جيوشه لغزو الامبراطورية الفارسية عام ٣٣٤ ق.م وبما أنه كان مجبراً أن يحتفظ بقسم من جيشه في الوطن للاحتفاظ بسيطرته على أملاكه الأوروبية لذا فقد كان عدد جنوده حوالي ٣٥ ألفا عندما بدأ زحفه وكانت قوته صغيرة بالنسبة للجيوش الفارسية . وبالرغم من وضع جيوشه غير المؤاتي عدديا، فقد استطاع أن يحرز سلسلة من الانتصارات الساحقة على القوى الفارسية . وكان هناك ثلاث أسباب رئيسية لهذا الانتصار : أولا ، كان الجيش الذي تركه له والده أفضل تدريبا وتنظيما من الجيش الفارسي . ثانيا ، كان الاسكندر قائدا بارعا ذا مواهب وعبقرية ربما لم يجد الزمان بمثله . وأما السبب الثالث فكان شجاعة الاسكندر نفسه فمع أنه كان باستطاعته أن يوجه الجيوش وهو خلف الصفوف إلا أنه كان يقود جيوشه المتقدمة بنفسه وكان هذا العمل خطرا على حياته فقد جرح مراراً ولكن جيوشه كانت ترى ان الاسكندر يشاطرها الخطر ولم يكن يطلب منهم أن يقوموا بأي عمل دون أن يعرض نفسه للخطر لهذا كانت تتيجة هذه « الاخلاقية » النجاح الأكيد لخططه .
قاد الاسكندر جيوشه أولا خلال آسيا الصغرى ، وقهر جميع الجيوش الصغيرة المتمركزة هناك ، ثم تحرك الى شمالي سوريا حيث هزم الجيش الفارسي في « ايسوس » ثم اتجه جنوبا وحاصر جزيرة صور الفينيقية مدة سبعة أشهر ثم فتحها ، وبينما كان يحاصر مدينة صور أتاه الملك الفار يعرض عليه ان يتخلى عن نصف امبراطوريته للاسكندر مقابل عمل معاهدة صلح ، وقد فكر أحد قواد الاسكندر المدعو « بارمينو ( بأن هذا العرض مناسب وقال : « ا انني أميل أن أقبل هذا العرض لو كنت الاسكندر » فأجابه الاسكندر قائلا : « وأنا أميل لقبوله أيضا لو كنت بارمينو » .
مصر سمع من للاسكندر ، ومع وبعد سقوط صور توجه الاسكندر الى غزة التي سقطت بعد حصار شهرين فقط ، : ثم استسلمت . دون قتال ، وتوقف الاسكندر هناك برهة من الزمن ليريح جنوده ، وهناك ومع أ أنه كان لا يزال في الرابعة والعشرين من العمر توج فرعونا و أعلن أنه إله وبعد ذلك قاد جيوشه راجعا الى آسيا حيث حارب الفرس في معركة أرابيلا الحاسمة ٣٣١ ق.م وهزمهم هزيمة كاملة . ثم دخل الى بابل حيث . نبأ اغتيال الملك داريوس الثالث ملك الفرس على يد أحد ضباطه لمنعه لاستسلام ذلك فان الاسكندر قد ساءه هذا العمل إلا أنه قتل خليفة داريوس الثالث ، وخلال ثلاث سنوات أخضع " كل منطقة ايران الشرقية واندفع متجها الى آسيا الوسطى حيث ربح عدة انتصارات ، ولكن فرقه العسكرية التي أنهكها الحرب والقتال رفضت أن تستمر في الزحف ، ولذلك فقد رجع الاسكندر مرغما اى بلاد الفرس .
قضى الاسكندر السنة ونيف التي بقيت له من حياته في تنظيم امبراطوريته وكان تنظيمه يستند على ان الثقافة اليونانية . الوحيدة الصالحة لذلك العصر ، وان ما عداها . ثقافات بربرية ، ولكنه عاد واقتنع بأن للفرس ثقافتهم وهم جديرون بالاحترام ، فاقترح خلقه فة يونانية فارسية ومملكة . ة يونانية فارسية يسيطر عليها بنفسه .
وعندما مات بالحمى في عام ٣٢٣ ق.م لم يكن قد أوصى بخليفة له وكان عمره لا يتجاوز الثالثة والثلاثين ، وقد تقسمت امبراطوريته بين قواده .
يعتبر الاسكندر أكبر شخصية درامية في التاريخ ، وكانت من أهم نتائج فتوحاته أن جلب الحضارة اليونانية والحضارة الشرقية جنبا الى جنب ، وهكذا أثرى الحضارتين ، فقد انتشرت الثقافة اليونانية بسرعة في ايران وما بين النهرين وسوريا ومصر .
وقد أسس الاسكندر أكثر من ۲۰ مدينة أهمها الاسكندرية في مصر ، التي أصبحت من المدن الطليعية في العالم ومركزاً من مراكز العلوم والثقافة .
إن تأثير الاسكندر في العالم كان أعظم من تأثير نابليون وهتلر فلذلك رأى المؤلف أن يضعه قبلهما في تصنيف المئة .
تعليق